الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وترجلت الفارسة بقلم جاسم البلوشي

تاريخ النشر : 2016-10-26
وترجلت الفارسة بقلم جاسم البلوشي
وترجلت الفارسة

قد يعتبرني البعض متأخرا في كتابة هذا المقال ، ولكنني قد ألتمس لنفسي العذر لأنني احتجت إلى عدة أيام للإفاقة من هول الصدمة !

وقد يسمي البعض هذا المقال (رثاءً) ولكنه ليس كذلك ، لأن الرثاء يكون للميت ،، وأما أميرة بن كرم فقد خلدت في قلوب الآلاف !

قلوب الآلاف ممن عملت معهم في المشاريع والبرامج و فرق العمل المختلفة!

قلوب الآلاف من أصحاب الفقر و العوز  والمرض واليتم والجهل  و الحاجة الملحة وقلة الحيلة و نقص ذات اليد في مختلف بقاع الأرض ، فعمل الخير لا يعرف جنسا وجنسية و لا يعترف بالحدود !

رحم الله أميرة ،،

فقد كانت أميرة بحق ،، 

إنسانة بحق ،،

رائعة بحق ،،

ملهمة بحق ،،

كانت أميرة الإنسانية و أميرة الخير و أميرة العطاء !

كانت صاحبة الكف المحسنة البيضاء ،،

كانت سيرتها تشع نورا و ضياء ،،، ألقا وبهاء ،،

أي (مسيرة) تلك التي انطلقت في عمل الخير ورفعة اسم الوطن،

 سارت (بالقافلة) نحو (التطوير) و(النماء) والارتقاء ! وكل ما بين القوسين في هذه الجملة مشروع نبيل أو مؤسسة إنسانية رائدة ساهمت الراحلة في تأسيسها !

أسست القافلة الوردية و كانت الراحلة  لوحدها قافلة في الإحسان و الأعمال المباركة!

تنقلت القافلة الوردية في أرجاء الإمارات ، و تنقلت أميرة في قلوب أحبابها داخل وخارج الإمارات!

وما تلك الدموع الهاطلة في يوم وفاتها إلا شهادة حق على مكانتها و محبتها !

اطلعت  يوما على قائمة أثرى نساء العالم ، من أصحاب الحسابات الفلكية المليارية ،، فتمنيت لها أن تكون في القائمة ،، فردت برد ما زال صداه في أذني :

(ولكني لا أستطيع أن أدخل القائمة ،، لأَنِّي أؤمن أن هذا المال عطية ربانية ، ومنحة إلهية ، يجب أن أشاركه مع الغير ،

 فالسعادة تكمن في العطاء أكثر من الأخذ والامتلاك) !

طيب الله ثرى أميرة ،،

كانت طاقة متوهجة ،،

و شعلة متقدة ،،

وإيجابية تمشي على الأرض 

أوَليست هي التي قالت لي ذات يوم  

(لنركز على ترك الأثر الطيب فهو الخالد إن رحل الإنسان ) !

تعلمت من الراحلة من دنيانا الباقية في ذاكرتنا الكثير ،،

أيقنت أنه يجب أن  لا أستهين بأي عمل مهما كان صغيرا ،،

وأن رحلة النجاح الرصين قد لا يفصل عنها سوى التركيز على التفاصيل ،،

شاورتها في مشروع معين ،، 

فأجابت إجابة صغيرة ، قليلة الأحرف ،، عميقة المضمون و المعنى : 

( اعقد النية و توكل على الله ) 

سألتها يوما عن دقتها الكبيرة التي تشتهر بها ،، و عملها الدؤوب الذي قد يشكل ضغطا على من حولها فيؤدي للنفور فقالت : عندما نرى نتيجة العمل ننسى جميعا كفريق عمل كل مجهودنا و تعبنا فمن لاح له الأجر هانت عليه التكاليف ! 

حدثتها عن الأمل ،، فقالت لي ( الأمل يجب أن يكون متوازنا بين جناحين : العمل الجاد والطموح ) !

وكانت بأفعالها خير مثال على تطبيق هذه المقولة ،، فهي التي ساهمت بطموحها اللامتناهي ،، ونظرتها البعيدة ، في تحويل صناعة ( التلي ) من حرفة تراثية تقليدية لأمهاتنا الفاضلات إلى فخامة و أناقة  تزين حقائب ومنتجات الماركات العالمية !!

برحيل أميرة افتقدت أختا عزيزةعملت معها لأعوام،،

ما مررت بناظري على ما دار بيننا من مراسلات تخص العمل إلا خفق قلبي ،،

ودخلت في حيرة غريبة ، بين حزن عميق على رحيل أخت فاضلة ، و فخر كبير بما سطرته من رسائل و فكر ظلت تلهمنا بعد وفاتها ،،

تعلمت منها درسا بليغا مفاده  أن التميز مرتبط بالإخلاص منقطع النظير ،، ونكران الذات 

كانت لا تحب المدح ، وتنسب الفضل دائما لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة ، وقرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي ، وتدين لهما بما تحقق من نجاحات ،، فلا يعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذووا الفضل ! 

كانت تحب الخير لغيرها كما تحبه لنفسها ،، و لن أكون مبالغا أبدا إذا قلت أنها تحب الخير لغيرها أكثر من نفسها !

كانت محفزة إلى أقصى حد ،،

كم شجعتني و شجعت من حولها في أجمل صور الإيثار،،

كم اجتهدت و سعت وبحثت  لتصل إلى الموظفات المتميزات في مختلف القطاعات لتدعمهن و تسلط الضوء عليهن وتصعد بهن إلى أعلى منصات الإبداع !!

فاتحتها ذات مرة بسؤال : يا أميرة ما هدفك ؟

فأجابت : أريد أن أصل بإمارة الشارقة إلى (العالمية) ،،فشارقتي تقدم الكثير و تستحق الكثير !!

ثم رحلت عن دنيانا ، فوصلت هي إلى ( العالمية ) بعد أن تصدرت (ترند) تويتر في الإمارات كما تصدرت (ترند) القلوب ،، وأصبحت خبرا رئيسيا في واجهات الصحف الإقليمية و القنوات الإخبارية المرموقة !! ولا أزال أتذكر مقولتها كلما مررت على رسائلها (لنركز على ترك الأثر الطيب فهو الخالد إن رحل الإنسان ) !

أسأل الله كما بقي ذكرها حيّا بعد وفاتها ، أن يظل عملها حيا كذلك وأن يكون كل ما قدمته من خير صدقة جارية تثقل موازينها إلى يوم يبعثون !

تدمع العين و يحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا على فراقك يا أميرة لمحزونون ! 


جاسم البلوشي

رئيس مجلس إدارة منتدى الشارقة للتطوير

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف