الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سورية وروسيا: معركة الأمل بقلم:د. خيام الزعبي

تاريخ النشر : 2016-10-23
سورية وروسيا: معركة الأمل بقلم:د. خيام الزعبي
سورية وروسيا: معركة الأمل

الدكتورخيام الزعبي
 
تتجه اليوم أنظار العالم الى حلب بفعل التقارير الكثيرة التي تتحدث عن الإنتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش السوري في الشمال السوري وتفهمه للمتغيرات التي دخلت على الساحة الإقليمية والدولية، إذ لم يخطئ الرئيس الأسد عندما صرح لقناة SRF السويسرية، بأن "مهمتنا بموجب دستور البلاد، هي حماية الناس، ولكن كيف يمكننا حمايتهم وهم تحت سيطرة الارهابيين؟ لذلك من الواضح أن علينا التخلص من الارهابيين"، إذا لا يختلف أثنين على إصرار الرئيس الأسد على دحر داعش والقوى المتطرفة الأخرى في سورية، وتعزيز العلاقات مع الأصدقاء، فعندما يقول الرئيس الروسي بوتين إن التنسيق مع االسوريين يسير على قدم وسائق، وعندما يقول وزير دفاعه سيرغي شويغو، إن الجيش الروسي ينفذ عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية بتنسيق مع دمشق، فهذا يعني عملياً أن الرئيس الأسد وحلفاءه كروسيا وإيران وحزب الله أصبحوا في خندق واحد لمواجهة المتطرفين على كافة الجبهات.

اليوم تدرك موسكو الموقف الراهن للدولة السورية، الذى يتعرض يوميا لمحاولات تضييق الخناق والحصار، والإصرار على فرض العديد من الإملاءات لوضعها فى قالب محدد، صنعته أياد خبيثة خططت للمؤامرة على سورية، التي تدرك على الرغم مما تعرض له، أن روسيا يدا بيد إلى جانب سورية وفي خندق واحد ضد الإرهاب، وأنها لن تخذلها مهما كانت الضغوط أو الإغراءات، فالخطوة الروسية الأخيرة بإرسال مقاتلين وطيارين روس إلى سورية, هو دليل تعزيز مسار التعاون المستمر بين كل من روسيا وسورية, ولإعتبارات أخرى كون سورية هي الخط الدفاع الأول ضد إنتشار التطرف الإسلامي, الذي إذا لم يتوقف فإنه سيصل إلى حدود روسيا, وعليه، تجسد الرد الروسي الرامي لحماية أجواء وسيادة الدولة السورية ودق إسفين في توجهات الغرب لتقسيم سورية الى دويلات متناحرة، وأمام هذا الإصرار الروسي في الحفاظ على حليف أساسي لها في منطقة الشرق الأوسط، ومع التطورات العسكرية الأخيرة بين الطرفين الروسي والأمريكي، ذهب بعض كبار المحللين الروس والأمريكيين حد التنظير بحرب عالمية ثالثة قادمة لا محالة، في حال احتكاك القوات الأمريكية والروسية في سماء سورية أو استهداف الطيران الأمريكي للجيش العربي السوري .

في سياق متصل أعلنت روسيا عن هدنة إنسانية يوم 20 من الشهر الجاري في حلب تهدف إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى سكان المدينة والسماح لهم بمغادرتها عبر ست ممرات، والسماح للمسلحين بمغادرتها بأسلحتهم من دون أن يعترضهم أحد، فهدف هذه الهدنة هو إفساح المجال للمدنيين لمغادرة مناطق القتال، ونعتبر الفرصة الأخيرة أمام المسلحين لمغادرة حلب، بالرغم مما تبذله روسيا من جهود جبارة لتسوية الأزمة بالطرق السلمية، فقد أصبح واضحاً أن أمريكا وحلفاءها لا يريدون الحل السلمي أو وضع نهاية للحرب، لذلك فإن روسيا وسورية تريدان بعد انتهاء فترة الهدنة القضاء على المسلحين بكافة فئاتهم الذين رفضوا مغادرة المدينة، كل هذا يهيئ أرضية لتسوية الأزمة بالحوار، وفي الوقت نفسه يكون ورقة رابحة بيد روسيا وسورية عند الجلوس على طاولة المفاوضات.

الذي غيّر المشهد وقلب الوضع رأساً على عقب في حلب التي اعتبرتها واشنطن القشة التي قسمت ظهر بعيرها ، هو تطويق الأحياء الشرقية وقطع طرق الإمداد عن “جبهة النصرة” ومتفرعاتها، وقرب عودة المدينة الصناعية الكبرى في سورية إلى حضن الوطن، وهذا شكل ضربة قوية للخطة الأمريكية وفشل ذريع لها، فالموقف الروسي الثابت والإنتصارات المستمرة التي حققها الجيش السوري بوجه القوى المتطرفة وأخواتها، جعل أمريكا التي تواجه مشاكل كبيرة، أن تراقب الوضع عن كثب وبجدية وتعد عدتها لتحولات خطيرة في المشهد السوري الجديد.

مجملاً أثبتت روسيا حسن نيتها تجاه حلفائها "سورية" وجديتها في محاربة الإرهاب، في حين أن أمريكا أكدت سوء نيتها وعدم جديتها في محاربته بل دعمه وتوظيفه من أجل فدرلة سورية، ومن حيث النتائج العملية على الأرض، نجحت روسيا بمساعدة الجيش السوري في الحفاظ على الدولة السورية من جهة، وأفشلت الإستراتيجية الأمريكية القاضية بإسقاط الرئيس الأسد واستنزاف روسيا لإطالة أمد الحرب إلى ما لا نهاية، لتبرهن بأن السوريين أقوى من كل المؤامرات التي تحاك ضدهم والمنطقة بأكملها.

بإختصار شديد يمكنني القول، لقد انتصرت سورية، وإنتصر من راهن على شعب سورية وجيشها، أما من راهن على المتطرفين وأعوانهم فلا عزاء له، وما عليه إلا البحث عن سلم للنزول من على الشجرة التي ورط نفسه بالصعود إليها، فكل المعطيات تشير الى صمود الجيش السوري وحسمه المعارك الميدانية ، فالمعركة التي يشارك فيها الرئيس الأسد وحلفاؤه في حلب، هي معركة حاسمة ومهمة، في وقت وضع لها خطة عسكرية محكمة ويديرها من غرفة عمليات خاصة، كل ذلك يؤكد بان خطاب النصر النهائي بات قريباً، وأن معارك المسلحين تشارف على نهاياتها، هذا ما يؤشر إلى مرحلة مفصلية سوف يشهدها الميدان السوري هذه الأيام.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف