قنبلة الموصل الطائفية ستنفجر... وداعش باقية
ربما كان سقوط مدينة الموصل في 9 حزيران/يونيو 2014 بيد تنظيم "داعش"من أسهل وأهم الغزوات التي خاضتها هذه المنظمة منذ نشؤها,مقارنة بحجم وموقع الحيوي للمدينة,إضافة إلى استيلائها على ترسانة من الأسلحة بدون مقاومة تذكر من قبل الجيش العراقي وقتذاك,لكن التريث في إعلان ساعة الصفر لاستعادتها,ربما استغرق أيضاً وقتاً أكثر من اللازم.
هنا يبرز عاملان مهمان لهذا التأخير:
أولاً.غياب الإرادة الدولية(الدول الكبار) الجادة من أجل القضاء على "داعش" لحساباتها الاستراتيجية في المنطقة,بحيث أصبحت الأخيرة أداة الابتزاز بين الدول وشماعة للتدخل في الشؤون الداخلية في أماكن انتشارها ضمن جغرافية البلدان المنطقة بدلاً من أن تكون وجودها ظاهرة شاذة تستوجب استئصالها وعاملاً مهماً للتخلص الشعوب المستضعفة من براثنها بسرعة أكبر لتجنب المزيد من الفظائع.
لذا ستبقى "داعش" وأخواتها إلى أجل غير مسمى حتى ترتسم الحدود وتصاغ الخرائط وتقتسم النفوذ.
ثانياً.غياب التوافق المحلي على شكل الإدارة في مرحلة ما بعد التحرير.
من نافلة القول إن الموصل قابعة على قنبلة طائفية ودينية وعرقية ومن الممكن أن تنفجر في أي لحظة,فقد بدا هذا المشهد جلياً قبيل انطلاق العملية العسكرية,كيف إن أطرافاً محلية وخارجية تنافست فيما بينها من أجل المشاركة في عملية التحرير لأسباب تعتبر لدى كل طرف بأنها تتعلق بأمنها ومستقبلها وهم (الجيش العراقي والبشمركة الكُردية والحشدين الشعبي والوطني العراقيين والعمال الكردستاني والجيش التركي).
تريد البشمركة وحكومة كردستان ضم المناطق ما تسمى المتنازعة حسب المادة 140 من الدستور العراقي والتي من ضمنها أجزاء من محافظة نينوى إلى إقليم كُردستان,تحسباً لإجراء الاستفتاء وتحديد مصير الإقليم في الاستقلال.
رغم إن ظهور "داعش" كان وبالاً على المنطقة ومن ضمنها إقليم كردستان إلا أن الأخير يرى في نفس وقت إن الكارثة (داعش) شكلت أو ستشكل فرصة لا تتكرر لضم تلك المناطق المتنازعة إلى الإقليم وخاصة لاستمرار تماطل الحكومات العراقية في تنفيذ هذه المادة منذ أكثر من عقد بحجة انتهاء صلاحيتها.
أما الحشد الوطني المدعوم من تركيا وبرغم من وهنه,فهو يرى نفسه ممثلاً عن سنة الموصل,وقد كانت تركيا مصرة للمشاركة بنفسها في هذه المعركة لأنها لا تريد أن تحل الحشد الشعبي الشيعي المدعوم من إيران محل "داعش",هي(تركيا) تدافع عن المناطق انتشار "داعش" والمعارضات السنية العربية لضمان استمرار قطع الاتصال البري الذي أحدثته الحرب السورية بين إيران والبحر المتوسط أولاً,وأن تقف حاجزاً في نفس وقت أمام تمدد وانتشار حلفاء العمال الكردستاني خصمها اللدود في بعض المناطق من العراق وسوريا ثانياً.
تدعم إيران بدورها الحشد الشعبي في الموصل وبقية العراق كما النظام في سوريا والهدف هو استعادة الطريق البري بين طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت من خلال تحطيم جميع المعارضات السنية العسكرية في البلدين.
من المتوقع أن تكون المعركة عنيفة وطويلة رغم عدم التكافؤ في العدة والعتاد بين القوات العراقية المجتمعة و"داعش" لأن الأخيرة تحصن بين المدنيين وربما تأخذهم دروعاً بشرية واحتمال استخدامها أيضاً مواد كيماوية واردة حسب التقارير الغربية إنها قد تكون حصلت عليها,هذا إن لم تحدث المفاجئات أخرى.
هذا التعارض بين الأهداف والنوايا المبيتة يجعل من الاتفاق السياسي بين المشاركين الحاليين في حملة تحرير الموصل مهدداً للنسف في أي لحظة.
بقلم.خالد ديريك
ربما كان سقوط مدينة الموصل في 9 حزيران/يونيو 2014 بيد تنظيم "داعش"من أسهل وأهم الغزوات التي خاضتها هذه المنظمة منذ نشؤها,مقارنة بحجم وموقع الحيوي للمدينة,إضافة إلى استيلائها على ترسانة من الأسلحة بدون مقاومة تذكر من قبل الجيش العراقي وقتذاك,لكن التريث في إعلان ساعة الصفر لاستعادتها,ربما استغرق أيضاً وقتاً أكثر من اللازم.
هنا يبرز عاملان مهمان لهذا التأخير:
أولاً.غياب الإرادة الدولية(الدول الكبار) الجادة من أجل القضاء على "داعش" لحساباتها الاستراتيجية في المنطقة,بحيث أصبحت الأخيرة أداة الابتزاز بين الدول وشماعة للتدخل في الشؤون الداخلية في أماكن انتشارها ضمن جغرافية البلدان المنطقة بدلاً من أن تكون وجودها ظاهرة شاذة تستوجب استئصالها وعاملاً مهماً للتخلص الشعوب المستضعفة من براثنها بسرعة أكبر لتجنب المزيد من الفظائع.
لذا ستبقى "داعش" وأخواتها إلى أجل غير مسمى حتى ترتسم الحدود وتصاغ الخرائط وتقتسم النفوذ.
ثانياً.غياب التوافق المحلي على شكل الإدارة في مرحلة ما بعد التحرير.
من نافلة القول إن الموصل قابعة على قنبلة طائفية ودينية وعرقية ومن الممكن أن تنفجر في أي لحظة,فقد بدا هذا المشهد جلياً قبيل انطلاق العملية العسكرية,كيف إن أطرافاً محلية وخارجية تنافست فيما بينها من أجل المشاركة في عملية التحرير لأسباب تعتبر لدى كل طرف بأنها تتعلق بأمنها ومستقبلها وهم (الجيش العراقي والبشمركة الكُردية والحشدين الشعبي والوطني العراقيين والعمال الكردستاني والجيش التركي).
تريد البشمركة وحكومة كردستان ضم المناطق ما تسمى المتنازعة حسب المادة 140 من الدستور العراقي والتي من ضمنها أجزاء من محافظة نينوى إلى إقليم كُردستان,تحسباً لإجراء الاستفتاء وتحديد مصير الإقليم في الاستقلال.
رغم إن ظهور "داعش" كان وبالاً على المنطقة ومن ضمنها إقليم كردستان إلا أن الأخير يرى في نفس وقت إن الكارثة (داعش) شكلت أو ستشكل فرصة لا تتكرر لضم تلك المناطق المتنازعة إلى الإقليم وخاصة لاستمرار تماطل الحكومات العراقية في تنفيذ هذه المادة منذ أكثر من عقد بحجة انتهاء صلاحيتها.
أما الحشد الوطني المدعوم من تركيا وبرغم من وهنه,فهو يرى نفسه ممثلاً عن سنة الموصل,وقد كانت تركيا مصرة للمشاركة بنفسها في هذه المعركة لأنها لا تريد أن تحل الحشد الشعبي الشيعي المدعوم من إيران محل "داعش",هي(تركيا) تدافع عن المناطق انتشار "داعش" والمعارضات السنية العربية لضمان استمرار قطع الاتصال البري الذي أحدثته الحرب السورية بين إيران والبحر المتوسط أولاً,وأن تقف حاجزاً في نفس وقت أمام تمدد وانتشار حلفاء العمال الكردستاني خصمها اللدود في بعض المناطق من العراق وسوريا ثانياً.
تدعم إيران بدورها الحشد الشعبي في الموصل وبقية العراق كما النظام في سوريا والهدف هو استعادة الطريق البري بين طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت من خلال تحطيم جميع المعارضات السنية العسكرية في البلدين.
من المتوقع أن تكون المعركة عنيفة وطويلة رغم عدم التكافؤ في العدة والعتاد بين القوات العراقية المجتمعة و"داعش" لأن الأخيرة تحصن بين المدنيين وربما تأخذهم دروعاً بشرية واحتمال استخدامها أيضاً مواد كيماوية واردة حسب التقارير الغربية إنها قد تكون حصلت عليها,هذا إن لم تحدث المفاجئات أخرى.
هذا التعارض بين الأهداف والنوايا المبيتة يجعل من الاتفاق السياسي بين المشاركين الحاليين في حملة تحرير الموصل مهدداً للنسف في أي لحظة.
بقلم.خالد ديريك