مشعل والاخطاء الطفيفة
د.عصام شاور
لمجرد أن قال السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "أخطأنا" في كلمة له خلال ندوة بعنوان " التحولات في الحركات الإسلامية" حتى ضجت وسائل الاعلام بسيل من المقالات والتصريحات والادعاءات التي لا تمت الى حقيقة ما قاله مشعل .
من راقب الردود الاعلامية ظن ان كلمة مشعل كانت بكائية لجلد الذات وبراءة من تاريخ طويل من المقاومة والانتصارات والانجازات، ولكن الامر مختلف جدا عما حاول المغرضون او الجاهلون تصويره ولذلك كان لا بد من توضيح الامر دفاعا عن المقاومة ولا شيء غير ذلك.
السيد مشعل تحدث لمدة اربعين دقيقة عن الحركات الاسلامية بما فيها حماس وعن تأثرها وتأثيرها في الاحداث وكل ما جاء على لسانه انما كان عرضا لإنجازات حركة المقاومة الاسلامية حماس وعرضا لانتصاراتها وصواب مسارها في الاوقات المريحة والاوقات الصعبة التي مرت على الامة منذ بداية الربيع العربي حتى يومنا هذا، وفي اثناء حديثه خصص دقائق معدودة للحديث عن أخطاء وقعت فيها الحركة مع انه استبق ذلك الحديث بقوله : " اسمحوا لي أن اقول قناعاتي ولا الزم بها احدا"، وهذه الجملة وحدها تنفي أي قول بوجود مراجعات حول اخطاء وقعت فيها حماس " على افتراض وجود اخطاء"، ثم قال ان الشدائد تظهر "أدق السلبيات" و " العلل الطفيفة"، وهو بذلك يضع ما يريد ان يقوله في تلك الخانة ؛ سلبيات دقيقة وعلل طفيفة لا اكثر، ولكن ما هي الاخطاء التي تحدث عنها السيد خالد مشعل ؟؟.
قال مشعل : "لقد استسهلنا أن نحكم وحدنا، ظننا أن ذلك أمر ميسور واكتشفنا أن ذلك ليس سهلا، نظرية البديل نظرية خاطئة، المنهج الصحيح هو الشراكة والتوافق ولا يجوز الاكتفاء فقط بعرض الشراكة ، وقال ايضا اننا اخطأنا حين ظننا ان فتح قد انتهت.
الاخطاء التي تحدث عنها السيد مشعل هنا لا تدخل ضمن الاخطاء الاستراتيجية ولا حتى التكتيكية، وانما هي اخطاء في تقدير مواقف لا ينبني عليها اعمال ولا يمكن تفاديها، أي ماذا ستفعل حركة حماس لو انها رأت انها لن تستطيع حكم غزة وحدها ؟؟ هل يمكنها التخلي عن الحكم واقصاء نفسها بنفسها ؟
اذا كان الامر كذلك فيمكنها الان التخلي عن السيطرة على غزة وتسلميها بالكامل لمنظمة التحرير، وكذلك الظن بأن فتح انتهت فلم تتصرف يوما حركة حماس على هذا الاساس، ودليل ذلك توقيعها وثيقة الوفاق الوطني مع كافة الفصائل الفلسطينية الموجودة بالفعل والموجودة اسما فقط وتلك اتفاقية مضى عليها عشر سنوات، وخلال تلك السنوات وقعت حماس مع فتح الكثير من الاتفاقات التي لم تنفذ ولم تر النور وذلك يدل على ان حماس لا تنكر دور فتح ولا قوتها الحقيقية.
مختصر القول إنه لا يجوز ان نعمل " من الحبة قبة" وان نصور ان حماس بدأت برفع الراية البيضاء وهذا على مستوى الفصائل ، اما على مستوى الافراد والمزايدات الشخصية للبعض فإنني اذكرهم بأن قول عمر ابن الخطاب " اصابت امرأة واخطأ عمر " لا يؤهل تلك المرأة لتولي الخلافة او الامارة، ولا يعني انها اصلح لإدارة شؤون المسلمين من عمر بن الخطاب رضي الله عنه
د.عصام شاور
لمجرد أن قال السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "أخطأنا" في كلمة له خلال ندوة بعنوان " التحولات في الحركات الإسلامية" حتى ضجت وسائل الاعلام بسيل من المقالات والتصريحات والادعاءات التي لا تمت الى حقيقة ما قاله مشعل .
من راقب الردود الاعلامية ظن ان كلمة مشعل كانت بكائية لجلد الذات وبراءة من تاريخ طويل من المقاومة والانتصارات والانجازات، ولكن الامر مختلف جدا عما حاول المغرضون او الجاهلون تصويره ولذلك كان لا بد من توضيح الامر دفاعا عن المقاومة ولا شيء غير ذلك.
السيد مشعل تحدث لمدة اربعين دقيقة عن الحركات الاسلامية بما فيها حماس وعن تأثرها وتأثيرها في الاحداث وكل ما جاء على لسانه انما كان عرضا لإنجازات حركة المقاومة الاسلامية حماس وعرضا لانتصاراتها وصواب مسارها في الاوقات المريحة والاوقات الصعبة التي مرت على الامة منذ بداية الربيع العربي حتى يومنا هذا، وفي اثناء حديثه خصص دقائق معدودة للحديث عن أخطاء وقعت فيها الحركة مع انه استبق ذلك الحديث بقوله : " اسمحوا لي أن اقول قناعاتي ولا الزم بها احدا"، وهذه الجملة وحدها تنفي أي قول بوجود مراجعات حول اخطاء وقعت فيها حماس " على افتراض وجود اخطاء"، ثم قال ان الشدائد تظهر "أدق السلبيات" و " العلل الطفيفة"، وهو بذلك يضع ما يريد ان يقوله في تلك الخانة ؛ سلبيات دقيقة وعلل طفيفة لا اكثر، ولكن ما هي الاخطاء التي تحدث عنها السيد خالد مشعل ؟؟.
قال مشعل : "لقد استسهلنا أن نحكم وحدنا، ظننا أن ذلك أمر ميسور واكتشفنا أن ذلك ليس سهلا، نظرية البديل نظرية خاطئة، المنهج الصحيح هو الشراكة والتوافق ولا يجوز الاكتفاء فقط بعرض الشراكة ، وقال ايضا اننا اخطأنا حين ظننا ان فتح قد انتهت.
الاخطاء التي تحدث عنها السيد مشعل هنا لا تدخل ضمن الاخطاء الاستراتيجية ولا حتى التكتيكية، وانما هي اخطاء في تقدير مواقف لا ينبني عليها اعمال ولا يمكن تفاديها، أي ماذا ستفعل حركة حماس لو انها رأت انها لن تستطيع حكم غزة وحدها ؟؟ هل يمكنها التخلي عن الحكم واقصاء نفسها بنفسها ؟
اذا كان الامر كذلك فيمكنها الان التخلي عن السيطرة على غزة وتسلميها بالكامل لمنظمة التحرير، وكذلك الظن بأن فتح انتهت فلم تتصرف يوما حركة حماس على هذا الاساس، ودليل ذلك توقيعها وثيقة الوفاق الوطني مع كافة الفصائل الفلسطينية الموجودة بالفعل والموجودة اسما فقط وتلك اتفاقية مضى عليها عشر سنوات، وخلال تلك السنوات وقعت حماس مع فتح الكثير من الاتفاقات التي لم تنفذ ولم تر النور وذلك يدل على ان حماس لا تنكر دور فتح ولا قوتها الحقيقية.
مختصر القول إنه لا يجوز ان نعمل " من الحبة قبة" وان نصور ان حماس بدأت برفع الراية البيضاء وهذا على مستوى الفصائل ، اما على مستوى الافراد والمزايدات الشخصية للبعض فإنني اذكرهم بأن قول عمر ابن الخطاب " اصابت امرأة واخطأ عمر " لا يؤهل تلك المرأة لتولي الخلافة او الامارة، ولا يعني انها اصلح لإدارة شؤون المسلمين من عمر بن الخطاب رضي الله عنه
- رتب حسب
- الأحدث
- الأقدم
التعليقات: 2