الأخبار
طالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

(معركة تحرير الموصل) أم (حملة تدمير الموصل)؟بقلم ياسين عبد الله السعدي

تاريخ النشر : 2016-10-23
(معركة تحرير الموصل) أم (حملة تدمير الموصل)؟بقلم ياسين عبد الله السعدي
هدير الضمير
(معركة تحرير الموصل) أم (حملة تدمير الموصل)؟
ياسين عبد الله السعدي
يتردد مثل هذا العنوان المضلل (معركة تحرير ...) عندما تكون النية معقودة من قبل الدول الاستعمارية على القيام بحملة تهدف إلى تدمير كيان وطني يسعى إلى التحرر من الاستغلال والتبعية الدونية ويسعى لبناء دولة تعمل على النهوض من وهدة الذل التي فرضتها دول الاستعمار والاستغلال.
يكيدون ويدبرون المؤامرات وينصبون المكائد ويرسمون المخططات للإيقاع بالنظام لكي ينفذوا مؤامراتهم؛ كما فعلت أمريكا بالعراق عندما تظاهرت بأنها لا تعنيها خلافات الشهيد صدام حسين مع الكويت في النزاع الحدودي بينهما مما جعله يقع في الفخ الذي نصبه توني بلير؛ رئيس الوزراء البريطاني في حينه، والرئيس الأمريكي جورج بوش الأب ثم بوش الابن الذي أكمل المؤامرة للقيام بتحطيم الكيان العراقي وتمزيقه وزرع الفتن الطائفية التي تعصف بالكيان العراقي وتجعل منه قبائل متناحرة بينها صراعات طاحنة لا يعرف مداها إلا الله ولا يعرف منتهاها حتى الذين أشعلوها واستغلوها لتحقيق مخططاتهم اللئيمة.
تم تحطيم الجيش العراقي الذي كان يعده صدام حسين لكي يكون سدا عربيا قويا يقف في وجه المطامع الأجنبية ويحقق إنشاء نظام عربي قوي ومستقل عن هيمنة الدول الأجنبية من شرقية وغربية.
بالقضاء على الكيان العراقي المستقل وتمزيق نسيجه الاجتماعي يعتبرون النموذج العراقي مثالا لتطبيقه في البلاد العربية والإسلامية ومنع قيام كيان إسلامي أو عربي قوي مثلما تم تطبيق المنهاج نفسه في سوريا وفي ليبيا.
تدخل روسيا في سوريا بحجة طلب الحكومة السورية الشرعية لمحاربة الإرهابيين وتخاذل الولايات المتحدة وحلفائها يهدف إلى القضاء على المقاومة وتدمير المدن والبلدات السورية حسب منهاج متفق عليه وتفاهم بين الدول ذات المطامع الاستعمارية جميعها رغم مظاهر الخلافات المفتعلة حول القضية السورية بينما تتفق جميع الأطراف على تنفيذ ما اتفقوا عليه سلفا.
تم تدمير كثير من المدن والبلدات السورية وتم حصر المقاومة السورية الفاعلة في حلب ولذلك يقوم الطيران الروسي بتدمير حلب تدميراً منهجيا بالإضافة إلى ما يقوم به النظام السوري لكي يكون درساً لكل الشعوب التي تفكر بالتمرد على صنائع القوى الأجنبية التي تتقاسم الوطن العربي منذ مؤامرة سايكس – بيكو حسب التقسيم الذي لم يعد خافيا على المراقب المنصف.
حرب على الإسلام
قال الرئيس الأمريكي الأسبق ريتشارد نيكسون: (يجب على روسيا وأمريكا أن تعقدا تعاوناً حاسماً لضرب الأصولية الإسلامية).
وقال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر: (التهديد الوحيد الآن في أعقاب التراجع السوفيتي في الشرق الأوسط على المصالح الأمريكية هو الإسلام المتطرف، ولا يقتصر التهديد الإسلامي على المصالح الأمريكية فقط، بل يتجاوزها إلى تهديد الأنظمة العربية أيضاً).
وقال الرئيس الفرنسي الأسبق فرانسوا ميتران: (إذا نجح الأصوليون في حكم الجزائر، فسوف أتدخل عسكرياً كما تدخل بوش في بنما).
أما الجنرال الأمريكي ويسلي كلارك فهو يكشف سبب الحرب على الإرهاب والإسلام: (من كان يظن أننا خرجنا لأفغانستان انتقاماً لأحداث 11 سبتمبر فليصحح خطأه. نحن خرجنا لقضية اسمها الإسلام. لا نريد أن يبقى الإسلام مشروعاً حراً يقرر فيه المسلمون ما هو الإسلام. نحن نقرر لهم ما هو الإسلام)!!
في عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة صرح مستشار الأمن القومي الأمريكي في عهد الرئيس جيمي كارتر (بريجنسكي) بقوله: (إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن (1980م) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران، تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود (سايكس – بيكو).
عقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك (برنارد لويس) بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كلا على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي.. إلخ، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية تطبيقاً لمضمون تصريح (بريجنسكي) مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس الأمريكي (جيمي كارتر) بحيث يكون التقسيم لصالح الصهيونية – الأمريكية.
في عام 1983م وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع الدكتور (برنارد لويس)، وبذلك تمَّ تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الإستراتيجية لسنوات مقبلة.
الموصل على منهاج حلب
تعلن أمريكا وحلفاؤها في ما يسمى التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب أن معركة تحرير الموصل سوف تكون صعبة وسوف تطول. ولكن الحقيقة هي أنهم يطيلون أمد الحرب حتى تكتمل عملية (تدمير الموصل)، وليس تحريرها لأن القوات المشاركة في الحرب قادرة على سحق أية قوة عسكرية مهما كانت إمكانياتها العسكرية واستبسال المقاتلين فيها لأن هذه القوات المهاجمة تملك قوة تدميرية هائلة لا تستطيع داعش الوقوف أمامها حتى لو استعملت الأسلحة الكيماوية المزعومة، كما تروج القوات المشاركة في الحملة.
بدأت (معركة تحرير الموصل) أو (حملة تدمير الموصل) منذ يوم الاثنين 17102016م واتخذت خطة تقضي بتقليم مخالب الدولة الإسلامية باحتلال أطراف الموصل تمهيدا للوصول إلى أقرب نقطة من قلب المدينة المحاصرة بقوات عراقية محلية كما يزعمون بينما يشارك فيها في الحقيقة خليط من القوات الأجنبية تحت اسم المستشارين؛ بالإضافة إلى قوة طيران التحالف الدولي الذي سوف يكون له الدور الرئيسي في عملية التدمير.
سوف تتم محاصرة المقاتلين في شوارع وأزقة الموصل بين المواطنين الذين اختار أغلبهم عدم الخروج من ديارهم لأنهم خبروا ما لاقاه إخوانهم الذين كانوا يفرون من الموت تحت قصف الطائرات وتدمير منازلهم على رؤوسهم وفضلوا الموت تحت الأنقاض على الموت ذبحا على أيدي الغزاة الصفويين الحاقدين على أهل السنة من الشعب العراقي العظيم.
تدمير حلب؛ كآخر قلعة للمقاومة في سوريا، هو تمهيد لتقسيم سوريا. وتدمير الموصل في العراق هو الحلقة الأخيرة في مسرحية محاربة الإرهاب لكي يتم تقسيم العراق إلى كنتونات طائفية وعرقية هزيلة من غير سيادة على ثروات العراق بما يضم من أضخم احتياطي نفطي في العالم.
في مقابلة أجراها السياسي والإعلامي المصري، مصطفى بكري عبر فضائية (البلد) المصرية مع مفتي الديار العراقية الشيخ رافع الرفاعي في مطلع شهر كانون الأول سنة 2014م، (هاجم الشيخ الرفاعي حكومة بلاده والمليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب الجيش، فاعتبر أن على المسلمين ألا يكونوا مثل (كوبرا الهندي) التي ترقص على (أنغام أمريكا)، متسائلا عما قد يدفع السنة لقتال داعش في وقت يهدد الحرس الثوري الإيراني بالسيطرة على العراق ككل).
قال الشيخ الرفاعي في المقابلة التي تمت في الأزهر الشريف: يسيطر الحرس الثوري الإيراني وهو الذي يقود العمليات الآن في العراق قد منع أهالي جرف الصخر من العودة إلى مساكنهم إلا بعد عام وجرفت البساتين والمساجد والمنازل، كما فصلت العائلات ولا يُعرف شيء عن الرجال).
هذا ما ينتظر أهالي الموصل بعد تدميرها بالرغم من التطمينات التي يتبجح بها المسئولون العراقيون، وهو ما حدث ويحدث في المدن والبلدات العراقية. كما حدث ويحدث في سوريا وهو ما يمهد إلى تقسيم وتقزيم القطرين العربيين المنكوبين والآتي (... أدهى وأمر) سورة القمر: 46
نشر في جريدة القدس يوم الأحد بتاريخ 23102016م؛ صفحة 18
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف