الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جرائم مستمرة ضد الإنسانية ينفذها أطباء مجرمون بقلم:ا.د. عبد الكاظم العبودي

تاريخ النشر : 2016-10-27
من فاشية كارادان كاراديتش إلى شوفينية  نجم الدين عمر كريم

جرائم مستمرة ضد الإنسانية ينفذها أطباء مجرمون

ا.د. عبد الكاظم العبودي

في كل مجزرة وحرب إبادة جماعية ضد الإنسانية يفتش الناس عن القتلة والمجرمين وغالباً ما يتقدم الاتهام في الذهن  إلى أسماء العسكريين أو قادة المليشيات والعصابات المنفلتة خلال فترات حالات الفوضى، خاصة عندما تتداعى سلطة الدولة بسبب الغزو أو الاحتلال والحروب الأهلية، كما حدث في يوغسلافيا والعراق.

ولعل العالم يتذكر مذبحة سربرينتسا في البوسنة والهرسك في تموز/يوليو 1995 التي راح ضحيتها حوالي 8 آلاف شخص من المسلمين البوشناق، اغلبهم كانوا من الشيوخ والنساء والأطفال. كان عدد النازحين يتجاوز عشرات الآلاف من المدنيين النازحين من ديارهم.

 مرتكب تلك الجريمة وحدات من الجيش الصربي بمساعدة مليشيات صربية أطلقت على نفسها " العقارب"  كان يقودها سياسي صربي،  كان طبيبا نفسيا ،ويدعي كتابة الشعر، يسمى رادوفان كاراديتش، استحق لقب" جزار البوسنة"  ، لم يحقق من جرائمه الشنيعة بحق المدنيين الأبرياء سوى العار، بعدها ظل فارا عن وجه العدالة طوال 13 سنة ، حتى تم اعتقاله في 21 تموز/ يوليو 2008،  بعد أكثر من عشرين عاماً على جرائمه ضد الإنسانية في البوسنة، حُكم على رادوفان كاراديتش بالسجن لأربعين سنة يوم  من قبل المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، وتعد هذه القضية من أكثر محاكمات مجرمي الحرب انتظاراً في أوروبا. بدأت محاكمة كاراديتش المعروف بجزار البوسنة سنة 2009، استُقدم فيها أكثر من خمسمائة شاهد من ضحايا الحرب وواجه خلالها المجرم ما يقارب إحدى عشرة تُهمة، بما فيها أبشع عمليات إبادة جماعية وتصفية عرقية سجلت منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك خلال فترة حكمه فيما كان يُعرف بجمهورية الصرب في البوسنة بين سنة 1990.

 كان كاراديتش زعيم الحزب الديمقراطي إبان انهيار يوغسلافيا سنة 1990، وأصبح رئيساً لجمهورية الصرب التي أنشئت في 1992، حيث خاض حرباً أهلية دموية ضد الكروات ومسلمي البوسنة من أجل الهيمنة السياسية على كل الأراضي، حرباً طاحنة قذرة الأهداف،  كان كاراديتش مسئولا مُباشراً فيها بصفته قائد الجيش بإعطائه الأوامر للقوات الصربية بارتكاب أبشع عمليات الاغتصاب الممنهج، الترويع والقتل للمدنيين العزل في البوسنة والهرسك ومناطق أخرى .

ومما يبدو،  ومن خلال إيغاله في شهوة اقتراف الجريمة،  أنه برغم دراسته لطب النفس في الأصل، وكطبيب، إلا أن له شخصية سيكوباثية متوترة، دفعته إلى الإجرام بحق الغير،  وهو يرى نفسه انه  شهيد شعبه، وبطلا من أبطاله ، ولم يخجل من نفسه حتى عندما قال بالحرف الواحد في إحدى مقابلاته:

) ...   يمكننا أن نرى بكل بساطة أن الرئيس، في ظروف مماثلة لا يستطيع أن يفعل الشيء الكثير، وأن معركتي المستمرة كانت من أجل الحفاظ على السلام، منع الحرب وتقليل معاناة الجميع بغض النظر عن الدين، كانت مجهودات يجب أن تُحترم بدلاً من مُحاكمتي).للأسف سجلت أحداث إجرامية وفضاعات مماثلة في العالم مارسها سياسيون امتهنوا قبلها مهنة الطب أو إنهم درسوا الطب ومنهم  في العراق،  والجرائم المحسوبة على سلطاتهم،  وخلال حكمهم  ستظل ستلاحقهم أمام محاكم العدالة الإنسانية، ولن يفلتوا أمامها من العقاب المنتظر بحقهم، نشير إلى معارك النجف الاشرف وحصار الفلوجة ومناطق أخرى من العراق.

 وفي العراق مارس بعض من هؤلاء الأطباء السياسيين الجرائم الفضيعة؛  بحكم تبوءهم المراكز والمسؤوليات السياسية بعد الغزو والاحتلال الأمريكي للعراق، ومنهم د. إياد علاوي، د. إبراهيم الجعفري، و د. عامر الخزاعي، ومجرمون آخرون ربما كانوا في  أقل موقع لهم في المسؤولية والسلطة في حكومات ما بعد الغزو الأمريكي للعراق. 

والأغرب في قصة رادوفان كاراديتش السابقة ، ومثيله اللاحق حاليا الطبيب نجم الدين عمر كريم، إنهما يعتبران أنفسهما وشعبهما مظلومين، وإنهما يمارسان الحق في الانتقام من ضحاياهم من الشعوب والطوائف الأخرى.

وكما كان رادوفان كاراديتش سايكوباثيا،  فإنه يذكرني بشخصية سيكوباثية كردية عراقية أخرى تتصدر المشهد السياسي الحالي اسمها د. نجم الدين عمر كريم، وعنوانها الوظيفي  محافظ كركوك،  وموقعها السياسي، عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني الذي يقوده جلال الطالباني .

نجم الدين عمر كريم أصبح محافظا لكركوك  منذ 3 نيسان / افريل 2011. هو من مواليد 1949 في حي رشيد آوا بكركوك،  أنهى الدراسة الابتدائية والثانوية في كركوك .1949، تخرج من كلية الطب بالموصل عام 1972، ثم التحق بصفوف البيشمركة. في عام 1976 وعندما مرض الملا مصطفى البارزاني رئيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني آنذاك ، كان نجم الدين كريم طبيبه الخاص، حيث رافقه بعد سقوط التمرد الكردي واتفاقية 1975 بين العراق وإيران إلى الولايات المتحدة ،حيث مكث هناك حاصلاً على شهادة الدكتوراه في جراحة الجملة العصبية من جامعة جورج واشنطن. ثم أسس المؤتمر القومي الكردي في شمال أمريكا عام 1988 وأصبح رئيسا له حتى عام 1999. وبانخراطه في دوائر النشاط المعادي للعراق نشط بالتعاون مع مصالح وزارة الخارجية الأمريكية والإعلام الأمريكي الموجه ضد العراق، حيث ظل ينشر العديد من المواضيع المتعلقة بالعراق والقضية الكردية، مفبركا حقائق الأمور حول أحداث الأنفال وحلبة في الجرائد الأمريكية، مثل نيويورك تايمز و واشنطن بوست و لوس أنجلس تايمز وجرائد ومجلات أمريكية أخرى أخرى، كما أسس القسم الكردي لإذاعة صوت أمريكا 1992 و 1996.  قبلها وبعدها انضم إلى نشاط المعارضين في لندن من خلال حزب المؤتمر العراقي بقيادة احمد ألجلبي. شارك نجم الدين كريم عام 1991 في أول اجتماع رسمي بين الطرف الكردي ووزارة الخارجية الأميركي وكان نشطا في خدمة شبكات التجسس للمخابرات الأمريكية.  تمكن أيضاً من تأسيس المعهد الكردي في واشنطن ويترأسه حتى الآن. شارك في جميع مؤتمرات المعارضة العراقية في فينا ولندن، وساهم أيضا في إبراز وتوضيح القضية الكردية من زاوية معادية للعراق في المحافل الدولية، وهو أول كردي تحدث في الكونغرس الأميركي عام 1991.

عاش نجم الدين عمر كريم بين العاصمة واشنطن وولاية ميرلاند. متزوج وله ثلاثة أولاد وبنت، يقيمون في أميركا ولديه ثمانية أشقاء ، إلا ان كل ذلك الوضع الاجتماعي والمهني لم يقف حائلا دون ارتكابه جرائم ضد الإنسانية في مساره وخدمته الوظيفية والأمنية بعيدا عن اختصاصه كطبيب.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف