الأخبار
غالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليمي
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اقعد محلك يا حمار بقلم:ناجح شاهين

تاريخ النشر : 2016-10-27
اقعد محلك يا حمار:

ممارسة يومية في المدرسة الفلسطينية

ناجح شاهين

رفع الطفل أصبعه في حماسة ولهفة من أجل أن يكتب الكلمة بناء على طلب المعلمة. كتب الصغير على السبورة "ممرض" بشكل سليم، فصرخت المعلمة "اقعد محلك يا حمار، هذي مش ممرضة، هذي ممرض."

هناك احتمال أن المعلمة قد أخطأت فقالت ممرض وهي شاردة الذهن، وهناك احتمال أن الطفل قد أخطأ بسبب لهفته، ولم يستمع بدقة، وهناك احتمال ثالث أنه أخطأ فعلاً في كتابة كلمة "ممرضة". لكن هل يستدعي الخطأ صرخة "يا حمار"؟

هل يحق لأي كان في جهاز التربية أن يشتم الطلبة لأنهم غير قادرين على أداء مهمة ما من الهمات العبقرية التي يكلفون بها، خصوصاً النسخ والحفظ الصم؟ ألا تعد إنسانية الطفل وكرامته خطاً أحمر لا يجوز تخطيه بغض النظر عن قدراته الأكاديمية أو الدراسية أو "البصمية"؟

ما هي أهمية رقمنة التعليم والأجهزة التي يتم تسويقها في المدارس إن كانت الممارسة الشائعة على أوسع نطاق في مدارس السلطة التي يقودها وزير التعليم صبري صيدم هي اضطهاد الأطفال وانتهاك كرامتهم وإنسانيتهم وتدمير حبهم للحياة والمجتمع إذا "قلوا الأدب" أو كانوا "تيوساً" في الدراسة؟ أليست هذه هي المصطلحات التربوية المستخدمة في مدارسنا؟

ثم سؤال حزين حول المعلمة المسكينة: ألا تمارس هذه المعلمة الفقيرة التدريب ألواناً من التملق والتزلف والصبر عندما يتعلق الأمر بعبور حواجز الاحتلال؟ إنها على الأرجح توزع الابتسامات واللطف على جنود الاحتلال ومديرها في المدرسة ومسؤولي التربية والوزارة جميعاً. ولا بد أنها تردد مثل الآلة أقوالاً لسكنر وبافلوف وبياجيه حول الإثارة والدافعية والتعليم المفرد والإبداع ...الخ دون أن يعني لها شيئاً. من الواضح أنها لا تحب التعليم ولا تحب الأطفال ولا تحب بلادها. أستطيع أن أجزم أن دافعاً وحيداً "مفيش غيرو" يأتي بها إلى المدرسة هو الحصول على الراتب، ولتذهب الطفولة والبلد كلها إلى الجحيم.

لن تغير الأجهزة التي يريدون تسويقها في مدارس الضفة وغزة ولا الكتب المقررة الممولة الجديدة شيئاً في جوهر التعليم. هذه مجرد هوامش في سياق العملية التعليمية. جوهر العملية الحقيقي هو احترام كرامة الطفل، وإنسانيته، وذكائه، وجسده، وعقله، والسماح له بتطوير مشاعر الحب للحياة، وفلسطين، وأهلها، والقراءة، والتفكير، والمدرسة.

أما قهر الصغار وقتل إنسانيتهم ودافعيتهم وذكائهم فلا يعوضه أجهزة عرض ولا طول. ولذلك نستطيع أن نطمئن وزارة التعليم الفلسطينية أن شيئاً لن يتغير للأحسن. ربما تتجه الأمور نحو الأسوأ مع استبدال المعلم/العنصر البشري، بالماكينة التي ستكرس إحساس الأطفال بالملل وتقلل من إحساسهم بجدية الموقف. لا بد أن الوزارة ستحتاج إلى توظيف عدد كبير من الأشخاص ليقوموا بشتم الأطفال والصراخ عليهم لكي يلتزموا بتأمل جمال العروض التي ستقدمها لهم في غرفة الصف أجهزة الوزارة الإلكترونية سواء أحبوها أو أبغضوها.  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف