الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محمود شكوكو وابتكار مسرح العرائس بقلم:وجيه ندى

تاريخ النشر : 2016-10-27
محمود شكوكو وابتكار مسرح العرائس بقلم:وجيه ندى
محمود شكوكو وابتكار مسرح العرائس
وجيــه نـــدى بحث و تحرير فنى وحكاية الفنان الذي بيعت تماثيله في كل أنحاء مصر‏ ومحمود شكوكو رائد فن المنولوج ومبتكر مسرح العرائس في مصر‏!‏ كان بمثابة موهبة متعددة متفجرة واستطاع علي مدي‏55‏ عاما من العمل المتواصل ان يصبح ملكا متوجا علي عرش فن المنولوج الذي يعتبر رائده الأول‏,‏ وبالرغم من نشأته وسط اسرة كبيرة بين‏14‏ أخا وأختا بالإضافة إلي عدم إكماله لتعليمه وعمله منذ صغره في ورشة النجارة الخاصة بوالده‏,‏ فإنه بدأ مشوار الفن من نقطة الصفر وتخطي صعابا كثيرة حتي أصبحت شهرته تضاهي كبار الممثلين الذين كان يعمل معهم في أدوار ثابتة بالسينما‏,‏ ووصل عشق البسطاء له إلي درجة الانتشار غير العادي للتماثيل ولعب الأطفال التي كانت تحمل وجهه أو صورته بملابسه الشهيرة المكونة من الجلابية والطاقية والمنديل‏,‏ ومن اللحظات الاخيرة في حياة محمود شكوكو كانت اكبر امنياته ان يظل يعمل حتي آخر لحظات العمر وقد حقق له الله هذه الأمنية وظل يعمل حتي آخر ساعات عمره حيث كان يشارك في مسرحية الزيارة الأخيرة وفاجأته أزمة صحية شديدة حملوه إلي المستشفي التي ظل بها لعدة ايام انتقل بعدها الي الرفيق الأعلي في‏21‏ فبراير عام‏1985‏ عن عمر يناهز‏73‏ عاما امضي منها نحو‏55‏ عاما في الوسط الفني كافح خلالها واثبت انه رائد فن المونولوج الكوميدي الاجتماعي الهادف وادخل البهجة والسرور علي قلوب الملايين ولاتزال اعماله شاهدا علي موهبته التي لا يستطيع أحد ان ينكرها‏.‏ وكان ميلاد محمود شكوكو في اول مايو عام‏1912‏ في الكحكيين بالدرب الأحمر‏,‏ ومنذ طفولته تنبأ له الكل بالموهبة وخفة الظل الواضحة عليه حتي أن جميع من حوله من الجيران والأهل والأصدقاء لم ينج أحد منهم من تقليده لهم باسلوب ساخر مضحك حتي الطيور والحيوانات والباعة الجائلين كان يقلدهم‏,‏ وكان لدي جده ديك كبير وكان محمود يختبئ ويقلد صياح هذا الديك فأطلقوا عليه لقب شكوكو‏.‏ وعلي الرغم من عدم استمراره في الكتاب الذي كان يحفظ فيه القرآن الكريم و كان عصامي التعليم وعلم نفسه بنفسه علي الرغم من عمله في ورشة النجارة وقد استمر في هذه الورشة حتي بلوغه سن الشباب حيث طغت عليه موهبة الفن والتقليد والغناء‏.‏ وكانت ورشة النجارة يجاورها مقهي بلدي تجتمع فيها يوميا في المساء احدي الفرق الموسيقية من شارع محمد علي لإحراء البروفات وضبط الآلات الموسيقية التي يحملونها قبل ذهابهم للأفراح والمناسبات‏.‏ وعلي الرغم من أن عمر محمود شكوكو في ذلك الوقت لم يتعد الخامسة عشرة الا أنه كون صداقة قوية مع اعضاء هذه الفرقة وتردد عليهم وصاحبهم يوميا بعد انتهاء عمله في الورشة إلي كل مكان يذهبون اليه وكان معجبا بالأغنيات الشعبية والمنولوجات الكوميدية التي كانوا يقدمونها‏,‏ وكان يدفع كل ما يحصل عليه من عمله في الورشة مقابل مصاحبة هذه الفرقة والسماح له في بعض الأحيان بإلقاء بعض الأغاني البسيطة الساخرة التي حفظها وبمرور الوقت اشتهر واصبح يرتجل النكت والفكاهات اثناء القائه هذه المونولوجات وقد احتفظ محمود شكوكو بعمله في الورشة حتي عام‏1944‏ وإحترف بعدها العمل في مجال الفن وكان ذلك بعد أن شاهده الفنان القديم علي الكسار في إحدي الحفلات وصمم علي ضمه لفرقته حيث ادخل عليها لأول مرة نظام القاء المواويل والفكاهات والمونولوجات بين فصول الأعمال التي تؤديها الفرقة وسجلت هذه الفترة التي عمل خلالها في فرقة الكسار شهرة واسعة وذاع صيته واصبح مطلوبا بالاسم في كل الحفلات الخاصة في مختلف المناسبات وكذلك الأفراح وكان كل ذلك دافعا له لتكوين فرقة استعراضية يكون فيها هو البطل وشاركته في هذه الفرقة الفنانة سعاد مكاوي والفنانة ثريا حلمي وكانت هذه الفترة من الفترات الجميلة جدا في حياة محمود شكوكو الفنية وقدم خلالها أجمل اعماله والكثير من منولوجاته الشهيرة التي كان يقصد بها مناقشة الأزمات الاجتماعية التي كانت منتشرة في ذلك الوقت ومن هذه الأعمال ورد عليك - الإشاعات‏,‏ الساعة كام‏,‏ وقارئة الفنجان‏,‏ حموده فايت يا بنت الجيران‏,‏ عشرة طويلة‏,‏ امسك الخشب‏,‏ وشكوكو واوا‏,‏ وشجعه نجاح هذه الأعمال ونجاح الفرقة التي كونها لأن يستأجر سينما كليبر الموجودة في شارع فؤاد بوسط البلد وقام بتحويلها إلي مسرح يحمل اسم فرقة محمود شكوكو الاستعراضية‏,‏ وقدم علي هذا المسرح عدة أعمال مسرحية استعراضية‏,‏ لاقت نجاحا كبيرا وشاركه في هذه الأعمال مشاهير الفنانين في ذلك الوقت من عمالقة الكوميديا اصحاب الدم الخفيف ومن هذه الأعمال السندباد البلدي وكانت آخر هذه الأعمال‏.‏ و في إحدي الحفلات الخاصة تقابل محمود شكوكو مع الإذاعي الكبير محمد فتحي ولم يسلم خلال هذه الحفلة من قفشاته وضحكاته واعجب جدا بالأسلوب الكوميدي الفكاهي الذي يقدم به محمود شكوكو اعماله وعرض عليه فكرة تقديم هذه الأعمال من خلال الإذاعة وبالفعل ذهب والدي وكانت فاتحة خير كبيرة جدا حيث كانت الإذاعة في ذلك الوقت اختراعا جديدا يتمني أي فنان الوصول إليه وانتقلت هذه الشهرة والنجومية إلي فتح آفاق جديدة منها االسينما كما أنه أصبح مطلوبا لإحياء حفلات في أغلب البلاد العربية وبعض البلدان الأوروبية ثم كانت خطوة عمله في بعض الأفلام السينمائية غاية في الجرأة وبمجرد بدايته في هذه الأعمال ولأنه خفيف الدم والظل أصبح في خلال فترة زمنية قصيرة بطلا‏,‏ وقد بدأ مشواره السينمائي بفيلم حسن وحسن وهو من إخراج نيازي مصطفي‏.‏ وأصبح محمود شكوكو القاسم المشترك في معظم افلامه التي ظهرت بعد ذلك ثم أصبح كل المخرجين الكوميديين يضعون اسم شكوكو أولا والدور الذي سيلعبه قبل اختيار بقية عناصر الفيلم وكانت في الأغلب شخصية ابن البلد المرح صديق بطل الفيلم كما أن بعض هذه الأفلام كانت له البطولة المطلقة مثل عنتر ولبلب‏,‏ وظلموني الحبايب وليلة العيد وظلموني الناس وطلاق سعاد هانم والبريمو والسر في بير والأسطي حسن وأميرة حبي أنا وعروس المولد‏.‏ وفي خلال فترة زمنية تعتبر قياسية وصل عدد الأفلام السينمائية التي شارك فيها إلي نحو‏100‏ فيلم سينمائي لاقت معظمها نجاحا وإقبالا جماهيريا و من أعماله: - 1944 أحب البلدي، حسن وحسن- 1945 تاكسي حنطور، البني آدم، الصبر طيب- 1946 عودة طاقية الإخفاء، الدنيا بخير، يوم في العالي، إكسبريس الحب، صاحب بالين- 1947 الفرسان الثلاثة، أمل ضائع، هدية، البريمو، صباح الخير، بنت المعلم- 1948 الهوى والشباب، يحيا الفن، حب وجنون، اللعب بالنار، البوسطجي، بنت عز، عنبر، أميرة الجزيرة- 1949 حدوة حصان، نادية، المرأة الشيطان، ست البيت، الستات كده، اوعى المحفظة، طلاق سعاد هانم- 1950 نحو المجد، بلدي وخفة، أسمر وجميل، أفراح، ظلموني الناس، غرام راقصة، أخلاق للبيع- 1951 خدعني أبي، الشرف غالي، أنا بنت ناس، شباك حبيبي، الدنيا حلوة، فتاة السيرك، ورد الغرام، وهيبة ملكة الغجر، خضرة والسندباد القبلي، الصبر جميل، خد الجميل- 1952 شمشون ولبلب، آمال، الأسطى حسن، حضرة المحترم، شم النسيم- 1953 السر في بير، ظلموني الحبايب، المقدر والمكتوب، ابن الحارة، ما ليش حد، حب في الظلام، بائعة الخبز، مليون جنيه- 1954 المال والبنون، دلوني يا ناس، فالح ومحتاس، تحيا الرجالة، انتصار الحب- 1955 من رضي بقليلة، عروسة المولد، تار بايت، عريس في المزاد- 1963 زقاق المدق- 1970 حرامي الورقة- 1971 واحد في المليون- 1974 أميرة ح بي أنا- 1976 شلة الأنس. وأيضا من ضمن الأعمال المسرحية والتي شارك فيها موال من مصر‏,‏ مصر بلدنا‏,‏ ومسرحية زقاق المدق لكاتبنا الكبير نجيب محفوظ وأخيرا الزيارة انتهت‏.‏ وكل ذلك يدل علي أنه كان فنانا متعدد المواهب يشارك في كل أوجه الأعمال الفنية لما كان يتمتع به من موهبة صادقة‏.‏ وفي فترة من الفترات سجلت المونولوجات التي كان يلقيها نجاحا طغي علي الكثير من الأعمال الفنية الأخري وتقديم مونولوج الفرانكو آراب وأشهر هذه الأعمال مونولوج أشوف وشك تومورو وحبيبي شغل كايرو ومفيش في القلب غيره وكان يؤدي هذه الأعمال بالزي الشعبي الذي اشتهر به كشخصية كاريكاتورية أعطته طابعا متميزا إنفرد به وكانت من إبتكاره الشخصي مثل إرتداء الجلباب البلدي المخطط والطاقية الشهيرة بالزر الذي يتدلي منها حتي أن هذه الملابس أصبحت تلازمه ويتنقل بها حتي في أغلب سفرياته ومنها رحلته الشهيرة إلي المانيا التي لاقت نجاحا كبيرا وكتبوا عنه في الصحف هناك أنه شارلي شابلن العرب ولكنه لم يفرط بعد عودته في لقبه الذي كان يفضله بأنه شكوكو العرب‏.‏ و محمود شكوكو أول من أدخل فن الأراجوز علي المسرح واستخدم خلال تقديمه لهذا الفن عرائس المارونيت ومن الأسرار التي قد لا يعلمها الكثير أنه هو الذي كان يقوم بتصنيع هذه العرائس بيديه واستغل خبرته في العمل في ورشة النجارة خلال صباه في تصنيعها حتي أن السفير الروماني عندما شاهده علي المسرح يقدم هذا الفن اعجب به جدا وقدم له دعوة لزيارة رومانيا للدراسة والإطلاع علي هذا الفن بصورة أعمق وبالفعل سافر وأحضر معه بعد عودته الكثير من الأسس والأفكار المتطورة التي ساهمت في تأسيس مسرح العرائس في مصر‏,‏ وقدم بعد ذلك أوبريت الليلة الكبيرة التي تم تنفيذها علي هذه الدراسة التي قدمها وقام بوضع خبرته فيها‏.‏ وعن أشهر الصفات التي كان يتميز بها الفنان المتعدد محمود شكوكو‏ انه لم يبخل بأي صورة علي فنه بكل ما هو غال وانفق علي أعماله ببذخ وكان يتعامل مع كبار المؤلفين ليكتبوا له المونولوجات وكذلك كبار الملحنين المشهورين في ذلك الوقت وكتب له بيرم التونسي وفتحي قورة ولحن له منير مراد وزكريا أحمد والموسيقار محمد عبد الوهاب الذي قام بتلحين مونولوج يا جارحة القلب بقزازة لماذا الظلم ده لماذا مما يدل علي أنه كان فنانا يحترمه ويقدره الجميع وساعدوه علي نبوغ موهبته حتي أنه قدم نحو‏400‏ مونولوج وموال لاقت كلها نجاحا يجعله بإنفراد المؤسس الأول لفن المونولوج الكوميدي الهادف علي مستوي الوطن العربي كله‏.‏ ومن فرط الشهرة التي كان يتمتع بها محمود شكوكو في ذلك الوقت وحب الناس له أصبح محمود شكوكو إحدي وسائل المقاومة الشعبية في ذلك الوقت للاحتلال الأجنبي‏,‏ حيث كانت التماثيل التي تجسم وجه محمود شكوكو والطرطور الذي كان يرتديه كان يتم استبدالها مع الباعة بالزجاجات الفارغـــــة التي كــــــان يجمعهـــــا أفراد المقاومـــة ويملؤها بعد ذلك بالمواد الحارقة لتصبح قنابل مولوتوف يلقونها علي جنود الأحتلال وحتي بعد انتهاء الإحتلال علي مصر استمر الإقبال علي شراء هذه التماثيل التي كانت مــــن الألعاب التي يمسكها الأطفال والصغار ويلعبون بها لفترة طويلة‏.‏ أما عن الحياة الأسرية لمحمود شكوكو كان صاحب قلب حنون علي أولاده الثلاثة وكان يعطف عليهم بقلبه وعواطفه ولم ينشغل عنهم ابدا علي الرغم من طبيعة عمله وانشغاله وقضائه لأوقات طويلة خارج المنزل لإعداد أعماله والتجهيز لها وعمل البروفات إلا أن كل ذلك لم يمنعه من الحرص والتواجد بالمنزل وسط عائلته واجتماعه بالأسرة كلها وقت الغداء وكذلك العشاء ومن المواقف الطريفة التي أشتهر بها في أثناء تكريمه في عهد الرئيس الراحل أنور السادات وتقلده جائزة الدولة التقديرية تقديرا لعطائه وفنه علي مدي أكثر من خمسين عاما وكانت فرحته كبيرة جدا بهذا التكريم وهذه الجائزة وظل طوال الأيام التي سبقت هذه الحفلة يستحضر بعض الكلمات التي سيشكر بها الرئيس في أثناء استلامه للجائزة‏..‏ وعندما جاءت لحظة سلامه علي الرئيس انورالسادات ذهبت كل الكلمات التي كان يحفظها وارتبك ولكن خفة دمه وحضوره جعلته يرتجل بعض الكلمات أمام الرئيس ويقول له ساعة ما بشوفك بيروح مني الكلام وانساه وتعالت ضحكات الرئيس وكل المحيطين حوله وانفجروا في الضحك واحتضنه الرئيس وقبله وهنأه علي فوزه بهذه الجائزة‏..‏وكان تكريمه في عيد الفن 1979،وغادر عالمنا فى 21 فبراير 1985 رحمه الله واسكنه فسيح جناته بحث و تحرير فنى وجيــه نــدى
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف