
قصيدة نهج البردة
في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
..................................................................
ريـــــمٌ إذا ذُكِــــرَتْ واللـيـلُ مَســـــدُولُ
تـُـــؤرّقُ الصَـحــــوَ والأحــــلامُ سِـجـيـلُ
تَهْـــوِي عَلــــيَّ أبـابـيــــلاً بمـــا نَسـَـجــَتْ
عَصْــــــفـَاً تَجَـــمَّــدَ مِــــنْ آثــــارِهِ الفـِيـلُ
ومــــا سُعــــادُ لهــــــا مِن وصــــفِها شــَبَهٌ
تَحــــتَ اللِــثـَامِ وللمشــــتــــاقِ تَخْـيـيـلُ
كـانـــت تَمُــــرُ بِنَا لـيـــلاً ومَــــوعـــِدُنـــا
مِثـــل العــــنانِ لـفـقــــدِ الغـيـثِ متـبولُ
غـَابـت وصَار لهــــا في القــلــبِ أغـنـيـــةٌ
يَبقى بها القلبُ طولَ الدهرِ مشـغولُ
أنغـــامُهـــا صَـخَــــبٌ ضَـــاقَ الفــُؤادُ بِـها
مثـــل العَسَــــاسِ إذا مــا أقــــبلَ الغـــُولُ
يرنـو الخـــــيالُ لذِكــراها وقد هَرَبَت
بـــــــــــــلا وداعِ و للتــرحــــــــالِ تَـقـــبـيـلُ
ومــــا علمــنا أَهَــلْ في الشَــرقِ مَهبِطَها
أو كــــان غَــــرباً فــيا جُــلاسَــها قـولوا
هَل قُربَ دِجْلَة قد حَطَّـــتْ رِكَــــابُكُمُ
أم نَحــــوَ مِصــــرَ وقــد أغـراكُمُ النيلُ
ما للسَــواكـــــبِ بعــــدَ اليـــومِ مَنفَــعَةٌ
إلا علـــى كـاهـــلٍ بالـذنــبِ مثـقــــــولُ
أفنى الحــــياةَ علـــــى اللـــــذاتِ يَتبَعــُها
وأرجَــــأَ الحـــقَ تســـويـــفٌ و تطــــــويلُ
تَجــــــذَّرَ الغـيَّ في أوصَـــــــالِــــهِ وبَــقـــى
كما تُجَــــذِّرُ في الأرضِ العَـــدامـــــيـلُ
قَـــد طُـفـتُ بالأرضِ ترحـــالاً بِـلا أَمَلٍ
حتى أَتانيَ مِـــن ذِكــــــراكَ مَــدلــــولُ
تَهــــيـــمُ نَفســـــي بِـــــه إذ لا يُشـــــابـهُــهُ
فَــــــردٌ مِنَ الخَـــلقِ مَعـــلـومٌ ومجـهولُ
خـيـرُ البريــــــــة والأفــــــــلاُُكُ قــاطــبةٌٌ
في يـــــومِ مَــولِـــدِكََ الميمــــونِ إكـلـيــل
قــــد زانـــها وَهَــــجُ القـــرآن وانصرمت
مـــن بعـــد سَطـــوتـها تـلك التـمـــاثـيـلُ
وقُُـــــوِِّضَ الكفـــــرُ أركـــــاناً وأعـمـــدةً
لما شَـــــرَعْـــــتَ علــــى الكفــــارِ مَســـلولُ
صَدَعْتَ بالآي في الصحراء فانتشلت
مـــيــاه قـــــولك فلـكــــــاً فـيـه مكــــــبـولُ
وأَحـيـت الـرُوحَ في الأجسـامِ والتَـمَعَت
مِـــن بَعــدِ مــا أوهــــنَ الأَرواحَ تكســيلُ
أََعطــــــاكََ ربُــــكَ تفضـيــلاًً وتكـــرمــةًً
على النـبـيـين في الـــداريـن مَـوصــــولُ
فـــقـــد بلغــــت مكــــانــــــاًً مــــا تَـبـلـغَــــــهُ
مـن قـابِ قوسين عندَ العـرشِ جبريلُ
وقــــــد أقـمـــــتَ صــــــلاةًً لايشـــــابـهـهـا
منــــذ الخــلـيـقـــــة تكــــبـيـرٌ وتهـــــلـيـلُ
أمَمــــــتَ كــــلَ نبـيٍ مُـــرسَــــلٍ فـــــبـدا
للســـــاجــديـن بتـلك الأرضِ قنـديــــلُ
محمـــــــــدٌ يـــــا أنيسَ الروحِ خُذ بيدي
فقد أتيتُ وهـــــــــذا الوجـــهُ مخـجــولُ
قد جــئتُ أحــملُ أوزاري وعـندك لــي
بعضـــــاً مِـــن العفــوِ إذ لـم يبق مَأمولُ
ولي مــن اسـمـك حـــظٌٌ زادنــي شــرفاًً
وهـالـنـي الـيـوم أن الإســـــمَ مجـهـــولُ
كعــبٌ أتـاك بـذاك الشـعـرِ معــــتذراً
لـولا الـذي قال كـعبٌ فهو مقتول
يا سـعـــدَهُ حـــاز مـن كََفـيكََ بُـردَتُـــه
يلقــى بهــا اللهََ يومَ الحشــرِ مقـبول
لقـد أســـاءَ ونــــالَ العـفــوَ وانكــشـفـت
عنهُ الغمـائـمُ في الـدارينِ مطـلـــول
و مـــــا أســــأتُ لجــنب منك يُسحِتُنى
هذا كتابي الذي سُــلِّــمـتُ مدلول
قـــد كـنـتُ أعــثـرُ في دنـيــاي مُتكِــــئاً
على الشـفـاعةِ لـي في ذاك تـعـــويلُ
أرجـــو الشـفـاعـــةََ يا غــوثي ويا أملي
وللشــفـــاعـــــةِ في الميـــــزانِ تـثـقـيـل
أرى الصـــــراطََ أمـــامـــي لا يبـلّّـغُـنــي
حـدَّ النجـــاةِ إلــى الجــــناتِ تـنـويـل
يهــــولـنـي اليـوم مـا ألقــى يـمـــزقـنـي
إن راود الفكـــرَ أنّـِي اليـومَ مخذول
كـــــم من أباطـيلَ في دنيـاي أعرفُُها
لُـُفـَّت على الجِيدِ أشطـانٌ مجاديلُ
كــــم مـــن صـــلاةٍ أتــى آذانـــــها وأنــا
عن الصـلاةِ بغـيـرِ الحـقِ مشـغـــولُ
وكـم زللــتَ وكـــانَ اللهـــوُ يُغرِقُني
مُخايلَ الخطوِ عن أُُخراي معزولُ
تُجـــاهرُ النفــسَ بالآثـــام لــي ولـهـــــا
في كــل وادٍ مــن الأوهـــامِ تَضــليلُ
وقد هجـــرتُ كـتـابَ اللهِ وانحـبـست
عـــن مُقـلـتـــيَّ قِـــــراءاتٌ وتـــرتــيـــلُ
وما تركــتُ لعـــرضٍ مـن فمي نهكاً
وللكـــرامِ علــى جــمـبــيَّ تسـجــــيـلُ
وهــا أنــا الآن بين يــديــك مُــــرتَعِـــــداً
مما سـألقـــى ولــي في العفـو تأميلُ
أنت الشـــفيع الــذي تـرجى شـفـاعته
ومن تزكـي فللجـــنات محــمـــولُ
فانْظـُـر بِطَــرفـِـكَ أو مَـــا دُونَــهُ قَـلِـقَـاً
يكــاد يلقـى الـــردى للنـار منقـــــولُ
إني لأرجــــو لقـــاءً منـك يخـــرجـــنـي
من المهـــالك حول الحوض مكفولُ
نظــــموا الكـــلام بديعــا في مـدائحكم
يا ســيدي وبيـــوت الشـعـــر تكمــيلُ
فلســــــت أبلغـــهـــم قـــدراً ولا شـــــــبها
لكـنَّ شِـعـــري إليـك اليـوم تـوسـيـلُ
أسـجــــل القــــول في صحـــفي لأقرأه
ما بين كـفـيك عــل القـولَ مقبولُ
إن قيل من مدحوا المحمـود ينتظموا
أكــــون آخــــرهــم بالبُـــرْدِ مشمول
......
محمد شاكر أبوشعبان
.................
وهي على غرار قصيدة كعب بن زهير الشهيرة والمسماة بالبردة
والتي عارضها (نظم مثلها من نفس الوزن والقافية) الكثير من الشعراء في العصور
المختلفة بعده ومن أشهرهم:
------------------------------------
كعب بن زهير (متوفي 646م) صاحب القصيدة الأولى المسماة البردة والذي قرأها على
النبي (ص) والتي مطلعها
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ.......مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ
مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا .......إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ
مَكحولُ
------------------------------------
الأبيوردي (متوفي 1113م) والتي مطلعها
خاض الدُّجى ورِواقُ الليل مَسدول.......بَرقٌ كما اهتزَّ ماضي الحدِّ مَصقولُ
أَشيمُهُ وضجيعي صارمٌ خَذِمٌ ....... ومِحمَلي بِرَشاشِ الدَّمعِ مَبلولُ
------------------------------------
الصاحب شرف الدين (متوفي 1264م) والتي مطلعها
أَوْهَمْتَ نُصْحاً لو أَنَّ النُّصح مقبولُ .......لا أُلْهَينَّكَ إِنِّي
عنكَ مَشْغولُ
بانَ التَّجلُّدُ عنِّي والتَّصبُّرُ مُذْ.......بانَتْ سُعادُ فقَلْبي اليومَ
مَتْبولُ
------------------------------------
شرف الدين البوصيري (متوفي 1296م) والتي مطلعها
إلى متى أنتَ باللَّذَّاتِ مَشغُولُ .......وَأنتَ عن كلِّ ما قَدَّمْتَ
مَسؤُولُ
فِي كلِّ يَوْمٍ تُرَجِّي أن تتوب غداً .......وَعَقدُ عَزمِكَ بالتَّسوِيفِ
مَحْلُولُ
صاحب القصيدة الشهيرة الأخرى في مدح الرسول والمسماة نهج البردة والذي عارضها
أحمد شوقي والكثيرون غيره
------------------------------------
ابو حيان الأندلسي (متوفي 1345م) والتي مطلعها
لا تَعذلاه فَما ذو الحبِّ مَعذولُ....... العَقلُ مُختَبِلٌ وَالقَلبُ مَتبولُ
هَزَّت لَهُ أَسمراً مِن خُوط قامَتِها.......فَما اِنثَنى الصَبُّ إِلا وَهوَ
مَقتولُ
------------------------------------
البرعي (متوفي 1400م) والتي مطلعها
دم المحب عَلى الاطلال مَطلول.......وَسَيف سحر عيون العين مَسلول
هنّ الحَواجِب من تحت الحجاب لها....... منا أَسير وَمَجروح وَمَقتول
------------------------------------
الآثاري (متوفي 1425م) والتي مطلعها
خير الأنام هو المقصود والسول.......بالحق للخلق مبعوث ومرسول
المصطفى أحمد المختار من مضر....... له من اللَه تعظيم وتبجيل
------------------------------------
ابن نباتة المصري (متوفي 1366م) والتي مطلعها
ما الطرف بعدكم بالنومِ مكحول.......هذا وكم بيننا من ربعكم ميل
يا باعثين سهاداً لي وفيض بكا .......مهما بعثتم على العينين محمول
------------------------------------
أكسنوس المراكشي (متوفي 1877م) والتي مطلعها
عَهدي بِكُم جِيرَةَ البَطحاءِ مَوصول....... يا ناسِيَ العَهدِ إِنَّ العَهدَ
مَسؤولُ
أَشِيمُ بَرقاً سَرى مِن نَحو رَبعِكُم ....... وَفَضلُ ذَيلي بَوبل الدَمع
مَبلولُ
------------------------------------
يوسف النبهاني (متوفي 1932م) والتي مطلعها
هوايَ طيبةُ لا بيضاءُ عطبولُ....... وَمُنيَتي عينُها الزرقاءُ لا النيلُ
عَذراءُ جلّت عنِ التشبيبِ إذ جُليت.......هامَت بِها الخلق جيلاً بعده جيلُ
------------------------------------
في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم
..................................................................
ريـــــمٌ إذا ذُكِــــرَتْ واللـيـلُ مَســـــدُولُ
تـُـــؤرّقُ الصَـحــــوَ والأحــــلامُ سِـجـيـلُ
تَهْـــوِي عَلــــيَّ أبـابـيــــلاً بمـــا نَسـَـجــَتْ
عَصْــــــفـَاً تَجَـــمَّــدَ مِــــنْ آثــــارِهِ الفـِيـلُ
ومــــا سُعــــادُ لهــــــا مِن وصــــفِها شــَبَهٌ
تَحــــتَ اللِــثـَامِ وللمشــــتــــاقِ تَخْـيـيـلُ
كـانـــت تَمُــــرُ بِنَا لـيـــلاً ومَــــوعـــِدُنـــا
مِثـــل العــــنانِ لـفـقــــدِ الغـيـثِ متـبولُ
غـَابـت وصَار لهــــا في القــلــبِ أغـنـيـــةٌ
يَبقى بها القلبُ طولَ الدهرِ مشـغولُ
أنغـــامُهـــا صَـخَــــبٌ ضَـــاقَ الفــُؤادُ بِـها
مثـــل العَسَــــاسِ إذا مــا أقــــبلَ الغـــُولُ
يرنـو الخـــــيالُ لذِكــراها وقد هَرَبَت
بـــــــــــــلا وداعِ و للتــرحــــــــالِ تَـقـــبـيـلُ
ومــــا علمــنا أَهَــلْ في الشَــرقِ مَهبِطَها
أو كــــان غَــــرباً فــيا جُــلاسَــها قـولوا
هَل قُربَ دِجْلَة قد حَطَّـــتْ رِكَــــابُكُمُ
أم نَحــــوَ مِصــــرَ وقــد أغـراكُمُ النيلُ
ما للسَــواكـــــبِ بعــــدَ اليـــومِ مَنفَــعَةٌ
إلا علـــى كـاهـــلٍ بالـذنــبِ مثـقــــــولُ
أفنى الحــــياةَ علـــــى اللـــــذاتِ يَتبَعــُها
وأرجَــــأَ الحـــقَ تســـويـــفٌ و تطــــــويلُ
تَجــــــذَّرَ الغـيَّ في أوصَـــــــالِــــهِ وبَــقـــى
كما تُجَــــذِّرُ في الأرضِ العَـــدامـــــيـلُ
قَـــد طُـفـتُ بالأرضِ ترحـــالاً بِـلا أَمَلٍ
حتى أَتانيَ مِـــن ذِكــــــراكَ مَــدلــــولُ
تَهــــيـــمُ نَفســـــي بِـــــه إذ لا يُشـــــابـهُــهُ
فَــــــردٌ مِنَ الخَـــلقِ مَعـــلـومٌ ومجـهولُ
خـيـرُ البريــــــــة والأفــــــــلاُُكُ قــاطــبةٌٌ
في يـــــومِ مَــولِـــدِكََ الميمــــونِ إكـلـيــل
قــــد زانـــها وَهَــــجُ القـــرآن وانصرمت
مـــن بعـــد سَطـــوتـها تـلك التـمـــاثـيـلُ
وقُُـــــوِِّضَ الكفـــــرُ أركـــــاناً وأعـمـــدةً
لما شَـــــرَعْـــــتَ علــــى الكفــــارِ مَســـلولُ
صَدَعْتَ بالآي في الصحراء فانتشلت
مـــيــاه قـــــولك فلـكــــــاً فـيـه مكــــــبـولُ
وأَحـيـت الـرُوحَ في الأجسـامِ والتَـمَعَت
مِـــن بَعــدِ مــا أوهــــنَ الأَرواحَ تكســيلُ
أََعطــــــاكََ ربُــــكَ تفضـيــلاًً وتكـــرمــةًً
على النـبـيـين في الـــداريـن مَـوصــــولُ
فـــقـــد بلغــــت مكــــانــــــاًً مــــا تَـبـلـغَــــــهُ
مـن قـابِ قوسين عندَ العـرشِ جبريلُ
وقــــــد أقـمـــــتَ صــــــلاةًً لايشـــــابـهـهـا
منــــذ الخــلـيـقـــــة تكــــبـيـرٌ وتهـــــلـيـلُ
أمَمــــــتَ كــــلَ نبـيٍ مُـــرسَــــلٍ فـــــبـدا
للســـــاجــديـن بتـلك الأرضِ قنـديــــلُ
محمـــــــــدٌ يـــــا أنيسَ الروحِ خُذ بيدي
فقد أتيتُ وهـــــــــذا الوجـــهُ مخـجــولُ
قد جــئتُ أحــملُ أوزاري وعـندك لــي
بعضـــــاً مِـــن العفــوِ إذ لـم يبق مَأمولُ
ولي مــن اسـمـك حـــظٌٌ زادنــي شــرفاًً
وهـالـنـي الـيـوم أن الإســـــمَ مجـهـــولُ
كعــبٌ أتـاك بـذاك الشـعـرِ معــــتذراً
لـولا الـذي قال كـعبٌ فهو مقتول
يا سـعـــدَهُ حـــاز مـن كََفـيكََ بُـردَتُـــه
يلقــى بهــا اللهََ يومَ الحشــرِ مقـبول
لقـد أســـاءَ ونــــالَ العـفــوَ وانكــشـفـت
عنهُ الغمـائـمُ في الـدارينِ مطـلـــول
و مـــــا أســــأتُ لجــنب منك يُسحِتُنى
هذا كتابي الذي سُــلِّــمـتُ مدلول
قـــد كـنـتُ أعــثـرُ في دنـيــاي مُتكِــــئاً
على الشـفـاعةِ لـي في ذاك تـعـــويلُ
أرجـــو الشـفـاعـــةََ يا غــوثي ويا أملي
وللشــفـــاعـــــةِ في الميـــــزانِ تـثـقـيـل
أرى الصـــــراطََ أمـــامـــي لا يبـلّّـغُـنــي
حـدَّ النجـــاةِ إلــى الجــــناتِ تـنـويـل
يهــــولـنـي اليـوم مـا ألقــى يـمـــزقـنـي
إن راود الفكـــرَ أنّـِي اليـومَ مخذول
كـــــم من أباطـيلَ في دنيـاي أعرفُُها
لُـُفـَّت على الجِيدِ أشطـانٌ مجاديلُ
كــــم مـــن صـــلاةٍ أتــى آذانـــــها وأنــا
عن الصـلاةِ بغـيـرِ الحـقِ مشـغـــولُ
وكـم زللــتَ وكـــانَ اللهـــوُ يُغرِقُني
مُخايلَ الخطوِ عن أُُخراي معزولُ
تُجـــاهرُ النفــسَ بالآثـــام لــي ولـهـــــا
في كــل وادٍ مــن الأوهـــامِ تَضــليلُ
وقد هجـــرتُ كـتـابَ اللهِ وانحـبـست
عـــن مُقـلـتـــيَّ قِـــــراءاتٌ وتـــرتــيـــلُ
وما تركــتُ لعـــرضٍ مـن فمي نهكاً
وللكـــرامِ علــى جــمـبــيَّ تسـجــــيـلُ
وهــا أنــا الآن بين يــديــك مُــــرتَعِـــــداً
مما سـألقـــى ولــي في العفـو تأميلُ
أنت الشـــفيع الــذي تـرجى شـفـاعته
ومن تزكـي فللجـــنات محــمـــولُ
فانْظـُـر بِطَــرفـِـكَ أو مَـــا دُونَــهُ قَـلِـقَـاً
يكــاد يلقـى الـــردى للنـار منقـــــولُ
إني لأرجــــو لقـــاءً منـك يخـــرجـــنـي
من المهـــالك حول الحوض مكفولُ
نظــــموا الكـــلام بديعــا في مـدائحكم
يا ســيدي وبيـــوت الشـعـــر تكمــيلُ
فلســــــت أبلغـــهـــم قـــدراً ولا شـــــــبها
لكـنَّ شِـعـــري إليـك اليـوم تـوسـيـلُ
أسـجــــل القــــول في صحـــفي لأقرأه
ما بين كـفـيك عــل القـولَ مقبولُ
إن قيل من مدحوا المحمـود ينتظموا
أكــــون آخــــرهــم بالبُـــرْدِ مشمول
......
محمد شاكر أبوشعبان
.................
وهي على غرار قصيدة كعب بن زهير الشهيرة والمسماة بالبردة
والتي عارضها (نظم مثلها من نفس الوزن والقافية) الكثير من الشعراء في العصور
المختلفة بعده ومن أشهرهم:
------------------------------------
كعب بن زهير (متوفي 646م) صاحب القصيدة الأولى المسماة البردة والذي قرأها على
النبي (ص) والتي مطلعها
بانَت سُعادُ فَقَلبي اليَومَ مَتبولُ.......مُتَيَّمٌ إِثرَها لَم يُجزَ
مَكبولُ
وَما سُعادُ غَداةَ البَينِ إِذ رَحَلوا .......إِلّا أَغَنُّ غَضيضُ الطَرفِ
مَكحولُ
------------------------------------
الأبيوردي (متوفي 1113م) والتي مطلعها
خاض الدُّجى ورِواقُ الليل مَسدول.......بَرقٌ كما اهتزَّ ماضي الحدِّ مَصقولُ
أَشيمُهُ وضجيعي صارمٌ خَذِمٌ ....... ومِحمَلي بِرَشاشِ الدَّمعِ مَبلولُ
------------------------------------
الصاحب شرف الدين (متوفي 1264م) والتي مطلعها
أَوْهَمْتَ نُصْحاً لو أَنَّ النُّصح مقبولُ .......لا أُلْهَينَّكَ إِنِّي
عنكَ مَشْغولُ
بانَ التَّجلُّدُ عنِّي والتَّصبُّرُ مُذْ.......بانَتْ سُعادُ فقَلْبي اليومَ
مَتْبولُ
------------------------------------
شرف الدين البوصيري (متوفي 1296م) والتي مطلعها
إلى متى أنتَ باللَّذَّاتِ مَشغُولُ .......وَأنتَ عن كلِّ ما قَدَّمْتَ
مَسؤُولُ
فِي كلِّ يَوْمٍ تُرَجِّي أن تتوب غداً .......وَعَقدُ عَزمِكَ بالتَّسوِيفِ
مَحْلُولُ
صاحب القصيدة الشهيرة الأخرى في مدح الرسول والمسماة نهج البردة والذي عارضها
أحمد شوقي والكثيرون غيره
------------------------------------
ابو حيان الأندلسي (متوفي 1345م) والتي مطلعها
لا تَعذلاه فَما ذو الحبِّ مَعذولُ....... العَقلُ مُختَبِلٌ وَالقَلبُ مَتبولُ
هَزَّت لَهُ أَسمراً مِن خُوط قامَتِها.......فَما اِنثَنى الصَبُّ إِلا وَهوَ
مَقتولُ
------------------------------------
البرعي (متوفي 1400م) والتي مطلعها
دم المحب عَلى الاطلال مَطلول.......وَسَيف سحر عيون العين مَسلول
هنّ الحَواجِب من تحت الحجاب لها....... منا أَسير وَمَجروح وَمَقتول
------------------------------------
الآثاري (متوفي 1425م) والتي مطلعها
خير الأنام هو المقصود والسول.......بالحق للخلق مبعوث ومرسول
المصطفى أحمد المختار من مضر....... له من اللَه تعظيم وتبجيل
------------------------------------
ابن نباتة المصري (متوفي 1366م) والتي مطلعها
ما الطرف بعدكم بالنومِ مكحول.......هذا وكم بيننا من ربعكم ميل
يا باعثين سهاداً لي وفيض بكا .......مهما بعثتم على العينين محمول
------------------------------------
أكسنوس المراكشي (متوفي 1877م) والتي مطلعها
عَهدي بِكُم جِيرَةَ البَطحاءِ مَوصول....... يا ناسِيَ العَهدِ إِنَّ العَهدَ
مَسؤولُ
أَشِيمُ بَرقاً سَرى مِن نَحو رَبعِكُم ....... وَفَضلُ ذَيلي بَوبل الدَمع
مَبلولُ
------------------------------------
يوسف النبهاني (متوفي 1932م) والتي مطلعها
هوايَ طيبةُ لا بيضاءُ عطبولُ....... وَمُنيَتي عينُها الزرقاءُ لا النيلُ
عَذراءُ جلّت عنِ التشبيبِ إذ جُليت.......هامَت بِها الخلق جيلاً بعده جيلُ
------------------------------------