خالد مشعل والوداع المؤقت
أحلامنا كثيرة لكنها توقفت مع الإنقسام الفلسطيني و كالعادة قرأت جيدا من نافذة ضيقة بما صرح به السيد خالد مشعل لكن لم تكن إعترافاته بالنسبة لي مفاجأة كما أشار إليها أحد الكُتاب لسببين الأول أن شخصية وطبيعة خالد مشعل كانت تميل دائما نحو المنطق والإعتدال الوطني على الأقل هكذا فهمت من مجمل جهوده وفي معظم تصريحاته بعد وقت ليس طويلا من الإنقسام وحتى اللحظة مرورا بكل اللقاءات التصالحية وخفاياها . لكن هذا الميلان الذي يتميز به السيد خالد مشعل كانت تحركه هبوب الرياح الأخرى من الجسم الحركي نفسه وفي إتجاه أخر عكسي! والسبب الثاني أن كثير من الكُتاب وما أكثرهم قد أشاروا في كثير من المقالات والمطالبات لذات الرؤية التي اشار إليها خالد مشعل في إعترافاته الأخيرة والتي تحمل عنوانا هاما وهو الخلل في التعامل مع شركاء الوطن وهذا بيت القصيد ولم يسمع إليهم أحد !
اذن إعترافات السيد خالد مشعل لم تشكل مفاجأة وعلى العكس تماما كنت أتوقع دائما كلاما متزنا من شخصيات تشبه تماما شخصية خالد مشعل ومن ناحية أخرى وفي زاوية أخرى حملت إعترافا أخرا أشار إليه كاتب أخر أصابه إندفاعه الوطني للقول أن " إعتراف مشعل بالخطأ خطوة تنتظر المقابل " وقد يكون الكاتب قد أصابه ايضا التفاؤل من هذا الإعتراف ليصرخ بأعلى الصوت في دعوة التنظيمات الفلسطينية للتجاوب مع هذا الإعتراف المشعلي والتعامل معه من خلال التحلي بالشجاعة ذاتها التي تحلى بها خالد مشعل للإعتراف في نفس الخطأ ولكن في الجهة المقابلة التي لم يسعف الكاتب تحديدها بدقة وعلى النحو المنطقي المطلوب ! و مع تأييدي للكاتب المحترم في فكرته الوطنية ودعوته الصادقة لكني لست معه في حقيقة الرؤية المقابلة التي اشار إليها الكاتب ولسببين أيضا الأول أن التضارب في التصريحات وإختلاف الرؤى والمواقف بالنسبة لي على الأقل أيضا ما بين ما يقوله السيد خالد مشعل وما يعترف به لا نجد له آذان صاغية وآلسن ترددها وأقلام توثقها وتدعو لها من أشخاص من نفس جسد الحركة التي يترأس خالد مشعل مكتبها السياسي والسبب الثاني أن كثير من القيادات التي تتبع لنفس الحركة يخرجون علينا بتصريحات تتناقض في المضمون والجوهر ومختلفة مما يجعلنا كمراقبين ومتابعين أن نصمت لأننا تعودنا على سياسة شد الحبل وتكرار الحديث !
إعترافات السيد مشعل بالخطأ في وداع مؤقت يثبت أنه قائد فريد متزن وواقعي وهي خطوة تنتظر و تهيء لرؤية جديدة ولكن السؤال لمن توجه هذه العبارة التي اشار اليها الكاتب أولا ؟ والإجابة يجب أن توجه نحو غزة ولمن هم من نفس الحركة ليتم الإتفاق على مضمونها والإعتراف بها جماعيا كموقف عام وعندها سنعترف جميعا أن ما تقوله الحركة صحيحا وندعمه بقوة كمواطنين وسندعو كافة التنظيمات الفلسطينية للتعامل مع هذا التطور الجديد الذي لا أراه جديدا حتى اللحظة لأن التناقض لا زال سيد الموقف!
كاتم الصوت:تعالوا نطبق مبدأ الشراكة في فلسطين بحيث لا ينفرد فصيل فلسطيني في إدارة القضية وحده فنظرية البديل أثبتت فشلها فهل هذا سيعجب الأشقاء والأصدقاء !؟
كلام في سرك:وداع مؤقت ـ الشراكة السياسية تعني ...رئيس السلطة ليس رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير !
ملاحظة:التأثير الممكن على هذه الإعترافات لم تنضج بعد فأبواب الحركة لم تفتح لتغير من توجهاتها وتعلن عن عناوين مشعل الجديدة. هذا التأثير قد لا يأتي ابدا!