الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

قصائد للشاعر عزالدين المناصرة

تاريخ النشر : 2016-09-28
قصائد للشاعر عزالدين المناصرة
قصائد عزالدين المناصرة (فلسطين)


مطرٌ حامض-

الأغاني التي عذّبتْني هناكْ

عذّبتني هنا

النساءُ الجميلاتُ ... والأوفُ، والميجنا

وابتهاجي دماً واخضراراً وبحراً،

يصبُّ غِوىً في هواكْ.

الأغاني،

وما بَعْدَ هومير،

صوتي أنا.

يا حفيفَ الصنوبر يسمع خطْوي،

على تلّة الشهداءْ

ما الذي يزعج الشعراءْ

يا دمَ المُنحنى

الأغاني التي عذّبتني هناكْ

عذَّبتني هنا

الأغاني وما بعد هومير ... صوتي أنا.

هل أظلُّ أقابل حيفا

على صَفَحات الجرائدِ،

فوق السحاب، وتحت السحابْ

غارقاً في محبّة جفرا ومريم، والشعراء الغِضابْ

أستطيع الذي ...

عندما أشتهي أو أريدْ

هل يُضاف لذلكَ سهلٌ،

يقابلني في البريدْ

كزجاج الخليل المُلَوّن بالأخضر العِنَبيِّ،

على الرسم: معركةٌ وحرابْ:

غزالٌ على السفحِ،

رمَّانةٌ وحدها،

مثل قلبي الوحيدْ

وتفاحةٌ تَتَمدَّدُ في آخر السطرِ،

أفعى،

ووحشٌ غريبٌ يطارد وَعْلاً،

نشيدٌ قديمٌ على طوبةٍ

من مقالع مَرْمَرنا القرويِّ،

ولم أستطع أن أفكَّ رموز النشيدْ.

إذا كنتَ تعني حجارة كنعانَ في المرجِ،

كيف ستكتبُ شعراً، وتلقيهِ في البرلمانْ

إذا كان من قريتي الجبليةِ،

من سفحها الأرجوانْ

وكيف ستلعب وحدك، ألعوبةَ الأقحوانْ:

تمزّقُ أوراقها وتقولُ: رأتني

ولم تَرَني

ورأتني

ولم ترني سارحاً في غصون الورودْ.

إذا كنت لا تعشق الحجر البابليَّ،

فكيف تقيمُ على القبر شاهدةً للشهيدْ.

هل أظلُّ أقابلُ حيفا التي في النوى ...

بِسلال الوعود.

 

دمي مونةُ الأبجديَّةِ

وزَّعتُها في فضاء المُدُنْ.

وأعطيتُها شَفْرة الأسئلةْ

انظروا للشقوق التي في جبين الوطنْ

انظروا كل هذا الرحيل المؤقتِ، والعودة الآجلةْ

وهذي البنايات والجامعات وهذي القصورْ

عظامي أساساتُها والجذورْ

كل هذي المنافي لنا.

انظري، انظري النار والغارَ والزمهريرْ

المحلاَّتُ: صورتُها في الغديرْ

إنَّ هذا الزجاج، الزجاجْ:

Made in Hebron.

إنَّ هذا الحرير الحريرْ:

Made in Haifa.

إنَّ هذا البكاء الأسيرْ

يشبه الميجنا

الأغاني التي عذَّبتني هناكْ

عذَّبتني هنا

الأغاني ... وما بعد هومير

صوتي ... أنا.

 

مرّةً ... والخليلُ على موعد في القرى الآهلةْ

رشَقَتْني على القُفِّ زخَّةَ وردٍ، فقلتُ: مَطَرْ

ورآني الحصانْ

لا أكلّمُهُ عن جراحاتهِ المورقةْ

قالت الغابلة الغافلة:

هل سنشرب كأساً بصحة هذا المنامْ

مطر المهرجانْ

غافلٌ في المساءِ

وليس بِمُسْتَبْعَد أن يفيضَ الهوانْ

إذا لم يكن في يدي صولجانْ.

نقطةً نقطةً يتوهج عشب الكلامْ

من دمٍ في عيون الغريبِ،

غفا في الضجرْ.

ساحةٌ تتثاءبُ في آخر الليلِ،

قبل هبوط الضبابْ

وقومٌ يُتَعْتعهمْ سحرُ هذا الشرابْ

كل هذا الكلامْ

وأنا غارقٌ في المطر

حين تبلغُ أنت رؤوس الجبالِ،

أكونُ أنا قد لمستُ صهيل القِبابِ،

وأمسكتُ بالريحِ،

سُقْتُ الغيوم، قطيعاً من الثلجِ،

أَنطقتُ هذا الحجر.

وأنا ساهمٌ كالفراق الأكيدْ

مثل سلسالها الذهبيّ الذي ليلة البرتقالْ

لم أجد مثله، حين حاصرني الوحلُ

في المنحدرْ

كفضاء الرموز على صدرِ هذا المقالْ

كبكاء الرُعودْ

في حناجرهمْ خَنَقَتْهُ الظلالْ

بعد أن وزَّعتنا طيور الحديدْ

وحُرِمنا السؤالْ

عن الورد والضوء والصوت والدولة المقبلة:

حُدودي هي النهرُ والبحرُ والأُرجوانْ

كما كان يرسُمها في النصوصْ

جُدودي، قُبيلَ مجيء اللصوصْ

وقبل زمان الأسى، والجُحودْ.

 

- مرّةً كنتُ أغفو على جَبَلٍ مُشرفٍ،

ويطلُّ على بحر ملحٍ ... وكان السببْ

أنني اشتقتُ أن أتَعَفْرَتَ، أو

أحتوي نجمةً في السماءْ

تحت إبطي، وأمشي بها مثل بحر الخَبَبْ

ثمَّ ألوي جديلتها في خَدَرْ

ثمّ أُغوي الغجرْ

أنْ يدقّوا طبول مواقدهمْ،

قرب نهر التَعَبْ

وأنادي النواطير، ثمَّ العصافير،

ثمَّ الرذاذ الذي يتشعبطُ في ذيل زيتونةٍ،

كي يكونَ دليلي إلى مخبأٍ من ذَهَبْ

ثمَّ أصرخ في قمةٍ: أنت بحرٌ يموتْ

أنت بحرٌ بلا دولةٍ أو نشيدْ.

- مرّةً في الخليلْ

الخليلُ التي دمعها طافحٌ في عروق الجليلْ

الخليلُ التي تلمح المتوسط عند امتداد الحدادْ

كيف تغرق في الملح حتى السوادْ

الخليلُ التي لا يشابهها أحدٌ في الأسى

غير قلبي وهذا الرحيل الطويلْ.

مرَّةً ... غيَّمتْ فامتطيتُ جوادي

وما ردّني غير باب الخليل.

كنتُ أعرف أنَّ الكروم، لمن غازل الشهداءْ

لمن ناغش الفأس والأصدقاءْ

كيف في مفرق الدربِ،

قالوا: علينا اقتسام الكَلامْ

واقتسام دم الانقسامْ

تنازلتُ عن حصّتي وحرصتُ على حصّتي

في الوصولْ.

إنني قابلٌ أن نُحكِّمَ جرح العنبْ

قابلٌ، فلماذا إذنْ يكثر الأعدقاءْ:

فاعِلُنْ وفعولنْ وفَعْلُنْ ومُسْتَفْعِلُنْ

والزحافاتِ لا تُحصِها، رغم أنف الخليل.

 

قال أجدادنا الأوّلونْ:

يا مروج الأقاحي،

ويا شجر العنفوان اللذيذْ

زرعنا، زرعنا، زرعنا،

وهمْ دائماً دائماً يقطفونَ النبيذْ

في جِرار النوى والتَعَبْ:

- مطرٌ حامضٌ سوف يغسِلُنا باللهبْ

مطرٌ حامضٌ في السهوبْ

مطرٌ حامضٌ في القلوبْ

مطرٌ حامضٌ سوف تشرب منهُ الوعولْ

مطرٌ حامضٌ في السيولْ

مطرٌ حامضٌ في صهيل الخيولْ

مطرٌ حامضٌ في الدموعْ

مطرٌ حامضٌ في العيونْ

مطرٌ حامضٌ في نواة الحَجرْ

مطرٌ حامضٌ في المطر

- بعد ذلك تأتي الأناشيدُ، والتُربةُ الصالحةْ:

هل تصير المسافاتُ ما بيننا مالحةْ

أم تُرى تتمددُ جغرافيا الفُرقة الرابحةْ

أم تكون لنا دولةٌ، عَلَمٌ ونشيدْ.

 

موغلٌ موغلٌ موغلٌ

في شعاب المُنى

أَتدَّفأُ بالأوف والميجنا.

شجر البحر، ملحٌ أجاجْ

أيها الأهلُ، إنَّ هواكمْ سِراجْ

ما اختلفنا على الدرب نحو الخليلِ

فهل خُلْفُنا في اقتسام الخراج!!!.

الأغاني التي عذّبتني هناكْ

عذّبتني هنا

والأغاني، وما بعد هومير، صوتي ... أنا.

لا تخافوا من المَطَرْ

عندكمْ دائماً سُقوفْ

تأسرُ الريح، حيثُ المدى لا يُخيفْ

لا تخافوا من السماءْ

شجرٌ غابُها مُضاءْ

ينقرُ الصمتَ بالدفوفْ

شجرٌ بارعٌ شفيفْ

وسياجُ النوى يَطوفْ

كُتُبٌ تتغاوى على الرفوفْ.

ينبع النهرُ من طيبة الشعبِ،

ثم يصبُّ اخضراراً بكلّ المتونْ

مانحاً ضجةً للسكونْ

وأنا قد أكونُ وقد لا أكونْ.

لا تخافوا من المطرْ

فهو بُشرى لمن يجوعْ

مطرٌ قادمٌ في صلاة الجموعْ

مطرٌ يشتري الهمَّ، لكنَّه لا يبيعْ

طافحٌ بالمحبّة فوق رؤوس القطيعْ

وربيعٌ جديدٌ يُنظّفُ هذا الربيعْ

مَنْ ينظّفُ هذا الربيعْ

الأغاني التي عذّبتني هناكْ

عذّبتني هنا

الأغاني، وما بعد ( هومير)

صوتي أنا.

 

ما للقصيدة لا تُطاوعني !!

ما للقصيدةِ

لا تطاوعني

فأهذي تحت أرْزتها العجوزِ

كأنَّ سيفي قد تكسَّرْ.

شَقَحَ الجبالَ،

فشقَّها نصفينِ

من عنبٍ تلوح كرومُهُ خضراءَ

ﻓﻲ قلبي

ومَرْمَرْ.

سُحُبٌ

تُغَبّشُ مَرْجَ ذاكرتي فأشقى

ﺛﻢّ أشقى

ﺛﻢّ أشقى

مثل مهزومٍ تَذكَّرْ.

الريحُ ﻓﻲ سَهلٍ من القَصَب الشفيفِ

تغازلُ المجرى

فتنعكسين ﻓﻲ الماء الذي مرآتُهُ السُفلى

تواريخُ الحَبَقْ.

كانت نوارسُهُ تُغنّي ﻓﻲ سديمِ الروحِ

مجزرةً من الأشواق ،

فوق حُطامه تَسْهَرْ .

حتى العماراتُ التي

ﻓﻲ وجهها

الجَدَريُّ

والعصفور نَقَّرْ

نسيتْ مواعيدي

كأنّكِ غيمة سوداءْ

أو ماءٌ تَعَوْكَرْ :

- تلك القصائد من رَمَدْ

وسواي ﻟﻢ يعشق أحَدْ.

ماذا أقولُ

إذا القصيدةُ

نكَّدَتْ روحي وفرَّتْ

من أصابع هذه الذكرى

فأخطأتُ العدد.

كانت إذا فَتَنَتْ

تُخلخلُ ما تبقّى

من مسامات الجَسَدْ.

بل حين أنكرني الهواءْ

كانت تغطّيني

إذا هبّت عواصفُ من صهيلٍ

ﻓﻲ جبال البُطْم

أو ﻓﻲ غابة البَلّوطِ

ﻓﻲ الوادي السحيقْ.

كانت إذا عطش المغنّي

أشربتْهُ نبيذَها ونشيدَها الأبديَّ ،

لا تعشق سواها

أيها المطرودُ ﻓﻲ ليل الحريقْ.

 

ما للقصيدة كالدجاجْ

تهذي كأعمى ﻓﻲ الطريقْ

ﻓﻲ عُنقِها سِكّينُ عاجْ.

خَرْبَشْتُ صوتَكِ ﻓﻲ الخرائطِ

يا عيوني

عينان زائغتانِ

هل مرَّت قرنفلةٌ تمازحُ عوسَجةْ

قالت ﻟﻬﺎ :

من يَنْتِش الأشواكَ يا هذي يَقَعْ.

عيناكِ زَغْوَلَتا جُفوني

 

ما للقصيدةِ ذابلة

ما للقصيدة لا تطاوعني

فتبقى ﻓﻲ الهوامشِ

حين تنكرني مُتوني

نعسانةً متمايلة

تمشي على قَرْعِ الطبولْ

أو ترتدي ثوب الخمولْ

نثريّةً متكاسلةْ.

 

ما للقصيدة تنحني

قُدَّامَ جَلاَّد البلَدْ

لكنّها لا تنحني

قُدَّامَ واحدٍ أحَدْ !!!

 

تلك القصائد كالرَمَدْ

وسواي ﻟﻢ يعشق أحدْ.

 

شكوى  أمام دالية الأرجوان-

صَيَّفوا ﻓﻲ أريحا وشتيتُ ﻓﻲ غيمةٍ من دم المذبحة

كم أنا طَيبٌ مثل هذي اللغَةْ

كم أنا طَيبٌ مثل داليةٍ ﻓﻲ السفوح

ﻓﻲ مدارج حبّي تغازل طينَ السطوح

حَبَقٌ ﻓﻲ زوايا المَقامْ

شاهداً كان ، لمَّا تسرَّبَ هذا المطر

على جبهة الحيّ، ﻟﻢ يستطعْ

أن يُنظّف أردانهُ أو يُلملم شَمْلَ الحُطامْ

كم أنا طَيبٌ مثل هذي اللغةْ

لا تُوشوشُ أسرارها الرعويّة للزعفران

خلفها نجمةٌ ذات نارْ

حيث يركبُها شاعر الوأوأةْ

أوْ يُدجّنُها سيّدُ التأتأةْ

وأنا راقدٌ ﻓﻲ سماء الدخانْ

أُشاغبُ مسترسلاً رائقاً ﻓﻲ دُجنَّةِ هذا الولهْ

صار تشكيلةً من بلالين أطفالها ﻓﻲ الهواءْ

ﺛﻢّ صار زجاجاً تَعشّقَ بين الحنايا، تناثر كالأبرياءْ.

أحسبُ المسألةْ

من جميع الوجوهِ ،

لكي لا أُزحلق روحي بقاعٍ سحيقْ

أوْ أكونَ ضحيّة طيبة هذي اللغةْ

حين يركبها شاعر المغْمغَةْ.

- لن أصافحهم

قال ﻟﻲ ذلك المتبرجُ بالريشِ والأقحوانْ

ﺛﻢ صافحهمْ ﻓﻲ هوان اللغةْ.

 

أعطني نرجسَ الماء، أعطيك خفقَة أجنحةٍ من غرامْ

(لا يساورني الشكُّ) ﻓﻲ أن هذي التي

(لا يساورها الشكُّ) قد أصبحتْ كومةً من عظام

فإن طقَّ قلبي وصاحْ:

خيولُ الثغورِ ستحرس جمرك هذا الزمان الجديدْ

قيل: بل ﺇﻧﻬﺎ سوف تهرس صمت الحدود.

يا خيول الثغور

أعطني قوّة القلب ، كي أصهر الزمهرير

أعطني قوة الذاكرة

كي أنادي امرأَ القيس من قبره ﻓﻲ البقيع

حيث أُكملُ هذا المساء هجائيةً للفرزدق أو لجرير.

- صَيَّفوا ﻓﻲ أريحا وَرَبْعَنْتُ ﻓﻲ (أَنْقِرةْ)

بانتظار الذي سوف يأتي ولكنه ليس يأتي

لا أنا مع (سيدو) بخيرٍ ولا مَعَ (ستّي).

 

طَرْبنَ اللوزُ ﻓﻲ ساحة الدار، حيث تشعبطتُ سورَ الحرمْ

ﻟﻢ أكن شوكةً ﻓﻲ التواءات هذا السياج.

إنّما كنت أسبحُ ، كيما أعلّق خفقةَ صمت العلمْ

ﻓﻲ زمانٍ خداج.

ﻟﻢ أكن ﻓﻲ نقوش الخشبْ

حيث أُنقّر بعض الزخارف فوق العريشْ

ﻟﻢ أكن طائراً دون ريشْ

ﺇﻧﻤﺎ كنت أرسم تشكيلةً كي تناسب مرثيَّةَ الأرجوان.

 

كان قبلي فراغٌ من العشب والماء والنار، غطَّى

شقوقَ الجبالْ

كان قبلي بياضُ نعاجِ الغيوم الثقال

كان قبلي ارتعاش العصافير ﻓﻲ الثلج،

قد بلّل الماءُ أعشاشَها ﻓﻲ سكونِ الثلوجْ

كانت الغابة الساحرة

ﻟﻢ يكن ﻓﻲ الحقول عجول

قبل أن أُورث الأرضَ ملحَ الخطأْ :

قُمتُ ملَّكتُ هذا الغريبْ

قبرَ زوجته، حيث أشفقتُ ﻓﻲ هدأة الليلِ

حزناً على لاقطات السنابل بعد الربيع

ﺛﻢ جاء الشتاء ليمسح أردانها ﻓﻲ الصقيع

ﺛﻢ قلت : اهدئي، هذه الأرض باقيةٌ كي يُنَقّرَ

أطرافها سربُ هذا الدجاج

مرسلاً شعرُها كان فوق الجبين

وأنا قوسُ عاجْ

ينحني ليُقبِّلَ نقشَ الزجاج.

ها أنا مثل هذا الحصانْ

أناطحُ هذا السراب على هامشٍ من جيوش الأُفولْ.

ﻟﻢ أكن قد قرأتُ الكتابْ

ﻟﻢ يكن ﻓﻲ سماها كتابْ

هذه الأرض كانت تُبرْبرُ بالحرفِ،

ترسم للأرض لوحات هذا الكتابْ

كي تُصدّر للثلج نار الحروف

لغةً تتناسل مثل المصابيح ﻓﻲ أول النطقِ

قامت تُرندحُ أغنيةً طازجةْ

قَبْلَ هذا أقمنا على شجر الدوح آياتنا،

بل رفعنا السماء على بارجةْ

كي تسافر للعالمين .

 

هل أكلّمُ داليةً، نَسْغُها من دم الأرجوان القتيل

حيث لا تسمع المرحلةْ

حيث لا تسمع الوردة الذابلةْ

حيث ﻟﻢ تستمعْ لصراخي العتيقِ الخيولْ

حيث وزّعتُ روحي ... على السابلةْ

حيث لا تسمع القافلة

هل أكلّمُ دالية الروح، كي أنفخ الروح قبل الوَهَنْ

أنا الكرمليُّ الذي صاغ هذا الفضاء الرصينْ

أسافر ﻓﻲ لُجَّةِ البحر كي يهدأ الآخرون

لأشعل جمراً على رأس بوَّابة البحر كي يقبلَ المتعبون.

صيَّفوا ﻓﻲ أريحا ، وشَتّيتُ ﻓﻲ برزخٍ من شَجَنْ

لا أنا سيّدٌ ﻓﻲ الخليل ، ولا تابعٌ ﻓﻲ اليمنْ.

- صيَّفوا ﻓﻲ أريحا ، ورَبْعَنْتُ ﻓﻲ غيمة العشبِ

حين ارتدتْ أرجوانَ الصلاة

كنت أركبُ مهري الجميل

لأرضعه خُطَباً من حليب السباع

صَفَنْتُ على جبلٍ ، رفض الإنحناء ، وفتشتُ عنه ، فضاعْ

ﻟﻢ يكن ﻓﻲ المدى ، غير هذا الشرقرق ، يصفع وجه المدى

الوحوش تحاصرني ﻓﻲ ثقوب الحَرَمْ

وأنا سَيِّدٌ ، أشعل الكائنات ونام.

كنت أمسك عكازتي قرب نهر يسيل على الفاتنات

عندما هاجمتني زواحف هذا الزمان

كنت أحكي لدالية الأرجوان

أُوَشْوِشُها ، كي تفيق من الورطة النازله

كنت أُقْلّبُ أقراطَها، كي أغيظ الغجر

أيها البدوي الذي قد توسَّدَ عشب الحريرْ

تشككتُ لما رأيت قماش العَلَمْ

باهتاً مثل هذا الضجيج الذي لا يهزُّ القبور

أين عُروةُ مخلاتهمْ والشعير

إذا نام مهري وناموا على طاولات المدى

وأنا ﻟﻢ أنَمْ

إذا غرّبوا دونما فَشَكٍ أو هدير .!!!

 

لن أصافح تلك الخرافْ

لن أصافح طاقيَّةً أو نجوماً تذكرني بنجيع الدماء

فاعِلُنْ بنتُ أختِ فعولنْ، لماذا

نُفرّقُ بينهما ﻓﻲ الزحافْ ؟!!

يا قراصنة البر والبحر، هذي يدي

سأشلخُها قطعةً قطعةً ، دون أن يتبلّلَ سطح غليلي

سأخلع كرمي وعشب نجيلي

إذا صافحتْ قاتلاً أو قتيلاً ،

هوى ، ﻓﻲ هوى المُلْكِ والصولجان .

- صَيَّفوا ﻓﻲ أريحا وشتّيتُ ﻓﻲ غيمة من دم المذبحة

قال ﻟﻲ : سوف يقتسمون السماء

سوف يقتسمون الهواء ولن يتركوا الميجنا يا حزينْ

قلت : هل يتركون لك الدالية ؟!!!

نحن نسل المذابح من عهد عاد

فهل تلد النائِحات سوى النائحة !!!

 

أخيراً،

رأى صاحبي أنّني قد تعبتُ من الجَرْيِ في الرملِ، حتى تحوزَ (القصيدةُ)، قلبَ الأميرةِ، قالَ: تموتُ، لأنّي أريدُ القصيدةْ.

خسرتُ القصيدةَ، والسيف، أدمى فؤادي، نزفتُ على الدربِ، لكنَّهُ مات مثل البعير، لأنَّ الأميرةَ تعرفُ أنَّ القصيدةْ.

مُطَوَّبةٌ باسم عاشقها، وموثَّقةٌ في ثنايا الجريدةْ. كما الأرضُ تعرف عُشّّاقها منذ (كنعانَ)، حتى ولو شُرّدوا في بلادٍ بعيدةْ.


هاجَمتني الضِباع

هاجمتني الضباعُ مع الغسق النرجسيّ

تلمّستُ ناراً وجرَّدتُها من ثياب الكلامْ

كلُّ أنحائها خاطبتني بصوتٍ رقيقٍ:

نعمْ، لا تُلامْ

فاعلنْ تتمدّدُ عُريانةً، وفعولنْ تبادلني

الغمغمات، وسادتُها من رحيق المتونْ.

وبها أستعينْ

ضدَّ هذا الخراب اللعينْ.

 

هاجمتني الضباع ... وشاهدتُ أرجوحةً،

قَبَساً ﻓﻲ وريد النباتْ.

كنتُ ذاهبةً ﻓﻲ المساء ﺇﻟﻰ دار خالي

وﻟﻢ أستطع أن ألامس أسوارها الرائعة

فاتجهتُ شمالاً ﺇﻟﻰ التلّة الفارعة

لاحقتني الضباع ﺇﻟﻰ التلّة الفارعة

تشممتُ رائحةً ما تبيّنتُها

ﻟﻢ أجد شبهاً لتفاصيلها

فهربتُ ﺇﻟﻰ تينةٍ ﻓﻲ شقوق الصخور الحرامْ

كان دافورها مثل كوز الذُرة

فوجدت أمامي هنا مجزرة.

 

هاجمتني ضباع البراري، وسدّت أمامي الطريقْ

فاتجهت يساراً، وﻟﻤَّﺎ أجدْ ثغرةً،

دُرْتُ صوب اليمينْ

خلعتُ المناديل، ﺛﻢ السراويل،

ثمَّ تراجعتُ للخلفِ،

حتى أرى نقطةً من يقينْ

فوجدتُ اليمينْ

ابنَ عمّ اليسارْ

ووجدتُ اليسار

ابنَ عمّ اليمينْ.

 

هاجمتني الضباع،

وراحتْ تحاصرني من جميع الجهاتْ:

رأيتُ أمامي مباشرةً ... مِشْنَقَةْ

رأيتُ الخناجر، وجهاً لوجهٍ،

وأحسستُ مخرزها ﻓﻲ العيونْ.

دُرت نحو الأشقّاء،

ﻟﻢ يستمع ﻟﻲ أحدْ

وما شفْتُ لو دمعة ﻓﻲ عيون البناتْ

وﻟﻢْ يستمع ﻟﻲ أحدْ.

 

يطفحُ الذُلُّ ﻓﻲ الكائناتْ

تمّحي من قبائلنا الرعويَّةِ،

حلو الشمائلِ، أُذبحُ،

حتى البلاغة صارت من المعجزاتْ

فأين ربيعُ الصفاتْ.

 

- دُرتُ عشرينَ، ﺛﻢَّ اتجهتُ لناحيةٍ ﻓﻲ الأمامْ

أمامك رومٌ، وخلفك رومٌ، وﻓﻲ الجَنَباتْ

فقرّرتُ أن أطلق النار،

نحو جميع الجهاتْ.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف