فريد الاطرش الافضل تمثيلا عن اقرانه
وجيــه نــدى بحث و تحرير فنى ومدى تعاون الموسيقار محمد عبد الوهاب مع المطربه اسمهان و شاركها بالصوت فقط فى فيلمه يوم سعيد أغنية ( محلاها عيشة الفلاح ) و صورة المطربه بديعه صادق ثم غنت معه ومن ألحانه أوبريت ( مجنون ليلى ) و صورة الممثله امينه شريف من شعر أحمد شوقي. ولم يستعين محمد عبد الوهاب بصوت اسمهان دون الاحساس بجمال صوتها و التى سبقت وان غنت فى افلام سابقه ومنهم فيلم زوجه بالنيابه وموسم 1936 – ليلى بنت الصحراء 1937 - وفى حياتنا لا نستطيع المقارنة بين موهبتي فريد الاطرش و محمد عبد الوهاب الفنية في عالم التلحين , لذا سأضع المقاييس التالية للمقارنة كيما أستطيع أن أستنتج من من هذين الموسيقيين كان الأفضل .- صورة الوجه ( كما نراها في الأفلام السينمائية ) : يتقبل الرائي صورة وجه فريد الاطرش بيسر وأعجاب , فهي أفضل من صورة محمد عبد الوهاب .- الصوت : صوت فريد أجمل وأكثر سعة وأعمق مقاما من صوت عبد الوهاب.- التمثيل السينمائي : فريد ممثلا أفضل بلا ريب من عبد الوهاب. لان موسيقار الاجيال لا يحسن التمثيل أصلا ,. لذا قد انسحب مبكرا من عالم التمثيل .- اذا رأى محمد عبد الوهاب عيبا في طريقة نطق فريد الاطرش لبعض حروف الهجاء فانه هو نفسه (عبد الوهاب ) يلفظ حرف الثاء سينا فيقول ( بعست ) بدل ( بعثت ) . كما أنه يكرر في معظم اغانيه ( أم ... أم ... أم ) ليعيد ضبط وتنظيم أوتار حنجرته . الأمر الذي يشوه اللحن ويسيئ الى أذن السامع. فاذا ما أعترف الجميع على روعة وتميز أغنيتي الربيع وأول همسة لفريد الأطرش فان منافسه الأكبر محمد عبد الوهاب نفسه لم يستطع أن يقدم ما هو أفضل من هاتين الأغنيتين أبدا. قد نتذكر أغانيه الطويلة التي راجت في حينها رواجا كبيرا مثل ( الجندول ) و ( الكرنك ) و (مضناك جفاه مرقده ) فاني لأعزو سبب نجاح هذه الأغاني لا لما فيها من ابداع في التلحين والأداء , بل لقوة شعر هذه القصائد وجماله . فالغناء قبل كل شيء طرب , وحين أستمع الى هذه الأغاني ومثيلاتها لا أشعر بالطرب. لذلك يسمى المغني مطربا . لكن لا يستطيع أحد أن ينكر فضل محمد عبد الوهاب في ذيوع وأنتشار شعر هذه القصائد في طول العالم العربي وعرضه محمولة على مقامات الحانه. لو كان فريد الاطرش مصريا مولودا في مصر لاعتبره المصريون أنفسهم وقبل غيرهم أفضل من محمد عبد الوهاب.. بل وأفرطت دوائر أخرى في اللمز والنميمة فأفترت بالأدعاء أن الدروز غير مسلمين أو أنهم في أحسن احوالهم فرقة منحرفة عن الأسلام. ان جانب الحداثة في إبداع فريد الأطرش الغنائي والموسيقي له أربعة عناصر أساسية وهي عناصر يجيء ترتيبها طبقاً لدور كل منها كما يلي: المزج بين الإيقاعات الشرقية والغربية ـ تطويع الآلات الغربية لخصوصية الموسيقي الشرقية ـ الاعتماد علي بعض الصيغ الشعرية الجديدة ـ والاعتماد علي التوزيع الآلي فقط لقد جذبت عناصر الحداثة في غنائيات فريد أسماع بعض فئات الجمهور المصري ومثلت حيثية عبور بعض أعمال فريد الأطرش الموسيقية والغنائية مياه البحر الأبيض إلي الحضارات المطلة علي شواطئه الشمالية. لقد عملت استعانة فريد الأطرش ببعض الإيقاعات الغربية مثل الفالس والتانجو والسامبا علي تقبل الجمهور في دول الغرب لتلك الأعمال التي ارتكزت علي إيقاعات تألفها آذانهم وجاء استخدام فريد لتلك الايقاعات متسماً بالذكاء والطرافة حيث زاوج بينها وبين ما يقاربها من إيقاعات شرقية مما يشهد له بجمال الذوق وسعة الخيال ومن أمثلة مزاوجته بين الإيقاعات الشرقية والغربية ما قدمه في المقطع الثالث من أغنيته الخالدة الربيع حيث يغني (مر الخريف بعده) نلاحظ أنه يغني من إيقاع هو خليط بين الفالس والمصمودي والأذن الحساسة المرهفة تلحظ ذلك المزج الغريب الذي لم يطرقه ملحن من قبل ولا يمكن أن نجزم أن الملحن قصد هذا المزج الإيقاعي فيكون قد بلغ قمة العبقرية فإن هذا المزج جاء عفوياً ليكون معبراً صادقاً عن أحاسيسه ومشاعره الرقيقة وان استخدم فريد الأطرش لبعض الآلات الغربية مثل الأكورديون والبيانو والجيتار وهى شهاده له برهافة الإحساس وسعة الخيال حيث كان حريصاً علي تطويع تلك الآلات للمشاعر والأحاسيس الشرقية ولنضرب مثلاً هنا لاستخدامه الموفق لآلة البيانو في عزف المقدمة الموسيقية لأغنية مانحرمش العمر منك والتي جاءت بين أغنيات فيلمه السابع والعشرين: حكاية العمر كله والذي عرض لأول مرة في 30 اغسطس 1965 ومن اخراج حلمى حليم ولندقق كيف أخضع بذوق وأصالة آلة البيانو لتؤدي لحن المقدمة الراقص من مقام الحجاز الشرقي الأصيل! كثيرة هي الأمثلة لاستخدامات فريد الاطرش الموفقة للآلات الغربية بدءاً من أغنياته الأولي مثل امتي تعود يا حبيب الروح والتي تغني بها في 20 نوفمبر1938م واستخدم فيها آلة الأكورديون وحتي أغنيات فيلمه الأخير نغم في حياتي... حيث استخدم آلة الأورج في أغنيته علشان ماليش غيرك ولكن استخدامه المبهر لآلة الجيتار في رائعته الشهيرة: ليالي الأنس التي تغنت بها شقيقته أسمهان في فيلمها الثاني والأخير غرام وانتقام الذي عرض في 11 ديسمبر 1944م يظل هو الأبرع والأجمل... لأنه خلد فريد وأسمهان والفالس العربي! لقد أولي فريد الأطرش بعض الصيغ الشعرية ومحاولات التجديد في بنية الأغنية وأفكارها اهتماماً في نطاق محاولاته لخلق حداثة في غنائياته وهي محاولات لم تلق ترحيباً من بعض النقاد في زمانها ونذكر من تلك المحاولات مونولوج من يوم جفاكي حيران الذي صاغ كلماته الشاعر يوسف بدروس وتغني به فى الإذاعة للمرة الأولي في مساء 11سبتمبر1937م فقد أثار هذا المونولوج ضجة في المجتمع المصري بعد غنائه بسبب فكرته الجديدة علي الغناء العربي يومها فقد كانت تلك هي المرة الأولي في تاريخ الغناء المصري التي يسمع فيها الناس مطرباً يغني لمحبوبته قائلاً: أفوت عليكي بعد نص الليل لما تنامي! كانت الأغنية من قالب (السرينادا) الأسباني ولكن الهجوم الضاري علي الأغنية في صحف ذلك العهد تسبب في إيقاف بيع اسطوانتها واستدعاء مؤلفها يوسف بدروس إلي وزارة الداخلية ليدافع عن أغنيته ولما قال يوسف بدروس للمسئولين إن فكرة الأغنية لم تخرج عما قاله مجنون ليلي قبل مئات السنين: أمر علي الديار ديار ليلي / أقبل ذا الجدار وذا الجدارا فكان ذلك مما أقنع المسئولين ببراءة الأغنية ومؤلفها فأفرجت وزارة الداخلية عن نسخ الاسطوانه وهنأت المؤلف علي حداثة الأغنية. ويتبقي هنا من عناصر الحداثة في غنائيات فريد الأطرش اهتمامه بالتوزيع الآلي فمنذ أعماله الأولي... اهتم فريد بتكليف كبار موزعي الموسيقي باعداد التوزيع الآلي ـ وليس الموسيقي ـ لأعماله ومن هؤلاء الموزعين الموسيقيين نذكر أسماء مثل عزيز صادق ـ ابراهيم حجاج ـ أندريا رايدر وفؤاد الظاهري لقد أضفي التوزيع الآلي ـ وبالرغم مما ينادي به البعض من أنصار التوزيع الموسيقي ـ علي كثير من أعمال فريد ثوب التجديد والحداثة ويمكن للقاريء أن يهتدي بقليل من الإصغاء إلي عشرات من أغنيات فريد التي لعب التوزيع الآلي دوراً مهماً في إسباغ طابع الحداثة عليها ولكنه أقدم في شهر مايو من عام 1970م علي تجربة أكدت أهمية دور التوزيع الآلي في تقديم الأغنية العربية إلي العالم في إطار حداثي حيث أقدم فريد علي إسناد إعادة توزيع أغنيتيه القديمتين ـ آنذاك ـ ساعة بقرب الحبيب و إمتي تعود يا حبيب الروح إلي الموزع المعروف أندريا رايدر فجاءت الأغنيتان بعد التوزيع الآلي الذي أعده لهما في قالب حديث تجاوز الزمان والمكان. إن أكثر ما تبدت فيه عناصر الحداثة من أعمال فريد الأطرش هو المقدمات الموسيقية لأغنياته الكبيرة مثل: حبيب العمر ـ لحن الخلود ونجوم الليل مما أهلها لتكون أول ما إنتقل من الموسيقي العربية الي مسامع الغرب ففي صيف عام 1964م... قدم الموزع العالمي الفرنسي فرانك بورسيل أربع من مقطوعات فريد الموسيقية طُبعت المقطوعات بعد توزيعها وعزفها بفرقة موسيقية كبيرة علي إحدي إسطوانات شركة صوت سيدة العالمية وكانت المقطوعات التي طرقت أسماع أوروبا كأول موسيقي شرقية موزعة أوركسترالياً هي: حبيب العمر ـ نجوم الليل وفى النهايه لم يكرم التكريم اللائق بما حققه لهذا العالم. وغادر عالمنا يوم 26 ديسمبر عام 1974 رحمه الله واسكنه فسيح جناته بحث وتحرير فنى وجيــه نــدى [email protected]
وجيــه نــدى بحث و تحرير فنى ومدى تعاون الموسيقار محمد عبد الوهاب مع المطربه اسمهان و شاركها بالصوت فقط فى فيلمه يوم سعيد أغنية ( محلاها عيشة الفلاح ) و صورة المطربه بديعه صادق ثم غنت معه ومن ألحانه أوبريت ( مجنون ليلى ) و صورة الممثله امينه شريف من شعر أحمد شوقي. ولم يستعين محمد عبد الوهاب بصوت اسمهان دون الاحساس بجمال صوتها و التى سبقت وان غنت فى افلام سابقه ومنهم فيلم زوجه بالنيابه وموسم 1936 – ليلى بنت الصحراء 1937 - وفى حياتنا لا نستطيع المقارنة بين موهبتي فريد الاطرش و محمد عبد الوهاب الفنية في عالم التلحين , لذا سأضع المقاييس التالية للمقارنة كيما أستطيع أن أستنتج من من هذين الموسيقيين كان الأفضل .- صورة الوجه ( كما نراها في الأفلام السينمائية ) : يتقبل الرائي صورة وجه فريد الاطرش بيسر وأعجاب , فهي أفضل من صورة محمد عبد الوهاب .- الصوت : صوت فريد أجمل وأكثر سعة وأعمق مقاما من صوت عبد الوهاب.- التمثيل السينمائي : فريد ممثلا أفضل بلا ريب من عبد الوهاب. لان موسيقار الاجيال لا يحسن التمثيل أصلا ,. لذا قد انسحب مبكرا من عالم التمثيل .- اذا رأى محمد عبد الوهاب عيبا في طريقة نطق فريد الاطرش لبعض حروف الهجاء فانه هو نفسه (عبد الوهاب ) يلفظ حرف الثاء سينا فيقول ( بعست ) بدل ( بعثت ) . كما أنه يكرر في معظم اغانيه ( أم ... أم ... أم ) ليعيد ضبط وتنظيم أوتار حنجرته . الأمر الذي يشوه اللحن ويسيئ الى أذن السامع. فاذا ما أعترف الجميع على روعة وتميز أغنيتي الربيع وأول همسة لفريد الأطرش فان منافسه الأكبر محمد عبد الوهاب نفسه لم يستطع أن يقدم ما هو أفضل من هاتين الأغنيتين أبدا. قد نتذكر أغانيه الطويلة التي راجت في حينها رواجا كبيرا مثل ( الجندول ) و ( الكرنك ) و (مضناك جفاه مرقده ) فاني لأعزو سبب نجاح هذه الأغاني لا لما فيها من ابداع في التلحين والأداء , بل لقوة شعر هذه القصائد وجماله . فالغناء قبل كل شيء طرب , وحين أستمع الى هذه الأغاني ومثيلاتها لا أشعر بالطرب. لذلك يسمى المغني مطربا . لكن لا يستطيع أحد أن ينكر فضل محمد عبد الوهاب في ذيوع وأنتشار شعر هذه القصائد في طول العالم العربي وعرضه محمولة على مقامات الحانه. لو كان فريد الاطرش مصريا مولودا في مصر لاعتبره المصريون أنفسهم وقبل غيرهم أفضل من محمد عبد الوهاب.. بل وأفرطت دوائر أخرى في اللمز والنميمة فأفترت بالأدعاء أن الدروز غير مسلمين أو أنهم في أحسن احوالهم فرقة منحرفة عن الأسلام. ان جانب الحداثة في إبداع فريد الأطرش الغنائي والموسيقي له أربعة عناصر أساسية وهي عناصر يجيء ترتيبها طبقاً لدور كل منها كما يلي: المزج بين الإيقاعات الشرقية والغربية ـ تطويع الآلات الغربية لخصوصية الموسيقي الشرقية ـ الاعتماد علي بعض الصيغ الشعرية الجديدة ـ والاعتماد علي التوزيع الآلي فقط لقد جذبت عناصر الحداثة في غنائيات فريد أسماع بعض فئات الجمهور المصري ومثلت حيثية عبور بعض أعمال فريد الأطرش الموسيقية والغنائية مياه البحر الأبيض إلي الحضارات المطلة علي شواطئه الشمالية. لقد عملت استعانة فريد الأطرش ببعض الإيقاعات الغربية مثل الفالس والتانجو والسامبا علي تقبل الجمهور في دول الغرب لتلك الأعمال التي ارتكزت علي إيقاعات تألفها آذانهم وجاء استخدام فريد لتلك الايقاعات متسماً بالذكاء والطرافة حيث زاوج بينها وبين ما يقاربها من إيقاعات شرقية مما يشهد له بجمال الذوق وسعة الخيال ومن أمثلة مزاوجته بين الإيقاعات الشرقية والغربية ما قدمه في المقطع الثالث من أغنيته الخالدة الربيع حيث يغني (مر الخريف بعده) نلاحظ أنه يغني من إيقاع هو خليط بين الفالس والمصمودي والأذن الحساسة المرهفة تلحظ ذلك المزج الغريب الذي لم يطرقه ملحن من قبل ولا يمكن أن نجزم أن الملحن قصد هذا المزج الإيقاعي فيكون قد بلغ قمة العبقرية فإن هذا المزج جاء عفوياً ليكون معبراً صادقاً عن أحاسيسه ومشاعره الرقيقة وان استخدم فريد الأطرش لبعض الآلات الغربية مثل الأكورديون والبيانو والجيتار وهى شهاده له برهافة الإحساس وسعة الخيال حيث كان حريصاً علي تطويع تلك الآلات للمشاعر والأحاسيس الشرقية ولنضرب مثلاً هنا لاستخدامه الموفق لآلة البيانو في عزف المقدمة الموسيقية لأغنية مانحرمش العمر منك والتي جاءت بين أغنيات فيلمه السابع والعشرين: حكاية العمر كله والذي عرض لأول مرة في 30 اغسطس 1965 ومن اخراج حلمى حليم ولندقق كيف أخضع بذوق وأصالة آلة البيانو لتؤدي لحن المقدمة الراقص من مقام الحجاز الشرقي الأصيل! كثيرة هي الأمثلة لاستخدامات فريد الاطرش الموفقة للآلات الغربية بدءاً من أغنياته الأولي مثل امتي تعود يا حبيب الروح والتي تغني بها في 20 نوفمبر1938م واستخدم فيها آلة الأكورديون وحتي أغنيات فيلمه الأخير نغم في حياتي... حيث استخدم آلة الأورج في أغنيته علشان ماليش غيرك ولكن استخدامه المبهر لآلة الجيتار في رائعته الشهيرة: ليالي الأنس التي تغنت بها شقيقته أسمهان في فيلمها الثاني والأخير غرام وانتقام الذي عرض في 11 ديسمبر 1944م يظل هو الأبرع والأجمل... لأنه خلد فريد وأسمهان والفالس العربي! لقد أولي فريد الأطرش بعض الصيغ الشعرية ومحاولات التجديد في بنية الأغنية وأفكارها اهتماماً في نطاق محاولاته لخلق حداثة في غنائياته وهي محاولات لم تلق ترحيباً من بعض النقاد في زمانها ونذكر من تلك المحاولات مونولوج من يوم جفاكي حيران الذي صاغ كلماته الشاعر يوسف بدروس وتغني به فى الإذاعة للمرة الأولي في مساء 11سبتمبر1937م فقد أثار هذا المونولوج ضجة في المجتمع المصري بعد غنائه بسبب فكرته الجديدة علي الغناء العربي يومها فقد كانت تلك هي المرة الأولي في تاريخ الغناء المصري التي يسمع فيها الناس مطرباً يغني لمحبوبته قائلاً: أفوت عليكي بعد نص الليل لما تنامي! كانت الأغنية من قالب (السرينادا) الأسباني ولكن الهجوم الضاري علي الأغنية في صحف ذلك العهد تسبب في إيقاف بيع اسطوانتها واستدعاء مؤلفها يوسف بدروس إلي وزارة الداخلية ليدافع عن أغنيته ولما قال يوسف بدروس للمسئولين إن فكرة الأغنية لم تخرج عما قاله مجنون ليلي قبل مئات السنين: أمر علي الديار ديار ليلي / أقبل ذا الجدار وذا الجدارا فكان ذلك مما أقنع المسئولين ببراءة الأغنية ومؤلفها فأفرجت وزارة الداخلية عن نسخ الاسطوانه وهنأت المؤلف علي حداثة الأغنية. ويتبقي هنا من عناصر الحداثة في غنائيات فريد الأطرش اهتمامه بالتوزيع الآلي فمنذ أعماله الأولي... اهتم فريد بتكليف كبار موزعي الموسيقي باعداد التوزيع الآلي ـ وليس الموسيقي ـ لأعماله ومن هؤلاء الموزعين الموسيقيين نذكر أسماء مثل عزيز صادق ـ ابراهيم حجاج ـ أندريا رايدر وفؤاد الظاهري لقد أضفي التوزيع الآلي ـ وبالرغم مما ينادي به البعض من أنصار التوزيع الموسيقي ـ علي كثير من أعمال فريد ثوب التجديد والحداثة ويمكن للقاريء أن يهتدي بقليل من الإصغاء إلي عشرات من أغنيات فريد التي لعب التوزيع الآلي دوراً مهماً في إسباغ طابع الحداثة عليها ولكنه أقدم في شهر مايو من عام 1970م علي تجربة أكدت أهمية دور التوزيع الآلي في تقديم الأغنية العربية إلي العالم في إطار حداثي حيث أقدم فريد علي إسناد إعادة توزيع أغنيتيه القديمتين ـ آنذاك ـ ساعة بقرب الحبيب و إمتي تعود يا حبيب الروح إلي الموزع المعروف أندريا رايدر فجاءت الأغنيتان بعد التوزيع الآلي الذي أعده لهما في قالب حديث تجاوز الزمان والمكان. إن أكثر ما تبدت فيه عناصر الحداثة من أعمال فريد الأطرش هو المقدمات الموسيقية لأغنياته الكبيرة مثل: حبيب العمر ـ لحن الخلود ونجوم الليل مما أهلها لتكون أول ما إنتقل من الموسيقي العربية الي مسامع الغرب ففي صيف عام 1964م... قدم الموزع العالمي الفرنسي فرانك بورسيل أربع من مقطوعات فريد الموسيقية طُبعت المقطوعات بعد توزيعها وعزفها بفرقة موسيقية كبيرة علي إحدي إسطوانات شركة صوت سيدة العالمية وكانت المقطوعات التي طرقت أسماع أوروبا كأول موسيقي شرقية موزعة أوركسترالياً هي: حبيب العمر ـ نجوم الليل وفى النهايه لم يكرم التكريم اللائق بما حققه لهذا العالم. وغادر عالمنا يوم 26 ديسمبر عام 1974 رحمه الله واسكنه فسيح جناته بحث وتحرير فنى وجيــه نــدى [email protected]
