الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

وزيرة الثقافة الإسرائيلية و " المريب " بقلم : حماد صبح

تاريخ النشر : 2016-09-26
وزيرة الثقافة الإسرائيلية و" المريب "
في الأمثال الشهيرة : " يكاد المريب يقول : خذوني ! " ، وقد جسدت ميري ريجيف وزيرة الثقافة الإسرائيلية جوهر هذا المثل الجمعة الماضية في مدينة أسدود الفلسطينية الساحلية حين انسحبت من حفل توزيع جوائز " أوفير" للأفلام والإنتاج السينمائي ؛ احتجاجا على غناء مغني الراب الفلسطيني تامر نفار قصيدة " بطاقة هوية " لمحمود درويش ، وهي آخر قصائد ديوانه الأول " أوراق الزيتون " الذي ظهر في 1964 . ويقول المقطع الذي اعترضت الوزيرة الليكودية على غنائه : " سجل ! برأس الصفحة الأولى :
أنا لا أكره الناس ،
ولا أسطو على أحد ،
ولكني إذا ما جعت آكل لحم مغتصبي ،
حذارِ ، حذارِ من جوعي ومن غضبي ! " .
ريجيف لم ترَ في المقطع سوى " آكل لحم مغتصبي " ،
واعتبرته تهديدا بأكل لحم اليهود مع أنه تعبير مجازي يبين قوة الإصرار على الانتقام ممن سبب جوع الفلسطيني وجوع أولاده باغتصاب أرضه وقمحها وزيتونها ، " لو يذكر الزيتون غارسه لصار الزيت دمعا " مثلما يقول محمود في قصيدة " عن الصمود " من نفس الديوان . ورؤية ريجيف لهذا الجزء فقط من المقطع المغنى يعري شعورها العميق ، وشعور كل المستوطنين اليهود في فلسطين بأنهم اغتصبوا أرض الفلسطينيين ظلما وعدوانا ، وأن كل رواياتهم ودعاياتهم وخطاباتهم لأنفسهم ولغيرهم لم تكفِ لانتزاع هذا الشعور الغائر في أعماقهم . لم تجاهلت الوزيرة قول محمود في ذات المقطع : " أنا لا أكره الناس " بما فيه من براءة وصدق " طفوليين " ، ويقصد كل الناس بمن فيهم اليهود ؟! ولم تجاهلت سلميته وبعده عن العدوانية والأذية في قوله : " ولا أسطو على أحد " ؟! مع إقرارنا بأنه هنا يلمح إلى المستوطنين اليهود الذين سطوا على كل الوجود الفلسطيني . ما من تفسير حقيقي دقيق لكل موقفها من قصيدة درويش سوى شعورها مثل غيرها من الإسرائيليين اليهود بأنهم سرقوا وطن الشعب الفلسطيني . وموقفها في تشدده جزء طبيعي من التشدد الإسرائيلي الكلي نحو كل ما هو حق فلسطيني . بدؤوا روايتهم بإنكار الوجود البشري والحضاري الفلسطيني في فلسطين ، وواصلوا إنكارهم انسجاما مع تلك الرواية حتى اضطرتهم الأحداث في فلسطين ذاتها ، في الضفة وغزة وال 48 19، إلى الاعتراف في تردد ونفور بالحقيقة البشرية الفلسطينية ، ولكنهم لم يجرؤوا حتى الآن على المضي بذلك الاعتراف إلى ما يجب أن ينتهي إليه ، أي الإقرار الرسمي بأن حق الشعب الفلسطيني في فلسطين حق تاريخي وقانوني ، ولا مفر من تجسيده في كيان سياسي كامل ، وأنه لن تنجح أي رواية باطلة مهما تسلحت بحنكة التزوير وبطش القوة في القضاء عليه . وانشغال الإسرائيليين الدائم بشعر محمود درويش وما فيه من إشارات وتلميحات أو توضيحات تخصهم شاهد كبير على وهن قناعتهم بشرعية حقهم في فلسطين . ومشهورة مذكورة الزلزلة التي رجتهم بها قصيدته " عابرون في كلام عابر" في 1988 في الانتفاضة الأولى ، والتي وصفتها "يديعوت أحرونوت " ب " القصيدة التي وحدت الكنيست " ، ودفعت الكاتب الإسرائيلي اليساري الراحل عاموس كينان للقول لمحمود دروش : " لا حوار بيننا إلا بالبندقية ". الواثق من عدالة حقه لا ترعبه قصيدة شعر تنفي هذه العدالة أو تشكك فيها ، وفي مقابل وهن القناعة الإسرائيلية وتزعزعها الذي تظهر تجلياته كل حين ، نرى قوة القناعة الفلسطينية وصلابتها التي لا تتوقف تجلياتها عن الظهور مهما كانت ترديات الواقع الفلسطيني ومساوئه ، وأخطرها غياب قيادة وطنية جامعة للشعب الفلسطيني .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف