الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

شاشة كبرى تنبعث من جديد بالخميسات بقلم:أ. بنعيسى احسينات

تاريخ النشر : 2016-10-23
شاشة كبرى تنبعث من جديد بالخميسات

أذ. بنعيسى احسينات - المغرب


بشرى لساكنة حي السلام بالخميسات، بانطلاق أشغال إصلاح الشاشة الكبرى بساحة الحسن الأول، التي تعطلت عن العمل منذ سنين. إلا أنها عندما كانت تشتغل من حين لآخر، لا تخضع لبرامج خاصة التي نصبت من أجلها، كنقل مباريات يشارك فيها الفريق الوطني أو المحلي، ونقل الخطاب الملكي في المناسبات الوطنية، وبرامج تحسيسية وتوعوية، ونقل الدروس الدينية والإرشاد الديني والتربوي والصحي والبيئي، ونقل مناسبات وطنية ودولية ومحلية خاصة جديرة بالنقل، بل كانت تستخدم بشكل عشوائي، إذ تبث أغاني شرقية صاخبة لقنوات لبنانية وعربية مملة، وذلك حسب رغبة القائم على استخدامها الذي يلبي في الغالب طلب بعض الزائرات للساحة المولعات بأغاني شرقية، التي لا تطرب سماع جل الزوار ولا الساكنة المحيطة للساحة، الذين استنكروا ويستنكرون صخبها، واشتكوا ويشتكون من إزعاجها كل مساء وجزء من الليل، حيث أنه من جرائها لم يعد يسمع أحد لمن بجانبه داخل المنازل والبيوت المحيطة والمجاورة للساحة، ولم تسمح للتلاميذ التركيز في دروسهم ومراجعاتهم وتهيئ امتحاناتهم، وكذا إزعاج الأطفال والمسنين والمرضى منهم بشكل خاص.
المسألة أساسا لا تتعلق بالشاشة في حد ذاتها، والغاية من استعمالها، ودورها في تقريب الحدث والمعلومة والوعي والإرشاد للساكنة. بل المسألة تتعلق بالإطار العام والوضعية العامة للمدينة بصفة عامة، وساحة الحسن الأول بحي السلام بصفة خاصة. فهل الإصلاح يبدأ من ما هو ضروري وملح، يسمح بالأولوية عن كل شيء، أم يجب البدء من ما هو ثانوي وتكميلي يدخل في نطاق الكماليات؟ فالأولوية بطبيعة الحال تكون دائما وأبدا لما هو ضروري بالأساس.
فعبر ولايات أربعة أو أكثر للمجلس البلدي، وساحة الحسن ا|لأول بحي السلام بالخميسات، تعيش إهمالا وتسيبا ونسيانا قل نظيره، إذ بدأ يدب إليها التآكل والخراب والتهميش، يلحق بكل مكوناتها وبالعناية بها؛ من تشجير ومساحات خضراء، ونافورة وسياج وشاشة عملاقة. إذ تحولت الساحة إلى مرتع مستباح كل ليلة، لفرق كرة القدم ومطبلين في بعض الأحيان، ومروجي المخدرات ومستهلكيها، ومروضي الكلاب، ومخمرين ومشردين، بلا مراقبة ولا حراسة القرب الدائمة، في غياب الأمن والاهتمام الفعلي للساحة ومرافقها التي تغيب فيها المراحيض العمومية غيابا كليا، باستثناء تنظيفها السطحي الشكلي من حين لآخر.
فجميع الولايات المتعاقبة على المجلس البلدي، الحالية منها والسابقة، لم تعر أي اهتمام يذكر لهذه الساحة التي تعتبر المتنفس الوحيد للحي وللأحياء المجاورة، إذ تقصدها النساء وأطفالهن قصد الراحة والاستجمام ولعب أطفالهن. فسياجها مدمر ونافورتها مخربة ومساحاتها الخضراء وأشجارها القليلة مقفرة، قد دب إليها التلف والفناء. ورغم أن هذه الساحة تستعمل لإقامة بعض السهرات الفنية، والمهرجانات الثقافية والسياسية الموسمية، وإقامة أسواق تجارية عشوائية في مواسم مختلفة بدون موجب حق، التي تعكر صفو الزائرين والساكنة المحيطة بها، لكون الساحة ملك عمومي ومكان للراحة والترفيه عن النفس، لا مكان للتجارة. فهي أصلا تبقى دون المستوى المطلوب، لا تعرف لا تغييرا ولا ترميما ولا عناية دائمة خاصة.
فكيف يتم إطلاق أشغال إصلاح الشاشة الكبرى، ووضعية المدينة بصفة عامة من حيث التجهيزات الأساسية والنظافة جد متدهورة، ووضعية ساحة الحسن الأول، بشكل خاص جد مزرية، يزحف إليها الخراب من كل الجهات، وسلمت للترك والنسيان منذ زمن بعيد. فهذا في الحقيقة ما يطلق عليه المغاربة: "وش خصك ألعريان.. الخاتم أسيدي"، هذا دون الحديث عن أمثال مغربية شعبية أخرى في نفس السياق. هل هذا يقبله العقل السليم؟
لقد سمعنا مؤخرا أن الساحة ستخضع لتهيئة جديدة ضمن إصلاحات التي ستعرفها المدينة ابتداء من هذه السنة، لكن أن يتم البدء من إصلاح الشاشة المعطلة منذ سنين، دون إصلاح الساحة بجميع مرافقها، فهذا يطرح تساؤلا طويلا عريضا من طرف الساكنة التي ترى تدهور حيها وساحتها أمام أعينها من حيث التجهيز والنظافة والأمن، كأن الحي وغيره تعرض لعقاب ما دون علمها، وهو يقضي مدة عقوبته في صمت رهيب.
لقد يعز في النفس أن تجد منتخبين أبناء المدينة يتنكرون لالتزاماتهم لمجرد نجاحهم في الانتخابات باعتبارها سلالم للصعود إلى أعلى، لجلب المنافع وضمان النصيب الأوفر من الكعكة، دون التفكير في مصلحة المدينة ومصلحة ساكنتها. إذ يتحول جلهم بعد نجاحهم إلى أعوان السلطة ورجالاتها، لا يكترثون بالمرة بالهدف والمهمة التي صوت المواطنون عليهم من أجلها. فمنهم من انخرط في لوبي المضاربات العقارية، والمشاريع الوهمية والغير الوهمية، دون رقيب ولا حسيب، في تواطؤ سافر مع ثلة من لوبي إداري ضعيفي الضمير المهني، المنتسبين للسلطات المحلية والإقليمية. وهؤلاء جميعا لا يخدمون مصالح المواطنين وتنمية المدينة، بل لا يحسون بوخز الضمير في غياب مراقبة النفس اللوامة. زد على ذلك مستوى منتخبينا التعليمي والثقافي المتدني عند جلهم والمتحكمين فيهم، حيث نجد المال والجاه يقوم مقام الشهادات ومقام المستوى الثقافي والعلمي والمعرفي، بالإضافة إلى تغييب الحس الوطني والضمير الإنساني، المتمثل في غياب الوازع الأخلاقي والديني عند هؤلاء، مما يجعل تربع فقدان الثقة عند الجميع، والنتيجة تتمثل في العزوف المهول عن المشاركة السياسية في الانتخابات. فالكل يعلم أن كثيرا من العلم في الحقيقة، يقرب من الله ومن فهم الحياة واتخاذ موقف منها واستغلالها الأنجع لصالحه ولصالح الإنسانية جمعاء، وقليل من العلم إن وجد، يبعد من الله ومن فهم الحياة فهما صحيحا ونافعا، ويعزز الأنانية ويقرب من الفساد والشر.
أليس هذا وذاك، وما تعاني منه المدينة والساكنة من تهميش وجمود التنمية وتراجعها الفظيع واختلالات لا تحصى في جميع المستويات، مما أدى إلى تأجيل الزيارة الملكية المنتظرة للمدينة وتعليقها، وربما إلغائها نهائيا فيما بعد. كأن المدينة وأهلها ارتكبا إثما لا يغتفر، إذ يتعرضا لعقوبة قاسية لا يد لهما فيها. فلماذا لا يحاسب المسئولين المباشرين على هذا، وهم معروفون عند العام والخاص؟ لماذا لا يحاسب المفسدون على أفعالهم حتى تتخلص المدينة من جشعهم الطافح، ومن انصرافهم كليا إلى تنمية مصالحهم الخاصة على حساب المصلحة العامة؟ فمن يا ترى ينصف هذه المدينة وناسها من الاحتقار والاستغلال وتشويه مكانتها وسمعتها وتاريخها(1).
نتمنى أن يستيقظ الوعي ويتحرك الضمير الأخلاقي لدى منتخبينا ولدى الساهرين على شئون هذه المدينة، للنهوض بها، التي كانت في يوم من الأيام شعلة مضيئة بأبنائها وأصحاب الشأن فيها، حتى تسترجع بريقها الذي بدأ يخبو ويتوارى على الأنظار.
-------------------------------------------------
أذ. بنعيسى احسينات – المغرب
--------------------------------------

(1) اقرأ مقال في الموضوع إلى متى تظل منطقة الخميسات خارج سرب التنمية؟؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف