الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قراءة حول المجموعة القصصية رسول الإله إلى الحبيبة بقلم سعاد شواهنة

تاريخ النشر : 2016-10-23
رسول الإله إلى الحبيبة

سعاد شواهنة

رسول الإله إلى الحبيبة هي مجموعة قصصية للكاتب الروائي أسامة العيسة وهو كاتب وصحافي ولد في بيت لحم،. عمل في عدة صحف فلسطينية وعربية منها الشرق الأوسط والأخبار وكل العرب ثم انتقل مديراً لتحرير صحيفة الصدى الأسبوعية ومن ثم صحيفة الحياة الجديدة في رام الله. للعيسة ثلاث روايات سابقة هي: «الحنون الجبلي» و«امرأة العشق المقبل» و«المسكوبية»، إضافة إلى دراسات عديدة  ومجموعات قصصية وتحقيقات صحافية، وله من الكتب 13 كتاباً. نال عدة جوائز منها جائزة فلسطين للصحافة - القصة الصحفية، 2011 وجائزة تقديرية عن حكايات من بر القدس، 2008 وجائزة الإبداع عام 2006 عن رواية «امرأة العشق المقبل».

تقدم المجموعة القصصية رسول الإله إلى الحبيبة الصادرة عن دار الفسائل  في القدس عام 2017  ثمانية عشرة قصة قصيرة بين طياتها ، وعلى مسافة أشهر من العام 2017 تبدو وكأنها تعرض لذكريات تعد بالزمن القادم  وقد جاءت القصص القصيرة في المجموعة محملة بذاك النفس الروائي الواحد، فتلمح في كل قصة من القصص ذل البطل الخفي الذي ينتقل من قصة إلى أخرى، حاملا صوت الكاتب و رؤيته وبصمته وثقافته، ودفقه المعرفي ، فيطل الكاتب مساندا شخوصه، مساندا الحدث الدرامي، محولا الحدث من حدث اللحظة إلى تأريخ الحديث .

إلى الحبيبة

كم يبدو شاقا أن تكون رسولا محملا بأكثر من عبئك الشخصي الفردي! يحاول الكاتب أن يجعل من النص في جزئية ما مرجعا تاريخيا محايدا، إذ يحرص على أن يروي قصص أبطاله من زاوية راو ثالث جزئي أو كلي المعرفة أحيانا، سمع الحكاية من صاحبها تارة ، أو تواترت إليه من تمتمات المحيطين محققا في زاوية أخرى في كل راو ثالث صورة لرسول يحمل رسالته وينقلها لآخرين و أخريات.

إن استخدام هذه التقنية جعل النص غنيا بالمعرفة والمعلومات التوثيقية ، إلا أنه حرم شخوص العمل الأدبي من النمو والتطور،  فلم يتسع لهم الورق لنلمس تفاصيلهم، أو لنسمعهم يرووا إحساسهم، نراهم نجسدهم أكثر من احتكاك حبر بورق، فنستطيع أن نتبين رؤيتهم، ونتبناها أحيانا، ونميل إليهم بعض الميل .

أزمنة متداخلة ........... جغرافية واحدة  وقلق متجدد :

يعرض الكاتب في صفحات قصصه لعدد من الأحداث المتداخلة والتغيرات المتصلة بالواقع السياسي الفلسطيني، إذ يتحدث تارة عن بدايات تشكيل السلطة الفلسطينية، وطبيعة عمل الأجهزة الأمنية ومؤسسات السلطة،من خلال حديثه عن زيارة برقيبة لمخيم الدهيشة ، كما يعرض لاستعدادات المؤسسة الأمنية لاستقبال البابا في بيت لحم ، وزيارته وصلاته بمحاذاة الجدار لروح السلام، وفي زمن آخر يقلب تاريخ النضال الفلسطيني إبان الانتفاضة الشعبية المجيدة، إذ تتبع الكفاح المسلح الفلسطيني، وكيف بدأت الثورة تأكل نفسها، ضمن ما أورده الكاتب عن سلوك المقاومين وحيثيات التحقيق الذي كانت تتم مع بعض الأشخاص، إضافة لى حديثه عن تلك المفاتيح التي تعيد سيدة أرملة بوشاح أبيض تطوف به بعد نزولها من الجبل ، وكأن الكاتب يهمس دون أن يصرح تماما أن الوطن مساحة لا تتغير، يمر فوقها الزمن، تتغير تسمياتها، أبنيتها، وهم ذات رجالها لكنهم وبفعل كل التغيرات عدلوا بعض الشيء على اطلالتهم فباتوا يغرقون أنفسهم ببعض العطر والياقات العالية.

تاريخ آخر يكتبه العامة البسطاء :

التاريخ الفلسطيني الحديث كان الشخصية المركزية التي تجوب في كل القصص، وفي الوقت الذي تروي فيه كتب التاريخ وسجلاته روايات منمقة تجمل فيها السادة، وتتغنى ببعض القادة، وتغمض عينها عن كثير من الأحداث والهفوات، فإن الكاتب يجد أسلوبا آخر يروي فيه فلسطين الحديثة ، فبين قدسين نلمح أحلام لاجئ بسيط بالولوج إلى بلاد الفردوس المفقود، و نتتبع خطوات مجنون جبع يحدثنا عن خريطة أخرى لا نراها، ونسمع صوت السجناء من روح المعتقلات، وليس من على منصات الاعتصام، ولم تكن بقرة بني إسرائيل ، ولكنها كانت تلك التي عبرت المسافة بين مستحيلين كلاهما وطن، ونرى بعبورها ذلك القلق والارتباك الذي تعيشه فلسطين و أجهزتها ومؤسساتها لتنسق الوقت في محاولة مضنية للبقاء .يقول رسول الإله إلى الحبية :( لا يمكن أن تعيشي دون أن يدوسك الوقت مرارا و أنت تعي بعجز وصمت كل تلك الخيبات  فهنا   أنت فلسطين . )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف