الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

درسان مغايران من معركة بدر الكبرى بقلم : عصام أبو فرحة

تاريخ النشر : 2016-10-27
درسان مغايران من معركة بدر الكبرى  بقلم : عصام أبو فرحة
درسان مغايران من معركة بدرٍ الكبرى
بقلم : عصام أبو فرحة

سأخرج عن المنهاج قليلاً رغم أننا لم نعتد الخروج عن المناهج , فلقد انتهيت للتو من قراءة بحثٍ مطولٍ تحدث صاحبه عن معركة بدرٍ الكبرى التي وقعت في السنة الثانية للهجرة , وقد تناولها الكاتب بالتفصيل والشرح والتحليل واستخلاص النتائج والعبر , ولا أنكر أن العبر كانت كثيرة , وكانت الدروس عظيمة , غير أن الكاتب - وكما اعتدنا – لم يخرج عن المنهاج , فلقد ساق لنا الكثير من المواقف البطولية للصحابة رضوان الله عليهم , واستخلص الكثير من الدروس التي تتحدث عن الإيمان والتضحية والبطولة .
أما أنا فقد اسوقفتني عبارتان خرجتا من معسكر العدو الكافر ، وقد مر عليهما الكاتب مرور الكرام , ربما لأننا لم نعتد الاستفادة من عدو , وليس من طبعنا الخروج عن مناهجنا التي علمتنا ألا نشيد بموقفٍ يخرج من الآخر أو من الضد .
العبارة الأولى , أو ربما هو الموقف البطولي الأول :
عبارة قالها أبو سفيان حين جاءه رسول قريش يخبره أن يلتحق بالجيش الزاحف إلى آبار بدر , وكان أبو سفيان على رأس قافلة تجارية تحمل بضاعة فيها جُل أموال قريش , فرفض الرجلُ أن يلتحق بهم ، وقرر الابتعاد بالقافلة إلى طريق آخر ، ليبتعد بالبضاعة والأموال عن محيط المعركة , فقال له البعض : أتهرب يا أبا سفيان متناسياً مكانتك في قومك ؟
فأجابهم بعبارة لا تصدر إلا من رجل شجاع يعي كل معاني الشجاعة الحقيقية ويمتلك كل مقومات القيادة ، بغض النظر أكان كافراً أو مؤمناً , حيث قال :
( إن مكانتي في قومي لهذا اليوم رهنٌ بسلامة هذه الإبل ) .
قرارٌ شجاع وحكيم ، اتخذه رغم درايتة بما سيقال عنه , وقد قيل , قيل : جَبُن , هرب ، نجا بنفسه .... إلخ , لم يكترث بما سيقال , وكان همه الابتعاد بالقافلة عن الخطر , والوصول إلى مكة بأموال تعهد بحمايتها ، عرف أن مكانته الحقيقية في قومه تكمن في الحفاظ على أموالهم , حتى وإن لم يدرك القوم قيمة عمله ، ولم يكن منتظراً الشكر أو الثناء , فلقد كان على علمٍ أن هروبه عن المعركة سيلغي فضله في سلامة القافلة , لم يكترث بما سيأتي , وقال عبارته واتخذ القرار .
العبارة الثانية ، أو كما أسلفت ، ربما هو الموقف البطولي الثاني :
عبارة قالها عتبة ابن ربيعة , فقد أدرك عتبة أنهم قادمون على قتال الأهل للأهل , فنصف جيش المسلمين من المهاجرين , ومن هم الهاجرون ؟ هم الأبناء والأخوة والأقارب والجيران , وكان في صفوف المسلمين ولدٌ لعتبة , وحين علم عتبة أن أبا سفيان ابتعد بالقافلة , قدّرَ له صنيعه , وارتاح لقراره - وكأن القادة الحقيقيين أقدر من غيرهم في الحكم على الأمور – فما كان من عتبة إلا أن اجتمع بأشرف القوم وقال :
- إن سلمت القافلة فلنرجع عن قتال الأهل .
قالوا : ويحك , أنهرب كما هرب أبو سفيان ؟
حينها قال عبارته – والتي أراها خالدة – قال :
- تعلمون أني لست بأجبنكم , ومع هذا ، ( اعصبوها برأسي وقولوا : جَبُنَ عُتبه ) .
أية شجاعة هذه وأية حكمة ؟ يرتضي عتبة أن يرتدي ثوب الجبن وهو البعيد عنه كل البعد , يرتضي أن يرتديه نيابة عن كل القوم , مقابل أن يرجع عن قتال الولد والأخ والقريب .
تلك مواقف خالدة يجب التوقف عندها والتفكر بمعانيها حتى وإن صدرت عن عدوٍ كافر , تلك هي الشجاعة الحقيقية , الشجاعة هي الابتعاد عن الأمجاد الشخصية الزائفة , والنظر إلى الأهداف السامية , القيادة هي ترك ( الأنا ) وتمكين ( نحن ) , الريادة هي أن أن أكون قادراً على اتخاذ القرار في ظل المعارضة والرفض وعدم التأييد , وألا أنتظر التصفيق والتهليل والمؤازرة ، العظمة هي أن أرتضي ظلم الحاضر وأنا أعيش فيه , آملاً أن ينصفني التاريخ في زمنٍ ربما سأكون غائباً عنه , وأختتم قولي بأن للشجاعة وجوهاً أخرى لا يمارسها إلا العظماء , ولا يدرك قيمتها إلا الحكماء .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف