الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

النبلاء..بقلم:حمدان العربي

تاريخ النشر : 2016-09-26
النبلاء..بقلم:حمدان العربي
في الحقيقة إلى وقت قريب لم أكون أومن بشيء اسمه "النبل" ، وان هناك إنسان نبيل و إنسان اخر غير ذلك. قبل أن أغير رأي 180 درجة عكسا...
وكما هو معروف ، الإنسان مخلوق من تراب و التراب خليط معادن من الذهب الغير قابل للتفسخ إلى معدن الحديد السريع الصدأ و التفتت إلى معادن أدنى من ذلك بكثير...
وللتعريف ، النبالة ليست لقبا يُعطى بهيبة أو بمرسوم ملكي أو غير ملكي أو دهن خارجي كما تُدهن السيارات لتصبح براقة المظهر يأكلها من الداخل الصدأ...
وأيضا ليس كل من يملك مالا أو يلبس ثيابا أنيقة أو يركب سيارة فخمة أو يسكن بنيانا فخما، أو من يحمل شهادات عليا هو نبيل، وإنما النبل صفات مغروسة في أعماق لإنسان غير قابلة للتحول أو التفسخ...
وهناك ميادين في الحياة الإنسانية إذا تولاها من غير البلاء أهلكت كما يُهلك الحرث و النسل وعلى رأس هذه الميادين ، ميدان الطب...
قلت ميدان الطب ، شعاره المئزر الشديد البياض ولابد من يلبسه يكون قلبه مشابه تماما ولا يمكن أن يتم استبدال هذا المئزر الأبيض الناصع بمئزر الجزار الملطخ بالدماء أو بمئزر التاجر الشديد السواد...
تذكرت كل ذلك وأنا أتلقى في خبر عن قريبة لي انضمت إلى قافلة المشلولين السبب المباشر كما تم ذكره آنفا. لقد أصيبت بانسداد الشريان مما نتج عنه سكتة دماغية بما يُعرف باللغة الفرنسية (AVC )...
تم نقلها بسرعة من مستشفى إلى اخر. واحد ليس له الإمكانيات ، الآخر المصابة لا تسكن في المنطقة،وهكذا... ولكل مستشفى تبريراته والنتيجة معروفة.
رغم أن هذا النوع من الإصابة ( انسداد الشريان) ، إذ تم تشخيصها و معالجتها بسرعة و في الوقت المناسب بحقن ( Anticoagulants)، تكون نسبة النجاة مصيرية و عالية جدا. وهذه الحقن متوفرة و لا أظن مؤسسة طبية على وزن مستشفى لا يملكها ...
تكون هذه عينة على صحة كلامي ، رغم أنها ليست العينة الوحيدة إذا أضيف لها أمثلة معلومة و أخرى غير معروفة ومقارنتها بأمثلة أخرى ...
والدي حكى لي عندما جاء أمي ، رحمها الله ، المخاض عند ولادة احد أخواتي وكانت ولادة عسيرة جدا تتطلب مساعدة طبية ولم تكون في المنطقة كلها سوى قابلة واحدة من أصل يهودي وكان وقت حظر التجول و قوات الاحتلال تطلق النار على كل شيء متحرك...
ولم يكون أمام والدي خيار اخر سوى الزحف على بطنه للوصول لبيت القابلة المذكورة وبعد أن اخبرها والدي بسبب مجيئه رفعت بسرعة حقيبتها وهمت بالخروج مع والدي. اعترض زوجها قائلا لها "أنت، ذاهبة للموت برجليك"...
أجابته ، قائلة " إذا كانت حياتي في خطر فهناك حياة إنسان اخر أكثر خطر..." . وكان مجيئها سبب نجاة والدتي من خطر مميت...
إذا تم مقارنة هذا المثال البعيد بمثال قريب جدا ، عندما قصدت ممرضة لطبيب بجوارنا طالبا منها الحضور لحقن شقيقتي ، رحمها الله ، التي أنهكها المرض فلم تعد تستطيع الوقوف على رجليها أو تتحمل شدة الآلام المرض ولا بد من حقنها بمهدئات في انتظار أمر الله. رفضت تلك الممرضة بشدة رغم أني عرضت عليها أضعاف أتعابها ، بحجة أنها لا تخرج للبيوت وعلى المريض الحضور إليها...
قلت هذه مجرد عينات بسيطة وبسيطة جدا تدعم قناعتي بأن الطب و النبل علاقة وجدانية لا يمكن الاستغناء عن هذه العلاقة لكي لا يتم الاختلال الرهيب. ولتكرار ، النبل هو ذلك اللباس الأبيض الناصع فوق جسم لا بد أن يكون بداخله قلب بنفس اللون...


بلقسام حمدان العربي الإدريسي
25.09.2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف