برنامج "النشاط الحر" ... نحو تحقيق النمو الشمولي للطالب
بقلم / تغريد الديك
مديرة مدرسة بنات حبله الثانوية
في خطوةٍ غير مسبوقة، هي الأولى من نوعها على مستوى التعليم في فلسطين والمنطقة نفّذت وزارة التربية والتعليم العالي في العام الدراسي 2015/2016، برنامجاً حمل اسم "النشاط الحر"، وقد تم تطبيقه في مرحلته الأولى في مائة مدرسة حكومية، بالشراكة ودعم من مؤسستين وطنيتين، هما الوطنية موبايل وصندوق الاستثمار الفلسطيني، وذلك ضمن فلسفة وزارة التربية والتعليم العالي ورؤيتها نحو تعزيز التواصل والعلاقة ما بين المدرسة والطلبة خارج السياق التعليمي المحدد بالإطار الزمني للحصص الصفيّة،من خلال توفير فسحة زمنية لهم باستثمار أيام السبت من كل أسبوع والانتقال بمفهوم المدرسة المحدود كحيّز مكاني للتعليم مقيّد بجدول الحصص الأسبوعي، إلى فضاءٍ رحب من الأنشطة الثقافية والعلمية والفنية والرياضية والترفيهية والكشفية والإبداعية، لتصبح المدرسة حاضنة لإبداعات ومواهب الطلبة، وتعمل على صقل شخصياتهم عبر توظيف أساليب تربوية عصرية، تضمن تحقيق النمو الشمولي للطالب، ضمن برنامج النشاط الحر.
وقد كان للمدرسة التي أديرها "بنات حبله الثانوية" حظا وافرا في تنفيذ برنامج النشاط الحر فيها، فأضحت المدرسة في أيام العطل الأسبوعية والإجازات بؤرة إشعاع معرفي، ومركزا ثقافيا، ومعرضا فنيا، وناديا رياضيا، ومسرحا للدراما، ومختبرا علميا، وصالونا أدباي، ومخيما كشفيا إرشاديا، كل هذه الأنشطة انصهرت معا بتناغم طيفي جميل يشع كافة ألوان قوس قزح في بوتقة النمو الشمولي والمتكامل للطالب بكافة أبعاده المعرفية والوجدانية والحركية والسلوكية.
فاستطاعت المدرسة الانتقال النوعي من خلال "النشاط الحر" إلى حاضنة إبداعية تسهم بدور حيوي في تهيئة الفرص للطلبة لتحقيق ذاتهم، من خلال تعزيز روح الإبداع والتميز والكشف عن المواهب الطلابية وتبنيها، بإيقاع منسجم مع روح العصر والتطورات التقنية، والاستراتيجيات التربوية، والنظريات النفسية والاجتماعية، كما ساهم "النشاط الحر" في دمج وإشراك المجتمع المحلي بمؤسساته الرسمية والخاصة، وشرائحه المختلفة في أنشطة المدرسة وفعالياتها، مما أضفى على المشهد بهاءً ورونقا إضافيا، وعزز من تبني مؤسسات المجتمع المحلي للإبداعات في المدرسة.
بالإضافة إلى اكتساب الخبرات وتبادلها على مستوى المدارس المشاركة بالبرنامج من خلال الأنشطة الطلابية التبادلية المنفذة والتي بدورها تنعكس بشكل ايجابي على بناء وصقل شخصية الطلبة .
كما استطاع "النشاط الحر" أن يعزز من انتماء الطلبة للمدرسة، وخلق روح التنافس الإيجابي بينهم، وإطلاق العنان لهم للتعبير عن اتجاهاتهم من خلال الفضاء التربوي الإبداعي، والكشف عن مواهب ومهارات جديدة لديهم، لم تكن لتطفو على سطح الإبداع لولا تنفيذ البرنامج.
وقد اثبت تنفيذ برنامج "النشاط الحر" في المدارس الفلسطينية،إن الشعب الفلسطيني قادر على تنمية الإبداعات لدى الطلبة، وبجهود فلسطينية وطنية خالصة، دون الحاجة لتمويل خارجي، أو برامج مرتبطة بالمنح والمساعدات، وهذه بدوره مؤشر على قدرة الشعب الفلسطيني بمؤسساته الوطنية على النهوض بالواقع التربوي والتطوير.
وختاما،، فان تجربة تنفيذ برنامج "النشاط الحر" كانت تجربة نوعية وريادية، واستطاعت أن تخلق حالة فريدة من الحراك التربوي الإبداعي في الميدان التربوي، تجسيدا لرؤية د. صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي نحو التطوير التربوي المستمر، والرامية إلى إحداث نهضة تربوية تعليمية شاملة.
بقلم / تغريد الديك
مديرة مدرسة بنات حبله الثانوية
في خطوةٍ غير مسبوقة، هي الأولى من نوعها على مستوى التعليم في فلسطين والمنطقة نفّذت وزارة التربية والتعليم العالي في العام الدراسي 2015/2016، برنامجاً حمل اسم "النشاط الحر"، وقد تم تطبيقه في مرحلته الأولى في مائة مدرسة حكومية، بالشراكة ودعم من مؤسستين وطنيتين، هما الوطنية موبايل وصندوق الاستثمار الفلسطيني، وذلك ضمن فلسفة وزارة التربية والتعليم العالي ورؤيتها نحو تعزيز التواصل والعلاقة ما بين المدرسة والطلبة خارج السياق التعليمي المحدد بالإطار الزمني للحصص الصفيّة،من خلال توفير فسحة زمنية لهم باستثمار أيام السبت من كل أسبوع والانتقال بمفهوم المدرسة المحدود كحيّز مكاني للتعليم مقيّد بجدول الحصص الأسبوعي، إلى فضاءٍ رحب من الأنشطة الثقافية والعلمية والفنية والرياضية والترفيهية والكشفية والإبداعية، لتصبح المدرسة حاضنة لإبداعات ومواهب الطلبة، وتعمل على صقل شخصياتهم عبر توظيف أساليب تربوية عصرية، تضمن تحقيق النمو الشمولي للطالب، ضمن برنامج النشاط الحر.
وقد كان للمدرسة التي أديرها "بنات حبله الثانوية" حظا وافرا في تنفيذ برنامج النشاط الحر فيها، فأضحت المدرسة في أيام العطل الأسبوعية والإجازات بؤرة إشعاع معرفي، ومركزا ثقافيا، ومعرضا فنيا، وناديا رياضيا، ومسرحا للدراما، ومختبرا علميا، وصالونا أدباي، ومخيما كشفيا إرشاديا، كل هذه الأنشطة انصهرت معا بتناغم طيفي جميل يشع كافة ألوان قوس قزح في بوتقة النمو الشمولي والمتكامل للطالب بكافة أبعاده المعرفية والوجدانية والحركية والسلوكية.
فاستطاعت المدرسة الانتقال النوعي من خلال "النشاط الحر" إلى حاضنة إبداعية تسهم بدور حيوي في تهيئة الفرص للطلبة لتحقيق ذاتهم، من خلال تعزيز روح الإبداع والتميز والكشف عن المواهب الطلابية وتبنيها، بإيقاع منسجم مع روح العصر والتطورات التقنية، والاستراتيجيات التربوية، والنظريات النفسية والاجتماعية، كما ساهم "النشاط الحر" في دمج وإشراك المجتمع المحلي بمؤسساته الرسمية والخاصة، وشرائحه المختلفة في أنشطة المدرسة وفعالياتها، مما أضفى على المشهد بهاءً ورونقا إضافيا، وعزز من تبني مؤسسات المجتمع المحلي للإبداعات في المدرسة.
بالإضافة إلى اكتساب الخبرات وتبادلها على مستوى المدارس المشاركة بالبرنامج من خلال الأنشطة الطلابية التبادلية المنفذة والتي بدورها تنعكس بشكل ايجابي على بناء وصقل شخصية الطلبة .
كما استطاع "النشاط الحر" أن يعزز من انتماء الطلبة للمدرسة، وخلق روح التنافس الإيجابي بينهم، وإطلاق العنان لهم للتعبير عن اتجاهاتهم من خلال الفضاء التربوي الإبداعي، والكشف عن مواهب ومهارات جديدة لديهم، لم تكن لتطفو على سطح الإبداع لولا تنفيذ البرنامج.
وقد اثبت تنفيذ برنامج "النشاط الحر" في المدارس الفلسطينية،إن الشعب الفلسطيني قادر على تنمية الإبداعات لدى الطلبة، وبجهود فلسطينية وطنية خالصة، دون الحاجة لتمويل خارجي، أو برامج مرتبطة بالمنح والمساعدات، وهذه بدوره مؤشر على قدرة الشعب الفلسطيني بمؤسساته الوطنية على النهوض بالواقع التربوي والتطوير.
وختاما،، فان تجربة تنفيذ برنامج "النشاط الحر" كانت تجربة نوعية وريادية، واستطاعت أن تخلق حالة فريدة من الحراك التربوي الإبداعي في الميدان التربوي، تجسيدا لرؤية د. صبري صيدم وزير التربية والتعليم العالي نحو التطوير التربوي المستمر، والرامية إلى إحداث نهضة تربوية تعليمية شاملة.
