الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

فؤاد بقلم: اريج ابو قذيلة

تاريخ النشر : 2016-10-01
فؤاد

      أفقت على صوته ، بينما كنت أفتح عيني ، لأشاهد ملامح وجهه الغاضبة المحتقنة ، وهي متحولة تماما عما كانت عليه ليلة البارحة ، حينما كانت تشع لطفا وودا وحبا ، ولأشاهد عينيه بينما يتطاير منهما الشرر ، وتقذف منهما الكلمات في شكل سهام من الاتهامات ، تنفذ لأعماق صوني وعفتي ، قبل أن ينطق بها لسانه ، ويبدو أنه لشدة انفعاله واضطرابه ، أخذ بإغراقي بسيل من تلك الاتهامات ، قبل تأكده من كوني أفقت فعليا أم لا ، لأجدها تطوقني من كل جانب ، ولأجد قدرتي معدومة على دفعها ومقاومتها ، حتى أحظى بعيدا عنها بالنجاة .

      ذلك الشعور الذي تملكني سريعا ، بكون تلك الاتهامات تحمل في أحد جوانبها شبهة للصواب ، تمنحني قدرا من الحق في الرد عليها ، قد ضاعف من عجزي رغم ذلك الحق على مقاومة اتهاماته ، ومواجهته بصكوك براءتي منها ، فأنا ما زلت حديثة المعرفة بفؤاد ، الذي يعاود ذكر اسمه في كل وقت مستقطع ، ما بين شكل وآخر من أشكال الاتهامات ، ومسمى وآخر من المسميات ، التي تدور كلها ضمن دائرة الخيانة ، إلا أنني كنت على معرفة بآخرين غيره ، على نحو أعتق وأعمق ، بحيث كان آخرهم قبل زواجي بنحو ستة أشهر ، ولشدة انشغالي بالتحضيرات لعلاقة الزواج المستقبلية ، انقطعت عن المعرفة بأحد منهم ، حتى عاودتني القابلية والاستعداد لذلك ، بعد نحو شهر واحد فقط من الزواج .

      ترأس سؤال موحد وشامل لجلسة استجوابه لي ، والتي شعرت لفرط غضبه ، الذي بانت آثاره على ملامح وجهه وحركات جسده ، بأنها ستحال لجلسة محاكمة فورية ، يجاهد فيها الادعاء مبدئيا على الحكم برميي ، بأحدث ما تم اختراعه من التعبيرات اللاذعة والمهينة ، والتي ستحيلني مبدئيا كذلك لجثة حية ، وسؤاله عمن هو فؤاد هذا ، قد تكرر كثيرا ، حينما كان مستمرا في استجوابه لي ، بناء على نطقي لذلك الاسم ، فؤاد ، لأكثر من مرة خلال نومي ، بعد ليلة مشبعة بالعواطف والحب جمعتنا سويا ، لتنتهي على نحو دراماتيكي ، مع بداية نهار ، تفصلني به عن زوجي عاقبة الخيانة .

      الصمت المطبق الذي تلبسني في هيأتي الخارجية ، جراء دفعي للإفاقة على نحو غاصب ومفاجئ ، لم يبعث على زوجي ولو قليلا من الهدوء ، أو يدفعه للتوقف عن التفوه بالمزيد من الكلمات ، التي كانت أشد إيلاما من طعنات سكين ، تصيب طهري بجروح يصعب شفاؤها ، إنما كان يستثيره أكثر ، ويشد علي يديه أكثر ، حتى تنفذ الطعنات تلك لمستقر أعمق ، بينما كان فكري الداخلي حينها متأثرا بتردد سؤاله عمن هو فؤاد على مسمعي ، ليتردد بيني وبين ذاتي سؤال آخر يشبهه ، ألا وهو ، لماذا فؤاد ؟ ... حتما ، لأنه أغراني بشتى وسائله المتاحة ، لأقع في شباك شخصيته الفريدة وملامحها الجذابة ، دونما قدرة ورغبة لي على صده ، أو ربما ، لأني كنت في أشد الحاجة لإشباع رغبتي ممن هو في مثل صفاته ، بعد طول انقطاع ، دام لما يقارب سبعة أشهر ، لم أكتب خلالها أيما قصة .

      وبينما كنت مستغرقة بإجابة السؤال الذي تردد داخلي ، في مقابل سهوي عما يدور حولي ، أخذ جسدي ينتفض جراء انفعال زوجي الذي كان قد وصل لمنتهاه ، وضغطه على أكتافي ، وهزهما بأقصى ما لقبضة يديه من القوة ، في محاولة مستميتة منه لنيل إجابة شافية وافية ، وبعد أن هدأت فورة غضبه واتهاماته على نحو مفاجئ ، تماما مثلما ثارت حينما بدأت ، جراء استحواذه أخيرا على الإجابة التي انتظرها لنحو ساعة من الزمن ، توجه صوب صالة المنزل ، ليتخذ من على إحدى الكراسي ، الملتفة حول الطاولة المستقرة فيها مكانا للجلوس ، ويبدأ في مطالعة ما عليها من الأوراق ، والتي رفض طلبي في الاطلاع عليها ليلة البارحة ، عله يزودني برأيه عن جودة ما تحتويه ، بينما هو متعجل لما سيناله من عطايا ليلة الحب ، ثم ليلمح ما بين السطور اسم فؤاد ، كشخصية رئيسية من شخصيات قصتي الجديدة .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف