الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الشباب والأدب والشهرة بقلم:د. أحمد الخميسي

تاريخ النشر : 2016-10-01
الشباب والأدب والشهرة بقلم:د. أحمد الخميسي
الشباب والأدب والشهرة

د. أحمد الخميسي

"أولاد مرة" الاسم الذي اختارته إعلامية وكاتبة وفنانة تشكيلية تدعى ياسيمن الخطيب  لكتابها الذي يصدر قريبا ويضم مجموعة مقالات عن المرأة. وقد أثار العنوان ضجة قادت ياسمين إلي ما استهدفته بالتسمية: الشهرة السريعة. ومع أن ياسمين إعلامية ومذيعة إلا أن الشاعر محمود موسى في صفحته بفيس بوك "كبسولات لغوية" عدد لها عشرة أخطاء لغوية فاحشة في خمسة سطور كتبتها هي ردا على مهاجميها. وحالة الخطيب نموذج لشريحة من الشباب المتعطشين إلي الشهرة ويبحثون عن أقصر الطرق إليها، سواء أكان ذلك في مجال الأدب أو الصحافة أو غيرهما. والقاسم المشترك لدي أولئك جميعا هو صدم القاريء إما بعنوان لافت، أو بمحتوى جنسي صريح بذيء لاعلاقة له بالفن، أو بالخوض في المعتقدات الدينية. وهم في معظم الحالات ينجحون في تحقيق ما يريدونه من شهرة عابرة، مؤقتة و زائلة. ويذكرني أولئك بحالة الكاتب عزيز أرماني الذي ظهر واشتهر في الستينات بسبب عناوين كتبه " خذني بعاري" ومحتواها الرخيص، وبلغ من الشهرة أضعاف ما بلغه نجيب محفوظ حتى بعد نشر الثلاثية. لكن أحدا لا يذكر الآن، بل ولا يدري من هو عزيز أرماني! لأن القاعدة هي أن الزبد يذهب جفاء:" وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض"، ذلك أن الشيء الوحيد الذي يمكن به صدم الناس في الفكر والأدب هو الحقيقة وليس اللغو ولا التطاول اللفظي ولا استثارة الغرائز! ولا يفكر الشباب الذين يتعجلون الذيوع في أن الكتاب الكبار حقا قد قطعوا طريقا طويلا وشاقا إلي الكتابة والضوء. وكل ما قد نتذكره الآن عن كاتب عظيم مثل سرفانتس أنه ترك رواية عبقرية نادرة المثال هي " دون كيخوتي"، لكننا لا ندري شيئا عن الطريق الشاق الذي قطعه قبل ذلك، و أنه جرب حظه في الشعر، فكتب عنه لوب دي فيجا قائلا:" ليس في أسبانيا كلها شاعر أسوأ من سرفانتس"! أما أونوري دي بلزاك صاحب الملهاة الإنسانية وغيرها من الروائع ، فلم يسمع حين قدم أول مسرحية له إلي أحد أساتذة الأكاديمية الفرنسية سوى العبارة التالية : " قم بأي شيء في المستقبل ما عدا الكتابة الأدبية " ! وفي غضون ثلاث سنوات ألف واحدا وثلاثين كتابا من قصص المغامرات وظل كاتبا مغمورا مجهولا ومحاطا بالديون من كل ناحية وهو يناهز الأربعين، إلي أن توج رحلة العمل الشاق بروائع أدبية لا تنسى! أما اسكندر ديماس الأب فكتب عشرات المسرحيات والقصص التي لم تر واحدة منها النور. وكان كلما رفض ناشر أن يقابله يكتفي بالابتسام للسكرتيرة قائلا:"شكرا يا آنستي لست ممن تخور عزائمهم بسهولة. سأمر ثانية ". والقاعدة العامة الصحيحة أن الكتابة أيا كان النوع الذي تتجسد فيه تحتاج إلي صبر وتعلم ودربة ورغبة حقيقية في التعرف إلي النواقص وإرهاف السمع إلي كل ملاحظة. لكن ذلك يتعلق بأولئك الذين يريدون أن يكتبوا عملا فكريا أو أدبيا ذا قيمة بالفعل، أما الباحثون عن الشهرة، أو عما أسماه الكاتب محمود الغيطاني" الوجاهة الاجتماعية" فإنهم لن يتوقفوا عند تلك الملاحظات، وسيواصلون الاحتراق السريع كالفراشات في ضوء الشهرة العابرة، ويستمرون في إصدار الكتب، وقد تروج كتبهم وتنتشر، لكنه الرواج الذي تنطبق عليه عبارة الناقد الأمريكي" لوجان سميث" : الكتاب الرائح نعش ذهبي للمواهب الضعيفة.

***

د. أحمد الخميسي. كاتب مصري 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف