الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التعليم و بطالة الخرجين و آثارها على المجتمع الفلسطيني بقلم:صهيب العطاونة

تاريخ النشر : 2016-09-27
التعليم و بطالة الخرجين و آثارها على المجتمع الفلسطيني بقلم:صهيب العطاونة
التعليم و بطالة الخرجين و آثارها على المجتمع الفلسطيني

صهيب العطاونة

التعليم من الركائز الأساسية في تطور و نهوض أي مجتمع بصورة عامة ، و المجتمع الفلسطيني بصورة خاصة ، لذلك هو يعدُ من الأمور التي تخرجه من عنق الزجاجة نحو مستقبل أفضل في ظل وجود الاحتلال الإسرائيلي ، وفي الوقت الراهن وفي ظل وجود العديد من العوامل التي تعيق شباب المجتمع الفلسطيني في تطوير المجتمع بأكمله و الإبداع والخروج بما يميز و ينير مستقبل المجتمع الفلسطيني على جميع المستويات ، يجب الحذر من أهم هذه العوامل المعيقة و هو تصاعد نسبة الخريجين العاطلين عن العمل بصورة ملحوظة ، حيث بلغت نسبتهم في الضفة والقطاع 68% حسب احصاء الجهاز المركزي الفلسطيني لعام 2015م ، وهذه ليست بنسبة مطمئنة بتاتا ، كما يجب الحذر من أثرها مستقبلا على المجتمع الفلسطيني وعلى أبنائه ، و إهمال مثل هذه الإشكاليات في المجتمع وعدم الاهتمام بهذا الكم من المتعلمين وتكديس طاقاتهم يقود إلى إشكاليات عديدة مستقبلا . بلغت نسبة الشباب العاطلين عن العمل في فلسطين 40% حسب احصاء الجهاز المركزي ، " بلغ معدل البطالة بين الشباب الخريجين ضعف ونصف معدل البطالة بين الشباب غير المتعلمين ، وهو ما يدل على أن مستوى الوظائف المطلوبة في سوق العمل الفلسطيني لا تحتاج إلى مستوى تعليمي عالي" ، هذا ما أدلى به رئيس الاحصاء المركزي الفلسطيني السيدة علا عوض في المؤتمر الشبابي حول واقع الشباب في فلسطين في رام الله عام 2015 م ، أي أن نسبة الشباب المتعلمين العاطلين عن العمل 60% تقريباً ، أما الشباب الغير متعلمين 40% تقريباً ، نسبة البطالة بين الشباب بشكلٍ عام في ارتفاع مستمر ما زال هنالك عدم قدرة في استيعاب هذا الكم من الشباب في سوق العمل .

استمرارية استيعاب الخريجين في قطاع التربية والتعليم بهذه الطريقة أي ( بتقدم ما يقارب 45 ألف خريج بصورة سنوية لامتحان التوظيف على ثمانمائة وظيفة ) هي من أهم و أبرز أسباب تصاعد نسبة الشباب الخريجين العاطلين عن العمل ، في حين توظيف ثمانمائة خريج سنوياً هو سبيل غير مجدي لنفع في ظل وجود 30 ألف خريج سنويا و45 الف متقدم للامتحان ، وكل ذلك يقود إلى تسارع نسبة البطالة في فئة الشباب المتعلمين سنة تلوى الأخرى بصورة كبيرة و مخيفة إلى حدا ما .

 
بحيث إذا استمر الوضع الحالي على ما هو عليه ، أي تصاعد نسبة البطالة لفئة الشباب و خاصة خريجوا الجامعات وعدم استيعابهم بصورة سليمة في سوق العمل ، سواء كان في قطاع العمل الخاص أم الحكومي ، سيترتب على ذلك آثار سلبية على المجتمع الفلسطيني ، ومن هذه الآثار :


 1. الهجرة : بعد انسداد الطريق أمام الخريجين خاصة الشباب ، و بعد أن يقفل في وجه كل خريج باب الوصول إلى وظيفة تمنحه حياة كريمة ، و انحصاره في زاوية لا مخرج منها لعل أول ما يفكر به الشاب هو الهجرة إلى الخارج من أجل العمل ، وما يلقاه الشاب من ضغوطات اجتماعية من تكوين أسرة صغيرة يعيلها بنفسه ، وليكون ساعداً لأسرته لا ليكون عالةً عليها ، في ظل هذه الضغوطات فلا يسع الشباب إلا التفكير في الهجرة للعمل كأحد الحلول المتوافرة والمطروحة أمامهم ، والإشكال هنا هو أن الفئة الأكثر كفائه في المجتمع تهاجر الى الخرج .

2. العمل في الداخل المحتل : من الحلول المطروحة أمام مَن لم يحصل على وظيفة للعمل بعد إنهاء الحياة الجامعية والتخرج بشهادة تخوله للوصول إلى مبتغاه ، فإحدى الحلول المتوافرة أمامه هو العمل في الداخل ، و بذلك يتم توفير أيادي عاملة للمحتل الغاشم ، و نساهم في بناء دولة العدو الأكبر لنا .

 3. الفساد : قد يقود الطريق المسدود أمام كل شخص وخاصة الشباب في الوصول إلى مصدر رزق يخوله لعيش حياة كريمة إلى تحويله لمجرم بحق نفسه أولا و بحق المجتمع ثانيا ، و تطرقه إلى سبل يظنها حلاً لأمره كالسرقة ، وانتشار المخدرات التي تزيد الحال سوءاً أكثر مما هو عليه ، ناهيك عن جرائم القتل وبذلك يكون الشاب الذي يعد طاقة وذخرا لبلده ضحية فساد ليس أكثر .

4. تضائل نسبة الملتحقين بالجامعات بعد الثانوية العامة مع مرور الزمن : " بلغ معدل البطالة بين الشباب الخريجين ضعف ونصف معدل البطالة بين الشباب غير المتعلمين ،  وهو ما يدل على أن مستوى الوظائف المطلوبة في سوق العمل الفلسطيني لا تحتاج إلى مستوى تعليمي عالي" ، هذا ما أدلى به رئيس الإحصاء المركزي الفلسطيني ، و هذا ما يدل على أن الحاجة في سوق العمل لغير المتعلمين أكثر من الحاجة للمتعلمين ،  ومع مرور السنين وعدم استيعاب هاذا الكم من الخريجين في سوق العمل و الحاجة إلى غير المتعلمين في السوق ، سيصل الأمر إلى حد يجبر كل من كان ناجح بامتحان الثانوية العامة أن يعيد النظر في إكمال مسيرته التعليمية عندما يرى هاذ الكم من الخريجين العاطلين عن العمل ، حيث ستصبح النظرة إلى الشهادة الجامعية خسارة مادية و زمنية (2 أو 4 أعوام من العمر ، عدا عن الخسارة الاقتصادية التي ستلحق به طيلة الفترة الدراسية ) ، وهكذا سيكمل تعليمه من كان لا يهمه المال أي من يملك المال ، وبالتالي لن يحسب الأمر بتلك الطريقة ، هنا سيصبح التعليم أشبه بحكر غير واضح للطبقة الغنية ، في حين إن أرد الفقير إكمال مسيرته التعليمية سيخسر الزمن والمادة ، وسيصبح التعليم في المجتمع مع مرور الزمن للأقلية الرأسمالية ، والأغلبية في المجتمع غير متعلمة ، وهذه الحسابات تتبخر حين يتم استيعاب الخرجين بصورة سليمة في سوق العمل .

استيعاب هاذا الكم من الخريجين في سوق العمل ليس بمعضلة كبيرة على صناع القرار ، فليس على من يملك القرار إلا أن يكون عوناً للخريجين و خاصة الشباب ، و يعمل جاهداً على إيجاد حلول قبل فوات الأوان ، لأن هذه القضية ليست بهامشية بل هي قضية و إشكال يجب أن يحتل سلم أولويات المجتمع بصورة عامة و صناع القرار بصورة خاصة ، للخروج من إشكاليات عديدة مستقبلا لأن هذه المسألة تخص أهم فئة في المجتمع وهي الفئة المثقفة ، ولأن الإشكال ليس فردي بل إشكال يخص أهم فئة في المجتمع أي المثقفين وأخص بالذكر الشباب الذين هم حجر المستقبل في البلاد ، فإن هُدِمَ حجر المستقبل كيف ستبنى البلاد؟ .

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف