-1-
"ايتها السيدة المطفأة بالخريف المترف و المتناثر على النوافذ و الشرفات الثكلى ، مثل الكستناء المبعثرة و الملقاة على اكتاف هذا الصمت الداكن و الخوف الأصيل .
انكِ تهفهفين كل يومٍ في حبيبات جسدي ، تمضين ، تبحرين في دمي و في تلوث الهواء بدمكِ ، متأصلة في كيمياء الغياب ، تمضين في حدود رغبتنا المثقلة بغبار و حزنٍ يلملم ذواتنا من هنا و هناك ، انك تحترفين الحنين و تمعنين في قتل دفءٍ يتواتر في هدوء ارواحنا ".
هكذا ، قالت عيونٌ تنتظر ماضيها للسيدة الذاهبة نحو خوفها ، و نحو اجتماعنا اليومي في مساحات الشتاء المثقلة بحكايا ، تمخر عباب اللغة نحو توحدنا و نومنا الطفولي في القٍ يتماهى مع كلماتها الاخيرة .
قالت ذلك ، و ذابت في مسافات الهوى ، و ارتخت خصلات شعرها في شمس ذلك اليوم على وجه بدا متجهما حالما بنشيد آتٍ من انتصارات القبائل على بعضها ، و من وجوه باردةٍ اثقلها الزمن و عادت خائبة .
يهرب الجسد من تفاصيله ، يمضي فيبقى ظله مترفا في بساطة المكان ، متماثلا ، متوحدا في شجارات الاحبة و رتابة تلك الصباحات و المساءات المتزاحمة بأحداث يتماوج فيها صوت الاحبة الراحلين مع شيء من عطرٍ و همسٍ تستحضره متعة البقاء و لوعة الحنين للزوال ، ان ذلك كان طبيعيا ، لكنه أمسى خوفا مستديما ، متأصلا .
للقاء الاحبة لذةً ، لها طعم الخوف الاخير من فراقٍ و من لوعة لا تبرح تمعن في ذواتنا مرة اثر مرة .
ان المكان الاول لن يبقى أولاً ، و البداية تبقى في سياق التماهي مع مكاناتٍ عدة ، من هنا يبدأ الذهاب نحو الذهاب ، بلا ترابط ، بل بانفصالٍ قسريٍ عن الضرورة لذلك المكان ، انا لذاتنا احداثيان هما تلك اللحظة و ذلك المكان ، ان سلوكنا هو ذاتنا تلك .
غادرنا ذلك المكان الممرغ برائحة الاحبة و الدفء الممزوج بزخات الطمأنينة و السكينة ، نحو البحر الآخر ، المتماوج و ابتعدنا ، لكننا زدنا اقترابا ، و زاد المكان غربة .
"ايتها السيدة المطفأة بالخريف المترف و المتناثر على النوافذ و الشرفات الثكلى ، مثل الكستناء المبعثرة و الملقاة على اكتاف هذا الصمت الداكن و الخوف الأصيل .
انكِ تهفهفين كل يومٍ في حبيبات جسدي ، تمضين ، تبحرين في دمي و في تلوث الهواء بدمكِ ، متأصلة في كيمياء الغياب ، تمضين في حدود رغبتنا المثقلة بغبار و حزنٍ يلملم ذواتنا من هنا و هناك ، انك تحترفين الحنين و تمعنين في قتل دفءٍ يتواتر في هدوء ارواحنا ".
هكذا ، قالت عيونٌ تنتظر ماضيها للسيدة الذاهبة نحو خوفها ، و نحو اجتماعنا اليومي في مساحات الشتاء المثقلة بحكايا ، تمخر عباب اللغة نحو توحدنا و نومنا الطفولي في القٍ يتماهى مع كلماتها الاخيرة .
قالت ذلك ، و ذابت في مسافات الهوى ، و ارتخت خصلات شعرها في شمس ذلك اليوم على وجه بدا متجهما حالما بنشيد آتٍ من انتصارات القبائل على بعضها ، و من وجوه باردةٍ اثقلها الزمن و عادت خائبة .
يهرب الجسد من تفاصيله ، يمضي فيبقى ظله مترفا في بساطة المكان ، متماثلا ، متوحدا في شجارات الاحبة و رتابة تلك الصباحات و المساءات المتزاحمة بأحداث يتماوج فيها صوت الاحبة الراحلين مع شيء من عطرٍ و همسٍ تستحضره متعة البقاء و لوعة الحنين للزوال ، ان ذلك كان طبيعيا ، لكنه أمسى خوفا مستديما ، متأصلا .
للقاء الاحبة لذةً ، لها طعم الخوف الاخير من فراقٍ و من لوعة لا تبرح تمعن في ذواتنا مرة اثر مرة .
ان المكان الاول لن يبقى أولاً ، و البداية تبقى في سياق التماهي مع مكاناتٍ عدة ، من هنا يبدأ الذهاب نحو الذهاب ، بلا ترابط ، بل بانفصالٍ قسريٍ عن الضرورة لذلك المكان ، انا لذاتنا احداثيان هما تلك اللحظة و ذلك المكان ، ان سلوكنا هو ذاتنا تلك .
غادرنا ذلك المكان الممرغ برائحة الاحبة و الدفء الممزوج بزخات الطمأنينة و السكينة ، نحو البحر الآخر ، المتماوج و ابتعدنا ، لكننا زدنا اقترابا ، و زاد المكان غربة .