الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هنا الموصل بقلم:عبدالكريم الكيلاني

تاريخ النشر : 2016-10-25
هنا الموصل بقلم:عبدالكريم الكيلاني
هنا الموصل

عبدالكريم الكيلاني

منذ بدأ العمليات العسكرية في نينوى وحتى هذه اللحظة، تتطلع الانظار الى جبهات القتال المتفرقة، يقتحم غبار المعارك وأزيز الطائرات ودوي المدافع عنان السماء ليطيح بالدخلاء ويطرد الغربان من شواطئها، الموصل هي آخر معاقل تنظيم داعش الارهابي في العراق، وتحريرها من أيديهم يعني دحر الفكر المتطرف والقضاء على الآلة الحربية للمروجين له بشكل نهائي، الموصل التي أبت وتأبى منذ بداية تأسيسها فرض الارادات والافكار الغريبة،  تقاتل بكل اسلحتها في ساحات المعركة، وماهي الا اسابيع قليلة وينجلي عتم داعش عن هذه المدينة المتآخية المحبة للحياة والفرح، الموصل استطاعت أن توحد البيشمركة الأبطال الذين أثبتوا للعالم أجمع أنهم الأقوى بلا منازع مع الجيش العراقي بكل تشكيلاته فاستطاعوا تلقين العدو المشترك دروساً في الشجاعة والتضحية والأيثار، وأخرسوا الكثير من الأصوات النشاز التي كانت تروّج للنيل منهم والتقليل من شأنهم على مدى السنين الماضية، ومنذ أول طلقة أطلقت ايذاناً ببدأ عمليات التحرير هرع الموصليون كورداً وعرباً، مسيحيون وشبكاً، كاكائيون وتركماناً، أيزيديون وصابئيون، سنة وشيعة، اعلاميون وصحفيون، فنانون واساتذة وتدريسيون وعلماء الى الصفوف الامامية في ساحات المواجهة، يداً بيد مع اخوتهم في السلاح لتحرير مدينتهم من دنس المجرمين ولتنظيفها من ادرانهم، يسبقهم ايمانهم بالحرية والخلاص والمستقبل الآمن.

علينا أن نعي أن المرحلة القادمة حافلة بالمعطيات على ارض الواقع، وعلى الجميع نزع قناع الخوف من وجوههم والتصدي بشكل جمعي وفردي للحالات السقيمة التي قد تظهر مستقبلاً في هذه المدينة ومن هذه الحالات هي :

1- التطرف الديني والمذهبي والعرقي ومحاولة اجهاض مكتسبات المرحلة من قبل بعض الأشخاص ذوي النفوس الضعيفة .

2- التحريض على الانتقام وخلق حالات قد تؤدي الى ازهاق الارواح وبث الفوضى ويجب السماح للقانون بالاقتصاص من المجرمين والمتعاونين مع داعش، فالنظام والقانون هما أسس متينة لمجتمع متحضر نتطلع اليه جميعنا أسوة بالمجتمعات المتحضرة الأخرى.

3- على جميع الشباب الانخراط بفعاليات المجتمع المدني والمساهمة بترويج المدنية وعدم الرضوخ للجهل والخمول وعدم الاتكاء على الأفكار الهدامة التي لا تؤدي الا الى المزيد من الخراب.

4- الأحساس بالمواطنة الحقيقية والابلاغ الفوري عن الخروقات التي قد تحدث من قبل الجماعات والافراد والتي تمس بأمن المواطن والمدينة.

5- تشجيع التربية والتعليم وعلى الوزارات المختصة تغيير المناهج القديمة التي كانت تروج للعنف والتطرف وادخال مناهج السلم والتعايش والتسامح للمدارس والجامعات.

ان ماحصل في المنطقة يدعونا الى البحث عن أدوات حقيقية لتغيير الحالة المجتمعية بشكل جذري عن طريق الوعي والاحساس بالمسؤولية والعمل المشترك فالمجتمعات بحاجة الى قادة مجتمعيين لتغيير الواقع بعد كل هذا الخراب وبعد كل المآسي التي حدثت بسبب دخول داعش الى المنطقة، فالمرحلة القادمة قائمة على الأرادة والقدرة وعلينا غلق الابواب والنوافذ بأحكام على الغرباء ذوي العقول المتحجرة الذين يريدون العبث بمقدرات المنطقة.

ان الموصل مدينة أليفة محبة للحياة وأهلها أناس بسطاء كانوا وما زالوا يتطلعون للسلام والعيش بأمان، ولهذا نرى انها المدينة الوحيدة في العراق التي تضم بين جناحيها مختلف الأديان والأطياف والقوميات، وحتى نهرها العذب الزلال يشق طريقه في قلب المدينة بأمان منذ آلاف السنين ليسقي أهلها المودة والرحمة والسلام ويضفي على ضفتيه مسحة الجمال التي قد لانراها في مدينة أخرى، لكن الطامعون ومنذ عقود طويلة يحاولون الكرة تلك الكرة لهدم هذا الصرح الانساني وهذه الواحة الغنّاء عن طريق رفدها بالافكار الظلامية لكنهم دائما يرتطمون بجدار التآخي والشجاعة والقدرة على النهوض وخلق الحياة وبثها في الأزقة والبيوتات والحواري وهذا هو سر بقائها، فتفاءلوا ايها الموصليون، هنا الموصل .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف