أحلام صباحية
هناء عبيد.
أعشق التنزه في أوقات الفجر ربما لأن نسماته تحمل نقاءً متفردا خاصا يخلو من عوادم السيارات وعبث المتسكعين في الشوارع..كما كل صباح أخذتني خطواتي المثقلة إلى حديقة ايفانستون القريبة من عملي. نسمات الصباح بعثت الأمل في روحي المتعبة. دب نشاط غريب جعل عيني المتكاسلتين تستعيدان حيويتهما وتمعنان النظر بالأشجار الوارفة الأغصان التي تحيط بالحديقة؛ والأعمال الفنية المزركشة بألوان قوس قزح التي تنتصب بين مساحة وأخرى على الأرض . لا أدري لماذا سافرت أحلامي إلى شاطئ بعيد لم أفكر أن أرسو عليه يوما. لربما المارة الذين صادفتهم في صباحي وملامحهم التي لا تتشابه أثارت ذهني.. ماذا لو شرعت في امتلاك مطعم تتماشى وجباته مع ذائقة الجميع. سأستقبل فيه يوميا ذلك اليوناني الذي يدندن بلحن زوربا؛ سأشتم فيه عطر الباريسية الحالمة وأستمع إلى حديثها عن عشقها المجنون وهي تحتسي فنجان القهوة ذا النكهة المميزة. قد يرتاده عربي يتمحص تفاصيل كل ركن ليجمع منها بقايا وطن أبعدته عنه المسافات المرهقة؛ أو لربما تهمس لي عجوز روسية بنصائحها لتعديل بعض النكهات لتتماشى مع ذائقتها. أين ذهبت بي أفكاري الصباحية العابثة؟! الساعة تقترب من الثامنة موعد عملي. ركبت السيارة وهرعت إلى مكتبي. استقبلتني تكشيرة المدير. أغلقت المطعم وغصت بين أوراقي المتراكمة.
م. هناء عبيد
هناء عبيد.
أعشق التنزه في أوقات الفجر ربما لأن نسماته تحمل نقاءً متفردا خاصا يخلو من عوادم السيارات وعبث المتسكعين في الشوارع..كما كل صباح أخذتني خطواتي المثقلة إلى حديقة ايفانستون القريبة من عملي. نسمات الصباح بعثت الأمل في روحي المتعبة. دب نشاط غريب جعل عيني المتكاسلتين تستعيدان حيويتهما وتمعنان النظر بالأشجار الوارفة الأغصان التي تحيط بالحديقة؛ والأعمال الفنية المزركشة بألوان قوس قزح التي تنتصب بين مساحة وأخرى على الأرض . لا أدري لماذا سافرت أحلامي إلى شاطئ بعيد لم أفكر أن أرسو عليه يوما. لربما المارة الذين صادفتهم في صباحي وملامحهم التي لا تتشابه أثارت ذهني.. ماذا لو شرعت في امتلاك مطعم تتماشى وجباته مع ذائقة الجميع. سأستقبل فيه يوميا ذلك اليوناني الذي يدندن بلحن زوربا؛ سأشتم فيه عطر الباريسية الحالمة وأستمع إلى حديثها عن عشقها المجنون وهي تحتسي فنجان القهوة ذا النكهة المميزة. قد يرتاده عربي يتمحص تفاصيل كل ركن ليجمع منها بقايا وطن أبعدته عنه المسافات المرهقة؛ أو لربما تهمس لي عجوز روسية بنصائحها لتعديل بعض النكهات لتتماشى مع ذائقتها. أين ذهبت بي أفكاري الصباحية العابثة؟! الساعة تقترب من الثامنة موعد عملي. ركبت السيارة وهرعت إلى مكتبي. استقبلتني تكشيرة المدير. أغلقت المطعم وغصت بين أوراقي المتراكمة.
م. هناء عبيد