الأخبار
علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"الصحة: خمسة شهداء بمدن الضفة الغربيةخالد مشعل: ندير معركة شرسة في الميدان وفي المفاوضاتمفوض عام (أونروا): أموالنا تكفي لشهرين فقطأبو ردينة: الدعم العسكري والسياسي الأمريكي لإسرائيل لا يقودان لوقف الحرب على غزة
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

على هامش السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض النزعة الإستعلائية بقلم:محمد المحسن

تاريخ النشر : 2016-10-25
على هامش السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض النزعة الإستعلائية بقلم:محمد المحسن
على هامش السباق الرئاسي نحو البيت الأبيض النزعة الإستعلائية.. للخطاب الأمريكي ..هل بإمكاننا الآن..وهنا،ونحن تحت لهيب النيران التي تحاصرنا من كل صوب أن نقرأ السطورالأمريكية التي يكتبها الشرق الأوسط وكذا آسيا الوسطى بألوان دامية أمامنا وحوالينا-بإنتباه-؟وهل بإمكاننا كذلك تحديد مصدر الخطر،وهو الرّياح الغربية القادمة أصلا من أمريكا،حتى ولو أحرقت في طريقها المركز التجاري العالمي بنيويورك،أو إلتهمت جزءا منوزارة الحرب الأمريكية:البنتاغون بواشنطن؟وبسؤالمغاير أضيف:هل غدا العالم فعلا،يهرول سريعا نحو الهاوية،بعد أن تجاوزنا حافتهاالحرجة التي كان يرعبنا بها دالاس أيّام الحرب الباردة،وأرعبنا بها كيندي أيّام كوبا،بمايعني أنّنا وفي زمن الإنفراج الدولي نرى أنفسنا قد تخطينا الحافة الحرجة وبدأنا نهوي فعلا.!؟ (1).إنّ الحرب العالمية الثالثة،ومثلما قال ريتشارد نيكسون الرئيس الأمريكي الأسبق قد تكون قائمة فعلا من حيث لا ندري،وهي لم تعد تحتاج إلى بداية دراماتيكية،كما حدث في الحربين السابقتين،ذلك أنّنا نعيش في أتون الحرب سواءصدقنا أو لم نصدق،طالما أنّه لم تعد رقعة على سطح الأرض خالية من العنف الواضح كالشمس،لا إستثناء لأمريكا التي وقعت في قلبها كارثة الكوارث يو"الثلاثاءالأسود"ولا استثناء لأوروبا حيث بدأ شبح النازية الجديد يظهر في النهار لا في كوابيس الليل..لذلك لا ينبغي أن تبهرنا كلمات مثل" النظام الإقتصادي العالمي الجديد"و" العدالة المطلقة"أو "حرية بلا حدود"ولا كذلك التعبيرات القاسية في نقد الغرب،فهي لا تستهدف الإقرار بحق ما يسمى بالعالم الثالث في التطوّر الخلاّق،بقدر ما تنشد الإنفلات من الأزمة الضارية والمأزقالخانق بأقل قدر من الخسائر،حتى ولو كانت هذه الخسائر بعض فتات الموائد التي ترمى للأفواه الجائعة في أفغانستان مقابل إمطار سماء كابول بحمم الجحيم..نقول هذا،لأنّ الغرب غدا في أزمة تاريخية قاهرة من أقصى الشمال الأمريكي إلى الجنوب الغربي للقارة الأوروبية،ومن شرق المتوسط إلى غرب البلطيق،يتردى الغرب في مآزق مسدودة لم يسبق لها مثيل ذلك بعد أن خابت كل المحاولات التي اتخذت لها عنوان الحوار بين الشمال والجنوب أو بين العرب وأروبا، لأنّ نقطتي الإنطلاق متباعدتان الأمر الذي حال دون تفجير الطاقات الخلاّقة لإبتكار وسائل جديدة نحو "نهضة عالمية جديدة".وإذن؟ماهي إذا حقيقة الوضع في الغرب،وهل لنا أن نختار "أعظم" دول الغرب قاطبة-وهي الولايات المتحدة الأمريكية-كأنموذج طالما يرى-بعضنا-في سقوط رمزي الكبرياء الأمريكي:المال والسلطة"دقة ناقوس غامضة"تحذّر لاأمريكا وحدها،بل الغرب كلّه !؟وبسؤال مغاير أقول:هل سأل المفكّر المعاصر في أي مكان منالعالم نفسه ذات مرّة:ما هذا الذي جرى أكثر من نصف قرن في الشرق الأوسط بين العرب والإسرائيليين ؟ ما هذا الذي يجري اليوم في أفغانستان والعراق؟وما هي حكاية النفط والعرب والمسلمين،خاصة بعد الثورةالإيرانية!؟.لا أثر لمثل هذه الأسئلة في "الكتاب الأمريكي"بالتعبيرالمجازي،ولا في أوروبا التي تمثّل هامشا ضعيفا على صفحة هذا "الكتاب"بإعتبارأنّ الأزمة المعاصرة،تكاد أن تكون أزمة الإنسان الغربي،ذلك أنّ الرأي العام فيالغرب لا ينتبه إلى حقوق تاريخية وحين تقع حرب بين الغرب والمسلمين،فهو لا ينتبه إلى أصل المشكلة،بل إلى انعكاساتها على مصالحه الإقتصادية والأمنية،لذلك لم يدركالرأي العام في العالم معنى احتجاب النفط عام 73 إلا بإعتباره "عدوان التخلّفالعربي على التقدّم الحضاري للإنسانية"ولم يفهم مشكلة فلسطين إلا على أساس كونها مسألة إنسانية لبضعة آلاف من اللاجئين،كما لا تهمه-أفغانستان-أكثر من كونها وفي المدى المنظور:سعر صفيحة من البنزين أو أنّها "وكر للإرهاب"تبعا للدعاية الإعلامية الأمريكية والغربية !.فما الذي يجري بالتحديد؟ وكيف يغرق بلد بلغ الثراء المادي والفكري كالولايات المتحدة الأمريكية في حمأة هذه الفوضى المروعة !ولماذا يبحث-الغرب-وعلى رأسه أمريكا عن جريمة ينسبها -لشخص واحد-ويتغافل عن جرائم دولة بأكملها ؟إنّنا بالتأكيد لسنا أمام القدر العاتي في احدى مآسي الإغريق،كما أنّ التاريخ لم ينته بعد،وما الإنزياحات التي يعيشها العالم اليوم إلا نتائج مؤلمة لأسباب عديدة،أستأذن في ملامسة البعض منها:إنّ ما يشهده هذا العالم راهنا،من زلازل وانقلابات وحروبمدمرة هو افراز حتمي لظروف ما بعد عهود الإستعمار وحرب الدمار،والنظام الكوني الراهن ليس سوى أحد هذه الأهداف التي سعت أمريكا وحلفائها إلى تحقيقها بعد الخيبات التي عاشها النظام الرأسمالي المبني على الإستغلال والنمو غير المتكافئ علاوة على التراكم المجحف غير العادل،ومن هنا نحن نعيش في ظل منظومة كونية تكرّس شعار-مصلحة أمريكا فوق الجميع-تغلّبت فيها القوّة على القانون والظلم على العدالة والباطل على الحق،وأصبحت تبعا لهذا وذاك،أمريكا حاملة مفتاح حل مشاكل العالم (!)من خلال تفعيل السيطرة واخضاع جميع التحالفات لهي منتها وضمن المواقع التي تحدّدها لها،متسترة في ذات الآن وراء غطاء المشروعية الدولية والقانون الدولي وقد تجلى هذا بشكل سافر أثناء حرب الخليج حيث لأوّل مرّة في تاريخ العلاقات الدولية وخلال القرن المنصرم،تتمكّن دولة عظمى من تجنيد ثلاثين دولة بهدف محاربة بلد جد عادي بقدراته المادية والمعنوية دون أن يجد إلى جانبه مساندا فعليا أو حليفا مهما-وهو الأمر الذي انسحب على افغانستان-بما  يعني أنّ قادة البيت الأبيض لا همّ لهم سوى تدفق آبار النفط في اتجاههم واثراء عنصر الحياة في مصانعهم واقتصادهم وشركاتهم العملاقة.وعليه لا عجب أن يسيل لعابهم أكثر لما احتواه-بحر قزوين-من خيرات حيوية هاجعة في أعماقه،والتي بسببها وكذا،أسباب أخرى يدفع الشعب الأفغاني اليوم ثمنها دما وجوعا وعذابا.ماذا يعني هذا!؟هذا يعني أنّ الشعارات الخلاّبة التي رفعتها أمريكا خلالحرب الخليج لسنة 91 والتي نادت فيها بالقانون الدولي والمشروعية الدولية،لم تكنإلا أغلفة برّاقة للأهداف الأمريكية الرامية إلى تدمير معظم الإمكانات الإقتصادية والعسكرية والعلمية للقطر العراقي، وتحجيم القدرات العربية الأخرى الموجودة أوالمحتملة،وإحكام النفوذ حول الثروات العربية والتحكّم فيها،انعاشا للإقتصاد الأمريكي واحباطا للوثبة الإقتصادية للقوى الصاعدة في آسيا وأوروبا،ومن ثم كسر أيمحاولة لتحقيق توازن عسكري مع اسرائيل،ولذا،فمن المؤكّد أنّ النظام العالمي بزعامةأمريكا يمثّل في مضمونه استعادة لبداية القرن التاسع عشر الميلادي قرن انطلاقاستعمار العالم الثالث،مع اختلاف ضمني من حيث السيطرة الغربية ذات الطابع التنسيقي(أمريكا وحلفائها-الكتلة الأوروبية)والغطاء القانوني الدولي لهذه السيطرة.النزعة الإستعلائية للخطاب الأمريكي:إنّ ما نستشفه من خلال -التيمات-الأساسية التي تضمنهاالخطاب الرسمي الأمريكي أنّ هناك دول خارج القانون وفوق المساواة،وهناك دول عليها الإمتثال للصوت القادم من واشنطن،لدرجة أنّ شعار المساواة بين الدول لا يعدو أن يكون في الواقع شعارات مخاتلة،فإسرائيل مثلا تتصرّف تبعا للتفويض الأمريكيبالهيمنة المطلقة وكأنّها دولة استثنائية يُحقّ لها بناء المستوطنات وقمع الفلسطينيين وتطبيق سياسة الأرض المحروقة بالإضافة إلى إمتلاك أسلحة محرّمة دولي الا حق لجيرانها في امتلاكها..وإذن!! وإذن فإنّ الديمقراطية أو الدكتاتورية تجري المفاضلة بينها حسب قدرة كل منهما في سياق تاريخي معيّن "فالكرامة الإنسانية " داخل الولايات المتحدة الأمريكية ليست نفسها خارج هذه الحدود،ولا تقاس بنفس المكيال في آسيا الوسطى أو في الشرق الأوسط،حيث يساق المواطن الفلسطيني أو الأفغاني تحتراجمات الموت إلى عتبات الجحيم.ما أريد أن أقول:أردت القول أنّ العالم الثالث برمته غدا مسرحا للعمليات العسكرية وهو بذلك،وبالمنظور الأمريكي يمثل منطقة "عواصف "تختلف أزمنة هبوبها،لكنها في كل وقت قابلة لخلخلة ركائز النظام الرأسمالي العالمي الذي تعتبرأمريكا نفسها كفيله وضامنه الأسمى خاصة" وأنّ صراع الشرق مع الغرب قد لحمالغرب الأوروبي واليابان خلف الولايات المتحدة" (2)،بما جعل تنافس هذهالمراكز في ما بينها ضمن السوق العالمية لا يلغي تحالفها الوثيق ضد كل تمرّد تقومبه شعوب الأطراف.. ولذا،فإنّ نزاعات الشمال مع الجنوب تكتسي دوما طابعا سياسيا عنيفا مما جعل تدخلات واشنطن في العالم الثالث أكثر من أن تحصى،لدرجة لم تنج أغلبمناطق بلدان أمريكا وآسيا وافريقيا من التدخل الأمريكي السافر سوى عبر تنظيم الإنقلابات أو من خلال عمليات التخريب والضغوطات الإقتصادية والمالية،علاوة على التدخلات العسكرية المباشرة أو غير المباشرة،هذا في الوقت الذي تستغل فيه الصهيونية هذه الوضعيات إلى أقصى حد في سبيل خلق مناخ عدائي لدى الغربيين تجاه العربوالمسلمين بصفة عامة،وهذا ما دفع برئيس الوزراء-غير المأسوف على رحيله-في الكيان الصهيوني-شارون-"المعروف برقته ورهافة حسه "إلى أن يقول للرئيس الأمريكيبوش عبر مكالمة هاتفية"كل إسرائيلي هنا لديه بن لادن "(3)..متمنيا له في ذات الآن حربا سعيدة في كابول..ماذا يمكن أن أضيف؟ربّما لن أضيف جديدا إذا قلت أنّ الأمن القومي العربي هوجزء من أمن أقطار الجنوب عامة،تلك الأقطار التي ظلّت تفتقر للحماية من الأخطارالمحدقة بها وخصوصا في صراعها ضد دول الشمال،كما أنّ معظم الدول "السائرة في طريق النمو" باتت خاضعة لتدخلات غربية سافرة ما فتئت تتواتر منذ عهد الحربالباردة إلى الآن،وما شهده العراق-بالأمس- من احتلال أمريكي سافر وبشع،لا يمس أمنبغداد وحدها،بقدر ما يمس أمن دول الجنوب قاطبة ونفس الأمر ينسحب على عدوان أمريكاوحلفائها ضد أفغانستان،وعليه فإنّ أمريكا غدت تتصرّف وكأنّ نظامها الرأسمالي هوالذي يجب أن يسود على المستوى الكوني(*) كما أصبحت تسعى إلى فرض هيمنتها ليس علىأعدائها فحسب،بل على أصدقائها وحلفائها أيضا،ولم تتخلّص من القطب الإشتراكي فقط بلمن جميع الأقطاب،وهي تعمل جاهدة،بإعتماد سياسة-العصا والجزرة-حتى لا تكون هناك تكتلات اقتصادية أو عسكرية منافسة،وهي بالتالي تروم اخضاع كل التحالفات لإرادتها"المطلقة"وضمن هيمنتها التي لا حدود لها (! ).ماذا بقي؟بقي أن أقول لسادة العالم في ظل هذا الإرتجاج الكوني المخيف:إلى أين نحن ذاهبون؟وإلى أين يتجه كوكب الأرض؟ثم أوّلا وأخيرا: هل بإمكان هذا النظام المعولم أن يحول دون تمردات الشعوب المتطلعة إلى الحرية والعدالة والإنعتاق لاسيما في ظل بعض الإشراقات الخلابة للمشهد العربي..؟!قطعا لا..لأنّ سطوة الأقوى لن تؤدي إلا إلى احتدام الرفض لدى الأضعف..كما أنّ التاريخ يثبت دوما،وعلى عكس كل الشعارات الخلاّبة،أنّ الهيمنة قصيرة الأمد،لأنّها تخلق اضطرابا دائما..                            
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف