زمن نطق الحرف وأثره في الدلالة وفق علم اللغة الفيزيائي
لا يخفى على أحد جمالية الدلالة اللغوية ، مما حدا بالعلماء واللغويين أن يتجندوا لسبر غورها ،ولعل الكلمة تحمل في طياتها حقولا دلالية متنوعة ، بدءا بحرفها ووصولا إلى تكامل أصلها ،فكما يقول ابن جني : الكلمة يمكن أن تكون ذات أصول ثنائية ، وتتطورت إلى الأصل الثلاثي ، بحيث أن الدفقة الزفيرية لا يمكن أن تنتهي أحيانا إلا بالحرف الثالث ، فحرف يبتدأ له وحرف حشو وحرف يوجه الدلالة ، ولم يكتف بالقول حول الحروف المشكلة والمكونة لهذا الأصل ، بل تعدى ذلك إلى القول إن وجود الصوت اللغوي أوقل الفونيم اللغوي بخصائصه له دور في توجيه الدلالة ، فدونك كلمة الخضم بالخاء تدل على الشي الهش والطري ، وعكسها القاف التي تدل على الشدة ، فكلمة الخضم تختلف عن كلمة القضم ، والفرق بينهما في حرف واحد ، فمن يأكل الخيار يخضمه وكذلك البطيخ ، ومن يأكل الجزر والحمص المقلي يقضمه وهكذا دواليك .
ولكن اللغوي الحاذق ابن جني أسس لعلم اللغة الفيزيائي ، إذ درس زمن نطق الحرف ، وأشار إلى دوره في توجيه الدلالة ، وهو موضوع دراستنا هذه ، فكلمة قط تختلف عن كلمة قد ، في الطول للموجة الصوتية ، وبلا شك أن لفظ الدال أطول من لفظ الطاء ، لذا كان القط للعرض والقد للطول ، فنقول :قط القلم ، وقد الطريق .
ولو أخذنا مثالا واقعيا في الحياة ، وتعاملنا مع بطيخة ، بالطول والعرض ، لقلنا قد قط البطيخة من العرض ، لكنه قد البطيخة بالطول ، ولو نظرنا إلى البطيخة والكرة الأرضية وجدنا أن خط البطيخة عرضيا أقصر من خطها الطولي، فكان القط حليف العرض والقد حليف الطول ، وحتى تصف فتاة بالجمال الطولي نسمها بالقد الجميل ، لما لصوت الدال من طول موجة .
ووفق جهاز البلاتوجراف يمكن لنا تصور موقع الحرف ، وبجهاز الاسبكترو ضوئي نكشف تردد الحرف ، فنجد أن تردد حرف الدال أكبر من تردد الطاء ما يثبت الحس اللغوي لدى القدماء وفق أحدث الأجهزة المستخدمة .
ولا يخفى ما للطيف الصوتي اللوني من دلالة على ما ذهبنا إليه ، وقد تجلى ذلك في كتابه الموسوم بالخصائص وكأني بابن جني وهو عالم فسيولوجي وفيزيائي لسبر غور الحرف اللغوي .
لا يخفى على أحد جمالية الدلالة اللغوية ، مما حدا بالعلماء واللغويين أن يتجندوا لسبر غورها ،ولعل الكلمة تحمل في طياتها حقولا دلالية متنوعة ، بدءا بحرفها ووصولا إلى تكامل أصلها ،فكما يقول ابن جني : الكلمة يمكن أن تكون ذات أصول ثنائية ، وتتطورت إلى الأصل الثلاثي ، بحيث أن الدفقة الزفيرية لا يمكن أن تنتهي أحيانا إلا بالحرف الثالث ، فحرف يبتدأ له وحرف حشو وحرف يوجه الدلالة ، ولم يكتف بالقول حول الحروف المشكلة والمكونة لهذا الأصل ، بل تعدى ذلك إلى القول إن وجود الصوت اللغوي أوقل الفونيم اللغوي بخصائصه له دور في توجيه الدلالة ، فدونك كلمة الخضم بالخاء تدل على الشي الهش والطري ، وعكسها القاف التي تدل على الشدة ، فكلمة الخضم تختلف عن كلمة القضم ، والفرق بينهما في حرف واحد ، فمن يأكل الخيار يخضمه وكذلك البطيخ ، ومن يأكل الجزر والحمص المقلي يقضمه وهكذا دواليك .
ولكن اللغوي الحاذق ابن جني أسس لعلم اللغة الفيزيائي ، إذ درس زمن نطق الحرف ، وأشار إلى دوره في توجيه الدلالة ، وهو موضوع دراستنا هذه ، فكلمة قط تختلف عن كلمة قد ، في الطول للموجة الصوتية ، وبلا شك أن لفظ الدال أطول من لفظ الطاء ، لذا كان القط للعرض والقد للطول ، فنقول :قط القلم ، وقد الطريق .
ولو أخذنا مثالا واقعيا في الحياة ، وتعاملنا مع بطيخة ، بالطول والعرض ، لقلنا قد قط البطيخة من العرض ، لكنه قد البطيخة بالطول ، ولو نظرنا إلى البطيخة والكرة الأرضية وجدنا أن خط البطيخة عرضيا أقصر من خطها الطولي، فكان القط حليف العرض والقد حليف الطول ، وحتى تصف فتاة بالجمال الطولي نسمها بالقد الجميل ، لما لصوت الدال من طول موجة .
ووفق جهاز البلاتوجراف يمكن لنا تصور موقع الحرف ، وبجهاز الاسبكترو ضوئي نكشف تردد الحرف ، فنجد أن تردد حرف الدال أكبر من تردد الطاء ما يثبت الحس اللغوي لدى القدماء وفق أحدث الأجهزة المستخدمة .
ولا يخفى ما للطيف الصوتي اللوني من دلالة على ما ذهبنا إليه ، وقد تجلى ذلك في كتابه الموسوم بالخصائص وكأني بابن جني وهو عالم فسيولوجي وفيزيائي لسبر غور الحرف اللغوي .