معادلة من ناهض حتر الى ابو القاسم الشابي 26-9-2016
بقلم : حمدي فراج
التحريض على القتل ، يعادل القتل ذاته ، وهو يعد جزء من العملية ، التي تبدأ به ويتوج بها . وللتحريض أشكال ومراتب ، ابرزها واهمها الذي يأتي في سياق "المقدس" و"المحرم" ، و يعتبر الدين احد اهم أقانيمها ، يليه في بلادنا المتخلفة على كل الصعد ، الجنس والسياسة ، ولهذا اطلق على هذا المعادل ، الثالوث المحرم . وقتل على هذه الخلفية المئات وربما الالاف بتهمة التطاول على المقامات العليا او على المرأة التي اخترقت "شرف العائلة" ، في حالة المقامات العليا ، تكون هي الجهة التي تنفذ الردع مباشرة بدون وسيط ، وفي حالة شرف العائلة ، يكون الاب او الزوج او الاخ او الابن ، وربما تمتد الى ابن العم والخال ، لكن في حالة الدين ، فيكون كل هؤلاء وأكثر .
في حالة "شرف العائلة" ، تقضي الدولة بحبس القاتل عدة اشهر ، الذي يبدو في نظر القاضي بطلا هماما ، غسل عاره بيده ، في حين تدفن الضحية سرا او ليلا ، وكثيرا ما يقوم بعملية الدفن عمال البلدية بدون ان تجد شيخا رسميا يصلي عليها .
هكذا كان مع المفكر الاردني ناهض حتر ، الذي اعاد نشر رسم كاريكاتيري ، فتقوم الدولة بإعتقاله وتقديمه للمحكمة "العدالة" ، التي تطلق سراحه بالكفالة ، وبعدها نعرف نهايته الحتمية .
هكذا حصل مع مئات المفكرين في كل مناحي هذا الوطن العربي ، الذي يفتقد حقيقة لأي مقوّم من مقومات بقية الاوطان ، بما فيها الاوطان التي اقيمت حديثا ، بما فيها دولة اسرائيل التي اقيمت قبل سبعبن سنة على جزء من اجزاء هذا الوطن ، لم يتعرض اي متورط في التآمر على إقامتها الى اي نوع من انواع المحاسبة ، بل ها نحن نرى اسلافهم يطبعون العلاقات على ارفع اشكالها معها ، ويتسابقون على خطب ودها سرا وعلنا .
في نفس اليوم ، الذي اغتيل فيه ناهض حتر ، اغتالت الحكومة التونسية قبر الشاعر ابو القاسم الشابي ، تحت شعار باهت لا ينطلي على اي حكومة حتى لو كانت قراوسطية ، فما بالكم بحكومة ثورة أطاحت بحكومة بائدة ، عن خلافات بين ورثة الشابي ادت الى ردم قبره ، وهذا يذكّر بحكومة الثورة في ليبيا عقب الاطاحة بالقذافي ، التي بشّرت الشعب الليبي بإمكانية الزواج بإثنتين وثلاثة واربعة .
تستقيم معادلة هذا الوطن ، حين يتم التخلص من المفكرين امثال ناهض حتر ، وحتى قبورهم كما مع الشابي في تونس على يد حكومة الثورة والمعري في سوريا على يد الثورة التي لم تنجح بعد لتشكيل الحكومة ، ليبقى هؤلاء القتلة الجهلة أحرارا ابطالا يجوبون شوارعه وساحاته ومجالاته وتطلعاته ان يكون له مكانا يليق به تحت الشمس ، فيبقى في الحضيض والعتمة والظلام .
بقلم : حمدي فراج
التحريض على القتل ، يعادل القتل ذاته ، وهو يعد جزء من العملية ، التي تبدأ به ويتوج بها . وللتحريض أشكال ومراتب ، ابرزها واهمها الذي يأتي في سياق "المقدس" و"المحرم" ، و يعتبر الدين احد اهم أقانيمها ، يليه في بلادنا المتخلفة على كل الصعد ، الجنس والسياسة ، ولهذا اطلق على هذا المعادل ، الثالوث المحرم . وقتل على هذه الخلفية المئات وربما الالاف بتهمة التطاول على المقامات العليا او على المرأة التي اخترقت "شرف العائلة" ، في حالة المقامات العليا ، تكون هي الجهة التي تنفذ الردع مباشرة بدون وسيط ، وفي حالة شرف العائلة ، يكون الاب او الزوج او الاخ او الابن ، وربما تمتد الى ابن العم والخال ، لكن في حالة الدين ، فيكون كل هؤلاء وأكثر .
في حالة "شرف العائلة" ، تقضي الدولة بحبس القاتل عدة اشهر ، الذي يبدو في نظر القاضي بطلا هماما ، غسل عاره بيده ، في حين تدفن الضحية سرا او ليلا ، وكثيرا ما يقوم بعملية الدفن عمال البلدية بدون ان تجد شيخا رسميا يصلي عليها .
هكذا كان مع المفكر الاردني ناهض حتر ، الذي اعاد نشر رسم كاريكاتيري ، فتقوم الدولة بإعتقاله وتقديمه للمحكمة "العدالة" ، التي تطلق سراحه بالكفالة ، وبعدها نعرف نهايته الحتمية .
هكذا حصل مع مئات المفكرين في كل مناحي هذا الوطن العربي ، الذي يفتقد حقيقة لأي مقوّم من مقومات بقية الاوطان ، بما فيها الاوطان التي اقيمت حديثا ، بما فيها دولة اسرائيل التي اقيمت قبل سبعبن سنة على جزء من اجزاء هذا الوطن ، لم يتعرض اي متورط في التآمر على إقامتها الى اي نوع من انواع المحاسبة ، بل ها نحن نرى اسلافهم يطبعون العلاقات على ارفع اشكالها معها ، ويتسابقون على خطب ودها سرا وعلنا .
في نفس اليوم ، الذي اغتيل فيه ناهض حتر ، اغتالت الحكومة التونسية قبر الشاعر ابو القاسم الشابي ، تحت شعار باهت لا ينطلي على اي حكومة حتى لو كانت قراوسطية ، فما بالكم بحكومة ثورة أطاحت بحكومة بائدة ، عن خلافات بين ورثة الشابي ادت الى ردم قبره ، وهذا يذكّر بحكومة الثورة في ليبيا عقب الاطاحة بالقذافي ، التي بشّرت الشعب الليبي بإمكانية الزواج بإثنتين وثلاثة واربعة .
تستقيم معادلة هذا الوطن ، حين يتم التخلص من المفكرين امثال ناهض حتر ، وحتى قبورهم كما مع الشابي في تونس على يد حكومة الثورة والمعري في سوريا على يد الثورة التي لم تنجح بعد لتشكيل الحكومة ، ليبقى هؤلاء القتلة الجهلة أحرارا ابطالا يجوبون شوارعه وساحاته ومجالاته وتطلعاته ان يكون له مكانا يليق به تحت الشمس ، فيبقى في الحضيض والعتمة والظلام .