الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ديمقراطية الجبهة لاتحمل سوى اسمها بقلم مصعب عيسى بقلم :مصعب عيسى

تاريخ النشر : 2016-09-28
تسمى الاشياء باضدادها ...هكذا قالت العرب قديما وفي الفلسفة قال شوبنهاور ان الصفة تحمل في طياتها الصفة المناقضة لها تماما ..هاتان قاعدتان لهما نفس المغزى تقريبا مع وجود شواذ دائما لكل قاعدة على مر التاريخ ,اذا اسقطنا هاتان القاعدتان على احد معالم السياسة الفلسطينية وهي الجبهة الديمقراطية وادرجنا لغة الصفة وحالاتها في تبعيتها للموصوف فنكتشف ان هذا الاسقاط ربما يعطيني نتيجة صحيحة ومنطقية وعقلانية ستفاجئنا عملية في نهاية التحليل
تعرف الجبهة الديمقراطية نفسها انها تنظيم يساري ماركسي ديمقراطي وتعريف الماركسية حسب منظرها الاول هي الغاء الطبقية والفروقات كافة بين افراد المجتمع وتطبيق مبدا المساواة والعدالة على الجميع ولكن هذه الصفة هي مناقضة تماما للجزء الاول من تعريف الجبهة لنفسها, فمنذ عقود نمت داخل صفوف الجبهة (الديمقراطية ) طبقات مافيوية واخرى شبيهة بال VIPنشات وتغلغلت تحت تاثير عدة عوامل اهمها :
1-بعد اتفاق اوسلوبفترة دخلت الجبهة في خندق اليمين الفلسطيني الراسمالي التابع اصلا للاحتلال بكل ماتعنيه كلمة تابع وشاركت في حكومات السلطة وحصلت كمكرمة من اليمين على منصب وزارة العمل هذا التغيير خلق العديد من رجال الاعمال ذوي المصالح المرتبطة مع مصالح حكومة اوسلو وتبعاتها الامر الذي صنع طبقة رجال اعمال في صفوف التنظيم الماركسي
2-بعد انتهاء تجربة الكفاح المسلح مع ولادة اوسلو واخواتها نشات داخل الجبهة طبقة موظفين ومافيات ادارية من خلال نمو ظاهرة التفرغ والعمل البيروقراطي مقابل راتب شهري فنتج عن ذلك تشعب طبقتين في اروقة التنظيم طبقة مدراء وموظفين ذو مناصب وطبقة عبيد تتمثل في باقي اعضاء وكوادر التنظيم البعيدين عن مراكز قيادة التنظيم ووظائفه الادارية وهذه الطبقة تتمثل في ابناء المخيمات البعيدة والقرى النائية وتلك الاخيرة تحتاج الى عشرات الوساطات واجراء هواتف من هنا وهناك وتقديم عشرات الطلبات فقط من اجل مقابلة عضو مكتب سياسي اعطته ظاهرة التفرغ حجم وزير عربي فقط لانه كان محارب قديم مع العلم ان اغلب اعضاء المكتب السياسي غير اكاديمين بالمطلق ويحملون شهادات مزورة الكل يعرف كيفية الحصول عليها
...اما عن الجزء الثاني من تعريف الجبهة لنفسها انها تنظيم ديمقراطي ..فديمقراطية الجبهة لاتحمل سوى اسمها تلك الديمقراطية التي اثقلت كاهل الجبهة واورثتها عجزا وشيخوخة شبيهة بقائدها المفدى نايف حواتمة فالدولة تاخذ شكلها من افرادها هكذا تكلم ابن خلدون في مقدمته والتنظيم صورة مصغرة عن الدولة ..هذا الحزب الذي يقوده رجل تجاوز الثمانين من عمره ولازال يعتقد ان بامكانه التغيير ودمقرطة المجتمع منظرا في كتاباته عن ضرورة احداث التغيير الديمقراطي في المجتمعات والاستفادة من تجارب الشعوب الاخرى يكتب في مجلده الشهير اليسار العربي والنهوض الكبير عن تجارب الديمقراطيات في اوروبا واسيا وامريكا اللاتينية ويستشهد في احد اجزاء الكتاب باية قرآنية (:ان الله لايغير مابقوم حتى يغبروا مابانفسهم ...)مستثنيا نفسه وزمرته من هذا التغيير الامر الذي جعل من التنظيم نظاما ديكتاتوريا يفرض قيودا ويضع حدودا تحول بين القاعدة وهرم القمة وراحت الاذرع الخفية لهذا القائد واعوانه تمتد هنا وهناك مستخدمة كل انواع التشبيح ضد الراي الاخر المنطلق من داخل اروقة الجبهة واقبيتها والمطالبة بضرورة الاصلاح واحداث تغيير جذري شامل في بنية وتركيبة وقيادة الجبهة ,والاحداث الاخيرة الماساوية التي اصابت سورية جراء الطغيان والاجرام كشفت كثير من خفايا واسرار تشبيحية رهيبة قامت بها قيادة الجبهة الديمقراطية ضد كثير من عناصرها الذين طالبوا بضرورة التغيير الداخلي من جهة وضرورة التزام مواقف اكثر مسؤولية تليق بنضال الفلسطيني وتاريخه اليساري ازاء مايحدث في مخيمات الفلسطينين في سورية التي تباد من قوات الطغيان والشمولية تحت اسباب لاترقى لمستوى العقل والتفكير المنطقي فاصبحت الجبهة ذات التنظير الديمقراطي للمجتمعات وكانها صورة طبق الاصل عن الانظمة التي تحاربها ,في ادبياتها فكان اسقاط كلام شوبنهاور في مكانه وان الصفة تحمل في طياتها الصفة المناقضة لها تماما,فعلى الجبهة وقيادتها الهرمة ان تبحث عن اسما وصفة اخرى تليق بهذا الخلل الفكري والبنيوي الذي اصابها فلقد تربينا في اللغة ان الصفة تتبع الموصوف في جميع حالاتها واذ بالجبهة لاتحمل من الديمقراطية الا اسمها
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف