الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الاستثمار ..وغياب ثقافة المخاطرة لدى الشباب بقلم:د. ياسين اعميرة

تاريخ النشر : 2016-10-23
الاستثمار ..وغياب ثقافة المخاطرة لدى الشباب بقلم:د. ياسين اعميرة
الاستثمار ... وغياب ثقافة المخاطرة لدى الشباب

يكاد لا يختلف الاثنان على أن صلاح الشباب دعامة أساسية في التنبؤ بالحالة الانية والمستقبلية للمجتمع اقتصاديا واجتماعيا ورياضيا و فنيا وابداعيا. به وله  تُعد وتُنفذ الخطط و البرامج التنموية، ومن أجله تعبئ الاموال والطاقات، هذا هو حال شباب الدول المتقدمة.

لا شك كذلك أن حال الشباب في الدول النامية و العربية على وجه الخصوص تعوزه الامكانات وتواجهه تحديات عظمى. كيف لا و أنه في أفضل الحالات ما يمكن أن يُقدم له هو عبارة عن فرص عمل متوسطة.

ليس هذا هو قصدنا في هذا المقال، اعادة تشغيل أُسطوانة مشروخة تحت عنوان "الدولة ما دَارْتْ لِينَا وَالُوا" ، و لن أتحدث كذلك عن العراقيل الرئيسية التي تُحِدُّ ولوج الشباب الى عالم المقاولات وضمنها بالخصوص التمويل وبطء المساطر الإدارية والعجز في التكوين وعدم كفاية تجهيزات الاستقبال والدعم و ...و...

 بل هذه المرة سيتم إجلاس الشاب في قفص الاتهام ومساءلته عن جرعة المخاطرة لديه؟ ومدى استعداده نفسيا وذهنيا للمغامرة لتحقيق أحسن الفرص وعدم الاكتفاء بأنصاف الفرص ؟

استوقفتني في الآونة الاخيرة  دراسة نَشرتها وزارة الخارجية البريطانية في شهر أكتوبر الحالي حول البلدان الاكثر فرصا للشباب. درسوا خلالها ظروف حياة الشباب بين 15 و29 عاماً في 183 دولة من دول العالم وفق 18 مؤشراً في خمسة مواضيع شاملة، وهي فرص العمل والتعليم والصحة والمشاركة السياسية والمبادرات المدنية.

 وكانت النتيجة أن ألمانيا تُعَدُ البلد الأكثر فرصاً للشباب عالمياً.. والبحرين عربياً (في حين أن المغرب جاء كما هي عادته في المرتبة عشرين ومئة عالميا و الحادية عشرة عربيا !! no comment).

فتبادر الى ذهني السؤال التالي ، ما هي الاشياء أو الاسباب التي جعلت شباب الدول المتقدمة يتمتعون بأحسن الفرص؟

الجواب بديهي...سيقوله أغلبنا !! إنه المستوى المتقدم الذي بلغته هذه الدول في جميع المجالات الاقتصادية و الاجتماعية والسياسية  بالإضافة الى فعّالية النظام التعليمي والتربوي لديها بحيث يسمح لشبابها بالظفر بأحسن الفرص... وربما قلة نسبة الشباب تجعل المنافسة بينهم تكون قليلة ...

سؤال تعقيبي يفرض نفسه، ولكن لماذا نجد في بلدننا "الغير متقدمة" شباب أجانب من مختلف بقاع المعمور ناجحين بشكل ملفت ؟ بل وتجد من بين مستخدميهم خريجي أفضل المعاهد و جامعات البلد المضيف!؟

بالفعل كلنا يرى أو يسمع هنا أو هناك عن رجال أعمال أجانب يستثمرون في بلدننا النامية وليس لديهم الكثير سوى دافع المخاطرة ...ماذا المخاطرة ؟؟! ... نعم .. ولما لا ونحن نجدهم  يستثمرون مثلا في المجال الفلاحي وهم لا يملكون أرضا ولا وسائل إنتاج ورغم كل هذا فتجدهم يكترون الاراضي الفلاحية من سكان البلد المضيف ويستخدمون أبنائهم لاستزراعها حتى إذا أينعت ثمارها ترهم  يقومون بتصدير أجودها الى الخارج عبر مصانع للتعبئة أغلبيتها مكتراة أيضا وكل هذه السلسلة يتم تمويلها عن طريق رؤوس أموال محلية (بنكية)... استثمار بصفر درهم (كلشي ديال البلاد .. الارض الماء المال العمالة ... ).

المُتَّهم هنا ليس هذا النوع الجديد من الغزو الاقتصادي ولكنها التراكمات الثقافية الخاطئة المتعشعشة في عقول الشباب التي شلَّت كل حركات الابداع والاعتماد على النفس  ...إنها العقلية المُكوَّنة لدى شبابنا والمبنية على أساس "التعلم لكسب وظيفة"  نتيجة نظام تعليمي عقيم مبني على تخريج أكبر عدد من العاطلين وليس المعطلين ... و الارتكان الى طلب فرصة عمل بدل العمل على خلقها ... إنها ثقافة بين كل مقهى ومقهى توجد مقهى أخرى ... انه غياب حس المخاطرة "la prise de risque" الذي يعوز الكثير من شبابنا.

المتفق عليه عند العقلاء أن المخاطرة والعائد مرتبطان إيجابيا، وعلى المستثمر أن يتحمَّل مخاطرة إضافية إذا أراد تحقيق عائد أعلى. و بصيغة أخرى من أراد الحصول على أحسن الفرص في بلدننا فعليه الخروج من "منطقة الراحة" والشرب من كاس المخاطرة المُرِّ.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف