بأي ذنبٍ قتلتموه؟
بقلم: عرين محمود خليل
شدّت الخيبة للرحيل حزامها، واقلعت إلى كوكبٍ مشؤوم، فوهاته مليئة بالمقاعد اللازقة، ترى من يجلس على كُرَيْسيّ عن طريق صدفة مشبوهة، يصارع للاحتفاظ به متشبثًا بأنيابه ومخالبه، ظنًا منه أنّه العرش.
عمامات تطير في الفراغ، فمن شاء أن يلتقطها اعتمّ بها، وصار سماحة المفتي الّذي لا يُفتى له.
بنايات كلّما ازداد العالم خرابًا، شهقت، واستحوذت على كلّ هبر لحم هذا العالم الفاسد، وبصقته في دفاتر ديونها.
جثث مخرمة بالرصاص، ورصاصة تلعن نفسها، وصانعها، ومطلقها، تندب حظها بعويلٍ: "هذا جنته أياديهم علي، لو دفعت نفسي في وجوههم لكان خيرًا لي".
حين يُقرأ مقال الشّاعر والكاتب أ. مهنّد ذويب، "ما لم تقله ليلى" يرى أن المقال صريح يتحدث عما يتناقله الأجيال، بأنّ الذئب قد أكل ليلى، وأن مخلصها كان الصّياد، ويستوقف متسائلًا، لم لم يكن الذئب بريء في قصة "ليلى والذئب"، كما كان بريء من دم يوسف قبلها؟.
مسألة يطول الكلام فيها، نافذة يفتحها هذا المقال؛ لتظهر بعدها آلاف النوافذ، ترى كم من ذئب في هذا العالم قد ظُلم؟ وكم من ليلةٍ ظنّنا أنها أُكلت، وظُلمت، وعُذِّبت، وفي الحقيقة أكلت لحم هذا الذئب في حفل شواءٍ برفقة الصّياد!
لا أظنّ بأنّ هذا بعيد على زعماء الخراب، فإن نظرت إليهم من الجهة اليمنى رأيت منهم ما هو خير، يمدون لك يد العون، يصافحونك، يقبلون ثقب جبهتك الّذي زُرع فيه رصاصة طائشة، ثمّ أعد النظر بغير اتجاه، أترى؟
اليد التّي مُدّت إليك لتعاونك؛ كسرتك، والتّي صافحتك؛ صفعتك، والفم الّذي قبّلك؛ نفث النّار في وجهك، والرّصاصة التّي زُرعت في جبهتك العالية أوهبوها للعدى؛ لقتلك.
ينبغي علينا ألّا نسلّم أذنينا للأصوات فقط، فكم من مرةٍ سمعت صوت منادٍ، والأذن قد خذلتك؟.
لنتخذها قاعدة: إن لم نسمع، ونبصر الحقيقة معًا دون مفارقة هذا وذاك، فاعلم أنّ الظلم تبوء مقعده، والكذب كلّله، والإعلام أكّده، والعقول الفارغة صدّقته، والألسنة تداولته، وانتشر الفساد، وليلى الظالمة ارتدت عباءة المظلومة، ومعاونها الصّياد صار الشهم، والذئب المظلوم قُتل، بأيّ ذنبٍ يقتل؟
بقلم: عرين محمود خليل
شدّت الخيبة للرحيل حزامها، واقلعت إلى كوكبٍ مشؤوم، فوهاته مليئة بالمقاعد اللازقة، ترى من يجلس على كُرَيْسيّ عن طريق صدفة مشبوهة، يصارع للاحتفاظ به متشبثًا بأنيابه ومخالبه، ظنًا منه أنّه العرش.
عمامات تطير في الفراغ، فمن شاء أن يلتقطها اعتمّ بها، وصار سماحة المفتي الّذي لا يُفتى له.
بنايات كلّما ازداد العالم خرابًا، شهقت، واستحوذت على كلّ هبر لحم هذا العالم الفاسد، وبصقته في دفاتر ديونها.
جثث مخرمة بالرصاص، ورصاصة تلعن نفسها، وصانعها، ومطلقها، تندب حظها بعويلٍ: "هذا جنته أياديهم علي، لو دفعت نفسي في وجوههم لكان خيرًا لي".
حين يُقرأ مقال الشّاعر والكاتب أ. مهنّد ذويب، "ما لم تقله ليلى" يرى أن المقال صريح يتحدث عما يتناقله الأجيال، بأنّ الذئب قد أكل ليلى، وأن مخلصها كان الصّياد، ويستوقف متسائلًا، لم لم يكن الذئب بريء في قصة "ليلى والذئب"، كما كان بريء من دم يوسف قبلها؟.
مسألة يطول الكلام فيها، نافذة يفتحها هذا المقال؛ لتظهر بعدها آلاف النوافذ، ترى كم من ذئب في هذا العالم قد ظُلم؟ وكم من ليلةٍ ظنّنا أنها أُكلت، وظُلمت، وعُذِّبت، وفي الحقيقة أكلت لحم هذا الذئب في حفل شواءٍ برفقة الصّياد!
لا أظنّ بأنّ هذا بعيد على زعماء الخراب، فإن نظرت إليهم من الجهة اليمنى رأيت منهم ما هو خير، يمدون لك يد العون، يصافحونك، يقبلون ثقب جبهتك الّذي زُرع فيه رصاصة طائشة، ثمّ أعد النظر بغير اتجاه، أترى؟
اليد التّي مُدّت إليك لتعاونك؛ كسرتك، والتّي صافحتك؛ صفعتك، والفم الّذي قبّلك؛ نفث النّار في وجهك، والرّصاصة التّي زُرعت في جبهتك العالية أوهبوها للعدى؛ لقتلك.
ينبغي علينا ألّا نسلّم أذنينا للأصوات فقط، فكم من مرةٍ سمعت صوت منادٍ، والأذن قد خذلتك؟.
لنتخذها قاعدة: إن لم نسمع، ونبصر الحقيقة معًا دون مفارقة هذا وذاك، فاعلم أنّ الظلم تبوء مقعده، والكذب كلّله، والإعلام أكّده، والعقول الفارغة صدّقته، والألسنة تداولته، وانتشر الفساد، وليلى الظالمة ارتدت عباءة المظلومة، ومعاونها الصّياد صار الشهم، والذئب المظلوم قُتل، بأيّ ذنبٍ يقتل؟