الأخبار
تفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطيني
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عصر ما بعد المعلومات بقلم:عزيز الخزرجي

تاريخ النشر : 2016-10-22
عصر ما بعد المعلومات بقلم:عزيز الخزرجي
عصر ما بعد المعلومات: Post Facual Era
(الحلقة الرابعة)
(عصر ما بعد المعلومات) تجاوزَ (عصر المعلومات) بلا معلومات كاملة و قواعد منطقية و فلسفية كاملة.. بل بمعلومات خاطئة و بلا علم النّاس بما فيهم العلماء و المفكرين و المثقفين, لأنّ القائمين على رأس النظام الأقتصادي - المعلومالي لا تؤمن بِدِينٍ أو غيبٍ, و تريد أن تحكم العالم بمعلومات ناقصة و متناقضة و مبتورة و محرّفة لتشويه الحقائق و الوقائع و الأديان, لذلك:
فأنّ شعوب العالم – خصوصا العربية -  ستبقى تدور في حلقات مفرغة يأكل بعضهم بعضهاً و هي تتشبّث بآلأفكار القومية و آلمذهبية و القوانين العشائرية كي لا تُحقق شيئاً من أهداف حياتها التي إنقطعت عن أصلها و منبعها (الغيب), و حتى عن الفروع و التفاصيل التي بيّناها الباري تعالى في  جميع الرّسالات السّماوية .. منذ رسالة آدم(ع) و وصيته التي أتى بها من الجنّة و حتى الرسالات الثلاثة الكبرى المعروفة؛ آلتوراة و الأنجيل و أخيراً القرآن كخاتم لجميعها.

يُعتبر الدِّين المسيحي أشهر و أكبر ديانة في عالم اليوم, لأنها تتقدّم على دين الأسلام بأكثر من 500 – 700 عام, و تلعب الأديان بشكل عامّ دوراً كبيراً في تقويم حياة و أخلاق النّاس و عاقبتهم, سلبأً فيما لو كانت منحرفة .. و إيجاباً فيما لو كانت عادلة, و رغم إن الأنظمة الغربية الحاكمة لا تؤمن بآلدِّين سواءاً كان منحرفاً أو عادلاً كعامل حيويّ للحياة عبر المجال السياسي و الأقتصادي والتربوي خصوصا؛ لذلك لا تعتني المدارس و الأكاديميات التي توسعت خلال القرن الماضي .. بحقيقة الدِّين و منابعه و أصوله و تأريخه, بل و تريد حذفه نهائياً في هذا العصر الجديد(عصر ما بعد المعلومات) .. و لا أجانب الحقيقة لو قلت بأنّ الغرب بات لا يهتم حتى للثقافة و الفنون و الأدب و الفلسفة حيث قلّصت دورها إلى أبعد الحدود, لأعتقادها بأنّ العامل الوحيد المؤثّر في تقويم الحياة – بل في تضخيم رأس المال - هو الأقتصاد فقط الذي يلعب فيه (العلم) التكنولوجيا دوراً أساسياًّ في ترشيده و توسيعه!

لذلك إهتمّ و ركّزَ أصحاب هذا الأعتقاد بآلجانب (المدنيّ) لنهضتها من دون (الحضاريّ) ألّذي يُؤكد على الآداب و القيم و الفلسفة و الأخلاق التي تُقوّم أسس الحياة الأجتماعية كما الشخصيّة كضامن لتحقيق العدالة ثم السعادة من خلال التأكيد على الجانب التربوي و العائلي و الآداب الأجتماعية التي عمادها الرّحمة و الأنسانية و التواضع التي تنفي و تتعاكس مع سطوة المال و القوة و السلاح كأصل للسعادة في الحياة الأنسانية!

و التأريخ كلّه يشهد بفشل – بل بقبح و ظلامة - جميع الحضارات التي برزتْ و تألقت خلال العصور المختلفة ثم تحطمت و صارت أطلالاً كحضارة النيل و وادي الرافدين و فارس و الهند و الصّين بفوارق طفيفة بينها, و لم تفلح في تحقيق السّعادة لشعوبها لكونها لم تعتمد الدِّين – ألأخلاق - كأساس في تمدّنها و تطورها التي بُنيت على أكتاف الكادحين و الفقراء و المساكين, و هكذا المدنيات الجديدة التي لم تراعي في القوانين الأصيلة المساواة في الحقوق الأنسانية .. بل باتت الأموال و الطبقية هي الحاكمة في تقرير المعايير و القوانين و الأحكام و حتى شخصية و قيمة الفرد!

لذلك لا يُمكن أبداً أن تتحقق السّعادة للأنسان حتى لو وصلت إلى ما وصلت إليها الحضارات القديمة نسبيأً بآلقياس مع أزمانها, بل ستُكرّر (المدنيّة) الحديثة بتمدنها و كما نشهد معالمها و حقائقها .. نفس المآسي و المذابح و المظالم التي أقامها الفراعنة و الأكديين و السّومريين و الكلدانيين و الآشورين و غيرها من انظمة الأجرام عبر التأريخ و التي يعتبرها الناس حضارات راقية للأسف بسبب جهلهم بفلسفة الوجود!

و هذا ما نشهده اليوم في جميع بلدان العالم تقريباً!

ذلك أنّ القدرة و آلسّلطة و المال الحرام المبني على الرّبا و تصريف السلاح و القنابل التي تقتل الأطفال ؛ لا تجلب معها سوى التكبر و الطغيان و الدمار بشكلٍ طبيعيّ و كأنهما توأمان, و هذا ما أشار أليه قائد الأمّة الأسلاميّة و الأنسانيّة قبل يومين في خطابه الألهي وسط النخب العلمية الشبابية في عاصمة الدولة الأسلامية الحديثة في معرض كلامه عن طبيعة و إنحلال الأخلاق في الشّخصيات التي رشّحت نفسها لتقود أكبر دولة في العالم هي أمريكا, و كما هو الحال في بقية دول العالم!

الغاية من هذا البيان, هو إنّ الدِّين المسيحي رغم إنحرافاته الكبيرة و الواضحة؛ و شيوعه و تغلغله في العالم خصوصا في الغرب, إلاّ أنّ أصحاب القرار في الحكومات القائمة و حتى في (الأتحاد العالمي للكنائس) بشقيه الكاثوليكي و البروتستاني .. ليس فقط لا يعيرون أهمّية لتلك الأنحرافات المدمرة؛ بل عملوا على فصل الانجيل(العهد الجديد) كما التوراة (العهد القديم) عن السّياسة و شؤون الحياة إبان عصر النهضة بشكل تام و كامل؛ ثمّ تركوه حصروه أخيراً بمدينة صغيرة تُسمّى ا(لفاتيكان)نه في أرض مساحتها لا تتجاوز 40 كم2 , مع علمهم بوجود إنحرافات كبيرة في فصولها و أسفارها!

و نحن لا نعتب على الحكام و السياسيّن و على رأسهم أصحاب (المنظمة الأقتصاديّة العالميّة) التي تتحكم بهم لأمتلاكها للمال و الشركات و المؤسسات الأعلامية الكبرى و الأحلاف العسكرية و النووية, بل هذا هو نهجهم و مرادهم  كما قلنا في الحلقات السابقة في (فصل الدِّين و كل ما يتعلق بالأخلاق عن السّياسة و الحكم بين الناس), ليخلوا لهم الجّو و القرار للتّلاعب بمصير و مقدارات الأمم و الشّعوب كما يشاؤون حتى لو تطلب الأمر قتل مليارات من البش!

مع كل هذا نحن لا نعتب كثيراً على هؤلاء المستكبرين .. بل العتب الأكبر على (الفاتيكان) و (علماء المسيحية) و حتى (اليهودية) بل و (المدّعين للدّيانة التقليدية الأسلامية), و معهم الحكومات العربية و على رأسهم اوردكان و رؤساء الدول العربية و الأسلامية الذين يعلمون أفضل من غيرهم بوجود أقدم (إنجيل) عمرهُ ما بين 1500  – 2000 عام كُتب بماء الذهب و بآللغة (آلآرامية) و هي لغة سيدنا المسيح أنذاك, و يوجد حالياً في المتحف المركزي بأنقرة في تركيا, و هو أصحّ إنجيل أفصح عن كثير من الحقائق الغامضة التي تمّ تحريفها في جميع الأناجيل الأربعة المعروفة, كبعثة نبي الأسلام محمد(ص) و عمر السيد المسيح و قضية رفعه للسماء و غيرها من القضايا المصيرية!

هذا بحسب إعتراف العلماء و آللجان العلمية المتخصصة التي قامت بفحوصات عامة و إجراء بعض التّحقيقات عليه قبل فترة, و يُقدّر قيمته بـ 14 مليون ليرة تركية, ما يُعادل 28 مليون دولار أمريكي!

الجديد الذي تمّ إكتشافه بعد آلمطالعة العمومية لهذا الأنجيل الصّحيح و الوحيد الذي لم يُتلاعب به و لم يناله التغيير و التحريف لحدّ الآن؛ هو إنه قد أخبر بوضوح عن بعثة الرّسول محمد(ص) بعد 700 من ولادة السيح المسيح عليهِ و على نبينا السّلام , كما إنّهُ – أي الأنجيل – دحض النظرية السائدة بكون عمر السيد المسيح لم يتجاوز الـ 32 عاماً, بل تجاوز المائة سنة إلى 120 سنة, و بحسب ما أشار لذلك القرآن الكريم أيضاً بقوله: [و يُكلم الناس في المهد و كهلاً و من الصالحين](1), و بآلتالي يكذب التأريخ الميلادي المزعوم و المُتّبع حاليا في العالم , ممّا يُفنّد التأريخ الميلادي و يُعرّضه للسؤآل!

و قد طالب قائد الأمّة الأسلامية و الأنسانية عبر وزارة الخارجية في الحكومة الأسلامية من خلال الملحق الثقافي بتركيا إستعارة ذلك (الأنجيل) لأجراء التحقيقات الكاملة اللازمة عليه و البدء بترجمته تمهيدأً لطبعه بلغات عديدة, لكن الحكومة التركية الظالمة برئاسة الجاهل الخبيث أوردغان منعت ذلك بسبب أوامر الأسياد في إسرائيل و أمريكا خوفاً من كشف المستور و تعريض التأريخ الغربي كلّه لصدمة كبيرة قد تُغيير مجرى التأريخ رأساً على عقب, و لكن بعد إصرار الدولة الأسلامية على ذلك لأهمية الموضوع, سمحتْ الحكومة بترجمة السّفر المتعلق الذي ذُكر فيه بعثة النبي محمد(ص) فقط.

و آلمؤسف لهُ حقاً أنّ ذلك (الأنجيل العظيم) رهين أيادٍ غير أمينة  لا تعلم و لا تفقه شيئ من رسالة الأسلام و فلسفة الوجود و حقوق الأنسان و أهمّية و أبعاد و تأثير هذا الكتاب العظيم الذي من شأنه تغيير المعادلة العالمية كلها لصالح الأسلام في حال عرضه و طبعه و تقديمه لشعوب العالم خصوصا الغربيين .. على أقل تقدير يُمكن أن يكون عاملا ًهامّاً في تغيير الكثير من الموازيين و المعتقدات الخاطئة السّائدة الآن في غرب و شرق العالم, بسبب آلتراجم و التعاليم المحرفة التي نُسبت إلى سيدنا المسيح عليه و على نبينا السلام, بجانب بشارتها الكبرى ببعثة الرّسول الكريم محمد(ص) و التي تُحتم على الجّميع قبولها و آلأيمان بها, و التي ستُسبب الأعلان عنها إحداث إنقلاب كبير في عقائد جميع الأديان خصوصا  اليهود و المسيحيين الذين يمثلون أكبر ديانة في العالم!

هذه الصفحة المؤلمة التي أهملها بل و أنكرها الحكام و السياسيون بأمرٍ من (المنظمة الأقتصادية العالمية) تُثبت حقيقة ما عرضناه خلال (السؤآل ألمصيري), و كذلك آلجواب الذي عرضنا مقدماته في حلقات سابقة من هذا البحث ؛ بكون العالم يتّجه إلى طريق مسدود و إلى مواجهة محن عسيرة و كبيرة ستفتح أبواٍباً من البلاء و المرض و الجوع و الفتن و المآسي و الموت الجماعي, بسبب رفض المستكبرين المسلطين على رقاب العالم لحقيقة رسالات السماء و نداء 124 ألف نبي و بقدرهم من الأوصياء الذين أختتمت رسالاتهم بآلأسلام كنظام شامل و كامل للحياة بجميع إتجاهاته السياسية و الأقتصادية و العلمية و التربوية و الأجتماعية و غيرها من آلمبادئ التي تأمر بآلعدل و المساواة بين جميع الناس!

لذلك .. و في حال عدم قبول العالم للحقائق السّماويّة؛ فأنّ (عصر ما بعد المعلومات) سَيُفاجئنا بآلكثير ممّا لم يخطر على بال أحد ألمؤمنين أو غير المؤمنين بآلمنطق و الأصول و الفلسفة التي هي أصل كل العلوم و آلغيب الذي بشرنا بأصل و سبب هذا الوجود و ما فيه .

لكن آلسؤآل الكبير الذي يطرح نفسه بخصوص هذا الموضوع الكبير و الخطير جداً هو؛

لو فرضنا بأن الحكومة التي ستلي حكومة الأتراك الحالية التي تواجه معارضة شديدة من الفصائل و الأحزاب و التيارات المعارضة داخل تركيا قد قبلت بترجمة و طبع ذلك (الأنجيل)الذي سيُحدث ثورة كبرى في العالم خصوصا المسيحي منه؛
فأيّ شكل لنظام إسلامي مقبول سيقبله المسلمون و العرب أو العالم في حال إسلامهم و هم يجهلون أصول و أبجديات الأسلام الحقيقي الذي تشوّه هو الآخر بسبب طلاب الدنيا و آلخلافة و إنقسامهم إلى مذاهب و تيارات و أحزاب قوميّة و إسلاميّة و مذهبيّة إرهابية و تكفيريّة و داعشيّة  مختلفة؟

بجانب التراث الوهابي الأسود الذي تغلغل بسبب النفط الأسود في أوساط الأمة العربية – الأسلامية, بحيث كفّروا معظم مسلمي العالم بآلأضافة إلى المسيحيين و اليهود!؟

يبدو أن الخيار الوحيد .. خصوصا للمثقفين و المفكرين و العلماء هو قبول الدولة الأسلامية المعاصرة التي قدّمت نموذجاً معتدلاً و حكومة مدنية رائعة قاومت كل أنواع الحروب و الظلم و آلأنحراف و إستطاعت أن تُحقق أهداف علميّة كبيرة بجانب الأخلاق و آلآداب الأسلامية و في فترة زمنية قياسية, بحيث يمكن القول : [أنّ ما حقّقه الغرب خلال أكثر من 3 قرون بعد الرينوسانس .. إستطاعت (الدولة الأسلامية الحديثة) أن تحققها خلال 3 عقود فقط], حيث قدّر المختصون سرعة التقدم العلمي في إيران بنسبة 13 مرة أكثر من معدل السرعة في البلدان المتطورة!


لذلك على المفكرين و العلماء و المستضعفين و كلّ مقتدر دراسة هذه الأطروحة (المعجزة), و تقديم كلّ أنواع الدعم و التأييد لها .. لا أن تكون عالة عليها كما هو حال الملايين من الأفغان المهاجرين و اللبنانين و العراقيين و الكرد العاطلين الذين يأملون منها و يتوقعون الكثير حتى أرهقوها و إستنزفوها للأسف ..

إن نصرتها واجب إسلامي و إنساني يُحتم علينا جميعاً دعمها لتوسيع قاعدتها للتمهيد إلى ظهور السيد المسيح و الأمام المهدي عليهما السلام لخلاص العالم من ظلم المستكبرين الذي حرقوا البلاد و العباد!
و لا حول و لا قوة إلا بآلله العلي العظيم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) سورة آل عمران / 46.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف