
قصائد ممنوعة
فى صباح يوم مشهود
استيقظ الناسُ على دوى خبر
غير معهود
خادم السلطان يتجول فى المدينة
وبصوته المعتاد ينادى
أيها الناس ..
فليعلم الغائب قبل الحاضر
وكل من هو بالمدينة موجود
قد أصدر السلطان فرماناً
أعلن فيه أنه من هذا التاريخ
لم يعد للشعر فى مدينتنا
أى وجود !
لن يُسمحَ بعد هذا اليوم
بكتابة بيت أو قصيدة
أو حتى عمود
ومن يخالف ذلك
فليعتبر نفسه منذ الآن مفقود
رحل خادم السلطان
والناس فى ذهول يتساءلون
يا شاعر المدينة .. ماذا ستفعل ؟؟
فى ظل هذا التعنت المقصود
تُراكَ ستصمتُ
أم سينتهى بك الحال منفياً
كمن أجبروهم على الرحيل
خارج الحدود
خبرنا كيف يمكن لبضع كلماتٍ
أن تقف وحدها أمام سيفٌ
أو سلطان لا يعرف إلا الجحود
فقلت: أيها الناس
ائتونى بتشكيلة من زهور
بيضاء وقرمزية
ودعونى أصنع منها باقة
تكون مثالاً لأرقى الورود
سأرفقها بقصيدة كتبتها هذا الصباح
وسأذهب بها لذلك السلطان
علنا نرى ماذا لديه من ردود
وعلى باب قصره صِرتُ واقفاً
وصاح الخادم مولاى
شاعر المدينة بالباب
ومعه بعض الحشود
قال السلطان فأدخلوهم
واجعلوا باب القصر موصود
ولتعلم يا من جئت تحتشد
أنك قد خالفت فرماناً
ستنال عنه عقابا غير محدود
فقلت يا سلطان الغرام
خدعوك حين قالوا
أن شاعر المدينة قد يرهبه
فرماناً أو حتى أسلحة البارود
فأنا أكتب للحب وللحياة
وقصائدى لا تعرف أى قيود
لن توقفها فرمانات
فأنهار الكلمات
لا تصمد أمامها كثيراً
بعض السدود
دع عنك نبرة التهديد هذه
فلم نسمع من قبل أن هناك أشياء
قد خافت منها الأسود
وإذا أردت قتلى؟
فهيا الآن فافعل
فشاعر بلا شعر
كمحكوم عليه بإعدام
يرى الرحمة
فى رصاصات الجنود
واعلم فى النهاية
أنك لم تقتل رجلاً
يحمل فى إحدى يديه قصيدة
وفى الأخرى بعض الورود
ولكنك قد قتلت الحب فى مدينتا
ومن مات فإنه أبداً
لن يــــعود !
..................................
شعر: عمرو النحاس
فى صباح يوم مشهود
استيقظ الناسُ على دوى خبر
غير معهود
خادم السلطان يتجول فى المدينة
وبصوته المعتاد ينادى
أيها الناس ..
فليعلم الغائب قبل الحاضر
وكل من هو بالمدينة موجود
قد أصدر السلطان فرماناً
أعلن فيه أنه من هذا التاريخ
لم يعد للشعر فى مدينتنا
أى وجود !
لن يُسمحَ بعد هذا اليوم
بكتابة بيت أو قصيدة
أو حتى عمود
ومن يخالف ذلك
فليعتبر نفسه منذ الآن مفقود
رحل خادم السلطان
والناس فى ذهول يتساءلون
يا شاعر المدينة .. ماذا ستفعل ؟؟
فى ظل هذا التعنت المقصود
تُراكَ ستصمتُ
أم سينتهى بك الحال منفياً
كمن أجبروهم على الرحيل
خارج الحدود
خبرنا كيف يمكن لبضع كلماتٍ
أن تقف وحدها أمام سيفٌ
أو سلطان لا يعرف إلا الجحود
فقلت: أيها الناس
ائتونى بتشكيلة من زهور
بيضاء وقرمزية
ودعونى أصنع منها باقة
تكون مثالاً لأرقى الورود
سأرفقها بقصيدة كتبتها هذا الصباح
وسأذهب بها لذلك السلطان
علنا نرى ماذا لديه من ردود
وعلى باب قصره صِرتُ واقفاً
وصاح الخادم مولاى
شاعر المدينة بالباب
ومعه بعض الحشود
قال السلطان فأدخلوهم
واجعلوا باب القصر موصود
ولتعلم يا من جئت تحتشد
أنك قد خالفت فرماناً
ستنال عنه عقابا غير محدود
فقلت يا سلطان الغرام
خدعوك حين قالوا
أن شاعر المدينة قد يرهبه
فرماناً أو حتى أسلحة البارود
فأنا أكتب للحب وللحياة
وقصائدى لا تعرف أى قيود
لن توقفها فرمانات
فأنهار الكلمات
لا تصمد أمامها كثيراً
بعض السدود
دع عنك نبرة التهديد هذه
فلم نسمع من قبل أن هناك أشياء
قد خافت منها الأسود
وإذا أردت قتلى؟
فهيا الآن فافعل
فشاعر بلا شعر
كمحكوم عليه بإعدام
يرى الرحمة
فى رصاصات الجنود
واعلم فى النهاية
أنك لم تقتل رجلاً
يحمل فى إحدى يديه قصيدة
وفى الأخرى بعض الورود
ولكنك قد قتلت الحب فى مدينتا
ومن مات فإنه أبداً
لن يــــعود !
..................................
شعر: عمرو النحاس