الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/24
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مراجعة..!!بقلم : محمود حسونة

تاريخ النشر : 2016-09-26
مراجعة..!!بقلم : محمود حسونة
إنهم أغبياء وأميون في السياسة والاقتصاد وفي كل ما يتعلق بشئون الناس، هذه مصيبتنا ، والمصيبة الأعظم، في بطانة النفاق الذين يلتفون حولهم ويعزلونهم عن الواقع، يكذبون عليهم ويخدعونهم ، فيدعون أن كلامهم حكم،و قراراتهم صائبة، وتوجيهاتهم سامية، والأغبياء يصدقونهم، و هم يصدقون كذبهم، حلقة كاملة متكاملة من النفاق والرياء، إنها أنجح المشاريع لصناعة طواغيت الاستبداد والظلم، لصناعة الأصنام، والوحيد الذي يدفع الثمن الباهظ من قوته وكرامته هو الشعب المسكين، ،الاستنتاج البديهي للمعطيات السابقة :هو أينما وجد مستبد طاغية؛ وجدت حوله بطانة رياء وتملق، ينظرون إلى الناس كمجموعة من الرعاع البله المغفلين ويعاملونهم كقطيع . قال تعالى : ( وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا )
ما الذي يحصل ؟؟! ما السر في هذا الواقع؟ ؟! ما هذا الجهل والاستجهال؟ ؟!! والسؤال الأكبر :لماذا توافق الناس على مثل هذا الواقع الفظيع؟ ؟ ؟ !
إن الرهان ليس على حاكم صالح أو حاكم طالح ، إن الرهان يجب أن يكون على وعي الناس ،الوعي الذي ينشيء ويبلور وبخلق ضمانات الرقابة على الحكام ، الوعي الذي يقوم بدوره المطلوب في اللحظة الحرجة التاريخية ،فيحاسب كل من يخرج عن مصلحة الناس ومبادئهم و دستورهم وشرعهم ،لكن كيف بالوعي؟ ؟
يجب أن يكون الوعي دراسياً، وليس تأملياً مثاليا، يشيد أحلاما ومدنا أفلاطونية فاضلة في الخيال أو على الورق، ويجترح حلولاً سحرية للقضايا الضخمة بضربة سحرية، لأنها ستنهار بضربة واحدة ،فالفكر التأملي المجرد، لا يجدي شيئا في مثل هذه الأزمات. لذلك نحن نحتاج إلى وعي ناضج ، وعي يعكس منهجية صادقة صحيحة في التفكير.
الوعي ليس حدثاً منقطع عن الزمن ، إنه عملية ممتدة متصلة نابضة حية ، يأخذ شكل صيرورة نابضة حية متابعة للشروط والمتغيرات ،وبذلك ينمو وتصبح لديه القدرة على أن يبرز دائماً مقترحات وحلولاً جديدة, و يواكب التغير بعين فاحصة وناقدة.
أولى أولويات الوعي تكون بدراسة كل ما جد وما وقع لهذه الأمة من أزمات ومن إشكالات عبر التاريخ وفي واقعها المعيش .
لكن لماذا التركيز على دراسة التاريخ؟ ؟
إن دراسة التاريخ تمنحنا خبرة آلاف السنين من حياة البشر، وتسلط الأضواء على تراث مختلف الأمم، فالتاريخ هو مختبر الأفكار والنظريات, هو مختبر الأديان, ومختبر الأيديولوجيات, ومختبر الحلول ،ومنبع زخم للمعرفة ، ولأن تاريخنا السياسي تاريخ نكد، ولازال واقعنا امتداد بائسا لهذا التاريخ، القرآن الكريم يركز على التاريخ ، مثلما لم يفعل كتاب إلهي من قبل! ! قال تعالى : (قَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ۗ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَىٰ وَلَٰكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُون)
إن وعينا في العلوم الإنسانية وعي هزيل هذه حقيقة ،وهو المهم في الشأن السياسي،إنه الوعي الذي يعلمنا كيف نصوغ التاريخ، و كيف تتم إدارة سياسة الشعوب، فنحن بحاجة إلى مفكرين ضليعين في التاريخ والسياسة والعلوم الإنسانية ، صحيح أننا لدينا الكثير من المختصين في العلوم التطبيقية كالأطباء والمهندسين أو ما يعرف بالتكنوقراط ،ولكن هذا لا يكفي لتحقيق نهضة حقيقية ،يقول العالم سكنر في كتابه (ما بعد الكرامة والحرية) لو قدر أن بعث أرسطو حياً الآن وطلب منه أن يشارك في نقاش سياسي ، فإنه سيشارك باقتدار جيد جداً، أرسطو يستطيع أن يقارع كبار علماء الاجتماع ومنظري السياسة المعاصرين ولن يظهر جاهلا أمامهم, لكنه لو ناقش طفلاً في الصف الخامس الابتدائي في علم الفيزياء أو الكيمياء سيظهر فقيراً جداً ومشوه التفكير والمنهج, لأن العلوم التطبيقية تطورت تطوراً سحيقاً جداً, لكن علوم الإنسان لا زالت كسيحة وتحبوا حبواً, وحظنا نحن منها ضئيل جداً, وإن ظهر نبوغ أو اجتهاد في هذه الأمة لا يوجد ولا يستثمر ولا يوظف في هذه العلوم التي تحتاجها الأمة, بل يوظف في العلوم التي تدر المال فقط, وتبقي الأمة بلا وعي حقيقي ولا تستطيع أن تصنع وتبلور وعياً حقيقياً, هذه هي المأساة ولا بد أن نلتفت إليها.
وبداية الوعي في أبسط مسلماته ،وأولى خطواته تكون بإيجاد رقابة صارمة على الحاكم ،وعدم المراهنة على ضميره الشخصي ، عليه أن يخضع للرقابة أياً كان ومهما كان لا تقل إنه إنسان صوام قوام بكاء عفيف أمين هذا لا يكفي ؛ لأن معادلة الإيمان معادلة باطنية لا يستطع تقويمها حقاً إلا رب العالمين والإنسان يبقى إنسان ،وحقيقة الإنسان ينبغي ألا تغيب عنا ،وهو ما أن يستلم مفاتيح قوة مطلقة من غير رقابة يتحول إلى ديكتاتور كبير في أي موقع , أعطه مفاتيح القوة من غير رقابة وسوف ترى كيف يتحول،إنها الظروف الملائمة لصناعة الطغاة ، من يضمن أن هذا الحاكم لن ينقلب على نفسه ليعود جباراً ؟؟!!
هذا يحدث دائماً, لأنك تراهن على ضمير شخصي لا وثاق فيه ، لا ثقة في الإنسان ،إلا برقابة صارمة تقتص من الذي يخرج على القانون والمباديء.هذه حقيقة، هذه حقيقة الإنسان، اقرأ تاريخ الجبابرة المتسلطين؛ وستصل مع كل واحد منهم إلى هذه الحقيقة .
لقد فهم الغربيون الدرس قبلنا بمئات السنين، ورد في كتاب دستور إنجلترا في القرن السابع عشر :( إن الشعب محمي ومضمون من ظلم حكومته, لأن هذا الشعب لم يعط ثقته للحاكمين, وإنما أعطاها للذين يراقبون هؤلاء الحاكمين)
كل إنسان تنازعه نفسه في السلطة والتسلط، إنها هاجس البشر ،ففي باطن كل واحد جبروت، يظهر بشرط الانفراد بالسلطة مع غياب الرقابة ،التاريخ والواقع يؤكدان هذه الحقيقة قال تعالى : (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها )
يقول برتراند راسل في كتابه (الفرد والسلطة ): إن كل إنسان ينطوي على رغبة جامحة إلى أن يصبح إلهاً من آلهة الأولمب, فلا ثقة في هذا الإنسان )،وقد سبقه في ذلك أبو حامد الغزالي بمئات السنين حيث يقول :إن في كل نفس بشرية منزوع إلى التأله كل واحد فينا يمكن أن يصبح إلهاً ولو مصغرا ) إن ًأقبح شيء يقبح به الإنسان هو الكبر والغطرسة ، فكيف إذا صار الكبر والغطرسة استبداداً وطغياناً وتألهاً وظلماً وسفكاً للدماء واعتقالاً للحريات؟!
وفي القرآن الكريم أصدق القول من رب العالمين :( قتل الإنسان ما أكفره ) ، ( يا أيها الإنسان ما غرك بربك الغرور )، ( إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) ، ( إنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعا ) ، (إن الإنسان لظلوم كفار )،﴿إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً )
هكذا هو الإنسان، إلاَّ من آمن بالله.
لا يمكن تسليم مصير مجتمع بمقدراته ومستقبله إلى فرد وحتى إلى أفراد بلا رقابة واعية تضمن حقوقه، رقابة ينتخبها الناس، ويكون له الحق في نزع ثقته منها في أي وقت يثبت فيه عدم الأمانة والصدق، إلا إذا كان مجتمعا من المغفلين أو المجانين.
يقول إيمانويل كانط الفيلسوف الألماني : ( إن أمة لا تشعر ولا تقدر قيمة الحرية لا تستحق الحرية.)
بقلم : محمود حسونة (أبو فيصل )
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف