الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جريمة العار بقلم:عمر حلمي الغول

تاريخ النشر : 2016-09-27
جريمة العار بقلم:عمر حلمي الغول
نبض الحياة

جريمة العار

عمر حلمي الغول

شهدت العاصمة الاردنية أمس جريمة بشعة يندى لها الجبين راح ضحيتها كاتب اردني محترم. لم يفعل شيئا سوى انه نشر كاريكاتيرا ردا على الجماعات التكفيرية، التي تسيء للاسلام والمسلمين. وقام شهيد الثقافة والمعرفة، ناهض حتر بنشر توضيح، اعلن فيه القصد مما نشر. وأكد انه لم يتعرض  للذات الالهية من قريب او بعيد. ورغم ذلك الحق العام أخذ دوره، وقامت جهات الاختصاص باستدعاء المغدور، فتوجه لها واثقا مما فعل وسلم نفسه. ومع ذلك حُجز ايام عدة على ذمة التحقيق.

لكن يد الغدر الجبانة لا تأبة بالحق والقانون العام. لانها إعتبرت نفسها "وصية" على دين الله على الارض!؟ فارسلت رجلا من جهلتها للقصاص منه في وضح النهار وامام قصر العدل وسط العاصمة الاردنية باطلاق ثلاث رصاصات على رأس الكاتب ناهض حتر، فأرداه قتيلا. وهذا يعكس شكلا من شكال الترهيب وتكميم الافواه من قبل تلك الجماعات المعادية للاسلام الحنيف، والتي شاءت فرض قانون الغاب والجريمة على العباد من اتباع الديانات السماوية المختلفة. وارادت ارسال رسالة للنظام والمثقفين جميعا، من انها هي صاحبة اليد الطولى في التقرير فيما يجوز قوله او نشره او لا يجوز، وان من حقها هي دون سواها انتهاك حقوق الانسان، التي كفلها له الخالق عز وجل. وأكد عليها الخليفة الثاني عمرإبن الخطاب، رضي الله عنه، الذي قال للولاة المسلمين "متى إستعبدتم الناس، وقد ولدتهم امهاتهم أحرارا!" وشرعها وضمنها الدستور الاردني.

جريمة العار ضد الكاتب ناهض حتر، لا يجوز ان تمر مرور الكرام في الساحة الاردنية، بل يفترض في مؤسسات النظام السياسي القضائية والتنفيذية إتخاذ ما يلزم من العقوبات لحماية المواطن الاردني من تغول التكفيريين أدعياء الإسلام، والذي  هو منهم براء. والقصاص من المجرم التكفيري ليكون عبرة لمن إعتبر.

كما يفترض بالحركة الثقافية والاعلامية ومنابرها في المملكة الاردنية وفي كل الدول العربية بشكل منفرد ومشترك بما  في ذلك الاتحادات العربية ذات الصلة القيام بمجموعة من الانشطة والفعاليات، ليس فقط للتباكي على الشهيد ناهض، انما لاستنهاض قوة الشارع العربي في الساحات المختلفة ومؤسسات الانظمة لردع الجماعات التكفيرية وكل من تسول له نفسه ارتكاب اي جريمة. وتعزيز التوجهات الديمقراطية،وحماية حرية الرأي والرأي الآخر والتعبير والتنظيم والتظاهر والاعتصام والمساواة بين المرأة والرجل، للتأصيل لدولة المواطنة،والعمل لفصل الدين عن الدولة، ووقف سياسة التماهي مع الخطاب الديني الرجعي. وإحداث ثورة حقيقية في مناهج التربية والتعليم.

الراحل ناهض حتر دفع روحه دفاعا عن حرية الرأي والتعبير. ورفض التساوق وطأطأة الرأس امام الجماعات التكفيرية الارهابية اجيرة إسرائيل الفاشية والولايات المتحدة، منتجة الارهاب الدولاني في العالم. ولكن ما هو رد المثقفين واصحاب الرأي ودعاة التنوير في المجتمعات العربية؟ هل عليهم انتظار القاتل التكفيري في بيوتهم وفي الساحات والميادين حتى يطلق النار على رؤوسهم واجسادهم؟ام البقاء مختبئين في بيوتهم والعمل وفق مبدأ "وانا مالي؟" او وفق المثل الشعبي، الذي يقول :" حط رأسك بين الروس وقول ياقطاع الروس!" المصلحة الشخصية والمهنية والثقافية والمعرفية والوطنية والقومية الديمقرطية تتطلب من الجميع رفع الصوت عاليا. لا للارهاب. ولا كبيرة لتكميم الافواة. ولا لجريمة العار.ونعم للمواطنة الكاملة دون تمييزفي الجنس او اللون و الدين او العرق .ونعم لحرية الرأي والتعبير ... إلخ

من العار ان تمر الجريمة دون القصاص من كل التكفيريين، اي كانت اسماء تنظيماتهم وجماعاتهم وجنسياتهم، واستنهاض كل الطاقات الوطنية والقومية لإعلاء راية المجتمع الديمقراطي. وتعميق الهوية الوطنية والقومية الديمقراطية بعيدا عن الدين وادعيائه المفترين عليه وعلى الله جل جلاله وعلى عباده المؤمنين من مختلف الاديان والمعتقدات والافكار.

[email protected]

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف