الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اللي نقز كتر من سروالو يتقطع ليه !!بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2016-09-29
اللي نقز كتر من سروالو يتقطع ليه !!بقلم:حميد طولست
اللي نقز كتر من سروالو يتقطع ليه !!

اشك أن أذهان الناس تنصرف مباشرة إلى الزيادة في الأسعار كلما سمعت مصطلح "التضخم" إذا لم جون التمييز بالحالة التي أطلقت عليها ، وذلك لأنه هو المعنى الذي يعبير عن الارتفاع المفرط في الأسعار ، رغم أنه معنى شامل وعام وليس حكرا على الميزانيات فقط ، بل يطال السياسة أيضا ، وللبرهنة على ذلك يكفينا أن نلقي نظرة إلى الدول الاوروبية ، ونقارن بين عدد وزراء حكوماتها ، وعدد وزراء الحكومة المغربية المنتهية مهامها وجل الحكومات التي سبقتها، لنجد أن التضخم قد طالها ، وجعلها هي الأوسع بين الكثير من الدول التي تزيد عنها في عدد السكان ، وتتميز عنها في الدور السياسي والاقتصادي بكثير ، حيث بلغ عدد وزراء الحكومة المغرب 40 عن وزيرا ، لساكنة لا تتعدى الثلاثين مليون نسمة ، وميزانية كسيحة ، ودور سياسي ضعيف ، في حين لم يتعدى عدد وزراء حكومة جارتنا أسبانية - والتي كان علينا السير على منوالها عملابالمثل المغربي الدارج "دير ما دار جارك ولا حول باب دارك" -15 وزيراً وهي تاسع إقتصاديات العالم ، وبلغ عدد وزراء الحكومة السويسرية أغنى بلدان العالم مادياً 8 وزيرا فقط ، و إكتفت حكومة المستشارة الالمانية ميركل بــ14 وزيرا فقط  لـ 81 مليون نسمة ورغم ما تحتله بين الدول الأوروبية من دور سياسي واقتصادي متميز ، ولم تجاوز عدد وزراء الحكومة الايطالية 12 وزيرا، وبلغ عدد وزراء النرويج 19 وزيرا ، بيما قفز عدد وزراء الحكومة الفرنسية إلى 20 وزيرا ، وبلغ عدد وزراء الحكومة الروسية  21 وزيرا ، واعتبرت بريطانيا أكثر الدول الأوروبية في عدد الوزراء بـ 25 وزيرا.. 
ما أشرت إليه أعلاه،  "كوم " ، وما سيأتي ، "كوم آخر" كما يقول المصريون ، إذا لو قارنا عدد وزراء حكومتنا بعدد وزراء أكبر دولتين على مستوي العالم، الصين وأمريكا مجتمعتين ، فسنجد أنه 36 وزيرًا ، 18 وزيرًا  يسرون الصين بسكانتها البالغة نحو مليار ونصف المليار نسمة،  و14 وزيرًا يسيرون أمريكا ، بعدد سكانها البالغ نحو 319 مليون نسمة ، فإنه سيتبين لنا بما لا يدع مجالا للشك أو الريبة ، بأن القضية فيها "إن" مكا يقال ، وأنها أكبر من مجرد تضخم سياسي ، وتدفع إلى  التساؤل كيف لهذه الدول أن تسير أمور شعوبها الوافرة العدد العضيمة الشان والمال ، وتصل بهم إلى أوج التقدم والازدهار والمجد ، بهذه الأعداد الضئيلة من الوزاراء مقارنة بجحافل وزراء حكوماتنا ؟ .

إنه لأمر محير ويفتح أبواب الأستغراب على مصرعيها ، وكيف لرئيس الحكومة ذو التوجه الإسلامي ألا تنتبه خلال تشيكلة حكومته في نسختيها ، إلى قول الله عز وجل:"كم من فئة قليلة غلبت فئة كبيرة" ، لما في القلة العددية من قلة الاختلاف وسرعة الاتفاق الذي تحول الكثرة على تحقيقه ؟ ، وكيف لم يستفد من الأمثال الشعبية التي يحفظها ويزظفها كثيرا في خطاباته ، والتي تؤكد في كثير منها على أن النجاعة في القلة الدائمة وليس في الكثرة الزايلة كالمثل الشهير: قليل ومداوم ولا كثير ومقطوع ".

فلو كان الهدف من تعين الوزراء هو خدمة الوطن والشعب فقط ، وليسالتهافت على المناصب ومخصصاتها ، والامتيازات والمكافآت والسفريات والاقامات التي يتحصل عليها الوزراء اثناء وجودهم في الوزارة والتقاعد السمين بعد مغادرتها ، وكل المصاريف الضخمة التي تُغطى جميع نفقاتها من الميزانية العامة ، داخل البلاد وخارجها ، لألزمت الروح الوطنية كل الأحزاب المكونة للتحالف الحكومي ، بعدم تضخيم عدد الوزراء ، والإكتفت بــ  10 أو 15 وزيرا ، يزيد وزيرا أو ينقص وزيرا ، كما وعد بذلك يوما السيد بنكيران قبل الإستوزار ، لكن وبما أن السياسة لا تسير دائما بالأماني والوعود ، وبما أن الوطنية في القاموس السياسي والإجتماعي والثقافي ، ربما هي غير واضحة المعالم والدلالات لدى الكثير من السياسيين وقادة الاحزاب ، وأنها عندهم حالة هلامية مشوشة ومتغيرة وفقا لمقتضيات المصلحة الشخصية ، التي هي من يحديد معايير ومعاني الوطن والوطنية لدى الكثير من قادة الأحزاب ، ما جعل حكومة السيد بنكيران في نسختيها تأتي بتركيبتها المضخمة لتكونها من من 2 أو 3 وزراء من كل نوع ، وفي بعض الأحيان 3 في واحد ، وكأنه جهاز عروس فاسيه يجتوي 2على  من  الحاجة ، الأمر الذي حول الحكومة ومؤسساتها والإدارات والمكاتب إلى مساحات مفتوحة لممارسة الكسل، وقلة الإنتاج ، التي يمرح فيها إلى جانب العدد المضخم للوزاء ، وجمع حواشيهم وطواشيهم والنادبات والنائبات خصيان السلطان وجواري الخليفة وحمير القاضي وبغاله والذين يعدون بالمئات ، والذين يهمهم جميعهم غير نهب الفلس الابيض والدولار الاخضر واليورو الاحمر ، سيرا على قاعدة الفلس الابيض ينفع في اليوم الاسود ، والعياذ بالله عدا

 

فما أحوجنا إلى المسؤولين وطنيين يتصرفون بحكمة وجدية في أصواتنا ، التي هي تعبير عن وطنيتنا ، وشفرات تعكس رغباتنا وطموحاتنا في التجديد والتغير الايجابي المؤثر في بناء المستقبل الأفضل للمغرب والمغاربة ، قادرين على إعادة النظر في مفهوم السلطة -خلال تشكيل حكومة ما بعد 7أكتوبر- باعتبارها تجندا لخدمة الوطن والمواطنين و ليست وسيلة لتحقيق أهداف شخصية ، وما أحوجنا أيضا إلى إرساء آليات الحكامة الجيدة والرقابة و المحاسبة ومحاربة كل مظاهر الفساد التي تلازم التدبير الشأن العام ..

وأختم بالمثل الدارج : "لبس قدك يواتيك " لأن : "اللي نقز كتر من سروالو يتقطع ليه !! وحموماتنا السابقة ، "نقزت كثر من سراولها " لكنها الذي تمزق هو جيب المواطن ، فرفقا به ، إن سحاب الله لقريب.

حميد طولست [email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف