في ذكرى رحيل القدافي: الحاكم الظالم و القبيلة الماجنة
بوشتى الركراكي: قبل خمس سنوات و في مثل هذا اليوم 20 اكتوبر 2011 قتل العقيد معمر القدافي حاكم ليبيا و مفجر ثورتها كما كان يسمى قيد حياته، حينها تضاربت الآراء و اختلفت سيناريوهات قتله أو استشهاده، علم ما جرى وما وقع، و هل دبر بليل أو نهار ،حسابه عند رب الحساب، هو اعلم بمن أصلح و هو اعلم بالقتلة و المفسدين...
في ذكرى رحيله أتساءل، لماذا يراد لنا أن نفهم انه وحده من كان الدكتاتور و السكير العربيد و زير النساء و القاتل و الظالم و المعتدي الأثيم، و بعدها يراد لنا أن نفهم و نقنع و نؤمن أيضا انه مات ميتة الجاهلية ،مات ميتة الكافر. و أن الله أنجاه لبدنه أسوة بفرعون، و أن جثته التي جابت أزقة البؤس في دولة البؤس، كانت بمثابة فزاعة للآخرين، أو ربما ليكن للناس أيه على حد قول دعاة الدين الجديد، و فتاوى فقهاء الإسلام السياسي.
في يوم رحيله كتبت مقالا بعنوان "الحاكم العربي إما رب يعبد أو عبد تدوسه النعال"، بعض ما جاء فيه " في اعتقادي الشخصي أن الأقطار العربية التي تهاوت أنظمتها كان يحكمها الخوف، أما الرعب فجاثم على قلوبها، في حين أن الحاكم و من يمسك بزمام السلطة كان الحلقة الأضعف في معادلة ما بات يسمى " الشعب يريد إسقاط النظام"... أمر محزن أن يتهم حكام قضوا أكثر من ثلاثين سنة في سدة الحكم بالجنون.لأن جنونهم فيه انتقاص لعقلنا، كوننا قبلنا على أنفسنا أن نساس من لدن من هم فاقدي الأهلية و المروءة. حينما أتفرس في وجه أي ساخر عربي أخاله ليبي يضحك على حاكمه أو ربما يضحك على نفسه....أما من سقطوا فعزائهم أنهم صالوا و جالوا و الشعوب نيام، و ما تبقى من العمر إنما هي أيام معدودات لا تكفي حتى للحسرة على ملك مفقود....هكذا نحن العرب إما أن نعبد الحاكم بأمره و إما أن نرميه بالنعال"
رحل القدافي الاستثناء العربي الذي برحيله اخذ معه حجة و إشهاد ملكية دولة اسمها ليبيا، و بقيت صور و فيديوهات إهانته و سحله و ضربه حيا و ميتا شاهدة على جبروت قبيلة مجانة، أجلاف أصحابها، فقدوا النخوة و تاهت بهم السبل و مزقت أرحامهم الرغبة في الحكم، و النتيجة يبادون يوميا، يقتلون، تقطع أوصالهم بيدي بعضهم البعض، و الرابح الأكبر تاجر السلاح المؤيد بروح الغرب، المقيم العام بين ظهراني الثروات النفطية العربية " مستر بارودة"، هو وحده المستفيد من رحى معركة لن تقف إلى أن يشاء الله و يأمر.
اليوم اختفت ليبيا من على الخريطة و حل محلها دول كثيرة و ميليشيات مسلحة و عصابات و جماعات إرهابية...خراب و دمار و فراغ و ما أثقله من فراغ حينما تغيب الدولة ويحل محلها ألا نظام.
لو أن مستقبل الأمم يقف عند حاكم أو اسم أو ظاهرة، ما وصل العالم إلى ما وصل إليه اليوم، لكن وقوفنا نحن العرب، و رغبتنا في أن تسود الفوضى و الشتات كبيرة و جامحة و أكثر من أي وقت مضى.
الموت و القتل و التهجير كلها مشاهد مطلوبة و مرغوب في استمرارها، فهي وصلات إشهار للنظام العالمي الجديد، الذي يتأسس على ثروات و أشلاء العرب معا، فهي وحدها الوقود و الضامن الوحيد الذي يحفظ صرح الاتحاد الأوروبي و معها أمريكا و روسيا و التنين الصيني و باقي القوى الصاعدة.
رحل القدافي كما رحل هلتر و لينين و روزفلت و سليمان القانوني و سقراط و يوسف عليه السلام و عمر ابن الخطاب و صالح و فرعون و قارون و فان كوخ، الرحيل هو الرحيل، لكن أن ترحل بيد لها و عليها، خير من أن ترحل و في عنقك و يديك دم و ذنب من قول أو فعل أو حتى من صمت شيطان اخرس.
بوشتى الركراكي
صحفي مهني
المملكة المغربية
[email protected]
بوشتى الركراكي: قبل خمس سنوات و في مثل هذا اليوم 20 اكتوبر 2011 قتل العقيد معمر القدافي حاكم ليبيا و مفجر ثورتها كما كان يسمى قيد حياته، حينها تضاربت الآراء و اختلفت سيناريوهات قتله أو استشهاده، علم ما جرى وما وقع، و هل دبر بليل أو نهار ،حسابه عند رب الحساب، هو اعلم بمن أصلح و هو اعلم بالقتلة و المفسدين...
في ذكرى رحيله أتساءل، لماذا يراد لنا أن نفهم انه وحده من كان الدكتاتور و السكير العربيد و زير النساء و القاتل و الظالم و المعتدي الأثيم، و بعدها يراد لنا أن نفهم و نقنع و نؤمن أيضا انه مات ميتة الجاهلية ،مات ميتة الكافر. و أن الله أنجاه لبدنه أسوة بفرعون، و أن جثته التي جابت أزقة البؤس في دولة البؤس، كانت بمثابة فزاعة للآخرين، أو ربما ليكن للناس أيه على حد قول دعاة الدين الجديد، و فتاوى فقهاء الإسلام السياسي.
في يوم رحيله كتبت مقالا بعنوان "الحاكم العربي إما رب يعبد أو عبد تدوسه النعال"، بعض ما جاء فيه " في اعتقادي الشخصي أن الأقطار العربية التي تهاوت أنظمتها كان يحكمها الخوف، أما الرعب فجاثم على قلوبها، في حين أن الحاكم و من يمسك بزمام السلطة كان الحلقة الأضعف في معادلة ما بات يسمى " الشعب يريد إسقاط النظام"... أمر محزن أن يتهم حكام قضوا أكثر من ثلاثين سنة في سدة الحكم بالجنون.لأن جنونهم فيه انتقاص لعقلنا، كوننا قبلنا على أنفسنا أن نساس من لدن من هم فاقدي الأهلية و المروءة. حينما أتفرس في وجه أي ساخر عربي أخاله ليبي يضحك على حاكمه أو ربما يضحك على نفسه....أما من سقطوا فعزائهم أنهم صالوا و جالوا و الشعوب نيام، و ما تبقى من العمر إنما هي أيام معدودات لا تكفي حتى للحسرة على ملك مفقود....هكذا نحن العرب إما أن نعبد الحاكم بأمره و إما أن نرميه بالنعال"
رحل القدافي الاستثناء العربي الذي برحيله اخذ معه حجة و إشهاد ملكية دولة اسمها ليبيا، و بقيت صور و فيديوهات إهانته و سحله و ضربه حيا و ميتا شاهدة على جبروت قبيلة مجانة، أجلاف أصحابها، فقدوا النخوة و تاهت بهم السبل و مزقت أرحامهم الرغبة في الحكم، و النتيجة يبادون يوميا، يقتلون، تقطع أوصالهم بيدي بعضهم البعض، و الرابح الأكبر تاجر السلاح المؤيد بروح الغرب، المقيم العام بين ظهراني الثروات النفطية العربية " مستر بارودة"، هو وحده المستفيد من رحى معركة لن تقف إلى أن يشاء الله و يأمر.
اليوم اختفت ليبيا من على الخريطة و حل محلها دول كثيرة و ميليشيات مسلحة و عصابات و جماعات إرهابية...خراب و دمار و فراغ و ما أثقله من فراغ حينما تغيب الدولة ويحل محلها ألا نظام.
لو أن مستقبل الأمم يقف عند حاكم أو اسم أو ظاهرة، ما وصل العالم إلى ما وصل إليه اليوم، لكن وقوفنا نحن العرب، و رغبتنا في أن تسود الفوضى و الشتات كبيرة و جامحة و أكثر من أي وقت مضى.
الموت و القتل و التهجير كلها مشاهد مطلوبة و مرغوب في استمرارها، فهي وصلات إشهار للنظام العالمي الجديد، الذي يتأسس على ثروات و أشلاء العرب معا، فهي وحدها الوقود و الضامن الوحيد الذي يحفظ صرح الاتحاد الأوروبي و معها أمريكا و روسيا و التنين الصيني و باقي القوى الصاعدة.
رحل القدافي كما رحل هلتر و لينين و روزفلت و سليمان القانوني و سقراط و يوسف عليه السلام و عمر ابن الخطاب و صالح و فرعون و قارون و فان كوخ، الرحيل هو الرحيل، لكن أن ترحل بيد لها و عليها، خير من أن ترحل و في عنقك و يديك دم و ذنب من قول أو فعل أو حتى من صمت شيطان اخرس.
بوشتى الركراكي
صحفي مهني
المملكة المغربية
[email protected]