بناء مؤسسة التحالف الوطني- الأبجديات
مهدي أبو النواعير.
انشغلت ساحة الحدث السياسي العراقي منذ أسبوعين تقريبا, بخبر تولي السيد عمار الحكيم منصب زعامة التحالف الوطني العراق؛ وبات واضحا أن مفهوم التحالف الوطني كمجموعات سياسية منضوية تحت هذا المسمى, يدل على وجود إرادة لتوحيد صفوف الأغلبية السياسية التي تحكم البلد, حيث بات مفهوم التشظي والتفرقة والتناحر وانعدام الثقة, هو المائز الواضح الذي يجمع مكونات هذا التحالف.
اختلفت الآراء والبيانات الشعبية والأكاديمية, حول جدوى تسنم السيد الحكيم لهذا المنصب, بل الجدوى الحقيقية من محاولة إعادة هيكلة التحالف الوطني, ومحاولة مأسسته, بتحويله إلى كيان وحدوي يجمع المختلفين! خاصة وأن الهدف منها هو الانطلاق من خلاله لإعادة ترتيب وتوحيد البيت العراقي ككل؛ فهل سينجح السيد الحكيم في ذلك؟
مع أن الفكرة الأساسية للمشروع هي فكرة رائعة, وقابلة للتنفيذ, بل وتمثل حلا حقيقيّاً نلمس بوضوح إمكانيات نجاحه المتوفرة والحاضرة, إلا أن الخطوات التي تمثل بداية هذا المشروع, يجب الاهتمام بتحقيقها, ومن أهم هذه الخطوات بحسب بعض المراقبين, هو خلق منظومة إعلام احترافية خاصة بالتحالف الوطني, مهمتها تصدير وعي سياسي صحيح, يمثل لغة التحالف السياسية, ورؤى أعضائه ومكوناته, فالفترة السابقة ومع الأسف كان انعام وجود اعلام احترافي متخصص لهذه المؤسسة, أحد أهم عوامل بقائها ضعيفة متشظية .
الإعلام الناجز والصحيح داخل مؤسسة التحالف, سيقود إلى إيجاد لغة تواصل توعوي ووجداني وعقلي ما بين المواطن , وما بين ما يصدر عن التحالف, حيث يهدف التواصل السياسي بصورة أساسية إلى إبراز الوقائع والحوادث , وتبيان أوضاع معقدة كالأزمات السياسية أو التوترات التي تحصل في مصادر القرار, حيث لا يمكن الوصول إليها من دون لغة تسميها بأسمائها , وفئات من التحليل تسمح بالتفكير فيها في عالم من المراجع المبنية ثقافيّاً أصلاً؛ فالعمل السياسي يعتمد كثيرا على عالم اللغة , وليس فقط الكلمة والكتابة ولكن أيضاً, وعلى نطاق اوسع, كل منظومة رموز قابلة للفهم, فاللغة هي ما يبني ليس النقاش السياسي وحسب, بل ايضا الساحة السياسية نفسها برهاناتها وقواعدها وأطرافها.
الجانب الثاني من جوانب التأسيس الصحيح لمؤسسة التحالف الوطني هو تبني رؤى وخطوات عملية وواقعية مدروسة, وأفكاراً لها عمقها في حل مشاكل الواقع السياسي والمجتمعي تبنيها لهذا النوع من النشاط السياسي, يؤدي بها إلى مقبولية اجتماعية, ما نحتاجه هو مؤسسة يثق بها المواطن بصرف النظر عن تنوعاتها الداخلية, مؤسسة تعلو على مفهوم مكوناتها الحزبية والتنظيمية, وهي قوية بنفس الوقت بمكوناتها الحزبية والتنظيمية, تحاول أن تقولب ممارساتها مع مستوى الحدث ومع مستوى هموم المواطن , إذا نجحت مأسسة التحالف في تكوين هذا المقدار من تكسير الحواجز بينها وبين المواطن, قد ننتقل بعدها لمرحلة أعلى, وهي مرحلة خلق فضاءات ومجالات انتماء وقناعات وطنية بمؤسسة التحالف من قبل المواطن, مع خلق حالة احساس بهوية سياسية فاعلة.
ما يحتاجه مواطن (الأغلبية) هو هوية سياسية يتشبث بها, هوية تمثل حالة وحدة وانسجام مكونات سياسية وسلطوية, هوية تمثل له مصدر قوة يستند إليها؛ فوظيفة التحالف الوطني بفكرة الترابط, كي ينظر إليها على انها تجمع يتمتع بقوانين وأنظمة داخلية يمكن أن تنطبق بنجاح نسبي داخل منطقة عمل محدودة على هؤلاء الذين يعملون بطريقة يمكن تحديدها وفق معايير معينة , وتبعا لذلك سيكون مفهوم التحالف الوطني أكثر قابلية لتغيير الواقع.
إمكانية تحقيق ذلك قائمة, ولكنها تحتاج إلى صبر , ومجهود, وتنازلات بسيطة !
مهدي أبو النواعير.
انشغلت ساحة الحدث السياسي العراقي منذ أسبوعين تقريبا, بخبر تولي السيد عمار الحكيم منصب زعامة التحالف الوطني العراق؛ وبات واضحا أن مفهوم التحالف الوطني كمجموعات سياسية منضوية تحت هذا المسمى, يدل على وجود إرادة لتوحيد صفوف الأغلبية السياسية التي تحكم البلد, حيث بات مفهوم التشظي والتفرقة والتناحر وانعدام الثقة, هو المائز الواضح الذي يجمع مكونات هذا التحالف.
اختلفت الآراء والبيانات الشعبية والأكاديمية, حول جدوى تسنم السيد الحكيم لهذا المنصب, بل الجدوى الحقيقية من محاولة إعادة هيكلة التحالف الوطني, ومحاولة مأسسته, بتحويله إلى كيان وحدوي يجمع المختلفين! خاصة وأن الهدف منها هو الانطلاق من خلاله لإعادة ترتيب وتوحيد البيت العراقي ككل؛ فهل سينجح السيد الحكيم في ذلك؟
مع أن الفكرة الأساسية للمشروع هي فكرة رائعة, وقابلة للتنفيذ, بل وتمثل حلا حقيقيّاً نلمس بوضوح إمكانيات نجاحه المتوفرة والحاضرة, إلا أن الخطوات التي تمثل بداية هذا المشروع, يجب الاهتمام بتحقيقها, ومن أهم هذه الخطوات بحسب بعض المراقبين, هو خلق منظومة إعلام احترافية خاصة بالتحالف الوطني, مهمتها تصدير وعي سياسي صحيح, يمثل لغة التحالف السياسية, ورؤى أعضائه ومكوناته, فالفترة السابقة ومع الأسف كان انعام وجود اعلام احترافي متخصص لهذه المؤسسة, أحد أهم عوامل بقائها ضعيفة متشظية .
الإعلام الناجز والصحيح داخل مؤسسة التحالف, سيقود إلى إيجاد لغة تواصل توعوي ووجداني وعقلي ما بين المواطن , وما بين ما يصدر عن التحالف, حيث يهدف التواصل السياسي بصورة أساسية إلى إبراز الوقائع والحوادث , وتبيان أوضاع معقدة كالأزمات السياسية أو التوترات التي تحصل في مصادر القرار, حيث لا يمكن الوصول إليها من دون لغة تسميها بأسمائها , وفئات من التحليل تسمح بالتفكير فيها في عالم من المراجع المبنية ثقافيّاً أصلاً؛ فالعمل السياسي يعتمد كثيرا على عالم اللغة , وليس فقط الكلمة والكتابة ولكن أيضاً, وعلى نطاق اوسع, كل منظومة رموز قابلة للفهم, فاللغة هي ما يبني ليس النقاش السياسي وحسب, بل ايضا الساحة السياسية نفسها برهاناتها وقواعدها وأطرافها.
الجانب الثاني من جوانب التأسيس الصحيح لمؤسسة التحالف الوطني هو تبني رؤى وخطوات عملية وواقعية مدروسة, وأفكاراً لها عمقها في حل مشاكل الواقع السياسي والمجتمعي تبنيها لهذا النوع من النشاط السياسي, يؤدي بها إلى مقبولية اجتماعية, ما نحتاجه هو مؤسسة يثق بها المواطن بصرف النظر عن تنوعاتها الداخلية, مؤسسة تعلو على مفهوم مكوناتها الحزبية والتنظيمية, وهي قوية بنفس الوقت بمكوناتها الحزبية والتنظيمية, تحاول أن تقولب ممارساتها مع مستوى الحدث ومع مستوى هموم المواطن , إذا نجحت مأسسة التحالف في تكوين هذا المقدار من تكسير الحواجز بينها وبين المواطن, قد ننتقل بعدها لمرحلة أعلى, وهي مرحلة خلق فضاءات ومجالات انتماء وقناعات وطنية بمؤسسة التحالف من قبل المواطن, مع خلق حالة احساس بهوية سياسية فاعلة.
ما يحتاجه مواطن (الأغلبية) هو هوية سياسية يتشبث بها, هوية تمثل حالة وحدة وانسجام مكونات سياسية وسلطوية, هوية تمثل له مصدر قوة يستند إليها؛ فوظيفة التحالف الوطني بفكرة الترابط, كي ينظر إليها على انها تجمع يتمتع بقوانين وأنظمة داخلية يمكن أن تنطبق بنجاح نسبي داخل منطقة عمل محدودة على هؤلاء الذين يعملون بطريقة يمكن تحديدها وفق معايير معينة , وتبعا لذلك سيكون مفهوم التحالف الوطني أكثر قابلية لتغيير الواقع.
إمكانية تحقيق ذلك قائمة, ولكنها تحتاج إلى صبر , ومجهود, وتنازلات بسيطة !