الأخبار
ما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقط
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

"المقعد الرمادي يجعلنا غائبين ونحن حاضرين"

تاريخ النشر : 2016-10-27
"المقعد الرمادي يجعلنا غائبين ونحن حاضرين"

وبعد ذلك الحادث قرر أن يعتزل العالم أن يعتزل شرب فنجان القهوة في المقهى المجاور لبيته قرر إلغاء خط الهاتف أن يغلق النوافذ لا يجب على طارقي الباب سوى بائع الجرائد يجيب علية من وراء الباب ويقول له عبارة واحدة " ضع الجريدة من تحت الباب" وبعد كل الانطواء الذي غلف فيه نفسة كان يستيقظ كل صباح يعد فنجانه القهوة الخالي من السكر ويشغل المذياع على صوت فيروز ويبدأ بشرب القهوة والاستماع الي المذياع وبعدها يغسل فنجانه وينظر إلى ساعته لنتظار بائع الجرائد ويخذها ويجلس خلف النافذه الكبيرة المغطا بستائر التي في غرفته ويبدأ يقرأ بيها بكل تمعن وكأنه يبحث عن أمر وهو حقاً يبحث عن امر ما ففي يوماً وهو يقلب بصفحات الجريدة وجد مقال بعنوان الحاضر الغائب تغيرت ملمحة فجأة قبل أن يقرأ المحتوى ألقى نظرة إلى الكاتب أو الكاتبه لتلك المقال فكانت كاتبة إسمها (ريم الحارس)
إذ بعينيه تمتلئ بدموع هذا الامر الذي كان يبحث عنه وسبب تمعنه في الجريدة
أجهش بالبكاء مع أبتسامه مليئة بالحنين وعاد وقرأ المقال مراراً حتى حل المساء .
قرر أن يشعل التلفاز ويضع على قنواته المفضلة وهو يقلب يظهر له إحدى برامج التلفاز كانت نهاية الحلقة إذ بي مذيع البرنامج يقول إنتظرونا الخميس القادم في نفس الموعد لستقبال والتعرف على الكاتبة المتآلقة دائما بحروفها ( ريم حارس) لم يصدق ما سمعته إذناه شعر أن الفرحة تغمر قلبة كانت سعادة لا توصف وبدأ بنتظار الخميس القادم مرة علية الاسبوع ك آلف سنه حتى جاء الخميس إستيقظ في الصباح في تمام الساعة السابعة لم يشرب قهوته لم يسمع لفيروز لم يجب على بائع الجرائد بقي جالسا أمام شاشه التلفاز ينتظر الثامنة مساءاً لم يمل لم تغمض عينه بقي بكامل فرحه ووعيه حتى دق عقرب الساعات دق على ساعه الفرح ساعه الفرج بنسبه له وبث البرنامج دخل المقدم بمقدمة ومن ثم رحب بالكاتبة دخلت وجلست وهو سالت دموعه دون وعي بدأت بتكلم عن نفسها وحياتها وأحزانها وبعد ذلك طرح عليها المقدم سؤال سبب تسمية مقالك الاخير بالغائب الحاضر صمتت قليلا ترغرغت عيونها بدموع كتمت أنفاسها المليئة بالأهات ومسحت دموعها المحصورة بين جفونها وقالت أسميتها الغائب الحاضر لانني كتبتها ل أحدهم فهم المذيع انها لا تريد الدخول بتفاصيل وبدأ يوجه لها الاسئلة المختلفة حتى حان موعد نهاية الحلقة وجها لها المذيع إذ اراد جمهورك التواصل معك كيف؟
إجابت لمن يريد التواصل معي سأكون سعيدة وسأجيب عن أسألتكم تواصلوا معي عبر البريد الاكتروني وقامت ب قولة كان جالسا امام الشاشه دون أي حركة حتى قالت بريدها لم يكن يملك لا ورقة ولا قلم بجانبه والذهاب ل إحضار الاورقة يكون قد أنتهت فما كان في يدة غير سماعه وحفظه وفعلا حفظة كما يحفظ أسمه وبعد ذلك دونه خاف أن تخونه ذاكرته وينساه مرة الايام وهو في صراع مع نفسة وكلما نظر إلى الورقة المكتوب عليها البريد يضيق صدرة .
حتى إتخذ قرارة ذهب الى تلك الغرفة التي لم تفتح منذ شهور دخل وتجاه إلى جهاز الحاسوب الذي إمتلئ بالغبار مسحهه وهومتردد .
تردد أكثر عندما قرر فتحه طال الامر ل ساعات حتى فتحة ودخل إلى شبكة الانترنت فبدأ بعمل بريد بإسم مستعار على الرغم من أنه يمتلك بريد بإسمه لكن كانت رغباته مجهولة اكمل البريد وبعدها احضر الورقة المكتوب عليها بريد الكاتبة ريم الحارس ودخل علية وطال النظر الي شاشه الحاسوب بضع ساعات حتى وضع أصابعه على لوحة المفاتيح وبعث لها رسالة قال في محتواها : "مرحباً لشمس تشرق بين كل حرف " وضغط على إرسال وبعدها شعر بندم ادرك انه بعث لها برسالة لم يصدق ما فعل وانه كأنه منوم مغناطيسياً ومن ثم أغلق الجهاز وذهب لنوم كي ينسى ما حدث أو كانه يريد أن يشعر أنه كان حلم وعند إستيقاظة يتأكد أنه لم يبعث ل أحد أي شي لكن إختارة السهر في تلك الليلة وبقى مستيقظاً في تمام الساعة الواحدة مساءَ ذهب وفتح البريد فوجد رسالة تردد في فتحها كثيراَ لكن فتحهها إذ ب الكاتبة أجابت على رسالته بإجابة ليست كما يجب لم تقل له شكراً أو من ذوقك ...ألخ إجابت على رسالته (من أنت) ؟؟
هو قرأ تلك العبارة فاحمر وجهه تمالك نفسه قليلاً ورد عليها
أحد أعجب بكلماتك التي تتراقص فرحاً أحد تألم بكلماتك التي تنهمر آلماً
في هذه المرة كان واعيا لما يكتب لم يندم شعر انه فعل شيئاً جيداً لم يطل انتظارة أمام الشاشة إلا إذ بي ريم الحارس ترسل له رسالة على الرغم من أن الوقت متأخر ف أدرك أنه كانت تنتظر الرد من ذاك المجهول ردت عليه قائلة
تتراقص بالحاضر وتتأم للغائب هل للياسمين أن يفوح قبل الربيع
هو قرأ الرسالة وذهل شعر أن على الرغم من أسمه المزيف إلا انه تعرفه رد عليها قائلا: كيف لا ؟يفوح الياسمين ؟ بغير الربيع وأنت ونبض قلمك حاضراً
إجابته بسرعة تتجاوز التصور قالت له ( نزار)
تجمد هو في مكانه لم يكن يتصور أن تعرفه بهذه السرعة وهو يفكر ارسلة له قائلة كلماتك تخونك وعباراتك تكشفك رغم إختبائك الذي ليس له تفسير ...
أجابها: أتريدين تفسير من هروبي واختفائي إذ اسمعي الى التفسير (( مقعدي الرمادي)) عادة بذاكرتها قبل شهور ومر من أمامها الحادث الذي أصاب عازف الكمان نزار .
نزار الذي كان الصديق الصدوق ل ريم حصل الحادث أمام دار الاوبرا عندما كانت ريم تحضر الحفله الموسيقيه التي كان فيها نزار مثل شعلة النار بجمال عزفة وعند إنتهائه اصحب ريم وأصدقائة الباقون للعشاء في إحدى المطاعم وبعد خروجهم من دار الاوبرا بلحظة هب رياح كان نزار يحمل مجموعة من المعزوفات التي يخطها بخط يدة ف بريح غدارة طارت الاوراق لم يفكر نزار بشيء سوى اللحاق بها بطريقة مجنونة لإحضارها رقدت الاوراق في منتصف الطريق صراخ أصدقائة لم يوقفه وهو يحضرها إذ بعربه تصدمه بقوة كانت صدمه قوية سالت دماءه على الاوراق تحول لونها من الابيض المصفر إلى الاحمر كانت فاجعة شهدتها دار الاوبر نقل نزار الى المشفى تحسن وضعه إلا انه أصيب بالعجز في قدماه ولن يستطيع السير نهائيا ويجب أن يلتزم بالكرسي المتحرك (( المقعد الرمادي))
نقلوه إلي بيت خالته لانها كانت ثريةوتملك الخدم كي يخدموا نزار. عادت ريم الى وعيها وادركت ما هي علية .
هي الان امام الشاشة التي تراسل من خلفها نزار قالت له برسالة مفعمة بالالم إلى أين ذهبت بعد أسابيع من ايصالنا لك إلى بيت الخالة خولة رد عليها نزار
إحدى الايام طلبت من إحدى الخدم أن ينقلني إلى بيتي دون أن يخبر أحد مقابل مبلغ من المال ووافق الخادم في ليلة من اليالي نقلني الخادم الي بيت قاطعت حديثة
قائلة : أنت في بيتك لماذا لا تجيب على الباب ولماذا هاتفك معطل ؟؟
رد عليها : جلوسي على المقعد الرمادي اللعين يعني إعتزالي, لم يعد لي أي فائدة
ردت علية قائلة : أكنت تعتقد أنك حاضراً فقط بقدميك أين قلبك, روحك ,وأصابعك وإحساسك؟؟ حقا انك أحمق هو قرأ الرسالة ونزلت دموعه ورد عليها لقد دخل إلى حياتي زائرا غير مرغوب به هذا المقعد لا يشعرني فقط ب عجز قدماي إنما عجزروحي .
ردت عليه : أنتظرك في الحديقة التي كنا نجتمع بها إذ أتيت سأبقى في لبنان
إذ لم تأتي وتراني ل أراك سأغادر البلاد حقائبي جاهزة وغداً طائرتي لم أتحمل أن تكون غائباً وأنت حاضرا أنتظر الساعة الثانية عشر ظهرا. قال لها ستغادري البلاد ؟
اجابته فكرة الغياب بالحضور صعبه جداً وأعتقد أنك قرأت مقالتي الاخيرة التي أدركت انها لك قلباً وقالباً قال لها لكنني لا استطيع ردت إذاً سأغادر قد تكون نيران الغربة أهون من النيران التي تشتعل بداخلي هنا
أجابها بتردد حسناً قالت له لا اريد حسناً هل ستأتي أم لا قال لها نعم سآتي
وودعته كي تذهب إلى النوم
جاء الصباح استيقظ في السابعة,في هذه المره شرب قهوتة ,وضع فيها السكر وسمع فيروز وهو يبتسم إذ ببائع الجرائد يقرع الباب لم يقل له ضعها من تحت الباب فتح له الباب وأخذ منه الجريده وشكره .
لم يفتح الجريدة وضعها على المائدة بجانب فنجانة الذي لم يغسلة وعاد النظر إلى الساعة قاربت الساعة على الحادية عشر صباحا دخل لتجهيز نفسة لبس أجمل ما لدية ورش عطراً كانت ريم قد أهدت له .
طلب من حاجب العمارة التي يسكنها أن يساعدة في النزول ويطلب له سيارة اجرة وطلب هو من سائق السيارة ان يوصلة إلى الحديقة وصل لها في تمام الساعة الثانية عشر ظهراً تماماً إتظر وانتظر وانتظر وطال الانتظار قاربت الساعة على الثالثة ولم تأتي ريم لم يعطي إي ردت فعل قال في نفسة فحسب ومن سيقابل صاحب مقعد رمادي أنا ساذج عاد إلى البيت بدل ملابسه دخل المطبخ ل يشرب الماء نظرة إلى المائدة رأي الجريدة التي لم يقرأها فتحها وبدأ يتصفحها بكل إستهتار إلا أن وقع نظره على خبر مكتوب بالخط العريض ( وفاة العازف نزار درويش )
أصيب بصدمة لم يكن يتوقعها بسبب الانعزال والاختفاء الذي ظل فيه إعتقد أصدقائة وخالتة والجميع أنه توفى في ظروف غامضة ولم ينشر الخبر حتى وافق إحدى افراد عائلة ولم يكن له سوا خالتة خولي .
لقد مات وهي وعلى قيد الحياة .
عرف عدم مجيء ريم فمن عادتها كل صباح قبل أن تفعل أي شي تقرأ الجريدة إبتسم شعر عدم مجيئها إليه ليس مقعده الرمادي .
وقال وهو يسخر من نفسة الآن يا نزار أصبحت غائباً غائباً وبعد عدة أيام قام بنشر مقالة في إحد الجرائد بعنوان غائب غائب بقلم : المقعد الرمادي.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف