الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من ناهض حتر الى ابو القاسم الشابي بقلم : حمدي فراج

تاريخ النشر : 2016-09-27
من ناهض حتر الى ابو القاسم الشابي بقلم : حمدي فراج
معادلة  من ناهض حتر الى ابو القاسم الشابي      26-9-2016

بقلم : حمدي فراج

      التحريض على القتل ، يعادل القتل ذاته ، وهو يعد جزء من العملية ، التي تبدأ به ويتوج بها . وللتحريض أشكال ومراتب ، ابرزها واهمها الذي يأتي في سياق "المقدس" و"المحرم" ، و يعتبر الدين احد اهم أقانيمها ، يليه في بلادنا المتخلفة على كل الصعد ، الجنس والسياسة ، ولهذا اطلق على هذا المعادل ، الثالوث المحرم . وقتل على هذه الخلفية المئات وربما الالاف بتهمة التطاول على المقامات العليا او على المرأة التي اخترقت "شرف العائلة" ، في حالة المقامات العليا ، تكون هي الجهة التي تنفذ الردع مباشرة بدون وسيط ، وفي حالة شرف العائلة ، يكون الاب او الزوج او الاخ او الابن ، وربما تمتد الى ابن العم والخال ، لكن في حالة الدين ، فيكون كل هؤلاء وأكثر .

    في حالة "شرف العائلة" ، تقضي الدولة بحبس القاتل عدة اشهر ، الذي يبدو في نظر القاضي بطلا هماما ، غسل عاره بيده ، في حين تدفن الضحية سرا او ليلا ، وكثيرا ما يقوم بعملية الدفن عمال البلدية بدون ان تجد شيخا رسميا يصلي عليها .

    هكذا كان مع المفكر الاردني ناهض حتر ، الذي اعاد نشر رسم كاريكاتيري ، فتقوم الدولة بإعتقاله وتقديمه للمحكمة "العدالة" ، التي تطلق سراحه بالكفالة ، وبعدها نعرف نهايته الحتمية  .

   هكذا حصل مع مئات المفكرين في كل مناحي هذا الوطن العربي ، الذي يفتقد حقيقة لأي مقوّم من مقومات بقية الاوطان ، بما فيها الاوطان التي اقيمت حديثا ، بما فيها دولة اسرائيل التي اقيمت قبل سبعبن سنة على جزء من اجزاء هذا الوطن ، لم يتعرض اي متورط في التآمر على إقامتها الى اي نوع من انواع المحاسبة ، بل ها نحن نرى اسلافهم يطبعون العلاقات على ارفع اشكالها معها ، ويتسابقون على خطب ودها سرا وعلنا .

   في نفس اليوم ، الذي اغتيل فيه ناهض حتر ، اغتالت الحكومة التونسية قبر الشاعر ابو القاسم الشابي ، تحت شعار باهت لا ينطلي على اي حكومة حتى لو كانت قراوسطية ، فما بالكم بحكومة ثورة أطاحت بحكومة بائدة ، عن خلافات بين ورثة الشابي ادت الى ردم قبره ، وهذا يذكّر بحكومة الثورة في ليبيا عقب الاطاحة بالقذافي ، التي بشّرت الشعب الليبي بإمكانية الزواج بإثنتين وثلاثة واربعة .

   تستقيم معادلة هذا الوطن ، حين يتم التخلص من المفكرين امثال ناهض حتر ، وحتى قبورهم كما مع الشابي في تونس على يد حكومة الثورة والمعري في سوريا على يد الثورة التي لم تنجح بعد لتشكيل الحكومة ، ليبقى هؤلاء القتلة الجهلة أحرارا ابطالا يجوبون شوارعه وساحاته ومجالاته وتطلعاته ان يكون له مكانا يليق به تحت الشمس ، فيبقى في الحضيض والعتمة والظلام .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف