الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الثالوث المرعب .. بقلم نهى أبو عمرو

تاريخ النشر : 2016-10-01
الثالوث المرعب .. بقلم نهى أبو عمرو
الثالوث المرعب

 بقلم / نهى ابو عمرو

 لم يمر على الوضع الفلسطيني وضعا أكثر بؤسا وتدهورا لقضيته كما هو المشهد الذي نحن عليه الآن متغيرات إقليمية دولية جعلت من دور القضية الفلسطينية في تراجع فأصبحت آخر الاهتمامات على الصعيد العربي ولا عتب على العرب الآن طالما نرى ان القيادة الفلسطينية منشغلة بقضايا ثانوية أهمها المناكفات السياسة التي لا زالت قائمة حتي اللحظة بين قطبي الانقسام " فتح وحماس " بدلا عن انشغالهم بقضايا محورية من المفترض ان يعملوا جاهدين لطرحها على الطاولة وإيجاد حلول لها والبحث عن حقوق الفلسطيني فيها على الساحة الدولية والعربية أهمها قضايانا الوطنية بملفاتها, ملف القدس, الأسرى, وحق العودة فأصبحنا لا نرى الفلسطيني نفسه لا يتحدث ولا يشغله إلا مشاكله الحياتية المسبب فيها الاساسي هو الانقسام الفلسطيني الذي نجح الاحتلال بفرض تلك الايدلوجيا علينا كفلسطينيين بتكريس الشرخ في البيت الفلسطيني وشغل المواطن بالمشاكل الناجمة عنه, دعوني في مقالتي الاولى هنا وفي هذه الزاوية أن اتحدث بلسان كل المواطنين المقهورين والمغلوبين على أمرهم في قطاع غزة وأن آخذها مثالا لما ذكرت سابقا كونها المتضرر الأول جراء استمرار الانقسام الفلسطيني وكون تلك البقعة الصغيرة التي شغلت العالم بأكمله أعيش بها ومعي مليون ونصف المليون مواطن غيري يعانون ويلات من القهر والظلم والمعاناة دعونا نتحدث بالتفصيل عن حجم المشاكل التي نعانيها نبدأها من نهاية حرب عام 2014 المدمرة والأكثر شراسة على مدار حروب خاضها القطاع لا زالت راسخة حتي اللحظة في ذاكرتنا على الرغم من مرور ما يزيد عن عامين عليها فهنا بدأ الوضع الأكثر تعقيدا ومعاناة للمواطن في غزة حيث الدمار وتأخر في مسلسل إعادة اعمار ما دمرته آلة الحرب الاسرائيلية , عائلات غزية لا زالت حتى اللحظة تقطن في كرافانات تكن عليهم كالحمم البركانية صيفا بازدياد درجات الحرارة أو بيت الجليد بانخفاضها شتاءً واستمرار مسلسل انقطاع التيار الكهربائي الذي لا ينتهي طالما أنك تعيش في غزة فأصبح المواطن الغزي حافظا لجدول مواعيد وصل او قطع الكهرباء أكثر من جدول الضرب نفسه الذي تعلمناه في طفولتنا ونضيف على ذلك كله كارثة عظمى الا وهي الحصار الذي أنهكنا منذ ما يزيد عن 10 سنوات واشتداده علينا في كل عام نجم عنه إغلاق المعابر الأساسية فمعبر كرم أبو سالم الذي يخضع وفق شروط وقواعد الاحتلال يدخل لنا متجملا علينا من خلاله ما يروقه ووفق آليات ومعايير واشتراطات محتل ومغتصب لأرض لا يجوز لنا ان نراجعه فيها طالما لا زلنا نحن الفلسطينيين مقصرين تجاه أرضنا وقضايانا أما عن معبر رفح المنفذ الأخير والشريان الاساسي لحياة أهل القطاع فهنا الكارثة العظمي والأدهى أمرا عندما نرى أن حالة التمزق والصراع الفلسطيني الفلسطيني بين قيادتنا الفلسطينية قد أثرت عليه عبر دخولهم في صراعات طويلة استمرت لسنوات في قضية من يدير معبر رفح نجم عنها كوارث أخرى وهي اتخاذ القيادة المصرية قرار إغلاق المعبر وفتحه بين فينة وأخرى للتنفيس على المواطن في غزة ريثما يتوصل طرفي الانقسام لاتفاق نهائي ينهى حالة الخلاف والصراع الطويل عليه الأمر الذي جعل من المواطن الغزي عرضة لابتزازه واستغلاله ماديا في كل فتحة لمعبر رفح نظرا لقلة عدد المرات التي يفتح بها جراء وضع الانقسام القائم والتي جعلت من المواطن ان يقبل بها مهما كان ثمنها باهظا ليلوذ بالفرار من وضع سياسي أنهكه على كافة الاصعدة بعد ان ازدادت نسب البطالة بين صفوف الشباب الفلسطينيين وقلة توفر فرص العمل التي تناسب تخصصاتهم الجامعية الأمر الذي نجم عنه التردي الملحوظ في الوضع الاقتصادي حيث بلغت نسبة الفقر في غزة نسبة 90 % والبطالة نسبة 65 % خاصة بين فئة الشباب والخريجين وفق آخر تقرير أصدرته اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أما عن الضفة المحتلة لم يكن الوضع هناك الوضع أقل تأزما من وضع القطاع المحاصر فجرائم المستوطنين المستمرة التي لا تحركها الا كراهية عنصرية تجاه كل ما هو فلسطيني واستمرار الاجتياح والتدنيس اليومي لباحات المسجد الاقصى ومحاولات تقسيمه زمنيا ومكانيا وازدياد التوسع والتشرذم الاستيطاني هناك الذي ابتلع جزء كبير من الضفة لصالح الاحتلال في ظل سكوت مطبق وانشغال صادم للقيادة الفلسطينية بما فيها فتح في الضفة وحماس في غزة بمناكفاتهم السياسية وعلى الرغم من استمرار تلك الجرائم هناك الا اننا لا نرى الا ردودا ومقاومة كانت فردية بعيدة عن اي إطار فصائلي البطل فيها شبان فلسطينيين وبدافع وطني أثار غيرتهم على وطنهم تجاه تلك الانتهاكات فيه ويكون مصيرهم في الغالب إما إعاقة قد يتسبب بها الرصاص الحي المحرم دوليا الذي يطلق من فوهات بنادق الاحتلال أو الاستشهاد بدم بارد ومع الاسف لم تصل تلك المقاومة إلي درجة انتفاضة ثالثة كنا نأمل ان تعيد الصحوة للقضية الفلسطينية وأن تربك سياسات حكومة الكيان اليمينية المتطرفة والتي ما زالت تتمادى بخطابها العنصري الفاشي ضد الفلسطينيين فأصبح ما يثير اهتمام الشارع بالضفة المحتلة او في قطاع غزة هو الهم المطلبي المعيشي لهم كأزمة دفع رواتب موظفي السلطة الوطنية في الضفة وغزة كما حدث قبل فترة ليست بعيدة بسبب حجز أموال الضرائب الفلسطينية من قبل حكومة الاحتلال كأسلوب ضغط على القيادة الفلسطينية وكذلك أزمات غيرها من الأزمات الاقتصادية والتي جعلت القضية الوطنية عنوانها البارز في هذه المرحلة كطلب الأموال من الدول المانحة للخروج من هذه الأزمات التي تتولد باستمرار بسبب سياسات الاحتلال مما جعل القضية الوطنية الفلسطينية في المشهد السياسي الدولي قضية خدمات إنسانية لتلبية حاجات يومية معيشية وليست قضية تحرر وطني وهذا الانطباع لم يكن موجودا عند منظمات المجتمع الدولي قبل اتفاقية اوسلو وإنشاء السلطة الوطنية حيث كانت تشكل منظمة التحرير الفلسطينية بنضالها الوطني السياسي والكفاحي بعدا وطنيا تحرريا للقضية الوطنية ...هكذا أصبح الشارع الفلسطيني كالشوارع العربية في بلدان الربيع العربي التي حركتها الهموم المعيشية والظلم الاجتماعي بحيث غابت عن الحراك السياسي فيها الشعارات الوطنية والقومية ومفردات التحرر والاستقلال الوطني الكامل والخلاص من علاقات التبعية السياسية والاقتصادية . اما عن المصالحة الفلسطينية الهم المبكي المضحك على حالنا فبعد أن جرب الفلسطينيون كل الطرق لحل مشاكلهم عدا الطريق الذي سيؤمن لهم الحل الأمثل لتلك القضايا وهو إعادة ترتيب البيت الفلسطيني بقرار يجب ان يكون شعبيا لضمان حدوثها بعد ان فقد المواطن الفلسطيني أمله فيها في آخر محاولات مصالحة حدثت مشاوراتها الأخير في الدوحة قبل خمسة أشهر انتهت بصفر كبير بين الطرفين على حد تعبيرهم فلم تنه المشاورات الاخيرة هذا الانقسام البغيض الذي الحق أضرارا بالغة بمكانة القضية الفلسطينية على المستوى العربي والدولي بل جذر وكرس مظاهره يوما بعد يوم بسبب الإجراءات والمواقف التي تمارس بشكل منفرد كالسعي عبر وساطة عربية وإقليمية ودولية للوصول إلى اتفاق تهدئة طويلة بين حماس والكيان مقابل فك الحصار للخلاص من الهموم المعيشية التي يعاني منها سكان القطاع كأزمة معبر رفح وأزمة الكهرباء وكان الأولى أن يتم السعي بدافع الهم الوطني الكبير للخلاص النهائي من الانقسام السياسي من خلال إعطاء حكومة التوافق كل الصلاحيات للقيام بتحمل المسؤولية لحل كل الأزمات السياسية والاقتصادية التي تثقل كاهل المواطن الغزي فلم يدفع الانقسام السياسي الشارع في القطاع للتحرك بمسيرة واحدة للمطالبة بوحدة الموقف الوطني بل أصبح ما يثير غضبه أزمة انقطاع التيار الكهربائي وتدني مستوى خدمات الصحة والشوارع وخلال ذلك اعتاد على سمع المناكفات السياسية والسؤال الكبير أي جهد على شعبنا وقواه السياسية ومؤسسات نظامه السياسي كالمجلسين التشريعي والوطني أن يتم بذله حتى تبقى القضية الوطنية محافظة على بعدها الوطني التحرري بحيث لا تتحول نهائيا إلى قضية معيشية ومنح مالية من الاتحاد الأوروبي وأختتم مقالي بسؤال هو الأهم في جملة القضايا التي ذكرتها آنفة لأن بإجابته سيكن الحل لمن أراد ان يبحث عن حلول جذرية لكل معاناتنا كفلسطينيين وهو متى سنكون شعبا يؤمن بأنه إما ان يعيش حياة كريمة او يموت موتة الابطال حتي ينتزع حقوقه ممن حرموه إياها ؟!!!
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف