الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مـعـركـة الـمـوصل .. تحــرير أم تـرحـيـل ؟ بـقـلـم :حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-10-23
مـعـركـة الـمـوصل .. تحــرير أم تـرحـيـل ؟ بـقـلـم :حسن زايد
مـعـركـة الـمـوصل .. تحــرير أم تـرحـيـل ؟
بــقــلـم / حــســـن زايــــــــد

الأمريكان والغرب يصدعوننا ليل نهار ، بما يطلقون عليه حقوق الإنسان . وأشبعونا كلاماً وتنظيراً وتفلسفاً حول هذه الحقوق ، ووجوب الإلتزام بما يحققها ، ويفضي بالضرورة إليها . وسرعان ما ينتقل الأمر من مستوي الكلام ، إلي مستوي المطالبة ، ويجري التصعيد إلي أن يصل إلي مستوي فرض الضغوط ، وقد يتم تخطي هذا المستوي إلي فرض العقوبات ، بل والمواجهة العسكرية أحياناً. وليتهم يُلزمون أنفسهم بهذه الحقوق حين يتعاملون مع الغير ـ سلماً أو حرباً ـ عامة ، ومع المسلمين خاصة ، ومع العرب خاصة الخاصة . حتي يطالبوننا بالإلتزام بحقوق الإنسان ؛ لأن هذه المطالبة ليس المقصود منها إلزام الأنظمة غير الغربية بضرورة الإلتزام مع شعوبها بمراعاة مقتضي هذه الحقوق ، إذ لا يعنيهم من الأصل الإنسان غير الغربي ولا حقوقه . بل العكس هو الصحيح ، إذ أن وجود أنظمة يري الغرب عدم التزامها بمقتضيات حقوق الإنسان ، يوفر لها الذريعة ، لاستخدام غياب هذه الحقوق ـ سواء كان غياباً فعلياً ، أو غياباً مفترضاً ، أو مزعوماً ـ كورقة ضغط وابتزاز ضد هذه الأنظمة ، لفرض أوضاع تنطوي في معظمها علي انتهاك لحقوق الإنسان ، ومناهضة لها . وتلك هي ـ إلي جانب غيرها ـ نقطة السقوط الأخلاقي للحضارة الغربية . وليس معني كلامي أنني من الداعين للتنازل عن المطالبة بحقوق الإنسان ، أو السعي لتحقيق مقتضياتها ، وإنما فقط أردت تبيان أن مطالبة الغرب بذلك ليس لوجه الله ، وليس المقصود الإستجابة لهذه المطالبات ، لأن تحققها كاملة غير منقوصة ، سيسقط حتماً من يد الغرب إحدي الأوراق المهمة للتدخل والضغط والإبتزاز . وأن الكلام التنظيري ، الذي يباع لنا عن تلك المثاليات ، ما هو إلا بضاعة مسمومة يصدرونها إلينا ، حتي ندمنها إدمانا ً، وتكون مدعاة لعدم الإستقرار . فكم صنع الغرب من دمي ديكتاتورية تربعت علي عروش بلادها ، رغم أنف الإنسان وحقوقه . وكم سكت الغرب ، وأغمض عيناه ، وسد أذناه ، عن مستبدين كُثُر ، داسوا رقاب شعوبهم بنعالهم ، وليذهب الإنسان وحقوقه إلي الجحيم . وإلا فأين حقوق الشعب الفلسطيني ؟ . وأين حقوق الدول التي جري احتلالها ، وامتصاص دماءها ، ونهب خيراتها ، لعقود طويلة ، تحت زعم الإستعمار ؟ . وما جري ، ويجري في منطقة الشرق الأوسط إلا صورة صارخة لإنتهاك حقوق الإنسان يمارسها الغرب والأمريكان . وأبشع صور هذا الإنتهاك خلق جماعات راديكالية تنتهج العنف سبيلاً للتحاور السياسي . فقد خلقت المخابرات البريطانية جماعة الإخوان ، وورثتها المخابرات المركزية الأمريكية ، لاستخدامها مخلب قط في مواجهة الأنظمة المارقة من بيت الطاعة الغربي . ثم استبدلوا مخلب القط بذيله بداية من أواخر سبعينيات القرن الماضي . ففي هذا التاريخ جري تخليق تنظيم القاعدة من أفراد هذه الجماعة ، والجماعات المتفرعة عنها ، بتمويل عربي ، وتدريب وتسليح أمريكاني / غربي ، لمحاربة الإتحاد السوفيتي ، علي الأراضي الأفغانية ، تحت مزاعم الجهاد.
وبذلك جري تخريج خبراء في القتال ، ومحترفين فيه ، خارج إطار القوات النظامية التابعة للدول . وبعد انهيار السوفيت ، جري إشعال النار في كرة معلقة بذيل القط ، وإطلاقه في المنطقة ، ليشعل فيها الحرائق . ولما لم تأت الحرائق بنتائج فاعلة ومؤثرة ، ولم تحدث التغيرات المنشودة ، جري استدراج القط إلي الأراضي الأمريكية ، لإحداث واقعة 11 سبتمبر ، حتي تكون ذريعة مقنعة للتدخل الخشن المباشر ، لتنفيذ الخارطة الجديدة لسايكس / بيكو . وجري تدمير أفغانستان تحت زعم محاربة القاعدة ، ثم استدارت إلي العراق ، الذي تم استدراجه لغزو الكويت ، ثم ضربه ومحاصرته لعشر سنوات ـ ولتذهب حقوق الإنسان إلي الجحيم ـ لتجويعه وتركيعه . ثم ضربه ، وتسريح جيشه ، وتجويعة ، وتأليبه علي بعضه ، وذبح رئيسه ، وسرقة نفطه وثرواته ، وإعادته للقرون الوسطي . وانطلاقاً من العراق تشكلت جماعة داعش الإرهابية . وجري تمويلها وتسليحها ، وغض الطرف عن جرائمها ، والسكوت عن عربدتها ، وهي جرائم موجهة ، ومقصودة ، ومتعمدة ، ومستهدِفة لغايات محددة . قد يقول البعض بأنها بقايا الجيش العراقي ، مطعمة بالمنشقين عن تنظيم القاعدة ، وغيره من التنظيمات الراديكالية ، ولا علاقة لأمريكا والغرب بالأمر . ولهؤلاء أقول أنه حتي لو صح ذلك ، فإنه جري بإيعاز أمريكي / غربي ، حتي يجري تمزيق العراق سياسياً ، كما جري تمزيقه جغرافياً . وكذا نقول بأن وجود عناصر أجنبية مرتزقة ضمن أعضاء التنظيم ، وانتشاره في مساحات من الوطن العربي ، سواء في سيناء أو في ليبيا أو في تونس أو في اليمن يؤكد أمريكية الفكرة ، ويشي بوجود أصابع للمخابرات الغربية / الأمريكية / الإسرائيلية وراء الدمي الداعشية . وللأسف توجد دول عربية وراء تمويل هذا التنظيم بدعوي أنه تنظيم سني ، يعمل ضد المد الشيعي ، سواء في العراق أو في سورية . وعندما قارب الغرض من وجوده في العراق علي النفاذ ، جري إعلان الحرب عليه في مسرحية هزلية مكشوفة . فعندما تسمع أن هناك 60 دولة ، علي رأسها أمريكا ، قد تداعوا إلي القصعة العراقية ، بقصد تقديم الدعم اللوجستي والجوي والإستخباراتي والمشورتي ، لقوات تحرير مدينة الموصل ، من الإحتلال الداعشي ، لابد وأن يقع في روعك أنها تجهيزات لحرب عالمية . جماعة داعش ، التي اخترعها الأمريكان ، للعبث بالمنطقة ، وإعادة تشكيلها ، وإعادة رسم الحدود الجديدة ، وفقاً لسايكس / بيكو جديدة ، بديلاً عن تلك القديمة التي استنفدت أغراضها . فأياً كان عدد مقاتلي داعش ، وأياً كان تسليحهم ، فالأمر لا يستدعي كل هذا الحشد الإستعراضي ، بزعم مقاتلتهم . ثم ترك الباب موارباً لهم ، للهروب من القتال في اتجاه سورية . والقصد انقاذ المعارضة السورية بتقديم العون لهم في مواجهة قوات النظام ، وكذا مواجهة القوات الروسية هناك ، علي غرار ما حدث في أفغانستان . أي حرباً بالوكالة بديلاً عن المواجهة المباشرة . وهذا ما يفسر الموقف الغرب / أمريكي بشأن رفضهم التمييز بين فصائل المعارضة المعتدلة ، والفصائل الإرهابية ، والفصل بينهما . والطريف في معركة الموصل أنها ليست حرب تحرير ، وإنما هي حرب ترحيل . وقد بث فيديو علي مواقع التواصل لفرار جماعة داعش في سيارات تيوتا يابانية / دفع رباعي ، في حراسة الأباتشي الأمريكية ، أما السيارات فبتمويل عربي . فهل يصح تصديق الغرب في مزاعمه حول حقوق الإنسان ، بعد كل هذه الإنتهاكات ؟ .
حــســــــن زايــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف