الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ثورة أخرى على أبواب غزة بقلم:أشرف أبوخصيوان

تاريخ النشر : 2016-09-29
ثورة أخرى على أبواب غزة بقلم:أشرف أبوخصيوان
ثورة أخرى على أبواب غزة

أشرف أبوخصيوان " * "

سابقا كتبتُ مقالا تحت عنوان " كوميديا تثيرُ السخطَ " ووقتَها دافعتُ وبشدةٍ عن صناعةِ الكوميديا والفرحِ وصنعِ الابتسامةِ التي يرسمُها بعضُ الممثلين والفنانين والكوميديين عبرَ البرامجِ المختلفةِ من كاميرا خفية وستاند أب وغيرها .

مواهب الفيس بوك

ولكن لم يكنْ في الحسبانِ أن تصبحَ المواهبُ الفنيةُ من معدودةٍ على الأصابعِ إلي أشبهِ بالظاهرةِ التي تنتشرُ بين صفوفِ الشباب خاصةً في غزةَ، بعد حصولِ بعضِ الفنانين الجددِ على شهرةٍ عاليةٍ من خلال نشرِ ما يشبهُ الفنَ عبر منصاتِ مواقعِ التواصلِ الاجتماعي، والتي وفرَت مساحةً كافيةً ووافيةً لتلك المواهبِ بالنشرِ والحصولِ على الاهتمامِ من قِبلِ الجمهورِ في الوقتِ الذي لم أجدْ فيه قناةً تلفزيونيةً أو شركةَ إنتاجٍ ذاتِ باعٍ طويلٍ في العملِ الفني ترعى تلك المواهبَ الشابةَ وتعملُ معها.

رجعتُ إلي التاريخِ للبحثِ عن الأسبابِ التي قد تؤدي إلي اندلاعِ ثورةٍ ، فوجدت بين يدي الأسبابَ الحقيقيةَ التي اندلعت بسببِها الثورةُ الصناعيةُ في أوروبا مطلع القرن السابع والثامن عشر، والثورةُ التكنولوجيةُ في مطلعِ القرنِ التاسعَ عشرَ، وكيف نجحت تلك الدولُ بأن تصبحَ سيدةَ الصناعةِ في العالمِ، فوجدت أن الأفكارَ العلميةَ والاختراعاتِ تمَّ ترجمتُها إلي أفكارٍ رئيسيةٍ في استخدامِ الآلاتِ كوسيلةٍ من وسائلِ الإنتاجِ الصناعي لتلك الدولِ، أي أن الأسبابَ ليس لها علاقةٌ بالفقرِ والعبوديةِ وتسلطِ الحكوماتِ وظلمِ المسئولين بقدرِ ما هو متوفرٌ من إمكانياتٍ اقتصاديةٍ تساعدُ المجتمعَ على النهوضِ بواقعِهِ وتغييرُ وتصحيحُ مساراتِهِ نحو التطورِ الصناعي والرقي بالإنسانِ نحو الآدمية وأن يعيشَ حياةً كريمةً.

أين الفرقُ؟

 نحن لدينا أفكارٌ علميةٌ ونجيدُ استخدامَ الآلاتِ ونمتلكُ وسائلَ الإنتاجِ ولكنْ ينقصُنا القدرةُ على الاستثمارِ في الطاقاتِ الشابة، لذلك أصبحتْ ظروفُنا في غزةَ تسيرُ وَفقَ قاعدةِ " السهلِ الممتنعِ " أي علينا أن ندركَ أن القدرةَ على الإنتاجِ والإبداعِ تحتاجُ إلي شهرة وكثرةِ القيلِ والقال عن ظواهرِ الإبداعِ وبواطنِ التفكيرِ.

لقد اتجهتْ الدولُ المتقدمةُ نحو تفوقٍ صناعي وتكنولوجي، فيما اتجهتْ الدولُ العربيةُ لخدمةِ أنماطِها السياسيةِ ومصالِحها الحزبيةِ من خلال تجييرِ التكنولوجيا ووسائلِ الاتصالِ الجديد لبثِّ التفرقِ والتشيعِ والتحزبِ بين أنماطِها الجغرافية، والربيعُ العربيُّ أكبرُ دليلٍ على الاستخدامِ الأسوأ لوسائلِ التواصلِ الاجتماعي وما آلت إليه أوضاعُ الأوطانِ العربيةِ من تونس غربا حتى العراق شرقا من تدميرٍ وتهجيرٍ وتكفيرٍ وقطعٍ للرقابِ ليس ذلك بفضلِ الاستخدامِ الأسوأ للتكنولوجيا فحسب بل بسببِ الصورِ التي تنتشرُ عبر تلك الوسائل.

البيضةُ أم الدجاجةُ

أيقنتُ مؤخرا أننا في العالمِ العربي نعيشُ متأخرين عن نظرياتِ التطورِ الاجتماعي والاقتصادي قرابةَ ال300 عامٍ، أي أن القارةَ العجوز سبقتنا بثورتِها منذُ أكثرَ من ثلاثةِ قرونٍ، ولازلنا نحن العربَ عامةً والفلسطينيين خاصةً نفكرُ أيهما سبقَ الآخرَ البيضةُ أم الدجاجةُ.

إن بوادرَ ثورةٍ اجتماعيةٍ واقتصاديةٍ تغيرُ من حالِ وواقعِ المجتمعِ الفلسطيني  يخوضُها الكمبورسات ممن يدعون الفنَ والموهبةَ في المجتمعِ  لن تزيد واقعنا إلا سوءا ، وللأسِف تلقى إقبالا كبيرا من رُوادِ منصاتِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي ما بين مشاهدةٍ وتعليقٍ وربما تعقيب يعقُبه سيلا من الشتائمِ بين الجمهور.

لا وقتَ لدينا للتفكيرِ في ثورةٍ صناعيةٍ أو تكنولوجيةٍ، ولم يكتبْ لنا النجاحُ في ثورةٍ ضد المحتلِ حتى الآن، فبعد 70 عاما من الجهادِ والكفاحِ والنضالِ والمسمياتِ الأخرى لم نحصلْ على شيءٍ نفتخرُ ونعتزُ به ، ففي رصيدِنا انتفاضتانِ وثلاثُ حروبٍ واتفاقٌ لا زالَ عقيماً.

إن حالةَ تكاثر ما أشبه الفنانين والمواهب الصاعدة لهو نتاجٌ حقيقيٌ للأزمةِ التي يعيشُها المجتمعُ الفلسطينيُّ من الانغلاقِ الفكري وانعدامِ الأفقِ السياسي أمامَهم وعدمِ وجودِ ملاذٍ آمن لأحلامِهم التي لم تتحققْ طوالَ شبابِهم، إن هذه الظروفَ المحيطةَ بمواطني غزةَ جعلت من تلك الأفكارِ الفنيةِ طريقا يسلكونه من أجل الوصولِ إلي تحقيقِ الشهرةِ حتى وإنْ كان المضمونُ الفنيُّ لا يرقى لأيِّ مستوى.

الجميعُ في الوطنِ العربي يرى نتائجَ الثورةِ الصناعيةِ والتكنولوجيةِ وثورةِ وسائلِ التواصلِ الاجتماعي على أرضِ الواقع وكيف بدأت وما هي النتائجُ التي حققتها في أوروبا، في حين أن نتائجَ الثوراتِ العربيةِ الكبرى بدايةً من ثورةِ سعد زغلول في مصر ضد الاحتلالِ الانجليزي وانتهاءً بثورةِ الفنِّ في غزةَ، لم تحقق الامان الاقتصادي والضمان الاجتماعي ورفاهية العيش، فمع الوقتِ تتبدلُ مفاهيمُ الثورةِ وربما تتبدلُ الوسائلُ أيضا حسب تطورِ أنظمةِ الاتصالِ والتواصلِ ما بين المواطنين ، فالغضبُ والثورةُ على الظلمِ   والانتهاكات الاسرائيلية يكونُ عبارةً عن منشورٍ على الفيس بوك أو تويتر وبذلك تكونُ قد حققت نموذجا ديمقراطيا في التعبيرِ عن رأيك والاحتجاجِ والثورةِ على الظلمِ.

صحفي فلسطيني
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف