الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

العرب والاسرائيليون فى اسفار العهد القديم بقلم خالد محمود عبد اللطيف

تاريخ النشر : 2016-10-26
العرب والاسرائيليون فى اسفار العهد القديم  بقلم خالد محمود عبد اللطيف
بقلم الكاتب و المفكر العربى الدكتور خالد محمود عبد اللطيف
المدير التنفيذى للاكاديمية الملكية للامم المتحدة

ورئيس تحرير جريدة الأمة العربية ورئيس اتحاد الوطن العربى الدولى
مما لاشك فيه أن نسل إبراهيم ينحصر في أربعة فروع تأتي من نسائه الكثيرًات، وهم:
إسماعيل بن هاجر وهو بكر أبيه وله حق البكورية، كما رأينا سلفًا، وإسحاق بن سارة، وأبناء قطورة، وبنو السراري اللاتي كنَّ لإبراهيم.

وبعد أن نقرِّر أنه لا يمكن إسقاط حق أيِّ من هؤلاء في المشاركة فيما يكون لإبراهيم، فإنا نجد في الأسفار المقدسة ما يقص علينا أخبار فرعين متميزين من نسل إبراهيم؛ هما: الإسماعيليون، والإسرائيليون، ولسوف نعرض بإيجاز الصورة العامة لكل منهما.

الإسماعيليون:
رغم أن أخبار إسماعيل مقتضبة في أسفار العهد القديم، فإن أخبار ذريته كثيرة تملأ تلك الأسفار، ويُضرب بها المثل في الحكمة والفَهم، والثروة والتجارة والقوة.

ولقد أنجب إسماعيل اثنى عشر رئيسًا، أو اثنى عشر أميرًا حسب نسخة الملك جيمس الإنجليزية، استقروا في مُدنهم وحصونهم - هم وذرياتهم - على مساحة واسعة تمتد شمالًا من مصر إلى العراق، وتشمل في جنوبها أغلب شبة الجزيرة العربية.

وهذه أسماء بني إسماعيل بأسمائهم حسب موالديهم: نبايوت بكر إسماعيل، وقيدار، وإدبئيل ومبسام، ومشماع، ودومة، ومسا، وحدار، وتيما، ويطور، ونافيش، وقدمة.

هؤلاء بنو إسماعيل، وهذه أسماؤهم بديارهم وحصونهم، اثنا عشر رئيسًا حسب قبائلهم، وهذه سنو حياة إسماعيل مائة وسبع وثلاثون سنة، وأسلم رُوحه وانضم إلى قومه، وسكنه من حويلة إلى شور التي أمام مصر حينما تجيء نحو أشور؛ تكوين 25: 13 - 18".

والإسماعيليون هم الذين اشتروا يوسف عندما كان إخوته يتآمرون عليه لقتله، وهم الذين جاؤوا بيوسف إلى مصر؛ حيث كان له فيما بعد شأن عظيم، استفاد منه الإسرائيليون كثيرًا، وفي ذلك تقول الأسفار: إن إخوة يوسف أخذوه وطرحوه في البئر، ثم جلسوا؛ ليأكلوا طعامًا، فرفعوا عيونهم، ونظروا وإذا قافلة إسماعيليين مقبلة من جلعاد، وجمالهم حاملة كثيراء وبلسانا ولاذنا، ذاهبين لينزلوا بها إلى مصر، فقال يهوذا لإخوته: تعالَوا، فنبيعه للإسماعيليين.

واجتاز رجال مديانيون فسحبوا يوسف، وأصعدوه من البئر، وباعوا يوسف للإسماعيليين بعشرين من الفضة، فأتوا بيوسف إلى مصر.

وأما المديانيون، فباعوه في مصر إلى فوطيفار خصي فرعون رئيس الشرط؛ تكوين 37: 24 - 36".

لكن كاتب السفر يعود بعد ذلك ليقول: إن الإسماعيليين هم الذين باعوه لفوطيفار:
"وأما يوسف فأنزل إلى مصر واشتراه فوطيفار خصي فرعون من يد الإسماعيليين الذين انزلوه إلى هناك؛ تكوين 39: 1".

ويضرب سليمان المثل بجمال مساكن قيدار أبناء إسماعيل، فيقول: "إنها سوداء وجميلة يا بنات أورشليم كخيان قيدار؛ نشيد الإنشاد 1: 5".

وفي مرثاة لحزقيال على مدينة صور، نجده يذكر فضل التجار العرب من الإسماعيليين - أبناء قيدار - في تنشيط ثرواتها: "العرب وكل رؤساء قيدار هم تجَّار يدك بالخرفان والكباش والأعتدة، في هذه كانوا تجارك، تجار شبا ورعمة، هم تجارك بأفخر كل أنواع الطيب، وبكل حجر كريم والذهب، أقاموا أسواقك؛ حزقيال 27: 21 - 22".

وعُرِف عن الإسماعيليين وفرة غناهم وكثرة ذهبهم، ففي إحدى الحروب التي انقض فيها الإسرائيليون على المديانيين، طلب منهم قائدهم الغنائم التي أخذوها، فكانت مقادير كبيرة من حلي الذهب.

"وقال لهم جدعون: اطلب منكم طلبة أن تعطوني كل واحد أقراط غنيمته؛ لأنه كان لهم أقراط ذهب؛ لأنهم إسماعيليون.

فقالوا: إننا نعطي، وفرشوا رداءً وطرحوا عليه كل واحد أقراط غنيمته، وكان وزن أقراط الذهب التي طلب ألفًا وسبع مائة شاقل ذهبًا ما عدا الأهلة والحلق وأثواب الأرجوان التي على ملوك مديان، وما عدا القلائد التي في أعناق جمالهم؛ قضاة 8: 24 - 26".

وجدير بالذكر أنه من هذه الفقرات وأمثالها - كما رأينا في قصة بيع يوسف منذ قليل - قرر الباحثون أن المديانيين والإسماعيليين شعب عربي واحد.

ويهتف أشعياء في نبوءاته باسم نبي عربي يظهر في العرب الإسماعيليين - أبناء قيدار - الذين استوطنوا البرية - بلاد العرب؛ (أشعياء 21).

وينهض الله عزيمته، فيجعله رجلَ حربٍ مغوارًا، يهزم به الكفر والكافرين، ويخزي به المشركين من عَبَدَة الأصنام والتماثيل.

وللنبي شريعة جديدة تنتظرها أُمم الأرض، ومن تعاليمه يقيم المؤمنون لله صلوات وتسبيحات جديدة، ويفد الحجيج إلى بلاد العرب المقفرة؛ ليذكروا اسم الله فوق رؤوس الجبال، ويفتح الله بهذا النبي على العرب الممالك والأمصار، ويُسيرهم في طرق خير لم يعرفوها من قبلُ، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ويهديهم إليه صراطًا مستقيمًا.

ثم هو أولًا وأخيرًا عبد الله ومختاره ومصطفاه:
"هو ذا عبدي الذي أعضده، مختاري الذي سُرَّت به نفسي، وضمت روحي عليه، فيخرج الحق للأمم.

لا يكل ولا ينكسر، حتى يضع الحق في الأرض وتنتظر الجزائر شريعته.

أنا الرب قد دعوتك بالبر، فأمسك بيدك وأحفظك؛ عهدًا للشعب، ونورًا للأمم؛ لتفتح عيون العمي، لتخرج من الحبس المأسورين من بيت السجن الجالسين في الظلمة.

غنوا للرب أغنية جديدة، تسبيحه من أقصى الأرض أيها المنحدرون في البحر وملؤه، والجزائر وسكانها.

لترفع البرية ومدنها صوتها، الديار التي سكنها قيدار، لتترنم سكان سالع من رؤوس الجبال ليهتفوا، ليعطوا للرب مجدًا، ويخبروا بتسبيحه في الجزائر.

الرب كالجبار يخرج كرجل حروب، يُنهض غيرته، يهتف ويصرخ، ويقوى على أعدائه.

أسير العمى في طرق لم يعرفوها، اجعل الظلمة أمامهم نورًا والمعوجات مستقيمة، يخزي خزيًا المتكلون على المنحوتات، القائلون للمسبوكات: أنتن آلهتنا.

الرب قد سُرَّ من أجل بره، يعظم الشريعة ويكرمها؛ أشعياء 42".

ويجب أن يكون معلومًا أن رجل الحرب صفة من صفات القوة والجلال التي يُدعى بها الله في الصلوات والتضرعات؛ كما قال موسى في تسبيحه:
"هذا إلهي فأمجده، إله أبي فأرفعه، الرب رجل الحرب، الرب اسمه؛ خروج 15: 2 - 3".

ورجل الحرب يختلف تمامًا عن رجل الدماء؛ إذ إن الأخير يعني رجل الشر والمظالم والطغيان.

ولقد ظهر في قبيلة مسا - الأمير السابع من أبناء إسماعيل - حكماء - مثل أجور ولموئيل - الذين حُفِظت حكمتهم ووحيهم في سفر الأمثال:
"كلام أجور بن متقية مسا، وحي هذا الرجل إلى إثييئيل، كل كلمة من الله نقية، لا تزد على كلماته؛ لئلا يوبخك فتكذب، اثنين سألت منك، فلا تمنعهما عني قبل أن أموت، أبعد عني الباطل والكذب؛ أمثال 30".

"كلام لموئيل ملك مسا، علمته إياه أمه.. ليس للملوك أن يشربوا خمرًا ولا للعظماء المسكر؛ لئلا يشربوا أو ينسوا المفروض، ويغيروا حجة كل بني المذلة.

افتح فمك لأجل الأخرس في دعوى كل يتيم، افتح فمك، اقض بالعدل وحام عن الفقير المسكين؛ أمثال 31".

إن هذه هي الصورة العام للإسماعيليين في أسفار العهد القديم، وهي صورة طيبة ولا شك.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف