الصورة الحسية في الشعر الجاهلي
التصوير الفني لا يقف عند حدود توظيف الخيال ، كي تشنق منه المشاهد ، فقد برع الشعراء الجاهليون في رسم اللوحات الحسية التي تعد آية في الروعة والجمال ، فالشنفرى الذي توطن العصر الجاهلي قد نسج صورته الحسية من الطبيعة فجاءت رائعة بروعة كلماته عندما شرع يقول : دعست على بغش وغطش وصحبتي سعار وإرزيز ووجر وأفكل ،تخيل الصورة الحسية التي نسجها مستخدما الوقت والصوت ولغة الجسد ، ولا يخفى ما للصورة الفنية من وقع لأنها تمزج بين العاطفة والعقل ولكن ومنها جاء جليا في العصر العباسي ، ولا نريد سبر غورها مقتصرين على الصورة الحسية التي تجلت في بيت الشعر لعنترة عندما رسمها مشهدا ، ولو تلقفها فنان لرسمها بريشته الرائعة، فأي إبداع قدمه لنا الشعر من بيت شعره المشهور عندما غرد قائلا :
فازرر من وقع القنا بلبانه وشكا إلي بعبرة وتحمحم
كيف مال براسه مخاطبا فارسه ، من شدة هول المعركة ، مال برأسه تاركا صدره عرضة للسهام والنبال التي كان يرمى بها ، وقد قرأ بين عيون فرسه الشكوى ، من خلال عبرة ترجمتها ، والصوت الهادي الذي يشعر بالحب لفارسه ، فكيف بمن يمتطي هذا الحصان الأصيل .
ومنها جاءت الصورة الحسية التي جسد العشق بين المحبين عندما يسود العلاقة جو الحميم ، وتبقى صورة الفرس الأصيل ماثلة في أذهان من يعشقها ، فهي عز لراكبها وكنز في أحشائها.
وبالعودة للصورة عند الشنفرى نجده يجسدها بطريقة رائعة عندما يتخيل أنه مرغوب بين النساء بشجاعته وقوته ونيل أخلاقة ، فهو يتخيل الظباء وحمر الوحش وهي تطوقه كأنها نساء تخطب وده ، صورة حسية جميلة نسجها في مكان موحش لكنه عندما وجد ذاته وجد رجولته فتغنى بها .
ترود الأراوي الصحم حولي كأنها عذارى عليهن الملاء المذيل
وحتى نختم المقال نقف عند القيم التي جسدها صورة حسية غاية في الروعة والجمال ، وقدم تلك القيم على مائدة الأدب ، وكأني به يعرف الأدب ومادته .
وإن مدت الأدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
وما ذاك إلا بسطة عن تفضل وكان الأفضل المتفضل
وتبقى للصورة الحسية ألقا وجمالا كما هو الحال في الصورة الفنية .
التصوير الفني لا يقف عند حدود توظيف الخيال ، كي تشنق منه المشاهد ، فقد برع الشعراء الجاهليون في رسم اللوحات الحسية التي تعد آية في الروعة والجمال ، فالشنفرى الذي توطن العصر الجاهلي قد نسج صورته الحسية من الطبيعة فجاءت رائعة بروعة كلماته عندما شرع يقول : دعست على بغش وغطش وصحبتي سعار وإرزيز ووجر وأفكل ،تخيل الصورة الحسية التي نسجها مستخدما الوقت والصوت ولغة الجسد ، ولا يخفى ما للصورة الفنية من وقع لأنها تمزج بين العاطفة والعقل ولكن ومنها جاء جليا في العصر العباسي ، ولا نريد سبر غورها مقتصرين على الصورة الحسية التي تجلت في بيت الشعر لعنترة عندما رسمها مشهدا ، ولو تلقفها فنان لرسمها بريشته الرائعة، فأي إبداع قدمه لنا الشعر من بيت شعره المشهور عندما غرد قائلا :
فازرر من وقع القنا بلبانه وشكا إلي بعبرة وتحمحم
كيف مال براسه مخاطبا فارسه ، من شدة هول المعركة ، مال برأسه تاركا صدره عرضة للسهام والنبال التي كان يرمى بها ، وقد قرأ بين عيون فرسه الشكوى ، من خلال عبرة ترجمتها ، والصوت الهادي الذي يشعر بالحب لفارسه ، فكيف بمن يمتطي هذا الحصان الأصيل .
ومنها جاءت الصورة الحسية التي جسد العشق بين المحبين عندما يسود العلاقة جو الحميم ، وتبقى صورة الفرس الأصيل ماثلة في أذهان من يعشقها ، فهي عز لراكبها وكنز في أحشائها.
وبالعودة للصورة عند الشنفرى نجده يجسدها بطريقة رائعة عندما يتخيل أنه مرغوب بين النساء بشجاعته وقوته ونيل أخلاقة ، فهو يتخيل الظباء وحمر الوحش وهي تطوقه كأنها نساء تخطب وده ، صورة حسية جميلة نسجها في مكان موحش لكنه عندما وجد ذاته وجد رجولته فتغنى بها .
ترود الأراوي الصحم حولي كأنها عذارى عليهن الملاء المذيل
وحتى نختم المقال نقف عند القيم التي جسدها صورة حسية غاية في الروعة والجمال ، وقدم تلك القيم على مائدة الأدب ، وكأني به يعرف الأدب ومادته .
وإن مدت الأدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أجشع القوم أعجل
وما ذاك إلا بسطة عن تفضل وكان الأفضل المتفضل
وتبقى للصورة الحسية ألقا وجمالا كما هو الحال في الصورة الفنية .