الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التعزيز بالمبادرة..من وسائل تهذيب النشئ بقلم:د. سرمد فوزي التايه

تاريخ النشر : 2016-10-25
التعزيز بالمبادرة..من وسائل تهذيب النشئ بقلم:د. سرمد فوزي التايه
التعزيز بالمبادرة..... من وسائل تهذيب النشئ
 د. سرمد فوزي التايه

رئيس قسم المتابعة/ دائرة المتابعة والتقييم

الإدارة العامة للتخطيط /وزارة التربية والتعليم العالي

تنتشر في مجتمعاتنا المدرسية ظاهرة خطيرة تكاد تفتك بنسيجها ومكوناتها الرئيسية؛ حيث أن ظاهرة العنف المدرسي المنتشرة بين ظهراني الطلبة بأشكالها وأنواعها المختلفة ( اللفظي ، الجسدي، الجنسي) تؤرق جميع التربويين وصانعي القرار في هذا المضمار، مما يتطلب تشخيصاً دقيقاً وحلاً سحرياً للوصول للعلاج الفعال الذي يعمل على إصلاح وترميم ُندب وآثار هذه الظاهرة حتى لا نصل إلى مرحلة تفاقم الوضع النفسي والاجتماعي للطفل مساهمين في بناء شخصية الضحية التي ستكلفنا الكثير وتجر علينا الويلات.

في الشوارع والحواري والأزقة وبين جنبات المجتمع ككل تنتشر المحاكم الميدانية التي بموجبها يريد الكل أن يدلي بدلوه لإدانة وإطلاق الأحكام والتكهنات لتحميل المسؤولية عن تفاقم هذه الظاهرة وزيادة إشكالياتها لتصبح ظاهرة بكل ما تعني من كلمة ضمن ثنايا هذا المجتمع - هذا المجتمع الذي كان له اليد الطولى في خدمة وبناء المجتمعات والحضارات الراقية من دولٍ عربية وغير عربية، وكل هذا لما كانت تتمتع به الأجيال الناشئة من العلم والثقافة والأدب والأخلاق والذي نهلوه من مُدرسين أكفاء أخيار في مدارس قد تكون متهالكة مادياً وبيئياً في ظل احتلالٍ وحشي وظالم لأراضيه ومدارسه ومؤسساته-. في هذه المحاكم نرى أصابع الاتهام تطال مرة الطالب اللامبالي، ومرة أخرى تصل إلى المعلم قليل الخبرة شحيح الحكمة، وفي أحيانٍ أخرى يكون فشل المناهج هو الشماعة التي تُعلق عليها الهفوات والإخفاقات، وفي آخر المطاف قد تطال الاتهامات أولياء الأمور ومكونات المجتمع التي يمتزج فيها الطابع التنظيمي والعشائري في إطار غير متكافئ وغير ناضج وغير منسجم.

في الحقيقة انك تجد من السهولة بمكان توجيه التهمة أو إشهار الإدانة أو صب وَكْيل الملامة أو الدفع بإتجاه تحميل المسؤولية لهذا الطالب، أو ذلك المعلم، أو تلك الإدارة المدرسية، أو تلكما القوانين والمناهج المدرسية ولراعيهما (وزارة التربية والتعليم)، أو حتى لأولياء الأمور، وكل هذا بالطبع بنسيان أو تناسي أن هذا المجتمع هو لوحة فسيفسائية لا يمكن الفصل بين أي من مكوناتها وتركيباتها، وأن أي عطب في إحدى محتوياتها سينعكس حتماً على باقي المكونات والتفصيلات وبالتالي إفشال المشهد ككل. بنفس الوقت فإنك لا تكاد ترى من ينصَّب جهده للتفكير في حل هذه المعضلة بشكل موضوعي ومنطقي وإيجاد الحلول الحاسمة للتخلص من الإخفاقات و الهفوات، وإنما يكتفي الكل بمحاولة التشخيص غير آبه بالعلاج، ولو كان التشخيص من متخصص لكان البلاء اقل هتكاً، ولو كان منطقي لكان الوباء اقل فتكاً.

برأيي ومن خلال الاضطلاع على بعض الحالات لبعض طلبة المدارس الذين يمكن وصفهم بالنوع المشاغب أو المستهتر أو حتى العدواني؛ كان علاجهم وبشكل مبسط عن طريق تكليفهم بأدوار قيادية في اللجان المدرسية المختلفة، مما انعكس سلوكهم العدواني ليحل محله السلوك الايجابي الفعال، فهنا يرى الطالب صورته في انعكاس صورة القائد والقدوة والمبادر، وبالطبع يرى انه الطليعة التي يجب أن تتبنى سلوكيات ومهارات تؤهله من جمع أكبر عدد من الطلبة حوله لتحقيق هدفه القيادي، وهنا نرى هذا الطالب (القائد الجديد) يُحلق عالياً في سماء مجتمعه المدرسي محاولاً تناسي وتجاهل جراحات وآهات أدمته في إحدى أيامه الدراسية الماضية والتي كادت أن تودي به في مهالك التاريخ.

إن تفعيل اللجان المدرسية، والمبادرات الطلابية، وإعطاء ادوار بارزة للطلبة من ذوي التحصيل المتدني، أو الطلبة من ذوي النشاط العالي والذين لهم ادوار في إحداث وافتعال المشاكل والمشاغبات داخل جدران المدارس غير غافلين أو متناسين الطلبة المجتهدين وأصحاب المبادرات والنظرات القيادية ( حتى لا تصطبغ هذه اللجان بلون معين وتصبح وكأنها حكراً على مجموعة من الطلبة دون الأخرى) له اكبر الأثر في تعديل سلوك الأطفال وتنمية مهاراتهم، ووضعهم على السكة الصحيحة نحو المستقبل المضيء. فالمطلوب إذاً أن تمتزج كل الألوان والأطياف والمهارات والقدرات الطلابية قي بوتقة خلاقة واحدة تنعكس إيجاباً على مسيرة التربية والتعليم المدرسية من ناحية زيادة المشاركات في النشاطات اللامنهجية الإبداعية، والسير باتجاه حصاد أعلى المراتب والتقادير المادية والمعنوية على مستوى المديريات أو الوزارة أو الوطن ككل. أما من الناحية الثانية (وهي الأكثر أهمية) هو أن يتم صقل شخصية الطالب، وتعديل مساره، وتهذيب سلوكه، وتقوية شخصيته ليكون شخصاً فاعلاً، وايجابياً، وقيادياً في مجتمعه، وبيئته، وبيته، وبين أحضان أسرته ليغدو مثال الإنسان الناجح في كل مناحي حياته وصولاً لبناء مجتمع يكلله الازدهار والتقدم من كل جوانبه والعمل على تجفيف غيوم الفشل والركون والسلبية عن سمائه.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف