الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

رسائل مبادرة تشرين بقلم أ. محمد مشتهى

تاريخ النشر : 2016-10-26
رسائل مبادرة تشرين بقلم أ. محمد مشتهى
رسائل مبادرة تشرين: بقلم محمد مشتهى

حاولت كثيراً أن أمنع نفسي من الكتابة مرة أخرى عن د. رمضان شلح كي لا يظن القارئ الكريم بأنني متخصص بالكتابة فقط عن ذاك الرجل الأسمر كون أنني أكتب المقال الثاني عنه وعن ما يمثِّله من فكر عميق خلال أسبوع، لكنني أجد خلايا أناملي مضطرة مرة أخرى للذهاب زحفاً إلى لوحة مفاتيح حاسوبي لتنقر ما تخزَّن في الذاكرة الدائمة من عقلي يوم أن جلست أستمع إلى كلمة الأمين العام في ذكرى استشهاد الأمين العام المؤسس وذكرى انطلاقة حركة الجهاد الإسلامي، فسألت أخي أبو أحمد الذي كان يجلس بالمهرجان بجواري وقد كان يحتضن صورة للدكتور رمضان شلح وكأنها ميراث يريد أن يحافظ عليه ليورثّه لأبنائه وأحفاده، ألا يوجد معك قلم؟ فقال ها هو القلم، لكنني لم أجد ورقة أكتب عليها، فقال لي أبو أحمد لا تقلق "كمان شوية تجد كل اللقاء على الانترنت"، صديقي أبو أحمد لا يعرف أنني لا أريد كتابة ما يقوله الأمين العام بل أريد أن أكتب ما يستشعره قلبي ويحلَّله عقلي من كلمات ليست كالكلمات، ثم قررت الاحتفاظ بما شعرت به، وقلت بنفسي هناك الكثير من الكتاب الرائعين والمحللين السياسيين سيملئون جنبات الصحف والمواقع تمحيصا لما قاله الأمين، لكنني اليوم وجدت نفسي ألقي بتلك المشاعر السياسية والفكرية المخزّنة في هذا المقال الثاني بعد كلمة الأمين العام وبررت لنفسي بأن القارئ سيعذرني لأن المقال الأول كان قبل كلمة الأمين العام المرتقبة وهذا المقال بعدها.

لقد كان الأمين العام صريحا دوما فيما يحمل من عناوين وأفكار لكنه كان في هذا الخطاب أكثر صراحة، فبدأ حديثه مقسّما إياه  إلى عناوين رئيسية كعادته، حفاظاً على التفاوت الثقافي والفكري بين متابعيه من الجماهير المحتشدة في أرض الكتيبة وعلى شاشات التلفزة المحلية والدولية، فهو يحرص كثيراً على تغذية متابعيه من خارج حركته بما يحمله خطابه من عناوين وأهداف، فقد وجدنا ذاك الحرص الكبير من كافة أبناء الفصائل الإسلامية والوطنية والعديد من المؤسسات المهنية والأكاديمية للاستماع لخطابه في المكان الذي دعوا اليه في أرض الكتيبة، وكأن ذاك الفكر من جديد يرسّخ مفهوم الجماعة والكل الفلسطيني، ففي المهرجان وأثناء الخطاب وكأن فلسطين كلها حاضرة ليس عددا ولكن تمثيلاً فهذا إن دل فإنما يدل على ثقافة وفكر هذا الرجل الأسمر الذي يحرص دوما على أن يجد له مكانة في قلوب أشقاءه، وما بدأه د. محمود الزهار في بداية حديثه بأنه صرّح أمام الجماهير المحتشدة بأنه يحب هذا الرجل الأسمر من كل قلبه، فان الأمين العام وما حمله من فكر الشقاقي حافظ على ذاك النهج في أحلك الظروف التي عصفت ولا زالت تعصف بنا محليا وعربيا، هذا ما يخص إستهلالة الأمين العام وهي عبارة عن رسالة دائمة في خطاب الأمين العام وجزء أصيل منه لا يمكن له أن يحذفها بالمطلق.

فالصراحة عند الأمين العام وفكره لا تعني المداهنة وهذا ما بات يعرفه الصديق والعدو، لكن حمل خطاب الأمين العام العديد من الرسائل الهامة ومنها ما هي جديدة ومحورية حسب ما أفاد العديد من الكتاب المحليين والدوليين، ومن هذه الرسائل كانت هي الأقوى وهي رسالة جماعية للعرب ذات بعدين، الأول ما يخص الدعم المقدم لحركات المقاومة من إيران، فقد كان الأمين العام واضحاً مع الجميع بأنه لا يجوز للعرب بعد الآن أن يلوموا المقاومة بسبب تلقيها الدعم من إيران لأنهم تركوا المقاومة الفلسطينية منذ سنوات عديدة بلا سلاح ولا تدريب ومن الطبيعي ومن مبدأ "اللا استسلام" أن تبحث المقاومة عن بدائل أخرى تقويها وتعينها على الاستمرار بالنضال والجهاد، وكأن الأمين العام ينتهز فرصة "ما" ليعلن للجميع بأن دعم إيران للمقاومة كما أصبح وأمسي، بات مشروعاً والحديث عن عدم مشروعيته وفق لوائح الأنظمة العربية "النفيسة" صار خلف ظهورنا.

أما البعد الثاني من الرسالة الأولى الجماعية هي ما تغذّت ولا زالت تتغذّى عليه تلك الأنظمة العربية من بروتينات "الإسلام السياسي"، هذا المصطلح المصاغ في أروقة المخابرات الإسرائيلية والأمريكية وبترويج ممنهج من قنواتهم ومؤسساتهم المنتشرة على طول خط البحر المتوسط والخليج العربي، فقد أراد الأمين العام تفكيك هذا المصطلح من جذوره ليس أمام الوعي الدولي ولكن أمام الوعي المحلي الفلسطيني وكأن الأمين العام يستشعر ويقرأ تغلغل هذا المصطلح في الاستخدام اليومي للعديد من الكتاب والمؤسسات خاصة التي تتعامل مع دولاً خارجية، فأراد أن ينبّه المجموع الفلسطيني من كارثية اعتماد هذا المصطلح ضمن قاموس كلماتنا اليومية.

ثم كان الأمين العام أكثر صراحة في توجيه الرسالة الثانية للرئيس محمود عباس وهي أيضاً ذات بعدين، الأول بأنه يمكن للرئيس فعل شيء ما ينقذ حالة الجمود وتكاثر المجتهدين المستفيدين من تلك الحالة الراكدة قائلا له بأن الانشغال بمرحلة ما بعد عباس لم تعد همّاً محلياً بل أصبحت همّا إسرائيليا ودولياً وهي انتقلت من مرحلة التحليلات والتنبؤات إلى مرحلة التخطيط والتنفيذ المحلي الدولي، وهي انتقلت من دائرة الإرادة الفردية إلى الإرادة الدولية، وكأن الأمين العام لازال مقتنعاً بأن الرئيس محمود عباس يمكنه فعل شيء ما في هذه المرحلة وإلا ما عهدنا عليه أن يوجه رسالة إلى آذان صماء.

 وهنا من الممكن اعتبار النقاط العشرة للأمين العام هي عبارة عن رسالة واحدة مُدمجة ضمن الرسائل الموجهة في خطابه، فمعظم ما قاله الأمين العام من نقاط قد طرحها هو نفسه في خطابات سابقة أو تم طرحها متفرقةً لا مجتمعةً من فصائل فلسطينية أخرى ولكن ما هو الجديد في رسالة النقاط العشرة هو ترتيب أولوياتها ووقت طرحها وانتقاء ألفاظها، فمثلاً يقول الأمين العام "وقف العمل" باتفاقية أوسلو وهذا لا يعني الطلاق على الأقل في المرحلة الحالية وإنما الانتقال من مرحلة الوعود بوقف العمل بأوسلو إلى مرحلة التطبيق لتلك الوعود، ولذلك ذكّر الأمين العام الرئيس محمود عباس بما وعد للفلسطينيين مرارا بتلويحه المتكرر بوقف العمل باتفاقية أوسلو، هنا الأمين العام طالبه بتنفيذ وعوده لاسيما وأنها استمرت لسنوات طويلة، لقد كانت رسالة النقاط العشر موجهة للرئيس محمود عباس دون غيره معيداً الأمين العام تصويب البوصلة المحلية للشعب الفلسطيني وواضعا يده على مسببات المرض ومشخصا العلاج المناسب ضمن خطة علاج وطنية جامعة مبعدا أوهام التفاصيل التي غرق بها الكثيرون والتي أصبحت تلك التفاصيل فيما بعد هي بمثابة مستقبلا للاهثين بوعي والجهلاء بغير وعي، وهنا برأيي يكمن السر في مبادرة تشرين.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف