صديقنا ماثيو كلبٌ يكره البشر بشدة, لديه فوبيا من البشر, وخاصة من فئة الصغار, ماثيو عاش طفولة قاسية, للأسف هو لا يعلم من أبويه, عندما أخبرني قصته قال لي: مشكلة أنّ تكونَ كلباً ضالاً انكَـ بذلك تصبح مكسور العين أمام الجميع, لا أهل له تربى في زقاق شارع عند عائلة قبلت به رغم اختلاف نوعه ولونه الذي كان نقيضاً عنهم, مع ذلك ماثيو كلبٌ مكافح, قاتل الحياة بشراسة, ونهض من قاعها إلى قمتها, خرج من الظلمة الى النور, ماثيو أخيراً تنفس الحياة, ذلك كله جاء دفعة واحدة, عندما شاهد صديقنا العزيز ريتا فتاة الزقاق الشهيرة, صاحبة الخدود الوردية, والذيل الذي يتراقص مع الهواء, والأنف أه على الأنف ما أجمله, كان لعاب ماثيو يسيل وهو يصف لي جمال ريتا, ورغم جمالها وعفويتها وانجذابها الخفي نحو ماثيو إلا أنها كانت كلبة عنيدة, ترفض الإفصاح عن مشاعرها, لذلك كانت البداية من جهة صديقنا العزيز, عندما أحضر لها عظمة من أشهر الحاويات في المدينة كانت شهيّة حتى أنّ بعض اللحم كانَ ملتصقاً فى تلك العظمة التي أحضرها ماثيو, كانت تدل عى أنها هدية ثمينة, تستعد أنّ تصلَ من يستحقها, وبالفعل كانت فرحة ريتا بهذه الهدية كبيرة ريتا عندما وضعت العظمة في فمها وماثيو يتأملها كانت تبدوا جميلة للغاية وخاصة عندما كانت تلعق العظمة وتدور تدور بسعادة وغبطة الحاصل على حُلمٍ مفاجئ, أحبت الهدية, وأعطت ماثيو قبلة بين عينيه صار فيها ماثيو فتى الأحلام, أصبح دوماً مخدراً يفكر بريتا, يحلم أثناء نومه, وأثناء سيره بالطرقات, حتى عندما يبول على رصيف الزقاق كان يفكر بها والحب على عينيه يكتب ويدون كل نفس, وكل لهثة, وكل برغوث يجبره على أنّ يقطع الحلم بحكة, المهم أنّ ماثيو تعلّق بريتا وأرادها حليلة له, كلبة لكب, ليكتمل شمل هذا الحب الأبدي, جمع ماثيو قراراته وبسرعة اتجه إلى المكان الذي تسكن فيه ريتا, لكنها صدّته وأنّبته ماثيو تعنّف بشدة, وهو المسكين الذي لا يستحمل الحزن, كانت ريتا في بيتٍ يعود لبشري, كانت من طبقة أُرستقراطية تخجل أنّ تتسكع مع كلبٍ مشرد, ماثيو يكره البشر ويكره ريتا أكثر ’
وليد العقاد
وليد العقاد