الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مـراكـب الـمــوت بقلم:حسن زايد

تاريخ النشر : 2016-09-27
مـراكـب الـمــوت بقلم:حسن زايد
مـراكـب الـمــوت
بـقـلـم : حــســن زايــــد

لا شك أن الكارثة التي تعرض لها مركب المهاجرين غير الشرعيين ، قبالة سواحل رشيد في مصر ، علي المستوي الإنساني مصيبة المصائب . وأن ما حل بهؤلاء المهاجرين يدعو إلي الأسي والأسف بغير حدود . وأن ما حل بأهاليهم وذويهم يدعو إلي التعاطف والمواساة . ولا شك أن المصاب جلل بالنسبة للدولة المصرية ، إذ أنه يمثل خصماً من الموارد البشرية المتاحة للمجتمع .
فإذا ما نحينا العاطفة جانباً ، واردنا أن نتناول الأمر بعقلية باردة محايدة ، فلابد لنا من النظر إلي الأمر من عدة جانب :
الأول ـ جانب المهاجرين .
الثاني ـ جانب سماسرة التهجير .
الثالث ـ جانب الدولة .
ونعرض لهذ الجوانب الثلاث من خلال هذا المقال .
الجانب الأول ـ وهو جانب المهاجرين ، وينطوي هذا الجانب علي عدة فروع :
الأول ـ طبيعة الهجرة .
الثاني ـ أسباب الهجرة ودوافعها .
الثالث ـ نتائج الهجرة .
الفرع الأول ـ وهو المتعلق بطبيعة الهجرة ذاتها ، ومن الواضح أن الهجرة هي هجرة غير شرعية ، وعدم مشروعيتها مستمدة من التفافها حول الإجراءات القانونية المقررة للهجرة الشرعية . فهناك إجراءات للهجرة الشرعية عن طريق القوي العاملة ، تتوفر فيها الإشتراطات المقررة قانوناً ، سواء علي المهاجر ، أو البلد محل الهجرة ، وطبيعة العمل المتوفر ، والتعاقد علي أساسه ، وحفظ كافة الحقوق المقررة المترتبة عليه . أما الهجرة غير الشرعية فتتمثل في الهجرة التفافاً علي الإجراءات المقررة ، سواء في بلد المنبع ، أو بلد المصب . ومن هنا كان فقدانها لمشروعيتها .
الفرع الثاني ـ ويتبادرـ مع الفرع الأول ـ إلي الذهن تساؤلاً مشروعاً حول علل الإلتجاء لهذا النوع من الهجرة . لا ريب أن هناك دوافع تمثل هذه العلل ، تتمثل في : ـ عدم بلوغ السن المقررة قانوناً ـ الهروب من التجنيد ـ الهروب من الأحكام الغيابية ـ الإستسهال في الإجراءات ـ عدم توافر فرص العمل المجزية في بلد المنبع ـ وضيق ذات اليد ـ الفروق في الأجور ـ الفروق في العملات ـ وقد بلغت الإغراءات التي تمثلها الهجرة غير الشرعية حداً لا يقاوم ، فإن العائدين من بلاد المهجر في أجازات أحدثوا انقلاباً في التركيبة الإقتصادية والإجتماعية في قراهم وعزبهم ، حيث السيارات الفارهة ، والمحلات الفاخرة ، والعمارات والأبراج العالية ، والأطيان الشاسعة ، الإنفاق ببزخ وإسراف ـ بغض النظر عن وجود المؤهل من عدمه . وقد شكلت هذه الظواهر دوافع لا تقاوم . وقد بلغ الأمر حد اكتساب بعض القري والعزب أسماء لمدن أجنبية . وقد ساهم في تزايد الهجرة غير الشرعية تساهل دول المصب في استقبال المهاجرين ، بغض النظر عن طبيعة الهجرة ، أو أسبابها ودوافعها .
الفرع الثالث ـ وهو المتعلق بنتائج الهجرة ، وهنا تتبدي ثلاث نتائج واضحة للعيان :
الأولي : تحقيق مآرب الفرع الأول .
الثانية : إحداث الإنقلابات الإقتصادية والإجتماعية في المجتمع علي نحو يخل بمعاييره والتزاماته ، وقيمه . الثالثة : موت المهاجرين في عرض البحر ، وما يتبع ذلك من تثكل ، وترمل ، وتيتم ، وأحزان ممتدة بطول العمر .
الجانب الثاني ـ وهو جانب سماسرة التهجير ، وهي فئة مجرمة في حق المجتمع ، لأنها تمارس نشاط التهجير علي نحو غير مشروع ، مقابل سمسرة بأرقام فلكية ، ثم تأجير وسائل انتقال غير آمنة ، وغير مشروعة ؛ لأنها قد جعلت لغير الغرض المخصصة له ، وهي فئة لا ترتب علي نفسها أي التزامات لقاء ما تقاضته من مبالغ مالية ، سوي إلقاء المهجرين في عرض البحر؛ ليلقوا حتفهم ، أو يلاقوا مصيرهم . وتلك الفئة الضالة قد وجدت ضالتها في أولئك الذين قتلهم الطموح الجامح ، في الثراء الفاحش السريع ، فغذوا لديهم دوافع السفر بأي ثمن ، وبأي طريقة . ولا توجد التشريعات التي تردع هذه الفئة ، وتجعلها ترعوي ، وتمتنع عن إقتراف هذه الخطايا ، والآثام ؛ لأن من آمن العقوبة ، أساء الأدب . وهم قد آمنوا العقوبة . والجانب الثالث ـ وهو جانب الدولة ويتمثل في الدور الذي يمكن أن تلعبه الدولة في هذه القضية ، حيث يمكن للدولة سن القوانين التي تردع سماسرة التهجير من جانب ، وتردع المهاجرين من جانب أخر . ويستكمل هذا الدور كوحدة واحدة بتوفير قوات حرس الحدود الكافية التي تغطي السواحل ، بالإضافة إلي القوات البحرية ، من جانب ثالث .
إذن فبداية معالجة هذه القضية تبدأ من الجانب التشريعي في دول المنبع ، ودول المصب للمهاجرين غير الشرعيين ، فوضع عقوبات صارمة علي المهاجرين وسماسرة التهجير في دول المنبع سيحد من الهجرة غير الشرعية .
ووضع عقوبات رادعة وصارمة علي المهاجرين غير الشرعيين في دول المصب سيحد من هجرتهم ، أو إضفاء شرعية علي وجودهم غير الشرعي . وذلك سيخدم الهجرة الشرعية التي تتم بشكل قانوني عن طريق الجهات المعتمدة للدولة ، والتي تمثل إضافة حقيقية للدخل القومي في دول المنبع . والحد من الهجرة غير الشرعية ، والقضاء عليها ، سيخلق توازناً داخل سوق العمالة ، فضلاً عن تلبية الإحتياجات المحلية . وإعطاء فرصة للدولة لتأهيل وتدريب العمالة المصرية ، وتصديرها للخارج باعتبارها مورداً إقتصادياً هاما من موارد اقتصاديات الدول .
ولا يخفي جانبان في هذا الأمر :
الأول : أن هذه الهجرة تخل بالتوازن بين الرجال والنساء من ناحية .
الثاني : الإختلال القيمي المنقول إلي المجتمعات المحلية من الدول الغربية ، دول المصب .
ولذاـ يمكننا القول أن المهاجر غير الشرعي جانياً ومجنياً عليه في آن واحد.
حــســـــــن زايـــــــــــد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف