الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشباب اليمني ..وضرورة الاستفادة من المناخ الديمقراطي بقلم أ.فارس قايد الحداد

تاريخ النشر : 2016-10-23
الشباب اليمني ..وضرورة الاستفادة من المناخ الديمقراطي بقلم أ.فارس قايد الحداد
الشباب اليمني ..وضرورة الاستفادة من المناخ الديمقراطي

*أ.فارس قايد الحداد*


أبسط مفهوم للتنشئة الوطنية هي التربية الوطنية السليمة، ويقصد بها كافة الأنشطة التي يمكن أن يتعرض لها الفرد طوال حياته لتكوين وعيه وثقافته ومحتواه الفكري وتنمي روح الانتماء لوطنه، وجميع تصوراته تجاه القضايا الوطنية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وووالخ، وبالتالي تكمن
أهمية التنشئة في أنها التي تشكل وتحدد السلوك

الوطني للفرد نفسه. التنشئة لا تبدأ من خلال برامج تدريبية يمكن أن يتعرّض لها المواطن في الجمعيات السياسية والاجتماعية والثقافية وووالخ أو حتى بعض الجهات والمؤسسات، وإنما تبدأ في البداية من الأسرة مروراً بالمؤسسات التعليمية التي يمكن أن يمر فيها، فضلاً عن أدوار بعض المؤسسات مثل وسائل
الإعلام والمنابر الوطنية والسياسية وغيرها. نتيجة التنشئة الوطنية التي تنمية حب الاوطان لدى الافراد أنها تؤدي إلى تكوين الثقافة السياسية والاجتماعية والثقافية وووالخ في المجتمع وتحدد السلوك السياسي والثقافي والاجتماعي للأفراد. وبالتالي فإن التنشئة لا تستهدف الشباب فقط، وإنما بقية الفئات الأخرى في المجتمع. وإذا كانت التنشئة عملية مستمرة، فإنها جزء أساسي من عملية التنمية البشرية بمفهومها الواسع التي يجب أن يمر بها المجتمع العربي بشكل عام والمجتمع اليمني بشكل خاص الذي يسعى لمزيد من تأسيس وارساء قواعد ومداميك التحول الديمقراطي الذي ارتضت به الجمهورية اليمنية حكومة وشعباً. والسؤال المطروح هنا؛ ما دور شبابنا في التنمية الوطنية ؟ هل المطلوب منهم الدخول في النشاط الوطني بفرعية السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي من أوسع أبوابه
بتأسيس الجمعيات الوطنية السياسية والاجتماعية الخاصة بهم؟ أم هل المطلوب الانخراط في العمل النقابي؟ أو حتى أنشطة مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات وهيئات وغيرها؟ أظن أن دور الشباب في أرساء دعائم التنمية الوطنية واسع جداً
ومهم جداً، فهو يبدأ من انخراط الشاب في الأنشطة الطلابية بالجامعات، ، وقبل ذلك دوره في التثقيف الذاتي، إذ ليس منطقياً أن يصل الفرد إلى مرحلة الشباب دون أن يكون له وعي سياسي وثقافي وطنية ناضجة. في هذه المرحلة المبكرة التي
تسبقها عادة المرحلة التعليمية المدرسية يكون الشاب قد كوّن تصوراته وقناعاته الأولية بشأن مختلف القضايا الوطنية ، وإن لم تكن تصورات وقناعات دائمة ومستمرة بسبب طبيعة المرحلة التي يمر فيها. لاحقاً بعد انتهاء المرحلة الجامعية تزداد مسؤولية الشباب في التنمية الوطنية بشكل واسع ، إذ يفترض أن
يتجاوز مرحلة تكوين الوعي الوطني الذي يبني على ضوءه الآراء والتصورات الايجابية والنافعة لكافة القضايا الوطنية بشأن القضايا المتعددة التي تعصف بالشعب والمجتمع اليمني اليوم . بل هنا تبدأ مرحلة تبلور الأدوار، فبإمكانه الشباب اليوم وقبل الغد في الجمهورية اليمنية بصرف النظر عن انتمائتهم الحزبية
ان يحافظوا على مكتسبات واحدية الثورة اليمنية 26 سبتمبر 1962م و14 اكتوبر1963م و22 مايو1990م ويحافظوا على الديمقراطية والنهج الديمقراطي والتي بأتت قد تقلق البعض من جماعات الموت والتطرف تحت مبرر انها ظاهرة مستوردة من الغرب وغيرها من المبررات الغير منطقية والغيرمقبولة في المجتمع اليمني وهذا ما ظهر جلياً في خطاباتهم وفي ملازمهم وغيرها كما يمكن ايضاً الاستفادة الكبرى من المناخ الديمقراطي والتعددية السياسية والحزبية التي ارساء دعائمها النظام السابق بيقادة الرئيس المناضل /علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الاسبق رئيس المؤتمر ومعة كل الشرفاء من القيادات الوطنية المدنية والعسكرية الذي توفره الدولة بالعمل في الشأن العام، وهي فرص كبيرة يمكن عرضها على سبيل المثال وليس الحصر؛ التعبير عن الرأي عن قضية ما في إحدى الوسائط الإعلامية الرسمية او الاهلية ، والانضمام لإحدى مؤسسات المجتمع المدني التي تمثل اهتماماته المتنوعة، أو الانضمام لإحدى الجمعيات السياسيةاو الاجتماعية او الثقافية ، كما يمكنه أيضاً الاهتمام بالشأن العام من خلال مساعدة الآخرين وتوعيتهم سياسياً واجتماعياُ وووالخ وإن لم يكن منضوياً تحت إحدى المؤسسات. والمشاركة بإيجابية في الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية او المحلية تعد أيضاً من الفرص المتاحة لشريحة الشباب لتعزيز دورها في التنمية الوطنية . الأهم في فرص المشاركة الوطنية المذكورة أعلاه هي الإيجابية، وهي السمة المطلوبة من الشباب المطالبين بدور أكثر إيجابية تجاه قضايا المجتمع
المختلفة. وهذه السمة لا تعنى عدم الإحباط في حالة الفشل، بل هو أمر وارد، ولكنها تقتضي التعاطي بإيجابية مع القضايا نفسها. فلو حمل الشباب مطلباً شبابياً عاماً وطالبوا به عبر منظماتهم واتحاداتهم ولم يتحقق فإن ذلك لا يعني عدم الاستمرار في المطالبة ضمن الإطار العام الذي أتاحه المناخ الديمقراطي في
بلادنا . عند الحديث عن دور الشباب في التنمية الوطنية فإن ذلك لا يعني أن هناك قيدا وإطاراً عاماً محدداُ يجب الالتزام به في تحقيق هذه التنمية الهامة، ففي جميع المجتمعات توجد مثل هذه التصورات والاطر ، ويقصد بها الثوابت الوطنية المستمدة من الثقافة الوطنية وما يرتبط بها من قضايا، بالإضافة إلى ضرورة
العمل وفق القوانين والأنظمة الوطنية التي كفلها الدستور والقانون . ومن يحاول الخروج عن مثل هذه الثوابت الوطنية لا علاقة له بالتنمية الوطنية المشروعة ، لأنه لا يسعى لتحقيق التنمية نهائياً، بل يساهم في الإضرار بها والتأثير عليها. الخلاصة أن دور الشباب في التنمية الوطنية مهم للغاية، وهي مسؤولية
جماعية مشتركة ليست ملقاة على الشباب أنفسهم، بل تتضافر وتتحمل مسؤوليتها مجموعة من الأطراف السياسية والاجتماية ، بالإضافة إلى وسائل الإعلام المختلفة وقادة الرأي. وهناك العديد من الفرص والمجالات المتاحة للشباب ليقوموا بدور إيجابي في تحقيق التنمية الوطنية في المجتمع، بدءاً من التوعية والتثقيف الذاتي، ومروراً بالمشاركة بشكل إيجابي في أنشطة مؤسسات المجتمع المدني والتفاعل معها، وأخيراً الحرص على المشاركة باستمرار في جميع الاستحقاقات الانتخابية سواءً كانت برلمانية أورئاسية او محلية باختصار دور الشباب في التنمية الوطنية دور مزدوج، فهو يتطلب وعياً ذاتياً، ويتطلب نشاطاً إيجابياً.

كاتب وصحفي يمني
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف