بسم الله الرحمن الرحيم
بقلم / المهندس نهاد الخطيب
الإنتظار سيد الموقف
نصح المصريون والأمريكان القيادة الفلسطينية ، بعدم التحرك في الأمم المتحدة ،بخصوص محاولة انتزاع قرار أممي ضد المستوطنات ،وذلك قبل الإنتخابات الأمريكية، ومع اقتناعنا أن توقيت التحرك السياسي –أي تحرك – يساهم بشكل مؤثر في نجاحة وفشله ، ومع اقتناعنا أن هذه النصيحة تأتي من جهات بالغة التأثير في الإقليم وفي العالم ، إلا أن ذلك يُرسخ الفكرة التي يرددها الأوروبيون ، بأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو أكثر النزاعات استقرارا في العالم ً، ويكرر الأمريكان نفس الكلام فيما يتعلق بتراجع المسألة الفلسطينية على متدرج القضايا الإنتخابية الأمريكة ، فهناك مناطق أكثر سخونة من زاوية المصالح الأمريكية تحتاج للإهتمام.
ويعنى هذا أيضاً أننا مضطرون لإنتظار حسم المعركة العسكرية في سوريا والعراق مع داعش والتي بدأت تأخد شكل منزلق ، قد يودي بها الى "حرب عالمية محدودة " من حيث الحجم ومسرح العمليات ، وبعد الحسم العسكري المأمول أيضاً نحن مضطرون أن ننتظر حتى يتم ترتيب الأمور في المنطقة من هياكل وبُنى سياسية واقتصادية تتوافق مع نتائج الحرب ومصالح الطرف المنتصر ، ولاشيء لدينا يضمن أن تصب نتائج المعارك العسكرية والسياسية في خانة مصلحة الفلسطينيين ولا بأي شكل من الأشكال ، فالروس والأوروبيون عاجزون والأمريكان فشلوا أو لم يرغبوا في التأثير على اسرائيل، قبل اضطراب داعش وليس هناك ما يشير الى أن ذلك سيتغير بعد الإنتهاء من موضوع داعش -هذا لو حصل- .
على المستوى العربي ، يبدو أنه من الصعب تخيل ما سيؤول اليه وضع النظام العربي وهل سيبقى لدى الأنظمة العربية رمقاً لمجرد الحديث عن قضية فلسطين ، أنا لاأظن ذلك ، رغم حالة التفاؤل التي تسم تفكيرى والتي هي جزء من الإعدادات الشخصية في كياني ، وأما المراهنة على غير العرب فتبدو المسألة غير عقلانية ، فالتاريخ يحدثنا عن استحالة قيام امبراطورية في المنطقة تحت راية الإسلام دون أن تكون العروبة هي الأساس ، ونحن نتحدث عن العروبة كقومية ليس من منطلقات عنصرية أبداً وإنما العروبة ذات المضمون الإنساني الحضاري ، وبالتالي فإن فعالية الموالى (المسلمون من غير العرب ) هنا مشكوك فيها بدون الجوهر العربي لأي كيان امبراطوري، يمكنه فرض معادلات قوة تجعل من تحرير فلسطين مسألة مسافة السكة كما قال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي .
في الجانب الفلسطيني ، ننتظر حدثين بارزين أولاً: المؤتمر السابع لحركة فتح ، وهنا تستحوذ فتح ، رغم أوضاعها المهلهلة ورغم التحشيد البغيض ضدها من القوى الظلامية ، على استثنائية الإستئثار بصنع القرار الفلسطيني ، وبالتالي ما يتمخض عن مؤتمرها سيعني الكثير للفلسطينيين من كافة التوجهات . والحدث الثاني هو انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني ، وهو هنا بالطبع يتأثر بنتائج مؤتمر فتح وبالتفاعلات الأخرى على الساحة الفلسطينية ولا يمكن استبعاد التأثيرات الإقليمية والدولية .
كما نرى أمامنا أن ننتظر أحداث كثيرة رغم أن الفاعلين في قضيتنا لا يتذكرون كثيراُ أننا نعاني وأن لعبة عظ الأصابع مع الإسرائيليين تؤلمنا و نحن حتى غير قادرين على الصراخ وأوضاعنا المعيشية والإنسانية تتفاقم.
على الفلسطينيين أن يُدركوا أن الصراع في المنطقة صراع تاريخي فيه ملمح من ملامح صراع الحضارات ،وأن عليهم التحلي بالصبر والنفس الطويل ولا مانع من إدارة معارك تكتيكية تُحسّن من مواقعهم التفاوضية والقتالية ومن ظروفهم المعيشية دون أن يهدوروا وقتهم في الإنتظار يرحمكم الله.
بقلم / المهندس نهاد الخطيب
الإنتظار سيد الموقف
نصح المصريون والأمريكان القيادة الفلسطينية ، بعدم التحرك في الأمم المتحدة ،بخصوص محاولة انتزاع قرار أممي ضد المستوطنات ،وذلك قبل الإنتخابات الأمريكية، ومع اقتناعنا أن توقيت التحرك السياسي –أي تحرك – يساهم بشكل مؤثر في نجاحة وفشله ، ومع اقتناعنا أن هذه النصيحة تأتي من جهات بالغة التأثير في الإقليم وفي العالم ، إلا أن ذلك يُرسخ الفكرة التي يرددها الأوروبيون ، بأن النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو أكثر النزاعات استقرارا في العالم ً، ويكرر الأمريكان نفس الكلام فيما يتعلق بتراجع المسألة الفلسطينية على متدرج القضايا الإنتخابية الأمريكة ، فهناك مناطق أكثر سخونة من زاوية المصالح الأمريكية تحتاج للإهتمام.
ويعنى هذا أيضاً أننا مضطرون لإنتظار حسم المعركة العسكرية في سوريا والعراق مع داعش والتي بدأت تأخد شكل منزلق ، قد يودي بها الى "حرب عالمية محدودة " من حيث الحجم ومسرح العمليات ، وبعد الحسم العسكري المأمول أيضاً نحن مضطرون أن ننتظر حتى يتم ترتيب الأمور في المنطقة من هياكل وبُنى سياسية واقتصادية تتوافق مع نتائج الحرب ومصالح الطرف المنتصر ، ولاشيء لدينا يضمن أن تصب نتائج المعارك العسكرية والسياسية في خانة مصلحة الفلسطينيين ولا بأي شكل من الأشكال ، فالروس والأوروبيون عاجزون والأمريكان فشلوا أو لم يرغبوا في التأثير على اسرائيل، قبل اضطراب داعش وليس هناك ما يشير الى أن ذلك سيتغير بعد الإنتهاء من موضوع داعش -هذا لو حصل- .
على المستوى العربي ، يبدو أنه من الصعب تخيل ما سيؤول اليه وضع النظام العربي وهل سيبقى لدى الأنظمة العربية رمقاً لمجرد الحديث عن قضية فلسطين ، أنا لاأظن ذلك ، رغم حالة التفاؤل التي تسم تفكيرى والتي هي جزء من الإعدادات الشخصية في كياني ، وأما المراهنة على غير العرب فتبدو المسألة غير عقلانية ، فالتاريخ يحدثنا عن استحالة قيام امبراطورية في المنطقة تحت راية الإسلام دون أن تكون العروبة هي الأساس ، ونحن نتحدث عن العروبة كقومية ليس من منطلقات عنصرية أبداً وإنما العروبة ذات المضمون الإنساني الحضاري ، وبالتالي فإن فعالية الموالى (المسلمون من غير العرب ) هنا مشكوك فيها بدون الجوهر العربي لأي كيان امبراطوري، يمكنه فرض معادلات قوة تجعل من تحرير فلسطين مسألة مسافة السكة كما قال الرئيس المصرى عبد الفتاح السيسي .
في الجانب الفلسطيني ، ننتظر حدثين بارزين أولاً: المؤتمر السابع لحركة فتح ، وهنا تستحوذ فتح ، رغم أوضاعها المهلهلة ورغم التحشيد البغيض ضدها من القوى الظلامية ، على استثنائية الإستئثار بصنع القرار الفلسطيني ، وبالتالي ما يتمخض عن مؤتمرها سيعني الكثير للفلسطينيين من كافة التوجهات . والحدث الثاني هو انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني ، وهو هنا بالطبع يتأثر بنتائج مؤتمر فتح وبالتفاعلات الأخرى على الساحة الفلسطينية ولا يمكن استبعاد التأثيرات الإقليمية والدولية .
كما نرى أمامنا أن ننتظر أحداث كثيرة رغم أن الفاعلين في قضيتنا لا يتذكرون كثيراُ أننا نعاني وأن لعبة عظ الأصابع مع الإسرائيليين تؤلمنا و نحن حتى غير قادرين على الصراخ وأوضاعنا المعيشية والإنسانية تتفاقم.
على الفلسطينيين أن يُدركوا أن الصراع في المنطقة صراع تاريخي فيه ملمح من ملامح صراع الحضارات ،وأن عليهم التحلي بالصبر والنفس الطويل ولا مانع من إدارة معارك تكتيكية تُحسّن من مواقعهم التفاوضية والقتالية ومن ظروفهم المعيشية دون أن يهدوروا وقتهم في الإنتظار يرحمكم الله.