الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مازالتْ فيّ طفلة ..بقلم فاطمة البشر

تاريخ النشر : 2016-09-26
مازالتْ فيّ طفلة

كنتُ ذات يومٍ صغيرة أبكي لأني لم أعرف أن أمشط شعر لعبتي، كنتُ أبكي إذا ما رأيتُ حلماً مخيفاً، أبكي إذا لم أستطع النّوم، أبكي إذا لم يأتِ دوْري على الأرجوحة، أبكي حينما يصرخ فيّ أحدهم ..

حينما كنتُ صغيرة كنتُ أخافُ النّوم على حافة السرير خشية الوقوع، كنتُ أخاف من ظلام الليل، أخاف أنْ ينام الكلّ قبل أن أنام، أخاف أن أتأخر عن المدرسة ..

كنتُ أخجل حينما أسقط من سريري، أخجل إذا ما اتسخت ثيابي وأنا آكل، أخجل إذا لم أعرف أن أمشّط شعري، أخجل إذا ما قالت لي أمي لتعالي لأطعمكِ ..

عندما كنتُ صغيرة سجلتُ أغاني برامج الكرتون على شريط تسجيل كيْ لا أنساها، وكنتُ أدندن بها في يومي ..

ذات يومٍ قالوا لقد كبرت هذه الفتاة الصغيرة .. كبرتُ، ولا أعرف متى كبرت!

كبرتُ ومازلتُ أبكي لأني لم أعرفْ أن أنام، أبكي لأني استيقظت فزِعة، أبكي إذا ما علا صوت أحدهم وهو يخاطبني، أبكي إذا لم أعرف ماذا أفعل ..

كبرتُ ومازلتُ أستيقظ وأنا على وشك الوقوع من على حافة السرير، وربما وقعت ذات مرة، لم أبكِ ولم أخجلْ، بل ضحكتُ وأخبرتُ القاصي والداني ..

كبرتُ ومازلتُ أبقّع ثيابي أثناء الأكل، وربما كثيراً ما أمتنع عن الأكل خارج المنزل لهذا السبب، لكنّي أعشق أنْ تقول لي أمّي دعيني أطعمكِ، وأحبّ أن تمشّطَ هيَ لي شعري ..

مازلتُ أتابع برامج الكرتون، وأفلام سندريلا، وفلة والأقزام السبعة، وفتى الأدغال، لا أعرف كم مرة شاهدتها، لكني مازلتُ أشاهدها .. فأنا أحبها ...

ومازلتُ أبحث عن شريط التسجيل ذاك لأغاني الرسوم المتحركة، أسمعها الآن عبر الانترنت، لكني أحبّ سماعها عبر المسجّل لأسمع معها التّشويش، وزلّات اللسان أثناء التسجيل...

كبرتُ ومازلتُ أُبقي الضوء مشتعلاً إذا ما كنتُ مستيقظة وكلّهم نائمون. فمخاوفي مُذْ كنتُ صغيرة بقيت كما هي، أخشى الظلام، أخشى صوت الأبواب المهتزّة، أخشى أن أتأخر عن الجامعة. ومازلتُ أخشى أن يمدّ أحدهم يده من أسفل السّرير ليمسك كاحلي ..

مازالتْ فيّ طفلة لا تغادرني، ولا أذكر يوماً أنّني كبرت ...

فهل أنتم كبرتم ؟! ... لا أظنّ ...

لأنّنا كلنا فينا طفلٌ لا يغادرنا، أطلقوا العَنان للطفل الذي بداخلكم، ولنعِشْ معاً أطفالاً إلى الأبد ...


فاطمة البشر
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف